كتاب : كلام في السياسة’’نهاية طرق العربي التائه’’..محمد حسنين هيكل)

[بيان باراس]

كتاب : كلام في السياسة’’نهاية طرق العربي التائه’’..محمد حسنين هيكل)



بدأ المؤلف كتابه بهذه المقدمه:
هذه فصول مما كتبت سنة 2001 , وهي سنة طلع على الدنيا فيها قرن جديد , ومن المفارقات ان البداية فيما كتبت كانت حديثا عن مؤتمر القمة العربي في عمان - مارس 2000 , وكان عنوانه : " نهايات طرق " ثم ان هذه الفصول . اليوم على شكل كتاب .تصل الى قارئها , والامة تتطلع الى مؤتمر قمة عربي في بيروت - مارس2002 . والظاهر ولسوء الحظ ان الطرق تبدو عند نهاياتها وكأنها وصلت الى تيه لا يظهر عليه افق.
ومع بداية هذا القرن لجديد - القرن الحادي والعشرين - فانه يبدو ان " العربي" أصبح هو "التائه" . وهو صدى بالمقلوب لتعبير شاع قبل ذلك قرونا عن "اليهودي التائه".
وفي قرن سبق - وهو القرن العشرون - فان ذلك "اليهودي التائه" وجد لنفسه مكانا حط فيه رحله , وحصن موقعه - وفي نفس الوقت " العربي" اختلطت عليه الامور , وبدا وكأنه ضيع عالمه وفيه تراثه ومستقبله , ثم انه ارتحل بحاضره تائها بين الحقيقة والوهم , وبين الرؤية والسراب , وبين الحلم والعجز.
وهكذا بدأ القرن الحادي والعشرون واليهودي الذي كان "تائها" متحصنا في المشروع الصهيوني على ارض فلسطين , في حين ان العربي الذي كان راسخا في الطبيعة والتاريخ أصبح هو الشارد في التيه : قد يعرف من أين ؟ . لكنه لاي عرف الى أين ؟!
وكان ذلك هاجسي وأنا أعيد قراءة هذه الفصول حتى تظهر بين دفتي كتاب.
ورجائى ودعائى ألا أكون قد أسرفت في القلق على الحاضر وأهله , وعلى المستقبل وأصحابه , ثم يكون الهلال قد أصبح بدرا في كماله أمام الناس , في حين عطلتنى الوساوس أمام الوجه الآخر - المظلم - للقمر!

وانهى كتابه بهذه العبارات :
وطويت صفحات كتاب "فرنسا : سنوات الظلام " وفي خواطرى وأمام عيني " أن الارداة تقدر ان تعيش حلمها (وتجدد وسائله) , واما العجز فليس لديه غير ان يعيش حلم الآخرين (ويذوب فيه).
وقمت من مقعدى أمشى على الشاطئ وعليه الخطوط مما يرسم الموج على الرمل او مايلقى عليه من شظا حجر وبقايا صدف , متفكرا في شأن هذا البحر الابيض الذي تحلقت الحضارات حوله , وارتكز التاريخ على صخوره , وكتبت الانسانية واقفة أمامه بعضا من أشهر الصفحات في قصتها , تلك الأرفع قيمة - وتلك الأدنى تواضا!

بالمرفق