[ المستوى السادس ] : مناقشة ◦ [ العقيدة 3]

[فهد العتيبي]

1- أنسب مناهج التلقي في أصول الاعتقاد (النقلي- العقلي- الذوقي- العاطفي- السري) للفرق التي تعمل بها، بمعنى أي الفرق تعتمد المنهج النقلي، وأيها تعمل بالمنهج العقلي...وهكذا؟
النقلي : منهج السلف هي اقتصارهم في مصدر التلقي على الوحي : كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة العقلي : هو المنهج الذي ينسب نفسه إلى العقل، أي: أخذ من العقل، ومعنى ذلك أنهم يرون في العقل رؤيا معينة، بحيث إنهم سموا منهجهم بالمنهج العقلاني. والمنهج العقلي منهج تأثر في جل أفكاره ومناهجه و أرائه بالفلسفة اليونانية والحضارة اليونانية الذوقي :المنهج الذوقي: منهج ينتسب إلى الصوفية الغلاة، الذين يتذوقون الأشياء، فما أعجبهم ذوقاً أخذوه ليس عقلاً، بل كأنهم يتذوقون الأشياء فما كان حلواً أخذوه وما كان مراً رفضو العاطفي :هو المنهج الذي تدين به طائفة الرافضة في جميع أرجاء الأرض، وهو مبني على مسألة العاطفة، أي: أنهم لا يحكمون العقل السري : هو منهج الباطنية الذين احتكروا المنهج على مجموعة من الناس فقط. فالدروز والنصيرية من فرق الباطنية المختلفة، وليس لهم معتقد، لو سألت أحداً منهم: ما هي عقيدتك؟ لا يعلم

2- مالفرق بين النبي والرسول وفق ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهل يشترط لأحدهما الإتيان بشريعة جديدة، استدل لذلك؟

ذكروا فروقاً بين النبي والرسول، وأحسنها: ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه النبوات، وهو: أن النبي من أوحي إليه، ويبلغ ما أوحي إليه لكنه لم يرسل إلى قوم كافرين. قال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي..} فذكر أن الإرسال يعم الرسول والنبي والرسول من أرسل إلى قوم كفار يدعوهم للتوحيد، فنوح أول الرسل ، وكان قبله أنبياء كآدم وشيث وإدريس عليهم السلام. وليس شرطاً أن يأتي بشريعة جديدة، كيوسف عليه السلام كان رسولاً، وكان على ملة إبراهيم.

3- رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء بقلبه ولم يره بعين رأسه، كيف تكون رؤية القلب؟

الصحيح أنه رآه بقلبه , ولم يره بعين رأسه, وهو الذي اختاره , شارح الطحاوية (ابن أبي العز), وابن حجر في الفتح

4- هل تتلاقى الأرواح بعد الموت عموماً، أم أن هناك تلاقي لأرواح المنعمين فقط؟

ستقر الأرواح بعد الموت:الأرواح في البرزخ متفاوتة، فمنها: أرواح في أعلى عليين، في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.ومنها أرواح في حواصل طير خضر ، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها وهي أرواح بعض الشهداء لأن بعض الشهداء تحبس روحه عن دخول الجنة حتى يقضى دينه.ومنها ما يكون محبوساً على باب الجنة، أو محبوساً في قبره، أو محبوساً في الأرض، ومنها أرواح تكون في تنور الزناة والزواني، وأرواح أكلة الربا تسبح في نهر الدم وتلقم الحجارة كل ذلك تشهد له السنة

5- إذا احترق شخص ما وتفرقت أشلاؤه في حادث تحطم طيارة ونحوه، ولم يدفن هذا الميت، هل يجري عليه ما يحصل للمقبور من مشاهد وأحوال، وضح ما تقول؟

نعم يجري عليه ما يجري على الميت في قبره

6- قراءة القرآن وإهداء ثواب القراءة للميت هل هو جائز مطلقاً أم أن هناك ضوابط وقيود لهذا العمل؟

وأما قراءة القرآن وإهداؤها للميت تطوعاً بغير أجرة فهذا يصل إليه ثوابه كما يصل ثواب الصوم والحج والدعاء الذي أذن لهم فيها، ولم يمنعهم مما سوى ذلك، وهو مذهب الحنفية

7- الميزان له كفتان حسيتان مشاهدتان، وذكرنا انه توزن عليه ثلاثة أمور ماهي مع ذكر الشاهد من الأدلة لما تقول؟

1- صحائف الأعمال: حديث البطاقة 2- العامل: قال تعالى:{فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} 3-العمل : حديث "والحمد لله تملأ الميزان

