|
منتدى كلية التربية منتدى كلية التربية ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طلاب و طالبات كلية التربية و نقل آخر الأخبار و المستجدات . |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
في كل طالب ما يستحق الثناء.. الشيخ الصفار
الشيخ محمد الصفار
في كل إنسان ما يستحق النقد والتوجيه وفي كل إنسان ما يستحق الثناء والإكبار، في المعلم، والطبيب والمهندس، وطالب العلم، والعامل، وكذلك في الأولاد والطلبة والصغار والكبار، فلا يوجد سلب مطلق ولا إيجاب مطلق والكمال لله وحده. في يوم من الأيام كنت أنا وأنت أيها المعلم صغارا نجلس على مقاعدنا الدراسية، وكنا نشاهد بعض المدرسين وهم يركزون في صفوفنا على عدد معين من الطلبة، هم عادة الشطّار والمتفوقون، القادرون على الفهم والحفظ، والملتزمون بتحضير الواجبات، وكانوا يمتدحونهم يوميا، ويَذكُرونهم بأسمائهم، وكانوا دائما يدعونهم للمشاركة والخروج أمام الطلبة ليشرحوا واجبا أو ليبينوا معلومة ما، ناهيك عن شهادات التقدير في الاحتفالات العامة والهدايا التي يحصلون عليها أمام أبائهم وأولياء أمورهم. منذ ذلك اليوم وإلى اليوم الذي تتكرر فيه هذه المشاهد على أيدي المعلمين الكرام، والسؤال شاخص ومتموج وملح، ترى أي حالة يمكن أن تهيمن على الآخرين من الطلبة الذين ليس لهم حظ وافر من العلم والنباهة والفهم؟ وما الذي سيتعزز في نفوسهم إن نحن درجنا على تناسيهم لمجرد الضعف في قدراتهم الذهنية واهتماماتهم الدراسية؟ أيها السادة المعلمون دعونا نسبق سؤالنا بسؤال آخر، لماذا نُكرّم المتفوق علميا فقط؟ ولماذا نمتدح الحافظ لدروسه والمتعشق لدراسته فحسب؟ أليس في الآخرين وإن ضعفت قدراتهم العلمية ما يستحق الثناء؟ لقد نقل لي أحد المعلمين تجربة طيبة يطبقها على طلبته سنويا، ويقول انها تفرز نتائج طيبة لاحظها على سلوك الطلبة وعلى نفسياتهم وأحيانا على مستويات الفهم والنباهة عندهم، خلاصة تجربته أنه كان يبحث في كل طالب عن أمر يستحق أن يمدحه به، ويشيد بشخصيته أمام الآخرين من أقرانه، فكان يمتدح بعض الطلاب ويشيد بهم لفنهم في الرسم، ويكرم البعض الآخر لجمال الخط، ويتحدث مع الجميع عن إعجابه بأحد الطلبة باعتباره اجتماعيا في سلوكه، وعن آخر لأنه ذو جسد رياضي رشيق، وهكذا يشجع النظيف في ملابسه، والمرتب في كتبه ، والمنسق في هندامه، لقد كان مبتكرا في بعض القصص والتصيّدات التي يجعلها مدخلا لتشجيع الطلبة. لقد أغراني حديثه بالسؤال منه فقلت له: هذه أساليب تصلح للمرحلة الابتدائية ولا تتناسب مع المراحل المتقدمة في الدراسة، حيث يكون الطلبة في أعمار أكبر ونضج أكثر، فكان جوابه قابلا للتأمل حين أكد لي أن مبدأ التشجيع والحاجة له من قبل الآخرين ليس له علاقة بالعمر ولا بالمكانة، فكل كلام طيب له نتاج طيب بإذن الله {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكن يبقى الأسلوب هو المتحرك، ويبقى المدخل إلى التشجيع قابلا للقولبة والتغيير حسب الشخص وقدرة المعلم على فهم نفسيته، والطريقة التي تعتبر مريحة ومحفزة له. لقد شجعني كلامه على السؤال منه فقلت: ألسنا في مدرسة تخرج قدرات علمية؟ أم ماذا؟ فأسهب في الكلام الذي أختصره بدوري قائلا: المدرسة لا تخرج القدرات العلمية فقط، فأنا الآن معلم لكن عددا كبيرا من الذين درست معهم، منشغلون بأمور أخرى، فبعضهم تاجر كبير، وبعضهم حرفي، وثالث طبيب أو مهندس، ورابع لاعب في فريق، وآخرون في شتى شؤون المجتمع وأعماله ومهامه، فتشجيع المتفوق علميا فحسب ليس نظرية صحيحة، بل انها تبطئ ببقية الكفاءات والقدرات الأخرى الكامنة في الطلبة والتي يحتاجها المجتمع وتفرضها طبيعة الحياة. قلت له: هذا النوع من التشجيع إذا ذو فائدة مستقبلية، وليست له فائدة للطالب في هذه المراحل الدراسية؟ والمعنى أننا علينا أن نشجع غير النابهين والمتفوقين كيما يستفيد منهم المجتمع في المستقبل. أكد صديقي المعلم على هذه المقالة، وأردف أن تشجيع هؤلاء وتكريمهم يؤدي إلى ثمرتين عاجلتين لهم، الأولى شعورهم النفسي بقيمتهم ومكانتهم، وإحساسهم أنهم يملكون ما يستحق النظر وإن فقدوا التفوق الدراسي، وهذه تشبع حاجة نفسية في أعماقهم، وتشكل أحدى أهم الروافع التي تنتشلهم من الإحباط النفسي المحتمل لأمثالهم، وتحول الحياة عندهم إلى طعم آخر له لذته وقيمته، طعم ولذة لا شك أنها أطيب كثيرا من الإهمال والتهميش. والثانية أن هذا النوع من التشجيع ربما يكون مفتاحا ومحفزا لأمثال هؤلاء لتنطلق طاقاتهم الكامنة، وليجربوا معنى التكريم والتقدم في أمر ما، إننا لا نخسر شيئا إذا تعاملنا مع هذا التكريم كمحفز، فإن أنتج نجحنا وتقدم طلبتنا، وإن لم ينتج فقد تعاملنا مع ولد من أولادنا وطالب من طلبتنا بما يليق بإنسانيته. وربما أضيف فائدة ثالثة( والكلام للصديق) وهي نشوء علاقة حميمة بين الطالب والمعلم الذي أكرمه، تحت أي مبرر كان ذلك الإكرام، وهذا يساعد على القدرة في النصح والتوجيه إلى ما فيه خير ومصلحة الطالب، كما أنه يساعد في توثيق علاقة الطالب بالمدرسة، لأنها ستكون المكان الذي أُكرم وقُدّر فيه. إن كل طالب فيه ما يستحق التقدير والإعجاب والتوقف والتفات والثناء والإكبار والعناية والتكريم، وكل طالب هو مصداق من المصاديق التي كرمها الله سبحانه بقوله{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}. |
2006- 11- 4 | #2 | |
مؤسس الملتقى
|
رد: في كل طالب ما يستحق الثناء.. الشيخ الصفار
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اقتباس:
و ستزرع الثقة في نفوس الطلاب .. بل و سوف تساعدهم على الإجتهاد و سينعكس ذلك على مكانة المعلم لديهم ... مشكور اخوي علي |
|
2006- 11- 4 | #3 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: في كل طالب ما يستحق الثناء.. الشيخ الصفار
العفو اخي ابو احمد
صراحة تعجبني كثيرا مقالات الشيخ الصفار التربوية ويعجبني ايضا نباهتك في النقاط الجميلة والهامة :) |
2006- 11- 17 | #4 |
من مؤسسي الملتقى
|
رد: في كل طالب ما يستحق الثناء.. الشيخ الصفار
مقال رائع جداً ويحمل الكثير من النقاط الهامة التي تزيد من ثقة الطالب بنفسه وبقدراته
لاتحرمنا اخوي علي من المقالات الراقية والقيمة اختك ولاية |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الثناء, الشيخ, الصفار, يستحق, طالب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من يستحق الجائزه | الجليد الملتهب | ملتقى الرياضة | 10 | 2006- 12- 5 04:19 PM |
اقسام النفس لعلي بن ابي طالب(ع) | عبـدالحميـد | ملتقى المواضيع العامة | 8 | 2006- 10- 25 09:08 PM |
أنتم عظماء أيها المعلمون (( الشيخ محمد الصفار )) | علي | منتدى كلية التربية | 4 | 2006- 10- 18 07:05 PM |
طالب مستجد ......يبعث ترحيبه | BoMai | منتدى التواصل و الترحيب | 9 | 2006- 8- 31 05:25 AM |
572 ألف طالب وطالبة في 314 كلية ومعهد ! | بـــو أحــمــد | ملتقى المواضيع العامة | 4 | 2006- 8- 30 01:39 PM |