جدل و أزمة «صورة البطاقة» تهدد مستقبل طالبات كليات البنات بالدمام

[علي المطر]

طالبة : أولياء أمورنا يرفضون الصورة و البصمة الإلكترونية أكثر أمنا
جدل و أزمة «صورة البطاقة» تهدد مستقبل طالبات كليات البنات بالدمام

غنية الغافري ـ الدمام
تشكل البطاقة الجامعية وثيقة رسمية هامة لإثبات هوية الطالبات في الكليات والجامعات ومع انضمام كلية الآداب والعلوم بالدمام لجامعة الملك فيصل أصدرت الكلية قرارا بضرورة إضافة الصورة الشخصية للبطاقة الجامعية للطالبات بعد أن كانت تكتفي بالمعلومات الشخصية كالاسم والرقم الجامعي «اليوم» دخلت أروقة كلية البنات لتتعرف على الجدل الدائر حول القرار ومدى تجاوب الطالبات وتقبلهن له . الجولة بدأت بقسم الدراسات الاسلامية الذي تميز بمعارضة غالبية طالباته واللاتي رفضن المبررات التي ساقتها الكلية لتمرير القرار .

ابتزاز
تقول الطالبة ( ن. الحربي) : أعارض بشدة القرار مبررة معارضتها لكثرة السرقات التي تحصل في الكلية ومن السهل أن تسرق بطاقة الطالبة التي عليها الصورة والاسم الرباعي للطالبة ووقوعها لدى ضعاف نفوس يبتزون من خلالها الفتاة وتوافقها الرأي منال الفارع ومنى العامر وتضيف الفارع أن الازدحام الدائم أمام البوابة يقلل من أهمية البطاقة فلايمكن مطابقة الصورة في ظل الازدحام داعية الى حل مشكلة الازدحام وأمور أخرى أولى أن تحل قبل إصدار البطاقة المزودة بصورة الطالبة.
ومن قسم اللغة الانجليزية تقول سعاد القحطاني ربما قرار البطاقة نوع من أنواع الضغط على الطالبات لإجبارهن على الفصل الاختياري لأن الكثير منهن يرفضنه.

نقاب وصورة شخصية
أما سارة عبد الرحمن وسلمى آل زيادة من نفس القسم فلا مشكلة لديهما من إصدار البطاقة وتقول عبد الرحمن البطاقة جيدة لحفظ حقوق الطالبات لكن آل زيادة رغم موافقتها تخشى من فقدانها او سرقتها من قبل طالبات معتادات على التعدي على حقوق الآخرين وتضيف أنها لم تقم باستخراجها إلى الآن ولكنها ستقوم بها لو كان الأمر إجباريا.ومن قسم الجغرافيا قالت غزية العتيبي «نحن بنات قبايل والصورة مرفوضة من الأهل قبل أن نرفضها نحن» وتضيف نحن حريصات على الحجاب ليس حجاب الرأس ولكن تغطية الوجه ومن غير المعقول أن نرضى بأن نكشف الوجه ونجعله عرضة في بطاقة ترى أنها غير مهمة وتقول إنها التقطت بطاقة لاحدى الطالبات وبحثت عن صاحبتها وسلمتها إياها لكنها وجدتها منهارة خوفا من وقوعها في أيد غير أمينة وقامت صاحبتها بإتلافها مباشرة .

مسؤولية
واعترضت أمل القحطاني لدى إدارة القسم لكنها كما تقول لم تجد أذنا صاغية وتقول ياسمين الحربي من قسم التاريخ أنها مهمة ولا داعي للخوف من ضياعها طالما أن الطالبة حريصة عليها وتشعر بالمسؤولية تجاهها في حين تعتبر أماني الغامدي الأمر عادي لتجنب انتحال الشخصية من قبل البعض وتضيف أنها إذا ماقامت باستخراج البطاقة فستكون حريصة تماما عليها وتوافقها أسماء الدوسري من نفس القسم وتضيف أنها لن تحتاج لها دائما إلا في أيام الاختبارات . وترفض أميرة المطيري من قسم الحاسب البطاقة جملة وتفصيلا وتستنكر الاسلوب الذي بدأ به التعريف بها من قبل الكلية والتهديد بفصل من ترفض استخراجها .بينما تؤيد زميلتها أماني العنزي من قسم الكيمياء هذا القرار لكنها ترى أنها غير دقيقة وتقترح البصمة كحل أكثر تطورا ومواكبة للعصر.

«برستيج»
ومن قسم الحاسب اعترضتنا الطالبة فاطمة القحطاني لتعبر عما وصفته برفضها لبعض الكتابات التى تدعو لجعل البطاقة الجامعية المزودة بالصورة الشخصية أمرا عاديا وتقول التقنيات الحديثة في النت تجعل صورة المحجبة معرضة لأن تكون صورة بشكل مغاير تماما وتستبعد أن تفتح موضوع البطاقة مع والدها لمعرفته برفضه المسبق وترى الحل بالبطاقة المزودة بالبصمة. وتقول أماني الزيدان: إن الصورة الممغنطة والشمسية دائما تكون غير جيدة ولا تظهر بشكل لائق بل تبدو الصورة مخيفة نوعا ما لذلك ترفضها . وترفض صباح المالكي من قسم الفيزياء القرار وتصفه أنه «بريستيج» وتضيف أنها فقدت ثلاث بطاقات فكيف لو كان بها صور ؟! وترى عهود الحواش وعائشة المزين قسم الفيزياء عدم أهمية البطاقة وتؤيد فوزية الشمراني البطاقة بشرط ضبط النظام في الكلية والبطاقة بالصورة أمر عادي وفي حال فقدها ستبادر بإخبار أهلها لتبديد أي خوف. وتقول مشاعل المزيد البطاقة أمر «بدائي» ويمكن استخدام وضع جهاز البصمة عند المدخل تستطيع كل الطالبات استخدامه لسهولة الدخول والخروج دون الحاجة للمفتشات.

أمن و خصوصية
من جانبها قالت الدكتورة وضحى القحطاني دكتوراة في الأدب والنقد الإسلامي لا شك أن استخراج بطاقة اثبات للطالبة من الضرورات الملحة التي تفرضها ظروف الجامعة , حيث تقف رادعاً أمام ضعاف النفوس من الطالبات اللاتي لا يمثل التحصيل العلمي لهن هدفاً حقيقياً وراء وجودهن في الجامعة غير أنا كنا نتمنى أن تكون هذه البطاقة بطاقة بصمة إلكترونية فهي آمن وأكثر حفاظاً على خصوصية الطالبة حال فقدها ناهيك عن أنها أبعد من الناحية الأمنية عن التلاعب والتزوير ولا أدل على ذلك من أن الدول المتقدمة تقنياً قد اعتمدتها أسلوباً أمثل في اثبات الهوية للرجال والنساء . وتقلل الدكتورة منى العبد الله أستاذ مساعد قسم الكيمياء من أهمية صورة الطالبة في البطاقة رغم انتشار البطاقات في كثير من الجامعات وتعيب على الذين يعتبرون الرافضين لا يواكبون العصر فالمرأة وصلت لدرجات علمية عالية وقامت بالكثير من الأبحاث دون أن تمتلك هذه البطاقة التي لاتعتبر دقيقة بالشكل المطلوب . وتؤيد العبد الله نظام البصمة كونه الأكثر تقدما وبه مميزات تنفرد عن البطاقة التقليدية فلا مكان بها لعبث العابثين أو التزوير . وتقول الدكتورة سارة السدحان رئيسة قسم الحاسب إن أي أمر جديد لا بد أن يكون له إيجابيات وسلبيات ولا بد من دراسة الموضوع جيدا واستشارة من سبقنا في هذه الخطوة .

http://www.alyaum.com/issue/article....8&I=650057&G=4