8- كيف ترد على من أنكر وجود الجنة والنار الآن، وقال: بأنهما لو كانتا موجودتين ستفنيان لأن كل شيء هالك يوم القيامة من المخلوقات؟

الجواب باختصار غير مخل:أن كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك، والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء، وكذلك العرش، فإنه سقف الجنة

9- اعرض لثلاثة من أدلة الرؤية الثابتة عند أهل السنة والجماعة؟

قال الطحاوي رحمه الله : (والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا:{وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة} وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا) المخالف في الرؤية الجهمية والمعتزلة، ومن تبعهم من الخوارج والإمامية، وقولهم باطل مردود بالكتاب والسنة. أدلة الرؤية: 1- قوله تعالى: { وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} وهو أضهر الأدلة، وفيه تأكيد صريح نظر العين إلى الرب عز وجل في الآخرة، وذلك من خلال ما يليأ- إضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله. ب- تعديته بأداة ”إلى“ الصريحة في نظر العين. ج- إخلاء الكلام من قرينة تدل على خلاف حقيقته وموضوعه. 2- قال تعالى: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} فالحسنى: الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجهه الكريم، فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم. 3- الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على الرؤية متواترة.قول الناظم: مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتاً واحتسب ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهذي بعض عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّاسَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ ؟ " فَقَالُوا : لا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ " فَقَالُوا : لا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " أَمَا إِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ هَكَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ”.

10- " الإيمان بالقدر لا ينافي الأخذ بالأسباب"

وضح حال الرسول صلى الله عليه وسلم في تطبيق هذه القاعدة؟
الإيمان بالقدر لا ينافي الأخذ بالأسباب: وقد ظن بعض الناس أن التوكل ينافي الاكتساب وتعاطي الأسباب،وأن الأمور إذا كانت مقدره فلا حاجة للأسباب ! وهذا فاسد. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل المتوكلين ، يلبس لأمة الحرب ، ويمشي في الأسواق للاكتساب

11- ماهي أنواع الإرادة مع ذكر دليل لكل نوع؟

والمحققون من أهل السنة يقولون: الإدارة في كتاب الله نوعان: 1- إرادة قدرية كونية خلقية: كقوله تعالى: ( ولكن الله يفعل ما يريد). 2- إرادة دينية أمرية شرعية, وهي المتضمنة للمحبة والرضى. كقوله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).

12- ذم الله إبليس حيث أضاف الإغواء إلى الله تعالى في قوله: {رب بما اغويتني..} على أي شيء يقع هذا الذم؟

قول إبليس: (رب بما أغويتني), ذمه الله لأنه احتج بالقدر على الإغواء ، ولم يذمه الله لاعترافه بالقدر وإثباته له ، كما في قوله تعالى لما ذم المشركين بقوله : { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ }

13- أفعال العباد على نوعين ، ما هما؟ وهل يقع الحساب عليها جميعاً؟

أفعال العباد نوعان: 1- نوع يكون منه من غير اقتران قدرته وإرادته, كحركات المرتعش(اضطراري). 2-ونوع يكون منه مقترناً لإيجاد قدرته واختياره (اختياري). والله تعالى إنما يعذب عبده على فعله الاختياريقال الطحاوي رحمه الله تعالى: (وهو متعال عن الأضداد والأنداد) كما قال تعالى : ( ولم يكن له كفواً احد * ) ويشير رحمه الله – بنفي الضد والند- إلى الرد على المعتزلة, في زعمهم أن العبد يخلق فعله.

14- أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإمساك عن الكلام في القدر، ونهى السلف رحمهم الله عن التعمق في القدر، فهل المراد من هذا النهي الإعراض عن تعلم مسائل الإيمان بالقدر، وضح ما تقول ؟

الطحاوي رحمه الله: (وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى في كتابه: (( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) [الأنبياء:23] فمن سأل : لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب؛ كان من الكافرين). قال علي رضي الله عنه القدر سر الله، فلا تكشفه. والتعمق هو المبالغة في طلب الشيء، والمعنى: أن المبالغة في طلب القدر والغوص في الكلام فيه ذريعة الخذلان. والذريعة : الوسيلة. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به . قال : وقد وجدتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذاك صريح الإيمان. والإشارة إلى بقوله: ”ذاك صريح الإيمان“ إلى تعاظمهم أن يتكلموا به. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ، والناس يتكلمون في القدر قال : فكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب قال : فقال لهم : " ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم » ، قال فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله لم أشهده ما غبطت نفسي بذلك المجلس أني لم أشهده. وتفقأ: يعني تكسر

[عشق القصيد]

--

الله يجزاك خير يارب

[alaeda]

جزاك الله خير

[عادل المطيري]

جزاك الله خير