مقال اعجبني عن كلية المعلمين بالدملم

[محمد احمد حامد]

كلية المعلمين بالدمام
نظرة من الداخل
إن من المؤسف أن تكون بوابة من أبواب التعليم وصرحا من المفترض أن يخرج لنا رجالا يعلمون ، ويثقفون، ويخرجون ، أجيالا على سواعدهم ، ومن أفكارهم نبني مستقبلا مشرقا وعظيما لهذا الوطن الحبيب ، لا يخرج من عباءتها، وصفوفها إلا معلمين محبطين منكسرين أكلهم الضيم، والغبن،من سوء تعامل إدارتهم معهم، وتعالي عميدهم عليهم . حيث لا تسمع إلا عبارة - لا حياة لمن تنادي - عندما تطلب من طالب أن يذهب للعميد إذا واجهته أبسط مشكلة. ومن واقعي تجربة رأيت أن شعار الكلية ( لا تعترض لا تسأل لا تطلب) فالعميد – السابق- ( أبخص ). عندما تدخل من بوابة كلية المعلمين في الدمام يهولك سوء المنظر.القراطيس المهملة تعبث بأطراف ثوبك ، وقناني المياه الفارغة تترنح بين الجدران, المبنى عثا عليه الزمن وأصبحت شقوق جدرانه مسارب للديدان, وأودية للحشرات, جدرانها خير دليل على آثار الجدري والجرب ، منه تلوح ظلمة المجهول, وسوء المنتظر. كأنها خرابة عصفت بها عاديات الدهر, لا يسكنها إلا الجن والغراب والبوم. في المحاضرة عيناك معلقاتنا في السقف تسأل أيسقط اليوم أم غدا؟ - اللهم سلمنا من نهاية تحت سقف - الجو حر والغبار يعبث بالعيون, والنظافة في الكلية من باب الترف تلهي عن التحصيل العلمي, حماماته عقاب فتنتظر متى تعود لبيتك شوق على شوق حتى تغسل وجهك وتقضي حاجتك براحة وأمان .
قد تصدمك تلك العبارة التي كتبت على الجدار وأنت تصعد إلى الدور الأول. لكنها حقيقة خطتها أنامل الطلاب المعتقلين الجدد فوق ما خطه المسرحين القدامى هي عبارة ( كلية إعدام المعلمين).
النفس تقول حجر وقسا, ومكان لا يطول المقام فيه وعلى الصبر يؤتى الأجر. والعلم لايمنعه مكان, ولا تطير به عاصفة .
تتطاير نظريات التربية أمامك. تبهرك تخطفك تحضنك دفء إحساس, ولهيب عاطفة تستشرف من خلالها عوالم أخرى تخبرك أنك هناك, وأنك الثمرة وحولك يتسأل الناس. فتجنح فيك الأحلام فتتمنى أن رحمك كتاب وبيتك مكتبة . وأن هذه الكلية بيتك الثاني ومشفى للروح والجسد. طاقة تمدك بالحياة تفتح أمامك اتجاهات المستقبل تصنعك رجل آخر لا تنخره هانات الزمن ولا تعبث به وساوس الشيطان.
يذبحك الصف الطويل من المكاتب الإدارية الذي يقسمها ممر يعبر بك إلى فسحات الهواء الطلق خارج الكلية ويقسمها ستة كراسي متقابلات بائسة, لا يجلس عليها إلا يائس محزون, ومنتظر مكلوم من نشيجه المتصاعد صرخت فيه الكراسي : قوم لا حياة لمن تنادي . ذاك الممر أصبح خط كآبة يتحاشى الطلاب المرور به ويسلكون مسارب أخرى ولو أتعبت و بعدت.
إذا النظرية تموت على مقصلة الإدارة وكل تلك المناهج مجرد حشو, وملء ورق, وكلام ليس له حيز من التطبيق إلا شفتي المحاضر عندما يطبقهما على بعض, ويكون بهذا أطبق على النظرية أو طبقها. سيدي الواقع ينسف النظرية . فمجالها الأرحب, وساحة تطبيقها الحقيقي, ومعملها المتبني لها منهاجا, أقصد إدارة الكلية ليس لها منه إلا جرعة سراب. هذه الازدواجية المفرطة بين التنظير والتطبيق تخلق لك معلما مزدوجا ينتج مزدوجات من الأجيال, لها تأثير على حركة تقدم المجتمع, وتطوره. تخلق لك شخصية تخادع ظلها, تبعثر كنه الانتماء والولاء الوطني.
لا يعزيك في هذه الكلية التي تقتل عمدا ، ويخفف عنك الشوق إلى الأهل والصحبة،و مدن وقرى باعدتك عنها النجعة,و طلب العلم
إلا أساتذة فضلاء ذو علم وأدب جم، ترى في وجوههم عزم العالم ورحمة الأب. يخجلونك بمداد عطفهم، ورحابة صدورهم، ووقوفهم بجانبك فقه منهم بأمرك، وفقه بعلوم أتقنوها رفعتهم تساميا عن الكبر, ورفعوها رقيا بإنسانيتهم المتواضعة.
فلولا فيض علمهم، وظل عطفهم؛ لرأيت الطلاب يتسربون فرحا من الكلية كأسراب جراد غادرت قحطا إلى حقول سنابلها تطل على ورود رياض.

نعم إن الكلية تتخبط في قرراتها, وتعاملاتها فهي كطفل تائه بين أم وأب فرقهما الطلاق. فرغم انفصال الكلية عن وزارة التربية والتعليم وإلحاقها بجامعة الملك فيصل إلا أنها لازالت تدير دفتها في فلك العهد السابق, منهاجا وطرق تدريس وسياسة إدارية. بعيدا عن قرارات وأنظمة الجامعة. الكلية معلقة لا تزال تنتظر التفاتة من الجامعة . ومن المحزن المؤلم أنك عندما تنتقد وتشرع في حجاج مع العميد على أمر يعطل عملية التطوير التربوي , والفاعلية التعليمية لا تجد تفاعلا وفهما للمشكل, ولكي يسكتك ويريح رأسه من طلتك البهية. يطلب منك التوجه إلى مدير الجامعة ، وكأن الكلية ليس لها عميد!
في ردهات الكلية حين تحاصرك روائح العرق, ونتانة المعاملة، يخالجك إحساس أنك في مدرسة ثانوية قابعة في قرية نائية، مديرها صلد يعيش في سبعينيات القرن الماضي.

يوسف النافع - الدمام

[سارق القمر]

أخي الفاضل

مقال رائع يحكي حال طلاب الكلية

وأنا أحد الطلاب في هذه الكلية ... تعايشنا مع الوضع لمدة 4 سنوات ، قدّمنا الشكاوى والخطابات .. ولكن.. إلى مكانها المعتاد .....سلة المهملات .

لاحياة لمن تنادي .... ولكن ,,, نأمل الآن أن تعيش الكلية أجمل أيامها في ظل حكمة الدكتور ناصر الشلعان .... ورفيقه وصاحبه الدكتور عبدالواحد المزروع ... حفظهما الله ......... أفضل من مرّ على إدارة الكلية طيلة السنوات الاربع الماضية ..

تقبل تحياتي أخي الكريم

[المحدبي]

لا حياة لمن تنادي

[أم فضائل]

والله أنكسر خاطري .. وجرت دموعي وأنا اقرأ هذه المقالة ....


من المسئول عن هذه الكارثة التي سببت لنا قبل أبناءنا الكآبة والحزن والهم !!!


أناشدكم بالله أيها المسؤولون هذه أحرف ظمأى تستعذب اهتمامكم الفائق وعنايتكم الكريمة بأبناءنا


وأنا أثق في اتساع صدوركم قبل أسماعكم لنا ولهم .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته