|
التاريخ ملتقى طلاب وطالبات التاريخ المستوى الثالث واعلى |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ملخص الحروب الصليبية
لابد من شكر العضو العزيز ثلج حار علما ان الملخص يعتمد على الملخص الذي وضعه العضو
وسيتم انزال الملخص في 3 أجزاء 1- الجزء الاول المقدمة الحروب الصليبية :هي سلسلة من الحملات العسكرية التي شنها الأوربيون على ديارالاسلام ،وعرفت تلك الحملات بالحروب الصليبية نسبة الى شعارها الذي رفعته وهو الصليب ، دوافع الحروب الصليبية:- ان كثير من طبقات المجتمع في اوروبا كانت تعاني من الظلم وخاصة طبقة الرقيق وعبيد الارض الذين كانوا يريدون التخلص من وضعهم السيئ وكذلك التخلص من اداء ديونهم .وقد علق البابا على صدر كل مقاتل اوروبي صليبا من الخشب ،وصار هذا الصليب شعارا لهذه الحرب اسباب الحروب الصليبية :- -1 ظهور السلاجقة في بلاد الاناضول وآسيا التي فتحوها وانتزعوها بيزنطية وهزيمتهم لبيزنطية في معركة ملاذكرد . -2 ظهور الروح الحربية في الكنيسة ،تلك الروح التي اصبحت مصدرا لحروب دموية استمرت عدة قرون ، -3 رغبة الكنيسة في بسط نفوذها على الشرق الاسلامي ،ورغبة الكنيسة الغربية في السيطرة على العالم ليكون تحت سلطة دينية واحدة رئيسها البابا . -4 انتصار البابوية على الامبراطورية وتفوق نفوذ البابا على غربي اوروبا مما جعل دعوته مسموعة وكلامه مطاعا رغبة المدن التجارية مثل البندقية وجنوه وبيزا في نشر تجارتها في الشرق -6 تفكك وحدة المسلمين وضعفهم عقب موت سلطان السلاجقة ملكشاه , احوال العالم الاسلامي قبيل قيام الحروب الصليبية كانت الظروف التي مرت فيها البلاد الاسلامية في القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين عاملا للضعف والتمزق مما جرأ الاوروبيين الكاثوليك على المسلمين .الدولة العباسية :كانت الدولة العباسية في هذه الاونة تعاني من الضعف والانحلال السياسي،وأضحت مجزأة الى دويلات متنافسة متعددة في الوقت الذي اصاب فيه الوهن سلطة العباسيين وأصبح خلفاؤهم مغلوبين على امرهم وقد انحصر نفوذهم في بغداد . الدويلات المستقلة عن الدولة العباسية: عانت الدولة العباسية من الضعف والتمزق ،حيث تقسمت املاكها وضاع اغلبها واستقلت بها قوى على شكل دويلات من اشهرها :- مصر كانت تحت حكم الدولة الفاطمية دول الاتابكية ”الزنكيين في دمشق ”الدولة الزنكية في الموصل –اتابكية حلب ،اتابكية سنجار شمال العراق،اتابكية الجزيرة الفراتية شمال الشام اتابكية ديار بكر ،سلاجقة سورية،سلاجقة كردستان ،دولة خوارزم في الشرق،الدولة المرابطية في المغرب .تلك الصورة تدل على ان العالم الاسلامي كان ممزق بين عدة دول وقوى متصارعة مع بعضها في كثير من الاوقات, احوال الغرب الأوروبي: بدا عهد جديد في اوروبا منذ القرن العاشر الميلادي ،وهي فكرة الحج الى بيت المقدس) القدس(،حيث توافدت جموع كبيرة من نصارى اوروبا الى فلسطين من اجل الزيارة والتبرك والإقامة بجوار اضرحة القديسين في الاماكن التي ارتبط تاريخها بحياة السيد المسيح عليه السلام ،وإثناء عودتهم الى بلدانهم في اوروبا كذبوا على المسلمين بأنهم ضايقوهم واضطهدوهم .كما عانت المجتمعات الاوروبية من الطبقية )الاباطرة والحكام ،البابا وطبقة رجال الدين،النبلاء والإقطاعيين ،العبيد والحرفيين وغيرهم . وحدثت صراعات سياسية بين طبقات رجال الكنيسة وملوك اوروبا وكل يريد الفوز بالسلطة الدينية والسياسية بداية الحروب الصليبية قامت الحروب الصليبية عندما بدأ بطرس الناسك اول تحركات الجيوش الصليبية في مستهل سنة 1069 م ومعه حوالي 60 الف شخص من سكان فرنسا واللورين خرجوا بمحض ارادتهم رغبة منهم في ان ينالول ما وعدهم به البابا من غفران ذنوبهم .- خرج جيش من المانيا يقوده الراهب جوتشوك مكون من عشرين الف مقاتل – خرج جيش اوروبي بقيادة والتر الملقب بالمفلس بجيش يضم 15 ألف مقاتل - خرج الكونت إميشو بجيش مكون من 200 ألف محارب - *وهكذا بلغ عدد هذه الجموع الصليبية ما يقرب من 300 الف محارب صليبي مواقف ملوك الدول الاوروبية : عندما قامت الحروب الصليبية سار تحت لواء البابا ومعه رجال الدين ،اما ملوك اوروبا فإنهم لم يشتركوا في الحملة الصليبية الاولى : - ملك فرنسا فيليب الاول وإمبراطور المانيا لم يشتركا في اول حملة صليبية لأنهما كانا مطرودين من رحمة الكنيسة )على خلاف مع بابا الكنيسة الكاثوليكية (فقرر طردهما من رحمته وفق المفهوم المسيحي انذاك - ملك اسبانيا كان في حرب صليبية في الأندلس مع المسلمين - ملك انجلترا كان شابا صغيرا لا يهمه شيئا من أمور الدين - * ولذلك سارت هذه الحملات الصليبية في بادئ الأمر تحت لواء البابا دور رجال الدين : لم يتورع رجال الدين وعلى رأسهم البابا ومن معه من الكهنة والرهبان والقساوسة الذين كانوا يقودوا هذه الجيوش تحت راية الصليب من استخدام أي وسيلة مهما كانت مليئة بالكذب والخديعة من اجل ضمان استمرار هذه الحشود في تحقيق مآربهم ومن بين هذه الوسائل هو استخدام اسلوب الخرافة فقد زعم بطرس الناسك اولا ان المسيح عليه السلام ظهر له وهو في الهيكل وطالبه بالتحرك لإشعال هذه الحروب الصليبية قائلا له:“قم يا بطرس وأعلن هو ذا قد جاءت الساعة لإنقاذ عبيدي واسترداد الاماكن المقدسة . التعريف بالحملة - تاريخ الحملة :انطلقت الحملة سنة 489هـ 1096 م،وانتهت في القدس سنة 1099 م. - دعا إليها البابا اوربانوس الثاني بابا روما ،وساعده في الحشد بطرس الناسك:واغلب الغزاة في صفوف الحملة من قطاع الطرق والرعاع والأوباش - مسير الحملة : توجهت الحملة من غرب اوروبا وعبرت اراضي الدولة البيزنطية حتى وصلت بيت المقدس في فلسطين - وصلت الحملة إلى بيت المقدس ”القدس ”فدخل الصليبيون المسجد الاقصى وأحدثوا مذبحة عظيمة حتى غرق المسجد بدماء المسلمين . نتائج الحملة : اسس الصليبيون اربع إمارات في العالم الإسلامي هي: الرها-طرابلس-بيت المقدس-أنطاكية مجريات الحملة: الحملة الصليبية الأولى . تألفت الحملة من 4 جيوش أقطاعية بقيادة كل من جودفري دوق اللورين وريموند صنجيل دوق الناربون وبوهيموند كونت تورانتو وروبرت دوق النورماندي. أفترق أمراء الحملة الأولى في 4 طرق وأجتمعوا في القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية أستمر زحفهم حتى وصلوا إلى القدس واستولوا عليها في يوليو من عام 1099 بعد حصار أستمر شهرا كاملا ،أستطاع الصليبيون تأسيس مملكة بيت المقدس وغيرها من الممالك الصليبية. وهذه الحملة الصليبية حققت هدفها المعلن وهو احتلال بيت المقدس. وتحت حكم الإمبراطور الكسيوس الأول كومنينوس، كانت الإمبراطورية محصورة بين أوروبا والشواطئ الغربية للأناضول ، وواجهت عداوة النورمان في الغرب والسلاجقة في الشرق. وبالاتجاه شرقا كانت الأناضول وسوريا وفلسطين ومصر كلها تحت الحكم الإسلامي ، ولكنها كانت منقسمة سياسيا وإلى حد ما ثقافيا في زمن الحملة الصليبية الأولى ، مما ساهم في نجاح تلك الحملة,كانت كل من بلاد الشام والأناضول تحت سيطرة السلاجقة السنة ، والتي كانت إمبراطورية,واحدة كبيرة ، ولكن في تلك الفترة كانت منقسمة إلى دويلات أصغر.وكان ألب أرسلان)زعيم السلاجقة( قد هزم البيزنطيين في معركة ملاذكرد عام 1071م وضمّوا الكثير من الأناضول لمناطق السلاجقة ، ولكن هذه الإمبراطورية انقسمت بعد وفاة ملكشاه الأول سنة 1092م . وفي دولة سلاجقة الروم في الأناضول ، خلف قلج أرسلان ملكشاه، وفي سوريا خلفه تتش بن ألب أرسلان الذي توفي عام 1095 . فورث أبناء تتش رضوان ودقاق حلب ودمشق على الترتيب ، مقسمين سوريا إلى إمارات يعادي بعضها بعضا ، كما تعادي كربغا أتابيك الموصل. وكانت هذه الدويلات أكثر اهتماما في الحفاظ على مناطقها وكسب مناطق جديدة من جيرانها أكثر من اهتمامها بالتعاون ضد الحملة الصليبية وفي مكان آخر تحت السيطرة الاسمية للسلاجقة كان الأرتقيون في شمال شرق سوريا وشمال العراق. سيطروا )الصليبيون (على القدس حتى عام 1098م . وفي شرق الاناضول وشمال سوريا كان هناك دولة أسسها الدنشمنديون ، مرتزقة سلاجقة ؛ لم يكن للصليبيين اتصال يذكر مع أي من المجموعتين إلى ما بعد كانت مصر وأجزاء كبيرة من فلسطين تحت سيطرة الفاطميون الشيعة ، الذين تقلصت مساحة دولتهم بشكل ملحوظ منذ وصول السلاجقة؛ نصح ألكسيوس الأول الصليبين بأن يتعاونوا مع الفاطميين ضد عدوهم المشترك متمثلا بالسلاجقة.والفاطميين ، يحكمهم الخليفة المستعلي والسلطة الحقيقية كانت بيد الوزيد الأفضل شاهنشاه المجريات في عام 1095م أرسل ألكسيوس الأول مرسليه إلى مجمع بياشنزا ليطلب من أوربانوس المساعدة ضد السلاجقة الأتراك. تلقى البابا أوربانوس طلب الإمبراطور بكثير من الحفاوة ، فكان يتمنى بأن يلتأم الشرخ بين الكنيستين الذي كان عمره 49عاما ، وأراد إعادة توحيد الكنيسة تحت السلطة البابوية كرئيس أساقفة العالم ، وذلك بمساعدة الكنائس الشرقية لدى استصراخها وفي مجمع كليرمون، الذي عقد في وسط فرنسا في نوفمبر 1095م ، ألقى أوربانوس خطبة مليئة بالعواطف لحشد كبير من النبلاء ورجال الدين الفرنسيين. فدعى الحضور إلى انتزاع السيطرة على القدس من يد المسلمين. وقال إن فرنسا قد اكتظت بالبشر ، وأن أرض كنعان تفيض حليبا وعسلا. وتحدث حول مشاكل العنف لدى النبلاء وأن الحل هو تحويل السيوف لخدمة الرب : "دعوا اللصوص يصبحون فرسانا ." وتحدث عن العطايا في الأرض كما في السماء ، بينما كان محو الخطايا مقدما لكل من قد يموت أثناء محاولة السيطرة. هاجت الحشود وهاجت بحماس قائلة : )"هي إرادة الرب !"(. خطبة أوربان هي واحدة من أهم الخطب في تاريخ أوروبا. وهناك العديد من نسخ الخطبة المختلفة ،. حركة الحملة ثم تقدمت قوات الصليبيين إلى القدس وخلال المسير تقرر تقسيم الجيش إلى قسمين نظرا لكثرته على ان تكون المسافة الفاصلة بينهما مسيرة يومين ، كوريث لطوروس.اما الجيش الرئيسي لصليبيين تابع مسيرة حتى وصل الى:أنطاكية حيث أستمر في حصارها طوال ثمانية أشهر حتى دخل الجيش الصليبيي انطاكيه .وكان سبب احتلال انطاكية هو خيانة أحد حراس الابراج ويدعى فيروز الذي مهد لهم للصعود إلى أحد الابراج وفتح الأبواب والدخول إلى المدينة. ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دورا كبيرا في الهزيمة التي تعرضوا لها ، كالخلافات بين الفاطميين في مصر،والسلاجقة الأتراك بالأناضول وقتها.وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل وقد استكملوا السيطرة على غالبية الأراضي المقدسة في فلسطين نتائج الحملة واسفرت الحملة الأولى عن:احتلال القدس عام 1099م وقيام مملكة بيت المقدس بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى هي :إمارة الرها وانطاكية وطرابلس بالشام ظهور آل زنكي ظهور شخصية عماد الدين زنكي وأبنائه من بعده في سنة 521ه اثر كبير في تاريخ الحروب الصليبية:يقول ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ)ولولا أن الله تعالى منّ على المسلمين بولاية الشهيد عماد الدين زنكي لكان الفرنجة قد استولوا على الشام جميعها (عين زنكي اتابك الموصل من قبل السلطان السلجوقي محمود ليقوم بحفظها وإصلاح شأنها،فأظهر زنكي في ولايته كفاية وقوة وصلاحا ،وكان له في جهاد الصليبيين همة لا تزال تذكر ،فكان لا ينقضي عاما حتى يستولي على جزء مما احتلته الفرنجة. عماد الدين زنكي وتحرير الرها قام القائد المجاهد عماد الدين زنكي بتوحيد معظم الجبهة الاسلامية في بلاد الشام والجزيرة وبعد ان استعاد الكثير من القلاع والحصون والمواقع من يد الصليبيين ،بدأ يفكر بفتح واسترداد اكبر المدن المحتلة من قبل الصليبيين،فالتفت الى اقرب الامارات الصليبية اليه وأكثرها خطرا وهي الرها وذلك لقربها من شمال العراق حيث الزنكيين في الموصل وتمتاز الرها بقوة تحصينها كما انها كانت تسبب للمناطق الاسلامية المجاورة اخطار لا تقف عند حد ،فقد كانت اخطارها تبلغ الرقة ونصيبين وغيرها مناطق الجزيرة الفراتية .فضلا عن أن هذه الإمارة كانت تشكل عائقا أمام زنكي ضد تحقيق الوحدة بين البلاد الشامية والجزرية بسبب تدخلها إلى جانب أعدائه وتهديدها لخطوط المواصلات والتجارة ،ولهذا كله فقد قام عماد الدين زنكي سنة 539هـ بالتوجه إلى الرها وعمد إلى خداع ملكها جوسلين بأن وجهته هي غير الرها ،مما جعل جوسلين يتركها إلى إحدى المناطق المجاورة الى الرها عندئذ عاد عماد الدين إليها مسرعا بعد ان استنفر كل قواته وقوات المناطق المجاورة للرها فحاصرها ،ولم تجد محاولات الصليبيين إنقاذ المدينة من الحصار الذي دام ثمانية وعشرين يوما انتهت بفتح المدينة وسقوط أولى الإمارات الصليبية في الشرق . الفائدة من سقوط الرها كان سقوط الرها وتحريرها أهمية بالغة ،فقد أعطى للمسلمين ثقة كبيرة بإمكانية مجابهة الصليبيين مجابهة فعالة وانتزاع حصونهم منهم ،فضلا عن أن القضاء على هذه الإمارة فتح الطريق الممتد بين آسيا الصغرى والعراق وبلاد الشام التي كان الفرنجة قد قطعوها أو هددوها .كما أن هذا الحدث نبه الصليبيين إلى خطورة موقفهم ودفعهم للإسراع إلى دعوة حملة عسكرية جديدة من أوروبا .واستطاع عماد الدين هزيمة الصليبيين وتحرير مدينة الرها استعادتها إلى حظيرة ديار الإسلام بعد أن احتلها الصليبيون قرابة نصف قرن، فلما دخلها عامل المسيحيين معاملة حسنة كريمة جعلتهم يشعرون بعدالة الإسلام وإنصاف القائد عماد الدين زنكي وفاة عماد الدين زنكي فقتل القائد المجاهد عماد الدين زنكي على يد جماعة من الباطنية وهو محاصر لحصن جعبر الذي يطل على الفرات .وتشير أصابع الاتهام إلى الباطنية أصحاب اليد الطولي في اغتيال العناصر الإسلامية المجاهدة منذ القرن الثالث الهجري صفات عماد الدين زنكي يصفه ابن الأثير في كتاب البيدلية والنهاية بالقول :- *"كان شديد الهيبة على عسكره ورعيته*عظيم السياسة*لا يقدر القوي على ظلم الضعيف في عهده* وكانت البلاد قبل أن يملكها خرابا من الظلم وتنقل الولاة ومجاورة الفرنج فعمروها وامتلأت أهلا وسكانا .*كان أيضا شديد الغيرة على نساء الأجناد .*كان أشجع خلق الله أهمية تحرير الرها تقع إمارة الرها في منطقة الجزيرة الفراتية وهى المنطقة الواسعة الواقعة بين نهر الفرات ونهر دجلة، وقد فتحها المسلمون سنة 50 هجرية، و'الرها' من البلاد التي كان لها خصوصية عند البيزنطيين لأنها إحدى المدن الدينية عندهم وكانت تنتشر بها الكنائس والصوامع ، وأيضا لها خصوصية عند المسلمين لكونها على حدود الدولة الإسلامية المشتركة مع الدولة البيزنطية، نشاط نور الدين زنكي ضد الصليبين 1-سياسة الردع (الضربات الاستباقية ضد العدو 2-توحيد جبهة المواجهة 3-الهجوم الموقت (الخاطف) مجريات الحملة الصليبية الثانية كانت هذه الحملة سنة 542-544هـ -1147م -1149م وهي رد الفعل تجاه الكارثة التي حلت بالصليبيين اثر - 544 ه/ 1147-1149 تحرير الرها على يد عماد الدين زنكي ) هام \ الهدف من الحملة الثانية (وقد استعان هؤلاء من جديد بأوروبا لكي ترسل لهم المزيد من القوات في حملة جديدة لاستعادة الرها والقضاء على عماد الدين زنكي وقد استجاب البابا ايوجينوس الثالث لطلبهم فبدأ من سنة 540 ه/ 1145 م باستنفار الأوروبيين وترغيبهم بالتوجه نحو المشرق الإسلامي وسخر لهذا الغرض مجموعة من معاونيه من كبار الأساقفة ونجح في النهاية بإقناع كونراد الثالث إمبراطور ألمانيا بالمشاركة مع لويس التاسع ملك فرنسا لقيادة الحملة الجديدة بعد الكثير من التردد )هام(وقد وصل الاثنان إلى سواحل بلاد الشام في ربيع سنة 543 ه/ 1148 م مع ما تبقى من جيشيهما ،فقد أباد سلاجقة آسيا الصغرى "سلاجقة الروم"تسعة إعشار جيش كونراد بعد عبوره من القسطنطينية إلى آسيا الصغرى كما أن السلاجقة ذاتهم قد أنهكوا قوات لويس بمهاجمتها في عدة نقاط وهي في طريقها إلى فلسطين عبر البر على شواطئ البحر الأبيض المتوسط . وعندما وصلت هذه الحملة مشتته إلى سواحل بلاد الشام سنة 543 ه/ 1148 م ، وكانت رغبة أمير أنطاكية أن يتوجه الجميع لحصار حلب والقضاء على نور الدين, ولكن آراء الفرنجة "الصليبيون "الشماليين لم تحظ بالإنصات فقد استخدمت مملكة بيت المقدس الحملة بكاملها لاحتلال دمشق لأنها أكثر تهديدا للقدس من أي مكان آخر وهكذا بدت مصالح كل طرف تطغى بشكل واضح وكان نتيجة ذلك عدم اشتراك أمراء كل من أنطاكية وطرابلس في هذه الحملة ،وكان نتيجة هذه الحملة فشلا ذريعا مهينا للصليبيين ،فقد قام الصليبيون بحصار دمشق بحوالي خمسين ألف مقاتل وهو اكبر عدد يجمعه الصليبيون لعملية واحدة في بلاد الشام إلا أن قائد عسكر البوريين فيها "أنر" استغاث بسيف الدين ونور الدين أبناء عماد الدين زنكي فجاءوا من الموصل وحلب ،فاضطر الصليبيون إلى الانسحاب نتيجة مقاومة المدينة الباسلة وموقف الزنكيين الموحد وذلك بعد خمسة أيام فقط من الحصار دون أن يحققوا أي مكسب وبانتهاء هذه الحملة الفاشلة مباشرة عاد كونراد الثالث إلى ألمانيا وتبعه في السنة الثالثة لويس السابع لى فرنسا بعد أن ألقى الأخير بتبعة الفشل المهين على البيزنطيين متهما إمبراطورهم مانويل كومنين بالخيانة والتقصير. * جهود نور الدين في مقاومة الصليبين اخذ يعمل على طردهم من الأرض العربية الإسلامية فكان عليه أن يوحد جبهته ويحفظها,ولتحقيق ذلك لجأ إلى شتى الوسائل الدبلوماسية والعسكرية الضرورية فوطد علاقاته مع سلاجقة آسيا الصغرى بتزوجه من ابنة مسعود بن قلج ارسلان سلطان سلاجقة الروم"مصاهرة سياسية" كما ابقي علاقته مع اخوه الأكبر سيف الدين غازي ومن بعده الأصغر قطب الدين مودود في الموصل جيدة غير مرتبكة وحافظ على تعهداته لهم بعدم التعرض لبلادهم ،وقام بأخذ سنجار وجعلها تحت إشرافه سنة 544هـ /1149م بعد وفاة سيف الدين غازي حتى لا تخرج من أيدي الزنكيين إلى غيرهم وللمحافظة على وحدة البلاد بوجه الصليبيين. * ضم دمشق كان عماد الدين زنكي قد حاول ضمها ولكنه لم يتمكن،وحاول نور الدين التقرب من حاكمها بالطرق الدبلوماسية وشارك في الدفاع عنها ضد الحصار الصليبي سنة 543 ه كما انه تزوج من ابنة قائد عسكرها أنر ،ولكن جهوده الدبلوماسية لم تثمر حتى عندما سيطر الصليبيون على مدينة عسقلان ولم يتمكن من فعل شيء بسبب وقوع دمشق بينه وبين فلسطين،فعمد إلى زرع الشك بين أميرها مجير الدين البوري وقادته العسكريين مما اضعف الحكم في دمشق وسهل عليه دخولها وضمها ،وبهذا ضم دمشق لدولته, ضم مصر لم يكن نور الدين يفكر بضم مصر التي تخضع لحكم الفاطميين بسبب ظروفه السياسية والعسكرية وصراعه مع الصليبيين في الشام،إلا أن الظروف تغيرت وبدأ يفكر بضم مصر لملكه في سنة 558هـ 1162م عندما قدم إليه وزير العاضد الفاطمي شاور السعدي يطلب منه مساعدته في إرجاعه لمنصب الوزارة في "الدولة الفاطمية "بعد عزله عن الوزارة مقابل تقديم الوزير العهد بالإذعان والولاء لنور الدين فيما يأمره فوجه نور الدين في السنة التالية 559 ه قائده أسد الدين شيركوه ليقوم في المهمة فأتمها على أحسن وجه ولكن شاور انقلب عليه بعد أن عاد إلى وزارته واستدعى الصليبيين لمعاونته ضد أسد الدين مما اضطر الأخير إلى الانسحاب ولكن ليس قبل أن يقاتل ببسالة كبيرة مع جنوده القليلين ضد الصليبيين الذين اضطروا إلى تركه بعد أن وضع نور الدين من جهته ضغطا على الجبهة الشمالية للصليبيين لكي يضطرهم إلى الانسحاب وترك أسد الدين فتمكن الأخير من الانسحاب بعد أن قاتل ببسالة ،وقد نجح في استرداد وتحرير بانياس من أيدي الصليبيين .ثم عاد نور الدين وأرسل أسد الدين شيركوه إلى مصر لعقاب الفاطميين على خيانتهم وتحالفهم مع الصليبيين ضده سنة 559هـ فعين العاضد أسد الدين شيركوه وزيرا له بسبب خيانة شاور وبسط نور الدين يده على مصر التي أصبح وزيرها قائده أسد الدين. صلاح الدين الأيوبي سمي الأيوبيون بهذا الاسم نسبة إلى جد الأسرة أيوب بن شادي والد صلاح الدين الأيوبي والمتوفي سنة 586هـ / 1172 م وليس لأيوب شأن في إنشاء هذه الدولة وإنما منشؤها هو صلاح الدين الأيوبي,ولد صلاح الدين في تكريت سنة 532هـ / 1137 م ثم انتقل مع والده نجم الدين أيوب وعمه أسد الدين شيركوه إلى الموصل حيث عملا في خدمة اتابكهما اي الاستاذ المعلم (المشهور عماد الدين زنكي ومن بعده ابنه نور الدين محمود كقائدين عسكريين كفوءين مخلصين ،وقد التحق صلاح وإخوته وأبناء عمه في خدمة نور الدين ،ومن جملة المهام التي كلفه بها نور الدين محمود هي الذهاب إلى مصر في معية أسد الدين شيركوه لمساعدة أهلها ضد الصليبيين سنة 564هـ 1168م وعندما أصبح أسد الدين وزيرا للفاطميين هناك بقي صلاح الدين معه ثم خلفه على هذا المنصب إلى عندما أعلن الخطبة في مصر للخليفة العباسي وعودتها إلى بلاد الخلافة بعد مائتين وسبعين سنة من الحكم الفاطمي وقد بقي صلاح الدين تابعا لنور الدين محمود حتى وفاة الأخير سنة 569 ه/ 1174 م عندئذ أعلن استقلاله عن الزنكيين وبدا بتأسيس دولته وحاز على إقرار من الخليفة العباسي المستضيء سنة 570 ه/ 1175 م بمنحه السلطنة على مصر والنوبة واليمن والمغرب – من مصر إلى طرابلس – وفلسطين ووسط بلاد الشام جهود صلاح الدين الداخلية بدا صلاح الدين منذ سنة 596 ه/ 1173 م العمل على ضم بلاد الشام والجزيرة الفراتية )أي ما بين دجله والفرات شمال العراق وسوريا ( إلى ما هو بيده وهي مصر والنوبة واليمن من اجل خلق جبهة موحدة في مواجهة الإمارات والمعاقل الصليبية على السواحل الشامية وفي القدس آملا في تحقيق استمرار جهود نور الدين محمود فتمكن من ضم دمشق وحلب وحمص وحماة وقلعة آمد وحصن كيفا وسنجار وغيرها ،وبذلك كون وحدة متراصة تحيط بالإمارات الصليبية وتمتلك بعدا جغرافيا وعمقا استراتيجيا يوفر لصلاح الدين مستلزمات تكوين جيوش دائمة .وبذلك اصبح مستعدا للتقدم خطوة أخرى إلى مرحلة جديدة من نضاله . الأيوبيون والصليبيين: الأيوبيين ورثوا هذه الحروب من جملة ما ورثوه عن الزنكيين لقد بدا صلاح الدين الأيوبي صراعه مع الصليبيين حتى قبل أن يكون دولته ،وعندما كونها فأن هدفه الأساسي التصدي الحاسم للوجود الصليبي ،ولهذا فأن فترة حكم صلاح الدين يمكن تقسيمها إلى قسمين ، الأول منها هو مرحلة الإعداد وتوحيد الجبهة الشامية المصرية .-القسم الثاني المواجهة العسكرية الحاسمة لتحرير بيت المقدس والإمارات المحتله أسباب التحرك ضد الصليبيين وقد حدا بهذا التحرك جملة دوافع ،أهمها ثلاثة : -1 إيمان صلاح الدين وجنده بضرورة الجهاد لإخراج الغزاة الطارئين على الأمة من بلاد الشام -2 أن الوجود الصليبي في المشرق العربي الإسلامي قد سبب الكثير من الإزعاج والمخاطر وأعاق حركة الحياة الطبيعية اقتصاديا وسياسيا -5 غدر بعض أمراء الصليبيين وخروجهم على المعاهدات السلمية المعقودة مع صلاح الدين مثل ما قام به أمير الكرك الصليبي ارناط بقطع الطريق على التجار والحجاج )المسلمين ( وسلبهم ونهبهم واسر رجالهم وقتلهم فكان هذا السبب مباشرا للتحرك السريع) معركة حطين : يتضح لنا مما تقدم أن مجموعة أسباب توفرت لصلاح الدين دفعته إلى شن الحرب على الصليبيين وبالذات تلك التي أوجدت انقساما داخليا بين الصليبيين بصورة جعلت المؤرخين المسلمين المعاصرين يعتبرونها من الأسباب الموجبة لفتح بلادهم ،وأوقع صلاح الدين بالجيش الصليبي هزيمة ساحقة قرب صفورية سنة 583 ه/ 1187 م مما كان له أسوأ الأثر على سياسة ريموند الثالث أمير طرابلس ،الذي ما لبث أن نقض تحالفه مع صلاح الدين لإدراكه من أن الدائرة سوف تدور عليه لا محالة لم ير صلاح الدين بدا إزاء ما أقدم عليه ريموند الثالث من دعوة جنده إلى مواصلة الهجوم على الأماكن الصليبية فباغت طبرية سنة 583 ه/ 1187 م في محاولة يرمي من خلالها إلى إخلاء صفورية من العسكر الصليبي ضمن خطة استهدف من خلالها إرغامهم على ترك مواقعهم ليواجههم بعد أن يعتريهم التعب وينزل بهم الهزيمة و تحقق له ما أراد و تحرك الصليبيون إلى نواحي حطين وهم في تعب شديد بينما المسلمون في راحة واستقرار وعلى أهبة الاستعداد .وتظهر خبرة صلاح الدين العسكرية في إدارة المعركة ،فبعد أن زين للصليبيين ترك مواقعهم من صفورية دمر صهاريج الماء في منطقة القتال وأغلق الطريق المؤدية إلى بحيرة طبرية لمنع الصليبيين من الوصول إليها،وسرعان ما أدرك الصليبيون أنهم محاصرون ففروا إلى قرون حطين ،وفي ربيع الآخر سنة 538 ه/ 1187 م وقعت المواجهة المباشرة في معركة حطين الشهيرة بين صلاح الدين والصليبيين حيث دارت مقتلة عظيمة كان النصر فيها لصلاح الدين .و لاح النصر في حطين للمسلمين بتأثير ذلك الإخفاق الذي مني به ريموند الثالث الصليبي لعجزه عن الوصول إلى ينابيع الماء على الطريق المؤدي إلى حطين معرضا قواته إلى حصار مفاجئ من قبل المسلمين مما أوقع عددا كبيرا منهم بين القتل والأسر،ومما زاد الأمر سوءا لدى القيادة الصليبية أن المشاة لم يثبتوا كفاءة قتالية فارتبكوا وانسحبوا إلى قرون حطين الأمر الذي يعد سببا في تراجع القوة الصليبية وتفكك جيشهم وهزيمتهم هذه الهزيمة النكراء.نجح صلاح الدين في إثارة الصليبيين في وقت رتب فيه المقاتلة على التلال الواقعة غرب طبرية التي لم يستطع الأعداء التقدم إليها وانتهى الأمر بأن أرغموا على التوقف في منتصف الطريق عند حطين ،ومهما يكن من أمر فقد اشتد العطش بالصليبيين عند حطين فأخذتهم سهام المسلمين الذين قاموا بهجوم شامل أنهوا به المعركة وأسروا الملك جاي لوزجنان ومن معه من الأمراء والزعماء والقادة ،حيث عاملهم صلاح الدين بما ينطوي على الود والتسامح باستثناء رينولد شاتون“ارناط امير الكرك“ الذي أمر بقتله،لأنه اعتدى على الحجاج والتجار المسلمين وعاث فسادا . اثر انتصار حطين ولا يخفى علينا الأثر الطيب الذي أحدثه انتصار المسلمين في حطين ،فقد ارتقى بشخصية صلاح الدين بحيث صار ينظر إليه باعتباره رمزا مخلصا يلتف حوله المسلمون الذين ما لبثوا أن استردوا كرامتهم ،وتطلعوا إلى الخلاص من المستعمر الصليبي ،وأخذ الصليبيون يشعرون بكارثة عسكرية من شأنها أن تحول دون حفاظهم على ما بقي بأيديهم من ممتلكات والأمر الجدير بالإعجاب أن الغرب الأوروبي لم ينكر السياسة الهادئة والمتسامحة التي سلكها صلاح الدين تجاه الأمراء الصليبيين ومدحوه بالأخلاق القويمة .اخذ صلاح الدين يجني ثمار انتصاره في حطين ،وبدأ يتجرأ في الإعداد لتصفية الوجود الصليبي كله ،ففاجأ الموانئ الساحلية بهدف منع اتصالها بالغرب الأوروبي وهكذا استولى في نفس السنة ودون عناء على عكا والناصرة وقيسارية وحيفا وصفورية وبيروت وجبيل وعسقلان سالكا سياسة سمحت لسكان تلك النواحي من الصليبيين بالرحيل إلى صور الأمر الذي جعل هذه المدينة مركزا اتخذه الصليبيون أساسا لإحياء مملكة بيت المقدس في وقت لاحق . -2 سماحة صلاح الدين مع سكان القدس سرعان ما توجه صلاح الدين إلى الداخل مستهدفا استرداد بيت المقدس فنازل الصليبيين بها في رجب 583 ه/ 1187 م وأرغمهم على التسليم بعد أن ابدوا مقاومة ،وسمح لهم بالخروج من المدينة مقابل فداء تراوح بين عشرة دنانير للرجل وخمسة دنانير للمرأة ودينارين للطفل تؤدى خلال أربعين يوما على أن يصير الرافضون للأداء مماليك للمسلمين،وكان أن بالغ صلاح الدين في تسامحه حين علم بآلاف الفقراء الذين لا يملكون القدرة على الأداء ولم يقرر عليهم سوى مبلغ ثلاثون ألف دينار عن ثمانية عشر ألفا منهم .وأبدى استعداده لإطلاق سراح كل امرأة أو عجوز فضلا عما وهبه من الأسرى لبطريرك المدينة وقائد حاميتها بليان الأبليني . -5 ترحيب اليهود والنصارى في القدس بانتصارات صلاح الدين فرح الأرثوذكس وأتباع الكنيسة الشرقية بعودة الحكم الإسلامي لمدينة القدس لما اشتهر به المسلمون من التسامح الديني مع أهل الذمة ،وقد أبدى الإمبراطور البيزنطي الأرثوذكسي إسحاق كومنين فرحة كبيرة وأرسل إلى صلاح الدين يهنئه بالاستيلاء على بيت المقدس وطلب تجديد التحالف معه ضد اللاتين الغربيين ”الصليبيين “ على حين نظر نصارى الغرب إلى هذا النجاح الذي حققه المسلمون بوصفه كارثة شديدة آملين في إعادة ما كان لهم من مجد في الشرق العربي الإسلامي قبل حطين وضياع القدس .أما اليهود فقد أعلنوا تأييدهم لسياسة صلاح الدين الأيوبي في بيت المقدس ورحبوا بانتصاره وسمح لهم صلاح الدين بالعودة إلى المدينة والإقامة فيها ،أما المسلمون فقد صادف دخولهم بيت المقدس ذكرى الإسراء والمعراج سنة 583هـ فاحتفلوا بهذه المناسبة وسمحوا لأهل القدس بشتى دياناتهم بحياة مدنية هادئة دون أن يعكر لهم صفوأو يمسسهم سوء .إنها سماحة الإسلام الحنيف مع غير المسلمين -5 تقييم عام وخاتمة القول أن صلاح الدين قد استرد خلال عام أو يزيد قليلا بيت المقدس وكثير من القلاع والحصون الصليبية ولم يبق أمامه سوى إلا القليل من الحصون الصليبية ،الأمر الذي جعله في أمس الحاجة إلى إعداد العدة لمرحلة لاحقة يستكمل بها أعماله العسكرية لإتمام عملية تحرير مدن صور وطرابلس وأنطاكية وقليل من الحصون مسير الحملة وأحداثها كونراد دي مونتيفيرات قائد الصليبين في صور مهموم بالخسارة) ،و عاجل البابوية بمبعوث أوفده طالبا تدخلها لدى ملوك أوروبا لإرسال حملة صليبية في وقت غاب فيه عن الظهور في هذا السبيل بوهيموند الثالث صاحب أنطاكية وخلت فيه الساحة من ريموند الثالث صاحب طرابلس وكان أن تم لكونراد ما أراد إذ استجاب لدعوة البابا من اجل العودة إلى بيت المقدس ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا وفيليب اوغسطس ملك فرنسا وفريدريك بربروسا ملك المانيا.وكان أن اختار فريدريك بربروسا)ملك المانيا( طريق البر عبر أراضي الدولة البيزنطية لارتباطه بمعاهده معها .على أن مخاوف الإمبراطور البيزنطي من نوايا فريدريك بربروسا سرعان ما ازدادت وبالذات بعد أن اخذ هذا الأخير يستعد لمهاجمة القسطنطينية الأمر الذي أدى إلى تعجيل بيزنطة بعبور القوات الألمانية إلى آسيا الصغرى ولكن شيئا من ذلك كله لم يؤد إلى نتيجة بسبب غرق الإمبراطور فريدريك بأحد انهار آسيا الصغرى وفشل حملته وكان حينئذ ينوي المسير نحو أنطاكية. وكان أن تجمع بقايا الصليبيين في صور وانطلقت قاصدة عكا وصادف ذلك وصول فيليب اوغسطس بحملته البحرية قادمة من صقلية سنة 587 ه/ 1190 م ليشارك في حصار عكا التي تأثرت بهروب الأمراء المسلمين الجزريين واشتد ضعفها بوصول حملة ريتشارد قلب الأسد إليها في جمادي الآخر سنة 587 ه/ 1190 م ،ولتعاظم هجوم الصليبيين عليها سقطت المدينة ونكل بالأسرى المسلمين وأمر ريتشارد بذبحهم ولم تفلح جهود صلاح الدين في إنقاذها وأرغم آسفا على قبول شروط التسليم التي عقدها الصليبيون مع حامية عكا ،على أن انتصار ريتشارد في ارسوف لم يكن حاسما كما أن قوة صلاح الدين لا تزال مخيفة للصليبيين وبالذات في الداخل حيث أجرى استحكاماته في بيت المقدس بصورة أفقدت ريتشارد صوابه ،وكان أن انشغل ريتشارد من قبل بسبب عداء كونراد صاحب صور مما صرفه عن المسائل العسكرية ، والأكثر من ذلك أن الملك الإنجليزي أصابه اليأس تماما إزاء إحساسه بعدم قدرته على دخول بيت المقدس وعجزه عن البقاء ورغبته في الرحيل لدرء ثورة كان أخوه حنا قام ضده بها فاضطر إلى مفاوضة صلاح الدين الذي كان حينئذ بحاجة إلى تهدئة الموقف لمعالجة ما كان يدور من نزاع بين عناصر جيشه ،وهكذا مال الطرفان في شعبأن 588 ه/ 1192 م إلى عقد صلح الرملة . -2 صلح الرملة أرسل ريتشارد قلب الأسد رسالة يطلب فيها الصلح مع صلاح الدين قائلا :- "قد أهلكنا نحن وانتم والأصلح أن نحقن الدماء ولا ينبغي أن تعتقد أن ذلك ضعفا مني،بل أريد المصلحة .....ثم لا يجوز لك أن تهلك المسلمين كلهم ولا يجوز لي أن اهلك الفرنجة كلهم "فاستشار صلاح الدين الأمراء والقواد فوافقوه على الصلح مع ريتشارد وكتب صلاح الدين إلى ريتشارد قائلا : "إنك إذا دخلت معنا في هذا الأمر- يعني الصلح- فما جزاء الإحسان إلا الإحسان...."واستمرت المفاوضات بين الطرفين حتى انتهت بتوقيع صلح الرملة. -5 شروط الصلح وأهم شروطه الآتي :- -9 أن يحتفظ الفرنجة بمنطقة الساحل من عكا إلى يافا -2 تكون عسقلان بعد تخريبها وما يليها من الجنوب ضمن أملاك صلاح الدين -5 يسمح للحجاج الصليبيين بزيارة بيت المقدس . -5 اشترط صلاح الدين دخول الإسماعيلية )الحشاشين( في الصلح -1 ينعقد الصلح لمدة ثلاثة سنوات وثلاثة شهور . اشترط صلاح الدين دخول أمراء أنطاكية وطرابلس الصليبيين في الصلح. قوبل صلح الرملة بالارتياح من الجانبين بعد أن ملوا جميعا تلك الحروب الطويلة التي لم تنته إلى نتيجة حاسمة وبعد أن أصبح الطريق إلى الحجاز مفتوحا أمام المسلمين والطريق إلى بيت المقدس مفتوحا أمام المسيحيين ،ويذكر انه عند إعلان الصلح كان يوما مشهودا عم فيه الفرح والسرور لما نالهم من طول الحرب ،وبهذا الصلح يبدأ عهد جديد من السلم بين المسلمين والإفرنج ثم عاد ريتشارد إلى بلاده . -5 نتائج الحملة الثالثة يتضح أن الحملة الثالثة لم تحقق الهدف الذي جاءت من أجله وكان أن أبحر ريتشارد قلب الأسد عائدا إلى بلاده بعد شهرين من توقيعه على المعاهدة وما لبث أن توفي صلاح الدين رحمه الله سنة 589 ه/ 1193 م ليختفي عن الساحة أهم وأشهر قائدين في عصر الحروب الصليبية كان حصاد الحملة الصليبية الثالثة هزيلا بالقدر الذي خيب آمال الأوروبيين .وعلى الجانب الإسلامي فقد سار صلاح الدين الأيوبي إلى بيت المقدس بعد عقد صلح الرملة ،وأمر بإحكام بنيان أسوارها وأقام المدرسة)الصلاحية( والرباط والبيمارستان وغير ذلك من مصالح المسلمين ثم رحل إلى دمشق مارا بنابلس وطبرية وصفد وتبنين وبيروت،وفي بيروت زاره بوهيموند صاحب أنطاكية ،وتابع صلاح الدين رحلته حتى وصل دمشق 1192 م بعد طول غيبة استمرت نحو أربع سنوات وأقام بها / فوصلها في 21 /شوال/ 588 شهورا للراحة. -1 وفاة صلاح الدين رحمه الله مرض صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وأصيب بالحمى فمرض لمدة ثمانية أيام في شهر صفر من سنة 589 هت/ 1193 م وتوفي رحمه الله يوم 21 صفر سنة 589 ه الموافق 5مارس من سنة 1193 م، وكان عمرة 57عاما الجزء الثاني الأحوال بعد وفاة صلاح الدين أدت وفاته إلى انقسام دولته في الحال التي بذل صلاح الدين جهودا مضنية في توحيده هو انه لم يكن هناك مبدأ لتوارث العرش ،بحيث ينتج عن ذلك استقرار أو تناسق داخلي يشد أركان هذه الدولة الشاسعة إلى بعضها ،ولم يكن تاريخ الأيوبيين بعد وفاته سوى أحداث ومنازعات ومؤامرات وحروب بين أفراد البيت الأيوبي فكل منهم يطمع في توسيع رقعته على حساب غيره مما جعل الصراع بين المسلمين والصليبيين يأخذ طابعا جديدا ،وما حصل عليه الصليبيون بالوسائل الدبلوماسية فاق ما حصلوا عليه بالوسائل العسكرية. تقسيم الدولة بعد صلاح الدين *- الملك العادل سيف الدين أبو بكر اخو صلاح الدين أميرا على الكرك والشوبك وشرق الأردن )ولم تمض سنة بعد وفاة صلاح الدين حتى تعرضت الدولة لحالة من التوتر ،ذلك أن أولاده من بعده دخلوا في صراع مرير حول مناطق النفوذ والفوز بالسلطنة مما عاد بالسلب على مسيرتهم الجهادية ،وانحصر ذلك النزاع بين ثلاثة من أبنائه وهم بالتحديد الأفضل علي في دمشق ،والعزيز عثمان في مصر ،والظاهر غازي في حلب .ومن حسن الحظ أن الصليبيين آنذاك كان يعتريهم حالة من التفرقة والضعف العام بعد رحيل ريتشارد قلب الأسد ،وبعد أن أصبح الخلاف بين قبرص وعكا أمرا صعبا ،واوجد ذلك كله لدى كل من الأيوبيين والصليبيين رغبة في التهدئة الأمر الذي يمكن أن نفسر في ضوئه لجوء العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي إلى تجديد الهدنة مع الصليبيين في عكا باعتبار أن عكا كانت تمثل بالنسبة للغرب الأوروبي حينئذ بديلا يحتل مكانة بيت المقدس الذي حرره المسلمون ومقرا لمملكة بيت المقدس الجديدة ، على أن الغرب الأوروبي أيقن أهمية الوحدة بين الصليبيين وضرورة الأخذ بها في وقت كان بنو أيوب يتنازعون ،والى أن حان الوقت لتحقيق هذه الوحدة من جانب الغرب كان أبناء صلاح الدين المتنازعون يأملون من جانبهم أن يجنح العادل لرأب الصدع بينهم حفاظا على وحدة البيت الأيوبي .ولئن أقبل الملك العادل على ذلك ليحقق ما يمهد به ليتولى زعامة هذا البيت خلفا لصلاح الدين إلا انه قد سلك سياسة في هذا السبيل عادت بالنفع على البيت الأيوبي في ميدان الجهاد ضد الصليبيين ،ومن ذلك أن تدخل العادل بين الأخوة الفرقاء من أبناء صلاح الدين كان من شأنه أن اوجد في القليل فرصا للتهدئة صرفته وبعض ابناء صلاح الدين لمواجهة حملات وتجريدات صليبية قدمت من الغرب .ونذكر في هذا السياق أن بعض الصليبيين الألمان وفدوا على بلاد الشام سنة 593 ه/ 1197 م فلقيهم الملك العادل وهزمهم قرب غزة ،ولما توجهوا صوب بيت المقدس أرسل العادل في نجدة ابن أخيه السلطان العزيز عثمان ولبى هذا الأخير نداء عمه في وقت أبدى فيه الأمراء الأيوبيين رغبتهم في المشاركة في هزيمة الألمان وفاز الجميع بالمراد وأوقعوا بالعدو سنة 594 ه/ 1198 م ولا يخفى علينا أثر النزاع بين القوى الصليبية الذي أدى بطبيعة الحال الى فشل هذه الوفود الألمانية في تحقيق مآربها بدليل أنهم لم يتلقوا دعما ملموسا من ملك الصليبيين في عكا . الملك العادل والصليبيين : استولى العادل أثناء صدامه مع الألمان على يافا ،وهزم الصليبيين في عكا وأخرجهم منها حيث تأثروا تأثرا كبيرا بوفاة ملكهم ووضعوا آمالا عريضة بخليفته عموري الثاني لوزجنان الذي بات في نظرهم حاميهم الأول ولكن هذا الأخير آثر التهدئة أمام صمود العادل الأيوبي ،وبتأثير ذلك كله مال الطرفان إلى الصلح في شعبان من سنة 594 هـ/ 1189 م،ووجد العادل في هذا الصلح فرصة لإعادة توحيد جبهة المسلمين التي سرعان ما انفرط عقدها بعد وفاة صلاح الدين كما اشرنا إلى ذلك آنفا.خاض العادل مرحلة استغرقت شهورا حقق في فيها توحيد مصر وبيت المقدس ودمشق وصار سلطانا على البلاد وزعيما على كافة نواحيها .على أن معاهدة الصلح التي وقعت بين الجانبين قد صادفها الانهيار إثر تمكن احد أمراء المسلمين من أسر سفينتين صليبيتين من سفن قبرص قرب صيدا ووجد عموري الثاني في هذا الحادث فرصة لبث الغارات على الأراضي القريبة من عكا ،وأوغل بعساكره عبر الطريق بين عكا وطبرية وبينما هو على تلك الحال جاءته الأخبار بانحراف الحملة الصليبية المتوقعة الى القسطنطينية وهي الحملة الرابعة التي كان ينتظرها لتدعم موقف الصليبيين في بلاد الشام ،فكان من الطبيعي أن يطلب الصليبيين الصلح في عكا كما كان الملك العادل بحاجة إلى الصلح خشية أن تتعرض مصر لهجوم من القسطنطينية فعقد صلحا بين الطرفين الصلح بين الملك العادل والصليبيين : عقد الصلح سنة 601 ه/ 1204 م وبمقتضى الصلح تنازل الملك العادل بسبب سياسة التسامح عن المناصفات في صيدا والرملة واللد وأعطاهم مدينة الناصرة وغيرها كما كان عليه أن يتنازل عن يافا فضلا عما قدمه من تسهيلات للحجاج الأوروبيين مقابل استمرارية المعاهدة لمدة ستة سنوات ،غير أن الملك العادل وبتشجيع من المسلمين عاد هاجم بعض الحصون الصليبية كحصن الأكراد سنة 603هـ /1207م وأسر عددا من الإسبتارية الصليبيين ردا على مهاجمتهم لمدينة حمص . الحملة الصليبية الرابعة :- لم تتمكن الحملة الصليبية الثالثة من تحقيق أهدافها ،فقرر الأوروبيون القيام بحملة جديدة لاحتلال مصر على طريق احتلال بيت المقدس وقد تشجعت البندقية للمشاركة بهذه الحملة سعيا وراء مطامع ومطامح اقتصادية بحتة . أحداث الحملة :- رأى قادة الحملة الصليبية التوجه إلى الشام مباشرة للاستيلاء على بيت المقدس من أيدي المسلمين وتحقيق ما عجزت الحملة الثالثة عن تحقيقه وتحمس هؤلاء القادة للإبحار مباشرة إلى عكا ،إلا أن فريقا آخر من القادة رأى انه من الأفضل توجيه الهجوم إلى مصر مباشرة باعتبارها مركز القوى الرئيس للمسلمين والتي أمدت صلاح الدين بالجند والمؤن لمحاربة الصليبيين ،فإذا فرغوا من مصر فإن ذلك يسهل عليهم احتلال بيت المقدس وتأمين الجبهة الجنوبية لفلسطين .كان على الصليبيين أن يدبروا أمر نقل الجنود الى مصر واتفق زعماء الحملة مع البندقية ودوقها هنري دانولدو)هام( وعقدوا معه صلحا يقضي بنقلهم إلى الشواطئ المصرية على أن يدفعوا له مبلغ خمسة وثمانون ألف مارك مقابل ذلك واخذ جنود الحملة يحتشدون في البندقية سنة 599 ه/ 1202 م ،ولم تكن البندقية تهتم سوى بمصالحها الاقتصادية والمادية مع علمها بعجز قادة الحملة عن دفع المبلغ المتفق عليه ولهذا حاول دوق البندقية أن يستغل عدم قدرة الصليبيين على دفع المبلغ المتفق عليه فاقترح عليهم أن يقوموا بمساعدته في الهجوم على مدينة زارا الخارجة عليه وكانت تابعة له من قبل ثم انتزعها ملك هنجاريا ،وإذا تم ذلك فإنه سوف يعفيهم من رسوم النقل على السفن نتيجة الحملة الصليبية الرابعة أدى الصراع بين أبناء البيت الحاكم في القسطنطينية إلى الإطاحة بالإمبراطور إسحاق الثاني الذي استعان بالبابوية ووعدهم بأنه لو استرد عرشه فسوف يخضع الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية لسلطة البابوية) الكاثوليكية( ومن ناحية أخرى طلب مساعدة الصليبيين على أن يساعدهم في حملتهم على مصر إذا نجحوا في إعادته إلى العرش بأن يدفع إليهم مائتي ألف مارك ويمول أسطولهم لمدة عام على نفقته دوافع ملك البندقية داندولوا الى ذلك : -1 المنافسة التجارية الكبيرة بين البندقية والقسطنطينية -2 خوف دوق البندقية)دونالدو( على مصالحه التجارية لو اتجه الصليبيون الى مصر -3 سياسة الملك العادل الحكيمة في تحويل مسار الحملة من مصر إلى القسطنطينية حيث أرسل الى دوق البندقية سفارة محملة بالهدايا لإبعاد الحملة عن مصر . -4 عقد الملك العادل)سرا( صلحا مع البندقية منحهم فيها امتيازات تجارية في مصر مقابل تعهد البندقية بمنع أي حملة من الوصول إلى مصر وفعلا قام دوق البندقية بتحويل الحملة إلى زارا في القسطنطينية بحجة توفير المؤن للجيش الصليبي ،وفي هذه الأثناء حدث صراع داخل البيت البيزنطي فوعد الملك البيزنطي القوات الصليبية ،بأنه سوف يرافقهم على رأس قوات مكونة من نحو عشرة الآف رجل وينفق عليهم من ماله الخاص كما وعد البنادقة بدفع مبالغ كثيرة لهم مقابل إعادته للحكم موقف البابوية من مجريات الحملة يحرك البنادقة دوافع اقتصادية بحتة،ذلك أن جنوا وهي المدينة الإيطالية التي تنافس البندقية تجاريا قد حصلت على امتيازات تجارية في القسطنطينية وحرم هذا البندقية من سوق كبير لها في القسطنطينية ،ولما وصل البنادقة والصليبيون إلى القسطنطينية قضوا على الدولة البيزنطية وأقاموا دولة لاتينية فاندلعت المواجهة بين السكان البيزنطيين من جهة والصليبيين والبنادقة الغزاة من جهة أخرى ،فاقتحم الصليبيون والبنادقة المدينة فقاموا بمجازر بحق أهل المدينة فقتلوا النساء والأطفال وكبار السن وارتكبوا مذبحة مروعة استمرت ثلاثة أيام ونهبوا كنوز وتحف المدينة ،وحكم الصليبيون القسطنطينية نصف قرن حتى أعاد ميخائيل الثامن حكم الدولة البيزنطية في المدينة سنة 660 ه/ 1261 م نتائج الحملة الرابعة :- -1 تبين جليا أن الهدف الديني من الحروب الصليبية كان كذبا وان المحرك الرئيس لهذه الحروب كان اقتصاديا بحتا -2 بدأ كثير من الصليبيين الرحيل من بلاد الشام إلى القسطنطينية التي أصبحت تحت حكم الصليبيين لمدة نصف قرن بسبب توفر الأمن فيها أكثر من بلاد الشام -3 زادت الحملة الصليبية الرابعة العداء بين الصليبيين الغربيين ونصارى الشرق فزادت الكراهية بين أتباع الكنيستين الشرقية والغربية )ارثوذكس ،كاثوليك( -4 ترتب على الحملة الرابعة حرمان الصليبيين في الشام من مساعدة إخوانهم اللاتين والبيزنطيين مما اضعف موقفهم في الشام الحملة الصليبية الخامسة :- كان الصليبيون في السنة الأخيرة من حكم العادل سنة 614 ه/ 1217 م قد وصلوا بحملتهم الخامسة إلى عكا بعد فترة إعداد شابتها الفوضى والملابسات ،وقد حاول العادل مجابهة هذه الحملة الجديدة التي كانت بمثابة المفاجأة التي لم يكن العادل مستعدا لها تماما فقد كان جنوده موزعين في أنحاء البلاد ،فلجأ إلى المراوغة ومحاولة تلافي المجابهة مع قوات الصليبيين الكبيرة ،إلا أنهم اضطروه إلى خوض معركة في بيسان خسرها الملك العادل واحتل الصليبيون المدينة ونهبوها ونهبوا المناطق المجاورة .إثر ذلك حاول الملك العادل حشد قواته وتعبئتها بمساعدة أبنائه ،وبحلول سنة 615 هت/ 1218 م تحركت القوات الصليبية من عكا إلى دمياط في مصر ونزلوا حولها فتصدى لهم هناك الملك الكامل الأيوبي محمد بن العادل وقاتلهم عدة أشهر بجدارة مستخدما الكثير من الوسائل الذكية في منعهم من أخذ المدينة أو التوغل داخل مصر ،وقد حاول العادل اللحاق بابنه بجيش شامي ولكن الوفاة عاجلته ونتيجة لذلك والمؤامرات ضد الملك الكامل في مصر شغلته عن قتال الصليبيين ،فتمكن الصليبيون من احتلال دمياط إلا أن الكامل عاد ثانية لترتيب صفوفه ولحق به أخوه الملك المعظم عيسى صاحب دمشق لمعاونته وكذلك قدم أخوه الآخر الملك الأشرف صاحب الجهات الشرقية من الدولة ومعه قوات من حلب وحماة وبعلبك وحمص.والتي )دمياط(سميت فيما بعد باسم المنصورة ونتيجة لمقاومة الأيوبيين المستميتة وشجاعتهم فقد أحبطوا محاولة الإفرنج التوغل في مصر واضطروهم إلى قبول الصلح سنة 615 ه/ 1212 م ووقف الجميع إلى جانب الملك الكامل في المدينة الجديدة التي بناها)المنصورة( كمعسكر له لمواجهة الصليبيين في دمياط شروط صلح دمياط بين الصليبيين والأيوبيين :618هـ 1221م -9 أن يسلم الفرنجة دمياط للمسلمين دون مقابل -2 مدة الهدنة بين الطرفين ثماني سنوات -5 إطلاق سراح الأسرى بين الطرفين -5 أن يقدم المسلمين لملوك الفرنجة الصليبيين رهائن من قادتهم إلى أن يتم الجلاء عن دمياط ويقدم الفرنجة الصليبيين رهائن للمسلمين وعدتهم عشرين قائدا منهم الملك حنا دي برين ملك عكا ونائب البابا بيلاجيوس ، وقدم الملك الكامل ابنه الصالح نجم الدين أيوب وكان عمره خمسة عشر سنة ومعه جماعة من خواصه لتنفيد الاتفاق نتيجة الحملة الصليبية الخامسة بالفشل الذريع بسبب صمود الملك العادل في مصر ومساعدة إخوته الأمراء الأيوبيين في بلاد الشام له ، شروط معاهدة يافا 626 ه/ 1228 م ،فإن الحملة الصليبية السادسة خلت تماما من هذه الروح ،فبدت وكأنها زيارة ودية قام بها الإمبراطور الألماني لصديقه في الشرق إذ لم تعتمد هذه الحملة على قوة حربية كبيرة من الجنود الفرسان . أسباب الحملة الصليبية السادسة : ) الاسباب الخاصة بالصليبيين( *ارتاع الملك الكامل من هذا الاتفاق ولم يجد وسيلة يرد بها على هذا التحالف إلا أن يطلب المعونة من جهة خارجية ،فاستقر رأيه على الاتصال بالإمبراطور فريدريك الثاني إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة الذي عرف بميله وتعاونه مع المسلمين وعلاقته الودية مع الملك الكامل * ومن الأسباب أيضا أن فريدريك كان قد نذر إجابة لطلب البابا القيام بحملة صليبية إلى الشرق مما جعل البابا يلح عليه على الوفاء بوعده *أن فريدريك كان قد تزوج من إيزابيلا بنت الملك حنا دي برين وريثة المملكة الصليبية الرمزية ،ولما توفيت إيزابيلا ظل فريدريك يطالب بمملكة بيت المقدس إرثا لزوجته ،ولذا بدأ يفكر جيدا في الخروج على رأس حملة إلى الشرق . *أن البابا جريجوري التاسع اصدر قرارا بحرمان فريدريك من رحمة الكنيسة ودخول الجنة مما جعله يقوم بهذه الحملة ارضاء للكنيسة وحتى يظهر في صورة المدافع عن الكنيسة وكي يغفر له البابا ذنوبه وخطاياه ويعيده إلى رحمته ما هو سبب طلب الكامل العون والمساعدة من فريديدريك ؟ ) الاسباب الخاصة بالأيوبيين( - خشي الملك الكامل من تحرك الصليبيين بحملة جديدة ضد مصر ،فأراد أن يجنب نفسه هذا الخطر فكاتب الإمبراطور فريدريك فرد عليه معاهدا متبادلا الهدايا . - أراد الكامل أن يحمي مصر ويتفرغ لأخيه المعظم عيسى حتى يعزله عن دمشق ويضم الشام إلى سلطانه . - كان الكامل يريد أن يكون له السلطان المطلق في الدولة الأيوبية كما كان من قبل لأبيه العادل وعمه صلاح الدين ،وأن يكون بقية الأمراء تحت سلطانه ويخطب على منابر بلادهم باسمه . أحداث الحملة : أخذ فريدريك يماطل في القيام بالحملة نحو الشرق العربي الإسلامي وذلك للأسباب التالية : * عدم توفر الحافز الذي يدفعه إلى تلك الخطوة ،والدخول في حرب ضد المسلمين * علاقته الودية مع الملك الكامل وتوافقهما في الميول والطباع والاتجاهات وبسبب الهجوم العنيف من البابا على فريدريك اضطر الأخير إلى الخروج إلى الشرق حتى يفوت على البابا فرصة التشهير به من ناحية ولكي يخفف حدة النزاع بينهما من ناحية أخرى ويذكر أن القوة التي صاحبت فريدريك تكونت بصفة أساسية من نحو ستمائة فارس وعشرين سفينة وكان قد سبقه فرقتان من اللاتين إلى عكا ورغم ذلك كانت البابوية لا تريد نجاح فريدريك في تحقيق النصر, رفض الملك الكامل تسليم بيت المقدس متذرعا بأن ذلك سوف يؤذي مشاعر المسلمين في كل مكان ويؤدي إلى معارضة شديدة لسياسته ،ولهذا تعثرت المفاوضات وشغل فريدريك نفسه بتحصين مدينة يافا ،ولما طالت المفاوضات أصدر البابا قرار الحرمان مرة ثانية ضد فريدريك عندئذ لجأ فريدريك إلى استعطاف الكامل ليمنحه بيت المقدس فيعجل عودته إلى بلاده بعد أن ساءت أحوالها ونتيجة لتأثر الكامل باستعطاف فريدريك وهو الرجل الذي اشتهر بتسامحه مع الصليبيين وعلاقات المودة التي يرتبط بها مع فريدريك وافق الكامل على عقد اتفاقية مع هذا الإمبراطور عرفت بمعاهدة يافا سنة 626 ه/ 1228 م .شروط معاهدة يافا 626 هت/ 1228 م: -1 أن تسلم مدينة القدس الشريف إلى فريدريك بشرط أن يبقيها على حالتها بدون تعمير ولا يجدد أسوارها وأن يكون المسجد الأقصى وقبة الصخرة بيد المسلمين ، ولا يدخلها الفرنجة إلا للزيارة -2 أن يأخذ الفرنجة جميع القرى الواقعة على الطريق من يافا إلى القدس وهي " بيت لحم ،الناصرة ،تبنين ،صيدا ،اللد ،الجليل " -3 أن يطلق سراح الأسرى من كلا الجانبين . -4 أن يتعهد فريدريك بمحالفة الملك الكامل ضد اعدائه جميعهم مسلمين ومسيحيين . -5 أن يضمن فريدريك عدم وصول إمدادات صليبية إلى إمارتي أنطاكية وطرابلس -6 أن يمنع الإمبراطور فريدريك وصول أي حملة صليبية جديدة الى شواطئ مصر أو الشام -7 أن يستمر العمل بهذه المعاهدة لمدة عشرة سنوات .وكان أغرب ما في هذه المعاهدة هو تنازل المسلمين عن بيت المقدس للصليبيين وهكذا حققت الحملة الصليبية السادسة ما لم تستطع الحملات الصليبية الضخمة أيام صلاح الدين تحقيقه ،وذلك على الرغم من طابعها السلمي ما هو رد فعل المسلمين والصليبيين على معاهدة يافا ؟ -1 ثار الفرنجة على فريدريك لأنهم كانوا لا يرغبون في مسالمة المسلمين ،كما أنهم حزنوا لأن بيت المقدس لم يتم استرداده بالقوة والسلاح -2 زاد غضبهم لاحتفاظ المسلمين بأماكنهم المقدسة وبتأديتهم شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى . -3 أعلنوا انه لا قيمة لاسترداد بيت المقدس دون استرداد الحصون القوية في الكرك والأردن . -4 غضب فرسان الداوية لبقاء المعبد بيد المسلمين ،وصرحوا أنهم مع فرسان الأسبتارية ولن يتعاونوا مع فريدريك عدو البابا ،ولذا لم يطلب احد من الصليبيين رفع قرار الحرمان عن الإمبراطور برغم ما حققه لهم من مكاسب .قوى عسكرية لاتينية -5 أما العالم الإسلامي فقد رأى في اتفاقية حيف كارثة حقيقة على الإسلام والمسلمين -6 امتلأت مساجد بغداد والقاهرة ودمشق والكرك والأردن وغيرها بالخطباء الناقمين على السلطان الكامل المتخاذل الذي ضحى بالقدس في سبيل مصلحته الشخصية ،واتهموه بالخيانة -7 أعلن الملك الناصر داوود صاحب دمشق الحداد ،واشتد البكاء على القدس وكثر العويل وأقيمت المآتم . ومن الجدير ذكره وللحقيقة والإنصاف والتاريخ أن المصادر التاريخية تذكر أن الإمبراطور فريدريك عندما أراد زيارة بيت المقدس بعد معاهدة يافا استأذن الملك الكامل فأذن له ،وكان فريدريك يقول لأتباعه :- "إنما نحن عبيد ومماليك السلطان الكامل وإنما تصدق علي وعليكم بهذه الكنائس على سبيل الإنعام منه ولا يتعدى احد منكم طوره" وبعد تسع سنوات من هذه المعاهدة توفي الملك الكامل في دمشق سنة 635 ه/ 1251 م عن عمر يناهز ستين سنة ودفن بدمشق وبموته انفرط عقد الدولة الأيوبية للمرة الثالثة وعاد الأمراء يتصارعون ويتآمرون على بعضهم البعض حتى تمكن الملك الناصر داوود ملك الكرك الأيوبي في جنوب الأردن من تحرير بيت المقدس واستردادها من الصليبيين .وبعد ذلك تمكن الملك الصالح نجم الدين أيوب من إعادة الوحدة السياسية إلى السلطنة الأيوبية في مصر والشام ،ولكنه كان عليه أن يتفرغ لمواجهة الخطر الآخر الذي أصبح يهدد مصر ذاتها الحملة الصليبية السابعة "حملة لويس التاسع على مصر"كان لاسترداد القدس وضمها إلى أملاك الصالح نجم الدين أيوب سنة 642 ه/ 1244 م،وتصفيته لقواعد الفرنجة الصليبيين في السواحل صدى قوي في أوروبا يشبه صدى استردادها في المرة الأولى على يد صلاح الدين الأيوبي ،فبدأت الدعوة من جديد لحملة صليبية كبرى على مصر لاسترجاعها ،وكان أكبر المتحمسين لها لويس التاسع القديس ملك فرنسا وقد حاول في إطار إعداده للحملة إزالة الخلاف بين البابا والإمبراطور فريدريك الثاني سالف الذكر ولكنه لم ينجح في مساعيه حتى أن البابا قرر في مجمع ليون الكنسي الذي تقرر فيه إرسال الحملة الصليبية السابعة أن يرسل حملة صليبية أخرى ضد فريدريك الثاني باعتباره خارجا عن الكنيسة .فادى ذلك إلى توثيق العلاقة بين فريدريك والملك الصالح نجم الدين أيوب فأرسل فريدريك رسالة إلى الملك الصالح يخبره عن تحرك الحملة الصليبية هذه إلى مصر ،ولم يكن هدف هذه الحملة استرجاع القدس وحسب وإنما تكوين تحالف مسيحي وثني مع المغول الذين بدؤوا يظهرون على مسرح الأحداث في المشرق العربي الإسلامي ،وهدف الصليبيون من خلال هذا الحلف وضع المسلمين بين شقي رحى بغية القضاء على الإسلام كما توهموا خاسئين ونشر النصرانية في المنطقة العربية الإسلامية الاستعداد للحملة : استغرق إعداد لويس للحملة مدة ثلاث سنوات في باريس حيث خطب في الناس ودعاهم إلى حمل الصليب ،وطلب من دوقيات جنوا ومرسيليا تأجيره السفن لنقل المقاتلين إلى مصر والشام ،في حين رفضت البندقية تزويده بالسفن خوفا على مصالحها التجارية في مصر والشام ،وبدأ لويس يجهز جزيرة قبرص ويشحنها بالطعام والمقاتلين لتكون منطلقا لحملته السابعة .وأخيرا رحل لويس التاسع في سنة 646 ه/ 1248 م وأبحر من ميناء مرسيليا على رأس أسطول ضخم يضم 1800 سفينة محملة بثمانية الآف مقاتل معهم العدة والخيول ويشاركه في قيادة الحملة زوجته مرجريت وإخوته شارل كونت أنجو وروبرت كونت ارتوا . خط سير الحملة : بدأت الحملة سيرها من باريس إلى ميناء أيجور جنوب فرنسا ومر لويس في الطريق بمدينة ليون حيث كان يقيم البابا انو سنت الرابع ومنحه البابا صك غفران جميع ذنوبه وتذكرة الدخول إلى الجنة ،ثم غادر لويس فرحا سعيدا وقد غفرت ذنوبه وحمل معه صك الغفران واتجه بحرا إلى جزيرة قبرص .فوصل ميناء ليماسول فنزل بضيافة هنري الأول لوزنيان ملك قبرص .عقد لويس مجلسا لكبار قادته فاتفق الحاضرون على أن مصر هي الجديرة بالهجوم ،وان الاستيلاء عليها هو الكفيل بحل المسألة الصليبية على خير ما يتمنى العالم الصليبي الغربي،،وان الاستيلاء على دمياط مهمة لمحو العار الذي لحق بالصليبيين بالجلاء عنها زمن الملك حنا دي برين .ودمياط لها مكانتها التجارية والاقتصادية ،وأثناء إبحار الحملة واجهتها رياح عاتية وأعاصير فاضطرت نحو سبعمائة سفينة للجنوح إلى سواحل عكا في فلسطين المحتلة ،ولم يصل مع لويس سوى ثلث عدد قواته ،ولكن للباغي مصرع وبغيه يصرعه "،ورغم مرض الملك الصالح غير انه تحرك على رأس جيشه من الشام التي كان يقيم بها في هذه الآونة حتى وصل مصر ولما اشتد المرض على الملك الصالح طلب من قادته أن يعسكروا في دمياط استعدادا لمواجهة الصليبيين وقاد الجيوش الإسلامية القائد فخر الدين بن شيخ الشيوخ الذي ارتكب فعلة شنعاء وسوء تقدير بسحب الجيش المسلم من دمياط والتراجع إلى الجانب الشرقي للنيل فدخل لويس وجيشه دمياط دون مقاومة ،فقام لويس بإضفاء الطابع المسيحي على المدينة فحول مسجدها إلى كنيسة استفاق المسلمون مما حل بهم في دمياط وبدأت عمليات المقاومة ضد الغزو الصليبي ولم يمر يوم واحد إلا ويقتل ويؤسر فيه أعداد كبيرة من الصليبيين في دمياط ،فشعر لويس بخطر الموقف فبدأ يستعد للزحف إلى القاهرة رغم أن بعض قادته رأوا الذهاب إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة ،وفي هذه الأوقات العصيبة حيث يحتل الصليبيون دمياط ويزحفوا باتجاه القاهرة توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب فخلفه ابنه الملك المعظم توران شاه وهو شاب حديث السن قليل الخبرة ،بيد أن الملك الصالح كان قد رتب أمور الحكم مع زوجته شجرة الدر وهو على فراش الموت ،وقد اخفت زوجته نبأ وفاته ومنعت زيارته بحجة أن الأطباء طلبوا ذلك ،وانتظرت حتى يعود تورانشاه من ولايته في حصن حيفا ، ) ) مناقشة 99 ورغم كتم خبر وفاته غير أن أخبار الوفاة وصلت إلى الفرنسيين الذين يتوغلون في الأراضي المصرية ،حتى وصل الصليبيون إلى مدينة المنصورة وقد حصنها المسلمون فقرر لويس اجتياح المنصورة وفي هذه الأثناء تعرضت مدينة المنصورة إلى الخيانة من أهلها حيث دل احدهم الصليبيين على مخاضه سلمون "طريق مائي "يوصل إلى المدينة الحصينة وفعلا نجح الصليبيون بمهاجمة معسكر المسلمين المرابط فجأة وجرح قائد الجيش فخر الدين بن شيخ الشيوخ واستولى الصليبيون على معسكر المسلمين في قرية جديلة فقرر الكونت آرتو اقتحام المنصورة ،وكان القائد بيبرس البندقداري الذي صار سلطانا فيما بعد قد افسد خطة الفرنسيين بكفاءته الحربية فانسحب أمام الصليبيين الفرنسيين انسحابا تكتيكيا وعاد وأطبق عليهم وزلزل صفوفهم فانقشع غبار المعركة عن عدد كبير من قتلى الصليبيين فقتل من فرسانهم نحو إلف وخمسائه وقضى المماليك على فرقة الفرسان بأكملها وكان ارتو في مقدمة القتلى . قدوم تورانشاه : بعد هذه المعركة بأيام قدم الملك المعظم تورانشاه بن الصالح نجم الدين أيوب إلى مصر سنة 647 ه/ 1250 ه ونزل في الصالحية ثم رحل منها إلى المنصورة فلقيه الجند والقادة وأعلن وفاة أبيه الملك الصالح نجم الدين فتولى زمام الأمور بنفسه وقاد الجيوش وقاد الجند وهاجم الصليبيين فساء حالهم فطلب منه لويس التاسع الهدنة والصلح وتسليمه دمياط ولكنه رفض والتحم مع الصليبيين في معركة عنيفة اسمها معركة فارسكو انتهت بكارثة على الصليبيين حيث أبيد الجيش الصليبي عن بكرة أبيه وغنم المسلمين منهم الخيل والبغال والغنائم وما لا يحصى ولا يعد من الأموال . مصير لويس التاسع : )الاخضر تحت هام جدا( هرب لويس التاسع من ارض المعركة تاركا جيشه يلقى حتفه حتى وصل قرية "منية أبي عبد الله وتم اسر لويس التاسع نفسه في هذه القرية وحمل إلى المنصورة مقيدا بقيد من حديد وحبس بدار القاضي فخر الدين إبراهيم بن لقمان ومعه أخوه شارل كونت أنجلو والفونسو كونت بواتيه وقد أحسن إليهم تورانشاه وخصص لهم من يقوم بخدمتهم ، بقي لويس في الأسر فقرر أن يفتدي نفسه بدفع مبلغا من المال في سبيل إطلاق سراحه مع أخويه مقداره 400 الف دينار،وعقدت معاهدة بين الطرفين معاهدة تورانشاه الأيوبي ولويس التاسع الفرنسي تم عقد معاهدة الصلح بين الطرفين لمدة عشرة سنوات وفقا للشروط التالية: -1 أن يسلم الملك الفرنسي الصليبي لويس التاسع مدينة دمياط فدية لنفسه مبديا أن مقامه لا يفتدى بمال . -2 أن يدفع الملك لويس التاسع مبلغا من المال ثمانمائة آلاف بيزنط "وهي عمله ذهبية بيزنطيه " فدية عن باقي الفرنسيين الأسرى عوضا عن خسائر الأيوبيين بسبب الحملة الصليبية . -3 أن يطلق سراح جميع الأسرى المسلمين الذين تم أسرهم خلال هذه المعركة ،وكذلك الأسرى المسلمين منذ الحروب في عهد الملك العادل والكامل والصالح أيوب وكان عددهم يربو على عشرة ألاف أسير مسلم . -4 أن يعمل الصليبيون على حفظ الأمن وإقرار السلام في جميع البلاد التي يحتلونها في فلسطين . -5 أن يتعهد السلطان الأيوبي بإطلاق سراح الأسرى الصليبيين من الفرنسيين في مصر . -6 إطلاق سراح الأسرى الصليبين الذين أسرهم المسلمين منذ معاهدة يافا سنة 626 ه/ 1228 م -7 أن يتعهد السلطان بحراسة جميع عتاد الفرنسيين وأثقالهم الموجودة بدمياط بعد رحيلهم عنها إلى أن تسنح الفرصة لنقلها إلى بلاد الفرنجة. -8 أن يمنح المرضى الصليبيين في دمياط الأمان وبيع ممتلكاتهم والرحيل متى شاءوا برا أو بحرا بدون عراقيل هذا وقد اقسم الطرفان بالمحافظة على الهدنة وعدم الإخلال بها ،هذا وقد فشلت الحملة الصليبية السابعة ،وكان للمماليك البحرية فضل كبير في هزيمتهم وبرز قادة كبار منهم مثل عز الدين أيبك وبيبرس البندقداري خلال المعارك التي اظهروا فيها شجاعة وقدرة عسكرية فائقة . الحملة الصليبية الثامنة بادر الصليبيون بعد هزيمتهم النكراء في الحملة السابعة الى القيام بحملة صليبية جديدة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا الذي توجه هذه المرة الى تونس بغية اجبارها على اعتناق المسيحية ولكنه ما لبث ان اصيب لويس بسهم من احد الأعراب في ارض المعركة وهو الأرجح وفي رواية اخرى تقول انه مرض مرضا شديدا حيث اصيب بالطاعون ومات سنة 1270م كما سيتضح لاحقا،وبذلك انتهت هذه الحملة بالفشل بموت لويس التاسع فعاد الجنود الصليبيين من الفرنسيين الى بلادهم يجرون اذيال الخيبة والفشل . حملة لويس التاسع على تونس اعتبر كلّ المؤرخين حملة لويس التاسع على تونس ، حلقة من حلقات المواجهة التي فرضت على قسم من العالم الإسلامي خلال فترة طويلة من الزمن والتي درست أغلب تفاصيلها بطريقة دقيقة في العديد من الملتقيات العلمية، الجزء الثالث اسباب الحملة الصليبية على تونس الحالة الداخلية للبلاد التونسية خلال القرنين اللذين سبقا تاريخ الحملة. فمن المؤكد أن الأفرنجة لم يشعروا البتة بأي خطر يمكن أن يتأتى من افريقية خلال القرنين الخامس والسادس للهجرة ،فقد عرفت هذه الأصقاع آنذاك فترة من الاضطرابات والتشتت إثر الزحفة الهلالية في منتصف القرن 5 هجري/ 11 ميلادي، ونتج عن ذلك تقسيم افريقية إلى دويلات متصارعة لا تمثل خطرا على بلاد » الافرنجة والنصارى « ، مما يسر لهم استرجاع صقلية بشيء من السهولة. وتواصل الأمر على هذا الحال حتى قدوم عبد المؤمن بن علي سنة الأخماس ) 555 ه( حيث استتبت الأمور نسبيا، ولم تعرف افريقية بعض القوة إلا عند قيام الدولة الحفصية ثم تطورت الأمور خلال حكم المستنصر بن أبي زكرياء الأول ، مؤسس الدولة الحفصية ،حيث أصبحت تونس لمدة وجيزة مقر الخلافة. فمن الناحية الغربية للبلاد ، أتته البيعة من الأندلس : خاصة من الناصريين بغرناطة ، وكذلك من بني عبد الواد بتلمسان، والمرينيين بفاس )سنة 652 ه/ 1215 م(.أما في الناحية الشرقية ، فإن انقراض الخلافة العباسية سنة 656 ه/ 1260 م )تحت ضربات المغول( أحدثت تصدعا خطيرا في صلب العالم الإِسلامي نتيجة لانفصام العروة الوثقى والرابطة الروحية التي كانت تشده لبعضه ، ووقف دعم مسلمي الأندلس ، وهو بالطبع ما كان يصبو إليه كل المسيحيين ، بمن فيهم لويس التاسع. أما ابن خلدون )هام(، فيفسر مبادرة لويس التاسع ، برجوعه إلى الفترات القديمة من تاريخ افريقية التي كانت من أول البلاد التي دخلت الدين المسيحي وساندته إلى أن جاء الإسلام ، وكان الفتح. فيوضح صاحب » المقدمة « أن ذلك هو ما يفسر »أنه لم تزل في نفوسهم )أي المسيحيين( من ذلك ضغائن ، فكان يخالجهم الطمع في ارتجاع ما غلبوا عليه « . ) ) مناقشة 92 وهذا غير مستبعد فقد وجدت هذه الحملة هي الأخرى مساندة البابا أوربان الرابع الذي دفع بالمسيحيين للاتجاه إلى مصر والشام ، لنجدة إخوانهم المسيحيين هناك وحمايتهم من أعدائهم المسلمين.ويدعم هذا البعد الديني ما ذهب إليه برونشفيك من أن البعض من الرهبان الفرنسيسكان والدومينيكان أوهموا لويس التاسع بإمكانية تنصير السلطان الحفصي، إذ أن إيمان لويس التاسع كان عميقا جدا. وبالطبع ، فإن إمكانية تنصير أمير المؤمنين تعد عملية بالغة الأهمية ، وهي حسب رأيه من الدوافع التي ساهمت في تغيير وجهته إلى تونس. وبالرغم من أنه لا يمكننا الاقتناع بهذه النظرية ، فإن هذا التصرف يتماشى وعقلية العصر ، خاصة بالنسبة للملك لويس التاسع الذي تصفه المصادر الفرنسية بأنه كان متطرفا دينيا. ولد لويس التاسع في عام 1219 ، وتولى السلطة وسنه لم تتجاوز الثانية عشر ، وهو ما يدفعنا إلى الاحتمال إلى أن دوافعه كانت في مرتبة أولى دينية ، أمّا بالنسبة للناحية الاقتصادية ، فمما يمكن أن يفسر اتجاه لويس التاسع إلى تونس، هو أن افريقية كانت تتحكم آنذاك في أهم ممرات سوق الذهب السوداني ، وهي التي كانت تزود أروبا به. ومن الأكيد أن هذا العامل له أهمية قصوى بالنسبة للجمهوريات التجارية الإِيطالية، وخاصة منها البندقية وجنوة.ففي سنة 1266 م )هام( ساند البابا كليمون شارل دنجو أخو لويس التاسع في الحصول على صقلية. فقد سبقه فيها فريديريك الثامن النورمندي الذي كان يعتبر صديقا للمسلمين ،مما جعل البابا يحقد عليه، فقد قبل المستنصر الحفصي بعض خصوم شارل دنجو كلاجئين لديه ، ثم ساندهم ماديا وعسكريا على التحول إلى صقلية لمحاربة شارل الأول ، بدأ ملك صقلية يطالب المستنصر الحفصي بدفع نفس الأداءات التي كان يدفعها أبو زكرياء لفريديريك الثاني. وهكذا طالب من مبعوثي الملك الحفصي سنة 1258 م دفع ما تخلد بذمته انطلاقا من تاريخ وفاة فريديريك الثاني، أي من سنة 1258 م.أمام هذه المطالب المجحفة ، رفض المستنصر دفع أي أتاوة بالرغم من إرسال شارل دنجو بعدة مبعوثين إلى سلطان تونس لإيجاد حل لهذه المسألة فمن الممكن جدا إذن أن موقف المستنصر من شارل ومساندة أعدائه ، ثم فيما بعد رفضه دفع أداءات لحاكم صقلية ، جعلت هذا الأخير يحاول الانتقام في مرحلة أولى من هذا الخصم المسلم ، ثم الحصول على الأموال المتخلدة بذمته ، وهي في حد ذاتها عوامل ربما دفعت شارل دنجو لتحريض أخيه لويس التاسع على تحويل وجهته إلى تونس. )هام(وقد أكد بعض المؤلفين الغربيين على أن شارل هو المسؤول عن الغلطة الفادحة التي ارتكبها لويس التاسع في تحوله إلى تونس ، وحسبما ذهبوا إليه ، فقد كان يأمل في الحصول على منافع تجارية واقتصادية من وراء هذه الحملة ، خاصة وأن تونس تمر بمجاعة نتج عنها موت العديد من السكان .. الحالة الداخلية قبل بداية حملة لويس التاسع لقد كانت أوضاع تونس الداخلية وحالة الضعف من أسباب هذه الحملة الحالة الداخلية في تونس قبل بداية حملة لويس التاسع لا يستبعد أن تكون الحالة الداخلية التي عرفتها البلاد انطلاقا من سنة 659 ه/ 1261 م قد شجعت لويس التاسع على الاتجاه إلى تونس ، إذ عرفت إفريقية انطلاقا من هذا التاريخ العديد من المشاكل والاضطرابات الداخلية. فقد انتشر الوباء حتى أن المستنصر نفسه أصيب به ، لكنه لم يدم طويلا ، فلا نجد أي أثر له بعد فترة قصيرة من ذلك ، كما ضرب عملة من النحاس سنة 660 ه/ 1262 م أثارت بعض القلاقل لدى العامة. لكن أهم الاضطرابات التي عرفتها افريقية هي الثورات الداخلية وخاصة منها بالمنطقة الغربية ،فتفيدنا المصادر أن أبا علي بن العباس صاحب مليانة)هام( ثار سنة 659 ه/ 1261 م فاضطر المستنصر إلى البعث بأخيه أبي حفص لقمع هذه الثورة. كما ثارت قبيلة الذواودة بقسطنطينة تحت إمرة شيخهم شبل بن موسى )هام( ، لكن هزمهم السلطان سنة 664/1266 م، ثم أعاد الكرة بعد سنتين بإعانة قبائل الكعوب ودباب وبربر سدويكش، وكان له النصر مرة أخرى.ومن ناحية أخرى ، فإن بعض أقرباء السلطان أقضوا مضجعه.فقد هرب عدد منهم إلى خارج البلاد في انتظار حلول دورهم للثورة والفوز بالسلطة. لهذا المستنصر يجابه الثورات والمؤامرات الداخلية طيلة العشر سنوات التي سبقت حلول الجيوش الصليبية ، كما نلاحظ صراعاً على السلطة بين الشق الموحدي والقادمين الجدد من الأندلسيين الذين أصبحوا يزاحمونهم على المناصب السياسية العليا كما عرفت البلاد مجاعة أشرنا إليها ، إذ يعلمنا ابن خلدون أن التجار الفرنسيين الذين اشتكوا المستنصر إلى لويس: »رغبوه في غزو تونس لما كان فيها من المجاعة والموت هكذا إذن ، رغم القوّة التي كانت تبنى عليها السلطة الحفصية ، فإن الاستقرار والأمن لم يكونا منتشرين في البلاد بصفة قطعية ، لكن رغم هذه الثورات والانشقاقات الداخلية يمكن القول إن الدولة الحفصية كانت تعرف انتعاشا نسبيا. ومن الممكن جدا أنه تم إيهام لويس التاسع بضعف القوى الحفصية، مما جعله يطمع في الاستحواذ على تونس بسهولة. أطوار الحملة ومن المؤكد أن الملك الفرنسي كان ما زال آنذاك يتذكر ما حصل له في مصر فبعد النداء الذي توجه به البابا ، خرج لويس التاسع من فرنسا متجها إلى المشرق الإِسلامي في1248 م. إلا أن حملته هذه ختمت بهزيمة نكراء سنة 1250 م أدّت إلى أسره.إلا أن هزيمته وأسره لم يمنعانه من تنظيم صفوفه واقتياد حملة جديدة ، لكن يجب علينا التساؤل هل كان من أول وهلة ينوي لويس التاسع الاتجاه مباشرة إلى تونس ؟ إذ يذهب بعض المؤرخين إلى أن قراره تنظيم حملة صليبية أخرى نتج عن انتصارات الظاهر بيبرس ، وهو ما دفعه - رغم تعهده بعدم محاربة المسلمين - إلى التحول إلى مصر والشام. وتم خروجه من فرنسا عام 1270 م والتحق به أتباعه. وبعد إتمام عدته ، اتجه إلى مدينة كاغلياري وذلك على متن سفن جنوية .وفي هذه المدينة السردينيَة اكتمل النصاب بوصول بقية المساهمين في الحملة. ومن الملاحظ أن جميع أعضاء الحملة كانوا متأكدين من تحولهم إلى المشرق الإِسلامي نحو مصر أو فلسطين ، لكن لويس التاسع جمع قادته ومرافقيه على متن سفينته، وطلب منهم الموافقة على تحويل وجهتهم نحو تونس. كان عدد المساهمين في الحملة حسب ما ذكر ابن خلدون: » ستة آلاف فارس وثلاثين ألف من الرجالة. وكانت أساطيلهم ثلاثمائة بين كبار وصغار وكانوا سبعة يعاسيب )وهي سفن كبيرة( إلا أن هذه الجموع الصليبية لم تبق على هذا العدد فقط ، فقد وصلت الإمدادات عن طريق السفن من صقلية وسردانيا وغيرها.واصطحب لويس التاسع خلال هذه الحملة أبناءه : فيليب وبطرس وجون تريستان(Tristan) ؛ كما وجد مع الملك أخاه ألفنس وصهره تيبو وابنته ايزابال (Isabelle)وكذلك بعض النبلاء ككنت اللوكستنبور وكونت بريطانيا إلخ. كما ممثل الكنيسة الكاردينال رودولف دالبانو وهكذا أمكن لأعضاء الحملة النزول بساحل قرطاج على أن تتم المنازلة هنالك ، ولكن قبل نزولهم أرسل المستنصر قبالة قرطاج بمدينة رادس الحالية : حوالي أربعة آلاف فارس متكونين من المرابطة المتطوعين وجند من الأندلس ، وكان هؤلاء تحت إمرة أهم رجالات الدولة : محمد بن الحسين رئيس الدولة. ولم يكن اختيار رادس بحكم الصدفة ، فهي كانت قريبة من تونس وأقلّ حماية من بقية الأماكن... )هام جدا( كما يفيدنا ابن خلدون بأن المستنصر الحفصي لم يخرج بنفسه مقاومة الأعداء ، بل التزم بالقعود بإيوانه مع بطانته وأهل اختصاصه. و هذا يعني قلة حزمه وقصر نظره ، وأنه لم يكن مؤمنا بالنصر ، وأنه كان متهيئا للفرار عندما يحين وقته ، كما يصف موقفه بالمائع ،كان السلطان الحفصي المستنصر ، غير مستعد لهذا الهجوم. وخاصة أنّ الحالة التي كانت عليها البلاد من مجاعة واوبئة ، أضف إلى ذلك بعض الثورات الداخلية ، ساهم في صرف اهتمامات الخليفة إلى مشاكله الداخلية. وقدوم هذه الحملة الصليبية على غرّة لم تترك له المجال للتعبئة في الوقت اللاّزم. كما نعلم أيضا أن الخليفة الحفصي لم يبعث في طلب المدد إلاّ بعد نزول النصارى.أسهمت الجموع الشعبية بصفة مباشرة في المعركة عن طريق تحمل النفقات وتأمين قوات الجند فقط ، و عن طريق المساهمة المباشرة في محاربة الإفرنجة -مثلما حصل ذلك بالمشرق - وهذه المساهمة الشعبية دليل قاطع على أنهم اعتبروا مساهمتهم في هذه الحرب جهادا في سبيل الله. فقد خرج الصلحاء والفقهاء والمرابطون لمباشرة الجهاد بأنفسهم وتبعتهم أعداد وافرة من أتباعهم ، خاصّة منهم أهالي القيروان وسوسة ، كان نزول الجيوش الصليبية قرطاج يوم ستة وعشرين من ذي القعدة 118 ه/ 9219 م، إلا أن قرطاج كانت خربة وكانت كما يذكر ابن خلدون: » مائلة الجدران ،.وقد وصلتهم رسالة من شارل دنجو تحثهم على انتظاره وعدم شنّ الغارات قبل قدومه وهذا على ما يبدو ما دفع بلويس التاسع إلى عدم الخروج من وراء تحصيناته لمجابهة أعدائه ، فقد كان بالفعل ينتظر المدد من صقلية عن طريق أخيه شارل، خاصة وأن الجند الإِسلامي كان يفوق عددا. ولقد عدها الجميع غلطة فادحة ارتكبها رئيس القوات الإِفرنجية. فعدم مباشرته الحرب سمح للمستنصر أن يجهز نفسه لخوض غمار هذه الحرب ، ثم وصلت رسالة ثانية من شارل دنجو يعلم فيها لويس بقرب قدومه وقد أتى بها طوال المدة التي بقيها الصليبيون بقرطاج ، لم تدر حرب طاحنة ، بل كل ما يمكن قوله أن المسلمين كانوا يهاجمون باستمرار أماكن الإِفرنجة، وخاصة المتطوعين وأتباع الأولياء والصالحين، الذين كانوا يخرجون كل يوم من أريانة للتحول إلى قرطاج، وهو ما يعرف عندنا اليوم بحرب الاستنزاف.ومن واجبنا التساؤل هل أن السبب الوحيد لعدم خروج الصليبيّين من قرطاج هو انتظار المدد ، أم كان يوجد سبب آخر ؟ فمن المؤكد أن جلّ المساهمين في هذه الحملة كانوا ينتظرون التحول إلى المشرق الإسلامي ، أين يوجد بيت المقدس ؟ وأين توجد الخيرات الكثيرة التي وعدوا بها ، إلا أن تحويل وجهتهم إلى تونس ربما انجرَ عنه شيء من التململ ومن التخاذل في صفوفهم ، أو بالأحرى لم يكونوا مؤمنين بأهداف هذه الحملة ،وهو ما يمكن تفسير عدم التحامهم مع صفوف المسلمين في معركة حاسمة ؟ وتذكر المصادر الغربية أن الصليبيين قاموا ببعض الهجمات المعاكسة ، لكنها حسب نفس المصادر لم تأت بأي نتيجة تذكر ، وتعلل ذلك بحلول الوباء داخل معسكر الصليبيين الذي نتج عنه موت العديد من الجند. وهكذا ، فإن الابن الأصغر لملك فرنسا مات الكردينال رودولف دالبانو. ثم يؤكد الجميع على موت لويس التاسع نفسه في شهر محرم من عام 111 ه / 9219 م وأصبح ملك الفرنجة ميتا،يقال أصابه سهم عرب في بعض المواقف معاهدة الصلح بين الطرفين إذن فالمعاصرون للويس التاسع أنفسهم يؤكدون على موته من جراء الوباء ، لكن يمكن الإشارة إلى أن تحاليل طبية حصلت سنة 9111 على بقايا جمجمة لويس التاسع بيّنت أن موته حاصل من جراء سهم أصابه في فكه الأيمن.ولا شك أن هذا العنصر كان من الدوافع الحقيقية لرغبة شارل دنجو والملك الجديد لفرنسا فيليب الثالث في مغادرة إفريقية. ولهذا تم الاتصال بالسلطة الحفصية لوجود مخرج للفريقين يتم فيه حفظ ماء الوجه .على كل حال، فإن المستنصر قبل العرض، وهو أن يدفع مبلغا ماليا معينا للقوات المتحالفة. فبعث بوفد لعقد الصلح في سنة 111 ه/ 9219 م، رغم معارضة رجالات الدولة وخواصه ، لذلك فإنه لم يبعث ضمن هذا الوفد أيا من الشخصيات لهامة للدولة ، إذ ترأس الوفد أبو زيان بن عبد القوي رئيس قوة بني توجين.بنود المعاهدة أمّا الذي تولّى صياغة نص العقد ، فهو القاضي ابن زيتون ولم يتوصل الوفدان إلى الاتفاقية إلا بعد بضعة أسابيع من المفاوضات. ) هام(إن أهم ما ورد في فصول الاتفاقية هو أن تدوم الهدنة خمسة عشر عاما ابتداء من 111 ه- 9219 م، ويدفع المستنصر غرامة مالية قدرها مائتان وعشرة آلاف أوقية ذهبا ،تدفع أقساطا ، وأن تؤدى إلى شارل دنجو الأداءات التي كانت تدفع سابقا لفريديريك الثاني بما في ذلك الخمس سنوات التي سبقت ذلك التاريخ. إلا أن المستنصر الحفصي حمل الرعايا على دفع كل هذه الغرامة التي يقدرها ابن خلدون بدوره بعشرة أحمال من المال.غير أنه رغم أن المستنصر لاقى معارضة من كبار القوم في إجراء هذه الاتفاقية ، فإنه يبدو أن عامة الشعب تنفست الصعداء برحيل الغزاة. لقد مثلت هذه الحملة الصليبية الثامنة إذن إحدى الحلقات المترابطة في الصراع الذي فرضه الغرب على بلاد الإسلام لمدة قرنين ، بالرغم من أن البلاد التونسية لم تعرف هذه الحروب إلا فترة زمنية قصيرة نسبيا )أربعة أشهر(، فإن النتائج كانت سلبية من الناحية المادية ، وقد أثرت على سلطة الخليفة الحفصي المستنصر بالله.وبالرغم من رحيل الصليبيين نهائيا من المشرق سنة 9219 م، فإنه علينا التساؤل إن كانت قد انتهت هذه الهجمات المسيحية خلال هذا التاريخ وبصفة نهائية. فنحن نلاحظ أنه حصل الهجوم فيما بعد على العديد من أقسام العالم الإسلامي على مرّ القرون ، وذلك مباشرة إثر هذا التاريخ ،لكن علينا أيضا أن لا نتناسى أن غزاة الغرب واصلوا نفس هذه السياسة .لذلك ، فنحن نتساءل هل هذه الحملات كانت من قبيل الصدفة أو هي كانت مخططة ومدروسة؟الإجابة إنها حملات مخططة ومدروسة بعناية ضد الإسلام والمسلمين **************** التعريف بالمماليك؟ المماليك في اللغة العربية هم العبيد أو الرقيق، وبخاصة هم الذين سُبُوا ولم يُسب آباؤهم ولا أمهاتهم .. ومفرد المماليك مملوك، وهو العبد الذي يباع ويشترى .. )العبد الذي سُبِي أبواه يعرف بالعبد القن وليس المملوك(..ومع أن لفظ المماليك بهذا التعريف يعتبر عاماً على معظم الرقيق، إلا أنه اتخذ مدلولاً اصطلاحياً خاصاً في التاريخ الإسلامي، منذ أيام الخليفة العباسي المأمون، والذي حكم من سنة 198 ه إلى 218 ه، وأخيه المعتصم الذي حكم من سنة 218 ه إلى 227 ه.. ففي فترة حكم هذين الخليفتين استجلبا أعداداً ضخمة من الرقيق عن طريق الشراء من أسواق النخاسة، واستخدموهم كفرق عسكرية بهدف الاعتماد عليهم في تدعيم نفوذهما ومع مرور الوقت أصبح المماليك هم الأداة العسكرية الرئيسية وأحياناً الوحيدة في كثير من البلاد الإسلامية وكان أمراء الدولة الأيوبية بوجه خاص يعتمدون على المماليك الذين يمتلكونهم في تدعيم قوتهم، ويستخدمونهم في حروبهم، لكن كانت أعدادهم محدودة إلى حد ما، إلى أن جاء الملك الصالح نجم الدين أيوب، وحدثت فتنة كبيرة في جيشه، فاضطر إلى الإكثار منهم، حتى يقوي جيشه ويعتمد عليهم،وبذلك تزايدت أعداد المماليك جداً، وخاصة في مصر.. مصادر المماليك كان المصدر الرئيسي إما بالأسر في الحروب، أو الشراء من أسواق النخاسة ومن أكثر المناطق التي كان يجلب منها المماليك بلاد ما وراء النهر(النهر المقصود هو نهر جيحون)، وهو الذي يجري شمال تركمنستان وأفغانستان ، ويفصل بينهما وبين أوزبكستان وطاجكستان.وكانت الأعراق التي تعيش خلف هذا النهر أعراق تركية في الأغلب، وكانت هذه المناطق مسرحاً دائماً للقتال وعدم الاستقرار، ولذلك كثر الأسرى القادمون من هذه المناطق، وكثرت أسواق الرقيق هناك، ومن أشهر مدن الرقيق في ذلك الوقت كانت "سمرقند" و"فرغانة" و"خوارزم " لذلك كان الأصل التركي هو الغالب على المماليك، وإن كان لا يمنع أن هناك مماليك من أصول أرمينية ومن أصول مغولية، كما كان هناك مماليك من أصول أوروبية، وكان هؤلاء الأوربيون يعرفون بالصقالبة ، وكانوا يستقدمون من شرق أوروبا بوجه خاص كل هذا كان يحدث على مدار عشرات أو مئات السنين، ولكن الأمر الذي استحدثه الملك الصالح أيوب وتبعه بعد ذلك سلاطين المماليك وكان لا يأتي إلا بالمماليك الصغار سنا، أي في مرحلة الطفولة و غالبهم من بلاد غير مسلمة، وإن كان يحدث أحياناً أن يؤسر بعض الأطفال المسلمين غير الناطقين بالعربية، فلا يُعرفون، ولا يُعرف أصلهم أو دينهم ، فيعاملون معاملة الرقيق .. تربية المماليك: كان الصالح أيوب -ومن تبعه من الأمراء- لا يتعاملون مع المماليك كرقيق.بل على العكس من ذلك تماماً فقد كانوا يقربونهم جداً منهم لدرجة تكاد تقترب من درجة أبنائهم .. ولم تكن الرابطة التي تربط بين المالك والمملوك هي رابطة السيد والعبد بل رابطة المعلم والتلميذ، أو رابطة الأب والابن، أو رابطة كبير العائلة وأبناء عائلته .. وهذه كلها روابط تعتمد على الحب في الأساس،لا على القهر أو المادة حتى إنهم كانوا يطلقون على السيد الذي يشتريهم لقب ألأستاذ وليس "السيد"..ويشرح المقريزي كيفية تربية المملوك الصغير الذي يُشترى وهو طفل، فيقول: "إن أول المراحل في حياة المملوك هي أن يتعلم العربية قراءة وكتابة، ثم القرآن الكريم، مبادئ الفقه الإسلامي،تدريبه على الصلاة يخضع المملوك لمراقبة شديدة من مؤدبيه ومعلميه ، فإذا ارتكب خطأً يمس الآداب الإسلامية نُبه إلى ذلك، ثم عوقب".لهذه التربية المتميزة كان أطفال المماليك ينشئون عادة على التربية الاسلامية، وتتكون لديهم خلفية واسعة عن الفقه الإسلامي، ويجلون العلم والعلماء طيلة حياتهم، وهذا ما يفسر النهضة العلمية الراقية التي حدثت في زمان المماليك، وكيف كانوا يقدرون العلماء حتى ولو خالفوهم في الرأي ولذلك ظهر في عهدهم الكثير من علماء المسلمين الأفذاذ من أمثال العز بن عبد السلام والنووي وابن تيمية وابن القيم الجوزية وابن حجر العسقلاني وابن كثير والمقريزي وابن جماعة وابن قدامة المقدسي رحمهم الله جميعاً، وظهرت أيضاً غيرهم أعداد هائلة من العلماء يصعب جداً حصرهم .. ثم إذا وصل المملوك إلى سن البلوغ جاء معلمو الفروسية ومدربو القتال يعلمونهم فنون الحرب حتى يصلوا إلى مستويات عالية جداً في المهارة القتالية،والقوة البدنية، والقدرة على تحمل المشاق والصعاب..ثم يتدربون بعد ذلك على أمور القيادة والإدارة ووضع الخطط الحربية، وحل المشكلات العسكرية، والتصرف في الأمور الصعبة، فينشأ المملوك وهو متفوق تماماً في المجال العسكري والإداري، يثبت أقدام المماليك تماماً في أرض القتال..وكل ما سبق يشير إلى دور من أعظم أدوار المربين والآباء والدعاة، وهو الاهتمام الدقيق بالنشء الصغير، فهو عادة ما يكون سهل التشكيل، ليس في عقله أفكار منحرفة، ولا عقائد فاسدة، كما أنه يتمتع بالحمية والقوة والنشاط، وكل ذلك يؤهله لتأدية الواجبات الصعبة والمهام الضخمة على أفضل ما يكون الأداء ..وفي كل هذه المراحل من التربية كان السيد الذي اشتراهم يتابع كل هذه الخطوات بدقة،بل أحياناً كان السلطان الصالح أيوب - رحمه الله - يطمئن بنفسه على طعامهم وشرابهم وراحتهم، وكان كثيراً ما يجلس للأكل معهم، ويكثر من التبسط إليهم، وكان المماليك يحبونه حباً كبيراً حقيقياً، ويدينون له بالولاء التام..وكان المملوك إذا أظهر نبوغاً عسكرياً ودينياً فإنه يترقى في المناصب من رتبة إلى رتبة، فيصبح هو قائداً لغيره من المماليك، ثم إذا نبغ أكثر أعطي بعض الإقطاعيات في الدولة فيمتلكها، فتدر عليه أرباحاً وفيرة ، وقد يُعطى إقطاعات كبيرة ، بل قد يصل إلى درجة أمير، وهم أمراء الأقاليم المختلفة، وأمراء الفرق في الجيش وهكذا وكان المماليك في الاسم ينتسبون عادة إلى السيد الذي اشتراهم.. فالمماليك الذين اشتراهم الملك الصالح يعرفون بالصالحية، والذين اشتراهم الملك الكامل يعرفون بالكاملية وهكذا..وقد زاد عدد المماليك الصالحية، وقوي نفوذهم وشأنهم في عهد الملك الصالح أيوب، حتى بنى لنفسه قصراً على النيل، وبنى للمماليك قلعة إلى جواره تماماً .. وكان القصر والقلعة في منطقة الروضة بالقاهرة، وكان النيل يعرف بالبحر، ولذلك اشتهرت تسمية المماليك الصالحية "بالمماليك البحرية" )لأنهم يسكنون بجوار البحر(.وهكذا وطد الملك الصالح أيوب ملكه بالاستعانة بالمماليك الذين وصلوا إلى أرقى المناصب في جيشه وفي دولته، وتولى قيادة الجيش في عهده أحد المماليك البارزين اسمه "فارس الدين أقطاي" )هام(، وكان الذي يليه في الدرجة هو ركن الدين بيبرس، فهما بذلك من المماليك البحرية ) جهود المماليك في طرد الصليبيين من بلاد الشام : )مناقشة 95 كانت هناك إمارات في ساحل الشام لم يتم إجلاء الصليبيين منها بالكلية إلى أن انتهى عهد الأيوبيين وجاء عهد المماليك، فكان للسلطان الظاهر بيبرس والسلطان المنصور قلاوون وابنه خليل دور كبير في القضاء على الصليبيين وإزالة ملكهم عن بلاد الشام بالكلية، ولقد كان هناك دولة للأرمن النصارى جنوب بلاد الأناضول وقد كانوا حلفاء للصليبيين والتتار.ولقد أدرك الظاهر بيبرس أن أي عمل حربي يقوم ضد الأرمن والصليبيين سيكون محرضا للتتار للقدوم والمشاركة مع النصارى في مواجهته ، والتتار لا تزال لهم دولة قوية في الشرق تحت إمرة حاكمهم هولاكو جهود السلطان بيبرس .ولقد كان هناك طائفة من التتار لا تخضع لهولاكو وهم مغول "القفجاق"، ويسمون القبيلة الذهبية وزعيمهم هو "بركة خان "، وقد اعتنق الإسلام ، فاغتنم الظاهر بيبرس هذه الفرصة فكاتب بركة خان وحرضه على قتال هولاكو، فاستجاب لذلك بركة خان وكان مخلصا في إسلامه، فقاتل هولاكو حتى شغله عن المسلمين وأضعفه وفرق جنده، وبهذا أمن بيبرس جانب التتار وتفرغ للصليبيين.ثم سار السلطان بيبرس من مصر بجيشه إلى الشام في عام أربعة وستين وستمائة قاصدا جهاد الصليبيين، وقد نزل في عين جالوت وبعث عدة جيوش للإغارة على إمارات الصليبيين في الساحل، فأغاروا على عكا وصور وطرابلس وحصن الأكراد، فسبوا وغنموا شيئا كثيرا، ثم نزل الظاهر بيبرس على مدينة "صفد" في الثامن من شهر رمضان، وقد فتحها بعد حصار طويل، وقتل كثيرا من أهلها ثم جعلها معقلا للمسلمين، فوضع فيها الجنود وزودها بالذخائر والأسلحة.عاد الظاهر إلى دمشق ووجه جيشا لقتال الأرمن ، الذين ناصروا التتار حينما غزوا الشام، واستنجدوا بهم حينما أراد بيبرس فتح أنطاكية، فوجه بيبرس جيشين بقيادة الأمير قلاوون والأمير المنصور الأيوبي أمير حماة، فالتقوا مع المسلمين عند "دربساك"، وهي قلعة عند أنطاكية، فأنزل المسلمون بالأرمن وحلفاءهم هزيمة كبرى، واستولوا على عدد من بلدانهم المهمة ، منها "سيس" عاصمة أرمينية الصغرى.وغنم المسلمون واسروا الكثير ، ومن بينهم ابن "هيثوم" ملك أرمينية الصغرى ، ولم يستطع "هيثوم" استرداد ابنه إلا بمقابل تنازله عن مواقع مهمة مثل : "دربساك" التي تتحكم في الطريق بين أرمينية وأنطاكية، ومدن أخرى بين أرمينية والجزيرة ؛ حيث يوجد التتار خلف الأرمن ،وبهذا استطاع بيبرس أن يضعف أرمينية جدا، وأن يحصرها بحيث لا تستطيع أن تستنجد بأعدائه ،وفي عام 111 ه خرج السلطان بيبرس من مصر الى الشام على حين غفلة،وسار نحو "يافا" فوافته رسل صاحبها في الطريق فاعتقلهم وأمر العسكر بلبس آلة الحرب ، وسار فصبح "يافا " وأحاط بها من كل جانب ، فهرب من فيها من الصليبيين إلى قلعتها فملك السلطان المدينة، وطلب أهلها الأمان فأمنهم وعوضهم عما نهب لهم بأربعين ألف درهم، فركبوا المراكب إلى "عكا "، وهكذا تم فتح "يافا" وإجلاء الصليبيين منها بهذه السرعة والسهولة. وبعد أن فتح الظاهر بيبرس "يافا" توجه شمالا يريد فتح "أنطاكية "، وفي طريقه إليها فتح قلعة "الشقيف" وقلعة "الباشورة" وغيرهما ، ولما قرب من أنطاكية أمر العسكر ليلا بلبس آلة الحرب، ونزل "أنطاكية" في غرة شهر رمضان، فخرج إليه جماعة من أهلها يطلبون الأمان وشرطوا شروطا لم يجب إليها، وزحف عليها ففتحها يوم السبت رابع الشهر، وقد كان أول من فتح "أنطاكية")هام( وقضى على الصليبيين فيها منذ أن استولوا عليها.وقد استمر الظاهر بيبرس في غزو الصليبيين في ساحل الشام، ومن ذلك ما قام به سنة تسع وستين وستمائة حيث خرج من مصر في ثاني عشر من شهر جمادى الآخرة، وكان معه ولده الأمير السعيد، وقد هاجم عددا من حصون الصليبيين وقلاعهم الحصينة، وفتح منها قلعتي "صافيتا" و"المجدل" وحصن "الأكراد".ومما يذكر للسلطان الظاهر بيبرس كثرة خروجه للجهاد، حيث كان لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار بعاصمة سلطنته وهو يرى البلاد الإسلامية مهددة من الصليبيين والتتار ، وقد بلغت قوة دولته حدا أرهب الأعداء،وجعل بعضهم يحاول الصلح معه رحمه الله جهود السلطان المنصور قلاوون تولى السلطان المنصور قلاوون الحكم سنة 118 ه، وبدأ قتاله للصليبيين سنة 185 ه،حيث خرج بجيشه من مصر إلى الشام، ووصل إلى حصن "المرقب" الذي يسيطر عليه الصليبيون، وحاصر ذلك الحصن، ونصب المسلمون المنجنيق ورموا بها الحصن ،وهدموا أبراجه ، واستمر ذلك ست وثلاثين يوما حيث زحف السلطان بجيشه واستولى على ذلك الحصن، ونزل من فيه من الصليبيين بالأمان على أرواحهم فركبوا وجهز السلطان معهم من أوصلهم إلى "أنطرسوس”.ثم في عام ثمانية وثمانين وستمائة خرج السلطان المنصور قلاوون من الديار المصرية بعساكره لحصار "طرابلس "، ووصل في مستهل شهر ربيع الأول إلى "طرابلس" وحاصرها ونصب عليها المنجنيق وضايق أهلها مضايقة شديدة إلى أن فكها عنوة في يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع الأول، وشمل القتال والأسر سائر من فيها من الصليبيين، وغرق منهم في الماء جماعة كثيرة، كما تم الاستيلاء على عدد من الحصون التابعة لها.وفي ثالث شهر ربيع الأول سنة تسعين وستمائة سار السلطان خليل بن قلاوون حتى نازل "عكا" في يوم الخميس رابع شهر ربيع الآخر، فاجتمع عنده على "عكا" من الأمم ما لا يُحصى كثرة، وكان المطوعة أكثر من الجند ومن في الخدمة ، ونصب عليها المجانيق الكبار والصغار ونقب النقابون في سورها عدة نقوب ، وأنجد أهل "عكا " صاحب "قبرص " بنفسه ، وفي ليلة قدومه عليهم أشعلوا نيرانا عظيمة لم ير مثلها فرحا به.وأقام عندهم ما يقرب من ثلاثة أيام ثم عاد عندما شهد انحلال أمرهم وعظم ما دهمهم، ولم يزل الحصار عليها والجد في أمر قتالها إلى انحلت عزائم من بها وضعف أمرهم واختلفت كلمتهم. فلما كان سحر يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى ركب السلطان والعساكر وزحفوا عليها قبل طلوع الشمس ، وضربوا المجانيق فكان لها أصوات مهولة وحس عظيم مزعج في حال ملاصقة العسكر لها وللأسوار هرب الفرنجة وملكت المدينة بالسيف،ولم تمض ثلاث ساعات من النهار المذكور إلا وقد استولى المسلمون عليها ودخلوها،وطلب الفرنجة البحر فتبعتهم العساكر الإسلامية تقتل وتأسر فلم ينج منهم إلا القليل. وكان السلطان خليل بن قلاوون عند منازلته عكا قد جهز جماعة من الجند مقدمهم الأمير علم الدين سنجر الصوابي الجاشنكير إلى "صور "؛ لحفظ الطرق وتعرف الأخبار وأمر بمضايقة "صور "، فبينما هو في ذلك لم يشعر إلا بمراكب المنهزمين من عكا وافت ميناء "صور "، فحال بينها وبين الميناء، فطلب أهل "صور" الأمان فأمنهم على أنفسهم وأموالهم ويسلموا "صور" فأجيبوا إلى ذلك فتسلمها، ثم إن السلطان لما علم بذلك جهز إليها من خربها وهدم أسوارها وأبنيتها. وبعد هذه الفتوح لم يبق للصليبيين في الشام إلا مدينة "صيدا" و"عتليث" و"أنطرطوس"، وكان السلطان خليل بن قلاوون قد ولى على نيابة الشام علم الدين سنجر الشجاعي)هام(، فحاصر مدينة "صيدا " حتى فتحها بالأمان لأهلها يوم السبت خامس عشر رجب من سنة تسعين وستمائة، ثم فتح قلعة "جبيل " وخربها بأمر السلطان ثم فتح "عتليث" بعد شهر. وأما أهل "أنطرطوس" فإنهم لما بلغهم أخذ هذه القلاع عزموا على الهرب فجرد الأمير سيف الدين بلبان الطباخي عسكرا فلما أحاطوا بها ركبوا البحر وهربوا إلى جزيرة "أرواد” القريبة منها فندب إليها السعدي بما كان أحضره من مراكب فأخلوها وكان فتح هذه المدن الست في ستة شهور. وهكذا قام السلطان المنصور قلاوون بمشروع جهادي كبير لاستئصال بقية الصليبيين في الشام ،فبدأ بفتح حصن "المرقب " الحربي الذي كان واسعا وفي غاية الأهمية ، ثم ثنى بفتح مدينة "طرابلس " التي كانت مشهورة بحصانتها ومناعة أسوارها ، ثم ثلث بالعزم على حصار مدينة "عكا " فوافته المنية قبل ذلك فحقق له أمنيته ابنه السلطان خليل الذي خلفه في الحكم ، وكانت "عكا " أهم مراكز الصليبيين في ساحل الشام ، ثم توج السلطان خليل بن قلاوون أعماله الجهادية بفتح بقية المدن والحصون التي استولى عليها الصليبيين.وبهذه الفتوحات انتهى وجود الصليبيين في بلاد الإسلام الذي بدأ عام ثمانية وسبعين وأربعمائة واستمر حتى عام تسعين وستمائة للهجرة ، وهذا يعني أن احتلال الصليبيين لأجزاء من بلاد المسلمين استمر اثنتي عشرة ومائتي سنة. ) هام( خامسا : آثار الحروب الصليبية: - الآثار على الجانب الإسلامي : 1.بدأت هجرات كبرى من الغرب إلى الشرق وسكنت الشام بالمقابل هاجر المسلمون إلى الغرب الأوروبي. 2.انتشار التصوف من النتائج السلبية للحروب الصليبية على غرار الرهبنة والحركة الديرية التي سادت في أوروبا في هذه الآونة مع الاختلاف الكلي في التوجه بين الجانبين . 3.تطور الفن والعمارة الإسلامية في مصر والشام حيث ظهرت العديد من التكايا والزوايا على الطرق. 4.دخول ألفاظ أجنبية وتأثير الصليبيين في ثقافة المسلمين وأدبهم نتيجة الاحتكاك المباشر. 5.الازدهار التجاري ، حيث أنشئت شركات في عصر المماليك مثل شركة فلورانس. 6.ما زال الغرب يكن الكره للمسلمين ويجتر الذاكرة الصليبية حتى في الوقت الراهن ومن ذلك عندما وقف اللورد اللنبي قائد الإنجليزي عندما استولى على القدس سنة 9191 م وانتزعها من الأتراك ليقول كلمته المشهورة :" الآن انتهت الحروب الصليبية "، ويقول القائد الفرنسي غورو: عندما دخل دمشق سنة .م وقف على قبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله قاهر الصليبيين في حطين ليقول متشفيا شامتا : "هانحن عدنا يا صلاح الدين ". ثالثاً : في النهضة العلمية والحضارية : إن الحروب الصليبية عرفت دول غرب أوروبا على الحضارة الإسلامية بشكل أعمق وأعرض،وتركت في حضارة أوروبا في عصر النهضة سمات ودلائل تشير إلى التأثر بالحضارة الإسلامية والنقل عنها.وسنشير إلى بعض الجوانب ، ومنها :أولا : الطب : في الوقت الذي كانت الكنيسة تحرم صناعة الطب لاعتقادها أن المرض عقاب إلهي لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن يستحقه، كان المسلمون يمارسون الطب منذ زمن مبكر عن ذلك ، فقد توسع المسلمون فيه وترجموا موسوعات فارسية ويونانية وهندية في الطب إلى اللغة العربية ، وألفوا موسوعات لم يوضع لها نظير في الضخامة والتمحيص ،وكانت بعض أمهات هذه الكتب تدرس في جامعات أوروبا لمدى زمني طويل. ثانيا : الرياضيات : أما سائر العلوم كالرياضيات والفلك وعلوم الطبيعة كالكيمياء والنبات والحيوان والمعادن والصيدلة ، فقد تفوق فيها المسلمون قبل عصر النهضة بوقت كبير وبرزت أسماء كبيرة مثل : ابن مسكويه، والخازن ، وابن خلدون ، وابن النفيس ، وابن الهيثم ،وألبتاني ، والفر غاني،والكندي ، والخوارزمي ، والبيروني ، والغافقي ، والقزويني ،وجابر بن حيان ، وابن البيطار ، وداود الأنطاكي … ثالثا:أهمية مؤلفات المسلمين : ظلت مؤلفات هؤلاء العلماء المراجع المعتمدة في، جامعات أوروبا حتى القرن التاسع عشر ، واعترف عدد كبير من مؤرخي العالم بفضلهم على العالم والإنسانية حتى قال قائلهم : إنه لولا أعمال العرب لاضطر علماء النهضة الأوروبية أن يبدءوا من حيث بدأ هؤلاء،ولتأخر سير المدنية عدة قرون.وحتى قال آخر: إن كثيرا من الآراء والنظريات العلمية حسبناها من صنعنا،فإذا العرب سبقونا إليها. رابعا : الجغرافيا : كانت جهود المسلمين في الجغرافية ذات أثر واضح في النهضة الأوروبية يقول جوستاف لوبون: فالعرب هم الذين انتهوا إلى معارف فلكية مضبوطة من الناحية العلمية عدت أول أساس للخرائط ، فصححوا أغاليط اليونان العظيمة في المواضع، والعرب من ناحية الريادة هم الذين نشروا رحلات عن بقاع العالم التي يشك الأوربيون في وجودها فضلاً عن عدم وصولهم إليها. خامسا : إنشاء المدارس : من أبرز أثار الحروب الصليبية في أوروبا أن أخذت بعض مدن أوروبا تنشئ مدارس لتعليم اللغة العربية ، إذ أدركوا أن تعلم اللغة العربية أمر ضروري للوصول لأهدافهم الدينية والاقتصادية ، وكان هذا سببا في إهمال اللغة اللاتينية والإغريقية إلى حد كبير وإحياء اللغات الشعبية وصنفت كذلك المعاجم العربية لمعاونة المترجمين والمتعلمين.وقد تأثر الأوروبيون بالحضارة الإسلامية بسبب الاحتكاك مع العرب في المشرق خاصة مصر وبلاد الشام فنتج عن هذا التأثر : 9.الاستشراق : وهو دراسة تراث الشرق وتاريخه وعاداته وتقاليده ، وقد بدأت طلائع المستشرقين تعني بهذه الدراسات منذ القرن العاشر الميلادي إلى يومنا هذا ، وكان هدفه التمهيد لغزو أرض المسلمين. 2.إنشاء مكتبات شرقية في أوروبا : مثل مكتبة باريس الوطنية سنة 9115 م، وفيها حوالي سبعة آلاف مخطوط عربي ، ومكتبة جامعة ستراسبرج، ومكتبة المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية. 5.إنشاء المطابع الشرقية :كمطبعة إيطاليا ، ومطبعة فرنسا. 5.إنشاء المجلات الشرقية : كان للمستشرقين الفرنسيين فيها جهود معروفة ، مثل صحيفة العلماء ، ومجلة الجمعية الملكية الآسيوية ،والمجلة الإفريقية ، والمجلة التاريخية ، ومجلة تاريخ الأديان وغيرها ، وبعض هذه المجلات ما زال يصدر إلى هذا اليوم. ************************ التعديل الأخير تم بواسطة بوعزيز 99 ; 2013- 5- 13 الساعة 04:05 PM |
2013- 5- 13 | #2 |
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
الله يعطيكم العافية
|
2013- 5- 13 | #3 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
جزاك الله الف خير على مجهودك الرائع الله يعينا يا اهل التاريخ على الظلم والا سئله المقاليه :1 7:
|
2013- 5- 13 | #4 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
الجزء الثالث تصحيح لتواريخ
اسباب الحملة الصليبية الثامنة على تونس الحالة الداخلية للبلاد التونسية خلال القرنين اللذين سبقا الحملة. وعدم شعورهم بالخطر من افريقية خلال القرنين الخامس والسادس للهجرة ،فقد عرفت هذه الأصقاع آنذاك فترة من الاضطرابات والتشتت إثر الزحفة الهلالية في منتصف القرن 5 ه/ 11 م، ونتج عن ذلك تقسيم افريقية إلى دويلات متصارعة لا تمثل خطرا على بلاد الافرنجة والنصارى،مما سهل لهم استرجاع صقلية بشيء من السهولة.وتواصل الأمر حتى قدوم عبد المؤمن بن علي سنة الأخماس 555 ه حيث استتبت الأمور نسبيا،ولم تعرف افريقية بعض القوة إلا عند قيام الدولة الحفصية ثم تطورت الأمور خلال حكم المستنصر بن أبي زكرياء الأول ، مؤسس الدولة الحفصية ،حيث أصبحت تونس لمدة وجيزة مقر الخلافة. فمن الناحية الغربية للبلاد ، أتته البيعة منالأندلس : خاصة من الناصريين بغرناطة،وكذلك من بني عبد الواد بتلمسان، والمرينيين بفاس سنة 652 ه/ 1215 م.أما في الناحية الشرقية سقوط الخلافة العباسية سنة 656 ه/ 1260 م )تحت ضربات المغول( أحدثت تصدعا خطيرا في صلب العالم الإِسلامي نتيجة لانفصام العروة الوثقى والرابطة الروحية التي كانت تشده لبعضه، ووقف دعم مسلمي الأندلس ، وهو بالطبع ما كان يصبو إليه كل المسيحيين و لويس التاسع. أما ابن خلدون )هام(، فيفسر مبادرة لويس التاسع ، برجوعه إلى الفترات القديمة من تاريخ افريقية التي كانت من أول البلاد التي دخلت الدين المسيحي وساندته إلى أن جاء الإسلام وكان الفتح. فيوضح صاحب » المقدمة « أن ذلك هو ما يفسر »أنه لم تزل في نفوسهم من ذلك ضغائن، فكان يخالجهم الطمع في ارتجاع ما غلبوا عليه, مناقشة 92 وهذا غير مستبعد فقد وجدت هذه الحملة هي الأخرىمساندة البابا أوربان الرابع الذي دفع بالمسيحيين للاتجاه إلى مصر والشام ، لنجدة إخوانهم المسيحيين هناك وحمايتهم من أعدائهم المسلمين.ويدعم هذا البعد الديني ما ذهب إليه برونشفيك من أن البعض من الرهبان الفرنسيسكان والدومينيكان أوهموا لويس التاسع بإمكانية تنصير السلطان الحفصي، إذ أن إيمان لويس التاسع كان عميقا جدا ، فإن إمكانية تنصير أمير المؤمنين تعد عملية بالغة الأهمية وهي حسب رأيه من الدوافع التي ساهمت في تغيير وجهته إلى تونس.وبالرغم من أنه لا يمكننا الاقتناع بهذه النظرية فإن هذا التصرف يتماشى وعقلية عصره ،خاصة بالنسبة للملك لويس التاسع الذي تصفه المصادر الفرنسية بأنه متطرفا دينيا. ولد لويس التاسع في عام 1219 ، وتولى السلطة وسنه لم تتجاوز الثانية عشر ، وهو ما يدفعنا إلى الاحتمال إلى أن دوافعه كانت في مرتبة أولى دينية ، أمّا بالنسبة للناحية الاقتصادية ،يمكن أن يفسر اتجاه لويس التاسع إلى تونس، هو أن افريقية كانت تتحكم آنذاك في أهم ممرات سوق الذهب السوداني،وهي التي كانت تزود أروبا به. ومن الأكيد أن هذا العامل له أهمية قصوى بالنسبة للجمهوريات التجارية الإِيطالية، وخاصة منها البندقية وجنوة.ففي سنة 1266 م )هام( ساند البابا كليمون شارل دنجو أخو لويس التاسع في الحصول على صقلية. فقد سبقه فيها فريديريك الثامن النورمندي الذي كان يعتبر صديقا للمسلمين،مما جعل البابا يحقد عليه، فقد قبل المستنصر الحفصي بعض خصوم شارل دنجو كلاجئين لديه،ثم ساندهم ماديا وعسكريا على التحول إلى صقلية لمحاربة شارل الأول،بدأ ملك صقلية يطالب المستنصر الحفصي بدفع نفس الأداءات التي كان يدفعها أبو زكرياء لفريديريك الثاني.وهكذا طالب من مبعوثي الملك الحفصي سنة 1258 م دفع ما تخلد بذمته انطلاقا من تاريخ وفاة فريديريك الثاني، أي من سنة 1258 م.أمام هذه المطالب المجحفة ، رفض المستنصر دفع أي أتاوة بالرغم من إرسال شارل دنجو مبعوثين إليه لإيجاد حل لهذه المسألة فمن الممكن جدا إذن أن موقف المستنصر من شارل ومساندة أعدائه ،ورفض دفع أداءات لحاكم صقلية،جعلت الأخير يحاول الانتقام في مرحلة أولى من هذا الخصم المسلم ، ثم الحصول على الأموال المتخلدة بذمته ، وهي في حد ذاتها عوامل ربما دفعت شارل دنجو لتحريض أخيه لويس التاسع على تحويل وجهته إلى تونس. )هام(وقد أكد بعض المؤلفين الغربيين على أن شارل هو المسؤول عن الغلطة الفادحة التي ارتكبها لويس التاسع في تحوله إلى تونس ، وحسبما ذهبوا إليه ، فقد كان يأمل في الحصول على منافع تجارية واقتصادية من وراء هذه الحملة ، خاصة وأن تونس تمر بمجاعة نتج عنها موت العديد من السكان .. الحالة الداخلية قبل بداية حملة لويس التاسع لا يستبعد أن تكون الحالة الداخلية التي عرفتها البلاد انطلاقا من سنة 659 ه/ 1261 م قد شجعت لويس التاسع على الاتجاه إلى تونس ، إذ عرفت إفريقية انطلاقا من هذا التاريخ العديد من المشاكل والاضطرابات الداخلية. فقد انتشر الوباء حتى أن المستنصر نفسه أصيب به ، لكنه لم يدم طويلا ، فلا نجد أي أثر له بعد فترة قصيرة من ذلك ، كما ضرب عملة من النحاس سنة 660 ه/ 1262 م أثارت بعض القلاقل لدى العامة. لكن أهم الاضطرابات التي عرفتها افريقية هي الثورات الداخلية وخاصة منها بالمنطقة الغربية ،فتفيدنا المصادر أن أبا علي بن العباس صاحب مليانة)هام( ثار سنة 659 ه/ 1261 م فاضطر المستنصر إلى البعث بأخيه أبي حفص لقمع هذه الثورة. كما ثارت قبيلة الذواودة بقسطنطينة تحت إمرة شيخهم شبل بن موسى )هام( ، لكن هزمهم السلطان سنة 664/1266 م، ثم أعاد الكرة بعد سنتين بإعانة قبائل الكعوب ودباب وبربر سدويكش، وكان له النصر مرة أخرى.ومن ناحية أخرى ، فإن بعض أقرباء السلطان أقضوا مضجعه.فقد هرب عدد منهم إلى خارج البلاد في انتظار حلول دورهم للثورة والفوز بالسلطة. لهذا المستنصر يجابه الثورات والمؤامرات الداخلية طيلة العشر سنوات التي سبقت حلول الجيوش الصليبية ، كما نلاحظ صراعاً على السلطة بين الشق الموحدي والقادمين الجدد من الأندلسيين الذين أصبحوا يزاحمونهم على المناصب السياسية العليا كما عرفت البلاد مجاعة أشرنا إليها ، إذ يعلمنا ابن خلدون أن التجار الفرنسيين الذين اشتكوا المستنصر إلى لويس: »رغبوه في غزو تونس لما كان فيها من المجاعة والموت هكذا إذن ، رغم القوّة التي كانت تبنى عليها السلطة الحفصية ، فإن الاستقرار والأمن لم يكونا منتشرين في البلاد بصفة قطعية ، لكن رغم هذه الثورات والانشقاقات الداخلية يمكن القول إن الدولة الحفصية كانت تعرف انتعاشا نسبيا. أطوار الحملة يذهب بعض المؤرخين إلى أن قرار لويس التاسع تنظيم حملة صليبية أخرى نتج عن انتصارات الظاهر بيبرس ، وهو ما دفعه رغم تعهده بعدم محاربة المسلمين - إلى التحول إلى مصر والشام. وتم خروجه من فرنسا عام 1270 م والتحق به أتباعه. وبعد إتمام عدته ، اتجه إلى مدينة كاغلياري وذلك على متن سفن جنوية .وفي هذه المدينة السردينيَة اكتمل النصاب بوصول بقية المساهمين في الحملة. ومن الملاحظ أن جميع أعضاء الحملة كانوا متأكدين من تحولهم إلى المشرق الإِسلامي نحو مصر أو فلسطين ، لكن لويس التاسع جمع قادته ومرافقيه على متن سفينته، وطلب منهم الموافقة على تحويل وجهتهم نحو تونس. كان عدد المساهمين في الحملة حسب ما ذكر ابن خلدون: » ستة آلاف فارس وثلاثين ألف من الرجالة. وكانت أساطيلهم ثلاثمائة بين كبار وصغار وكانوا سبعة يعاسيب )وهي سفن كبيرة( إلا أن هذه الجموع الصليبية لم تبق على هذا العدد فقط ، فقد وصلت الإمدادات عن طريق السفن من صقلية وسردانيا وغيرها.واصطحب لويس التاسع خلال هذه الحملة أبناءه : فيليب وبطرس وجون تريستان(Tristan) ؛ كما وجد مع الملك أخاه ألفنس وصهره تيبو وابنته ايزابال (Isabelle)وكذلك بعض النبلاء ككنت اللوكستنبور وكونت بريطانيا إلخ. كما ممثل الكنيسة الكاردينال رودولف دالبانو وهكذا أمكن لأعضاء الحملة النزول بساحل قرطاج على أن تتم المنازلة هنالك ، ولكن قبل نزولهم أرسل المستنصر قبالة قرطاج بمدينة رادس الحالية : حوالي أربعة آلاف فارس متكونين من المرابطة المتطوعين وجند من الأندلس ، وكان هؤلاء تحت إمرة أهم رجالات الدولة : محمد بن الحسين رئيس الدولة. ولم يكن اختيار رادس بحكم الصدفة ، فهي كانت قريبة من تونس وأقلّ حماية من بقية الأماكن... )هام جدا( كما يفيدنا ابن خلدون بأن المستنصر الحفصي لم يخرج بنفسه مقاومة الأعداء ، بل التزم بالقعود بإيوانه مع بطانته وأهل اختصاصه. و هذا يعني قلة حزمه وقصر نظره ، وأنه لم يكن مؤمنا بالنصر ، وأنه كان متهيئا للفرار عندما يحين وقته ، كما يصف موقفه بالمائع ،كان السلطان الحفصي المستنصر ، غير مستعد لهذا الهجوم. وخاصة أنّ الحالة التي كانت عليها البلاد من مجاعة واوبئة ، أضف إلى ذلك بعض الثورات الداخلية ، ساهم في صرف اهتمامات الخليفة إلى مشاكله الداخلية. وقدوم هذه الحملة الصليبية على غرّة لم تترك له المجال للتعبئة في الوقت اللاّزم. كما نعلم أيضا أن الخليفة الحفصي لم يبعث في طلب المدد إلاّ بعد نزول النصارى.أسهمت الجموع الشعبية بصفة مباشرة في المعركة عن طريق تحمل النفقات وتأمين قوات الجند فقط ، و عن طريق المساهمة المباشرة في محاربة الإفرنجة -مثلما حصل ذلك بالمشرق - وهذه المساهمة الشعبية دليل قاطع على أنهم اعتبروا مساهمتهم في هذه الحرب جهادا في سبيل الله. فقد خرج الصلحاء والفقهاء والمرابطون لمباشرة الجهاد بأنفسهم وتبعتهم أعداد وافرة من أتباعهم ، خاصّة منهم أهالي القيروان وسوسة ، كان نزول الجيوش الصليبية قرطاج يوم ستة وعشرين من ذي القعدة 668 ه/ 1270 م، إلا أن قرطاج كانت خربة وكانت كما يذكر ابن خلدون: » مائلة الجدران ،.وقد وصلتهم رسالة من شارل دنجو تحثهم على انتظاره وعدم شنّ الغارات قبل قدومه وهذا على ما يبدو ما دفع بلويس التاسع إلى عدم الخروج من وراء تحصيناته لمجابهة أعدائه ، فقد كان بالفعل ينتظر المدد من صقلية عن طريق أخيه شارل، خاصة وأن الجند الإِسلامي كان يفوق عددا. ولقد عدها الجميع غلطة فادحة ارتكبها رئيس القوات الإِفرنجية. فعدم مباشرته الحرب سمح للمستنصر أن يجهز نفسه لخوض غمار هذه الحرب ، ثم وصلت رسالة ثانية من شارل دنجو يعلم فيها لويس بقرب قدومه وقد أتى بها طوال المدة التي بقيها الصليبيون بقرطاج ، لم تدر حرب طاحنة ، بل كل ما يمكن قوله أن المسلمين كانوا يهاجمون باستمرار أماكن الإِفرنجة، وخاصة المتطوعين وأتباع الأولياء والصالحين، الذين كانوا يخرجون كل يوم من أريانة للتحول إلى قرطاج، وهو ما يعرف عندنا اليوم بحرب الاستنزاف.ومن واجبنا التساؤل هل أن السبب الوحيد لعدم خروج الصليبيّين من قرطاج هو انتظار المدد ، أم كان يوجد سبب آخر ؟ فمن المؤكد أن جلّ المساهمين في هذه الحملة كانوا ينتظرون التحول إلى المشرق الإسلامي و بيت المقدس ؟ وأين الخيرات الكثيرة التي وعدوا بها،إلا أن تحويل وجهتهم إلى تونس ربما انجرَ عنه شيء من التململ والتخاذل في صفوفهم ،وهو تفسير عدم التحامهم المسلمين في معركة حاسمة ؟ وتذكر المصادر الغربية أن الصليبيين قاموا ببعض الهجمات المعاكسة، لكنها لم تأت بأي نتيجة،وتعلل ذلك بحلول الوباء داخل المعسكر الذي نتج عنه موت العديد من الجند. وهكذا ، فإن الابن الأصغر لملك فرنسا مات الكردينال رودولف دالبانو. و موت لويس التاسع نفسه في شهر محرم من عام 669/1270م وأصبح ملك الفرنجة ميتا،يقال أصابه سهم عرب في بعض المواقف معاهدة الصلح بين الطرفين المعاصرون للويس التاسع أنفسهم يؤكدون على موته من الوباء، لكن يمكن الإشارة إلى أن تحاليل طبية حصلت سنة 1965 على بقايا جمجمة لويس التاسع بيّنت أن موته حاصل من جراء سهم أصابه في فكه الأيمن.ولا شك أن هذا العنصر كان من الدوافع الحقيقية لرغبة شارل دنجو والملك الجديد لفرنسا فيليب الثالث في مغادرة إفريقية. وتم الاتصال بالسلطة الحفصية لوجود مخرج للفريقين يتم فيه حفظ ماء الوجه .على كل حال، فإن المستنصر قبل العرض،وهو أن يدفع مبلغا ماليا معينا للقوات المتحالفة. فبعث بوفد لعقد الصلح في سنة 669 ه/ 1270 م، رغم معارضة رجالات الدولة وخواصه ، لذلك فإنه لم يبعث ضمن هذا الوفد أيا من الشخصيات لهامة للدولة ، إذ ترأس الوفد أبو زيان بن عبد القوي رئيس قوة بني توجين.بنود المعاهدة أمّا الذي تولّى صياغة نص العقد القاضي ابن زيتون ولم يتوصل الوفدان إلى الاتفاقية إلا بعد بضعة أسابيع من المفاوضات. ) هام(إن أهم ما ورد في فصول الاتفاقية هو أن تدوم الهدنة خمسة عشر عاما ابتداء من 669ه /1270م، ويدفع المستنصر غرامة مالية قدرها مائتان وعشرة آلاف أوقية ذهبا ،تدفع أقساطا ، وأن تؤدى إلى شارل دنجو الأداءات التي كانت تدفع سابقا لفريديريك الثاني بما في ذلك الخمس سنوات التي سبقت ذلك التاريخ. إلا أن المستنصر الحفصي حمل الرعايا على دفع كل هذه الغرامة التي يقدرها ابن خلدون بدوره بعشرة أحمال من المال.غير أنه رغم أن المستنصر لاقى معارضة من كبار القوم في إجراء هذه الاتفاقية ، فإنه يبدو أن عامة الشعب تنفست الصعداء برحيل الغزاة. لقد مثلت هذه الحملة الصليبية الثامنة إذن إحدى الحلقات المترابطة في الصراع الذي فرضه الغرب على بلاد الإسلام لمدة قرنين ، بالرغم من أن البلاد التونسية لم تعرف هذه الحروب إلا فترة زمنية قصيرة نسبيا )أربعة أشهر(، فإن النتائج كانت سلبية من الناحية المادية ، وقد أثرت على سلطة الخليفة الحفصي المستنصر بالله.وبالرغم من رحيل الصليبيين نهائيا من المشرق سنة 1291م، ، فنحن نتساءل هل هذه الحملات كانت من قبيل الصدفة أو هي كانت مخططة ومدروسة؟الإجابة إنها حملات مخططة ومدروسة بعناية ضد الإسلام والمسلمين **************** التعريف بالمماليك؟ المماليك في اللغة العربية هم العبيد أو الرقيق، وبخاصة هم الذين سُبُوا ولم يُسب آباؤهم ولا أمهاتهم .. ومفرد المماليك مملوك، وهو العبد الذي يباع ويشترى .. )العبد الذي سُبِي أبواه يعرف بالعبد القن وليس المملوك(..ومع أن لفظ المماليك بهذا التعريف يعتبر عاماً على معظم الرقيق، إلا أنه اتخذ مدلولاً اصطلاحياً خاصاً في التاريخ الإسلامي، منذ أيام الخليفة العباسي المأمون، والذي حكم من سنة 198 ه إلى 218 ه، وأخيه المعتصم الذي حكم من سنة 218 ه إلى 227 ه.. ففي فترة حكم هذين الخليفتين استجلبا أعداداً ضخمة من الرقيق عن طريق الشراء من أسواق النخاسة، واستخدموهم كفرق عسكرية بهدف الاعتماد عليهم في تدعيم نفوذهما ومع مرور الوقت أصبح المماليك هم الأداة العسكرية الرئيسية وأحياناً الوحيدة في كثير من البلاد الإسلامية وكان أمراء الدولة الأيوبية بوجه خاص يعتمدون على المماليك الذين يمتلكونهم في تدعيم قوتهم، ويستخدمونهم في حروبهم، لكن كانت أعدادهم محدودة إلى حد ما، إلى أن جاء الملك الصالح نجم الدين أيوب، وحدثت فتنة كبيرة في جيشه، فاضطر إلى الإكثار منهم، حتى يقوي جيشه ويعتمد عليهم،وبذلك تزايدت أعداد المماليك جداً، وخاصة في مصر.. مصادر المماليك كان المصدر الرئيسي إما بالأسر في الحروب، أو الشراء من أسواق النخاسة ومن أكثر المناطق التي كان يجلب منها المماليك بلاد ما وراء النهر(النهر المقصود هو نهر جيحون)، وهو الذي يجري شمال تركمنستان وأفغانستان ، ويفصل بينهما وبين أوزبكستان وطاجكستان.وكانت الأعراق التي تعيش خلف هذا النهر أعراق تركية في الأغلب، وكانت هذه المناطق مسرحاً دائماً للقتال وعدم الاستقرار، ولذلك كثر الأسرى القادمون من هذه المناطق، وكثرت أسواق الرقيق هناك، ومن أشهر مدن الرقيق في ذلك الوقت كانت "سمرقند" و"فرغانة" و"خوارزم " لذلك كان الأصل التركي هو الغالب على المماليك، وإن كان لا يمنع أن هناك مماليك من أصول أرمينية ومن أصول مغولية، كما كان هناك مماليك من أصول أوروبية، وكان هؤلاء الأوربيون يعرفون بالصقالبة ، وكانوا يستقدمون من شرق أوروبا بوجه خاص كل هذا كان يحدث على مدار عشرات أو مئات السنين، ولكن الأمر الذي استحدثه الملك الصالح أيوب وتبعه بعد ذلك سلاطين المماليك وكان لا يأتي إلا بالمماليك الصغار سنا، أي في مرحلة الطفولة و غالبهم من بلاد غير مسلمة، وإن كان يحدث أحياناً أن يؤسر بعض الأطفال المسلمين غير الناطقين بالعربية، فلا يُعرفون، ولا يُعرف أصلهم أو دينهم ، فيعاملون معاملة الرقيق .. تربية المماليك: كان الصالح أيوب -ومن تبعه من الأمراء- لا يتعاملون مع المماليك كرقيق.بل على العكس من ذلك تماماً فقد كانوا يقربونهم جداً منهم لدرجة تكاد تقترب من درجة أبنائهم .. ولم تكن الرابطة التي تربط بين المالك والمملوك هي رابطة السيد والعبد بل رابطة المعلم والتلميذ، أو رابطة الأب والابن، أو رابطة كبير العائلة وأبناء عائلته .. وهذه كلها روابط تعتمد على الحب في الأساس،لا على القهر أو المادة حتى إنهم كانوا يطلقون على السيد الذي يشتريهم لقب ألأستاذ وليس "السيد"..ويشرح المقريزي كيفية تربية المملوك الصغير الذي يُشترى وهو طفل، فيقول: "إن أول المراحل في حياة المملوك هي أن يتعلم العربية قراءة وكتابة، ثم القرآن الكريم، مبادئ الفقه الإسلامي،تدريبه على الصلاة يخضع المملوك لمراقبة شديدة من مؤدبيه ومعلميه ، فإذا ارتكب خطأً يمس الآداب الإسلامية نُبه إلى ذلك، ثم عوقب".لهذه التربية المتميزة كان أطفال المماليك ينشئون عادة على التربية الاسلامية، وتتكون لديهم خلفية واسعة عن الفقه الإسلامي، ويجلون العلم والعلماء طيلة حياتهم، وهذا ما يفسر النهضة العلمية الراقية التي حدثت في زمان المماليك، وكيف كانوا يقدرون العلماء حتى ولو خالفوهم في الرأي ولذلك ظهر في عهدهم الكثير من علماء المسلمين الأفذاذ من أمثال العز بن عبد السلام والنووي وابن تيمية وابن القيم الجوزية وابن حجر العسقلاني وابن كثير والمقريزي وابن جماعة وابن قدامة المقدسي رحمهم الله جميعاً، وظهرت أيضاً غيرهم أعداد هائلة من العلماء يصعب جداً حصرهم .. ثم إذا وصل المملوك إلى سن البلوغ جاء معلمو الفروسية ومدربو القتال يعلمونهم فنون الحرب حتى يصلوا إلى مستويات عالية جداً في المهارة القتالية،والقوة البدنية، والقدرة على تحمل المشاق والصعاب..ثم يتدربون بعد ذلك على أمور القيادة والإدارة ووضع الخطط الحربية، وحل المشكلات العسكرية، والتصرف في الأمور الصعبة، فينشأ المملوك وهو متفوق تماماً في المجال العسكري والإداري، يثبت أقدام المماليك تماماً في أرض القتال..وكل ما سبق يشير إلى دور من أعظم أدوار المربين والآباء والدعاة، وهو الاهتمام الدقيق بالنشء الصغير، فهو عادة ما يكون سهل التشكيل، ليس في عقله أفكار منحرفة، ولا عقائد فاسدة، كما أنه يتمتع بالحمية والقوة والنشاط، وكل ذلك يؤهله لتأدية الواجبات الصعبة والمهام الضخمة على أفضل ما يكون الأداء ..وفي كل هذه المراحل من التربية كان السيد الذي اشتراهم يتابع كل هذه الخطوات بدقة،بل أحياناً كان السلطان الصالح أيوب - رحمه الله - يطمئن بنفسه على طعامهم وشرابهم وراحتهم، وكان كثيراً ما يجلس للأكل معهم، ويكثر من التبسط إليهم، وكان المماليك يحبونه حباً كبيراً حقيقياً، ويدينون له بالولاء التام..وكان المملوك إذا أظهر نبوغاً عسكرياً ودينياً فإنه يترقى في المناصب من رتبة إلى رتبة، فيصبح هو قائداً لغيره من المماليك، ثم إذا نبغ أكثر أعطي بعض الإقطاعيات في الدولة فيمتلكها، فتدر عليه أرباحاً وفيرة ، وقد يُعطى إقطاعات كبيرة ، بل قد يصل إلى درجة أمير، وهم أمراء الأقاليم المختلفة، وأمراء الفرق في الجيش وهكذا وكان المماليك في الاسم ينتسبون عادة إلى السيد الذي اشتراهم.. فالمماليك الذين اشتراهم الملك الصالح يعرفون بالصالحية، والذين اشتراهم الملك الكامل يعرفون بالكاملية وهكذا..وقد زاد عدد المماليك الصالحية، وقوي نفوذهم وشأنهم في عهد الملك الصالح أيوب، حتى بنى لنفسه قصراً على النيل، وبنى للمماليك قلعة إلى جواره تماماً .. وكان القصر والقلعة في منطقة الروضة بالقاهرة، وكان النيل يعرف بالبحر، ولذلك اشتهرت تسمية المماليك الصالحية "بالمماليك البحرية" )لأنهم يسكنون بجوار البحر(.وهكذا وطد الملك الصالح أيوب ملكه بالاستعانة بالمماليك الذين وصلوا إلى أرقى المناصب في جيشه وفي دولته، وتولى قيادة الجيش في عهده أحد المماليك البارزين اسمه "فارس الدين أقطاي" )هام(، وكان الذي يليه في الدرجة هو ركن الدين بيبرس، فهما بذلك من المماليك البحرية ) جهود المماليك في طرد الصليبيين من بلاد الشام : )مناقشة 95 كانت هناك إمارات في ساحل الشام لم يتم إجلاء الصليبيين منها بالكلية إلى أن انتهى عهد الأيوبيين وجاء عهد المماليك، فكان للسلطان الظاهر بيبرس والسلطان المنصور قلاوون وابنه خليل دور كبير في القضاء على الصليبيين وإزالة ملكهم عن بلاد الشام بالكلية، ولقد كان هناك دولة للأرمن النصارى جنوب بلاد الأناضول وقد كانوا حلفاء للصليبيين والتتار.ولقد أدرك الظاهر بيبرس أن أي عمل حربي يقوم ضد الأرمن والصليبيين سيكون محرضا للتتار للقدوم والمشاركة مع النصارى في مواجهته ، والتتار لا تزال لهم دولة قوية في الشرق تحت إمرة حاكمهم هولاكو جهود السلطان بيبرس .ولقد كان هناك طائفة من التتار لا تخضع لهولاكو وهم مغول "القفجاق"، ويسمون القبيلة الذهبية وزعيمهم هو "بركة خان "، وقد اعتنق الإسلام ، فاغتنم الظاهر بيبرس هذه الفرصة فكاتب بركة خان وحرضه على قتال هولاكو، فاستجاب لذلك بركة خان وكان مخلصا في إسلامه، فقاتل هولاكو حتى شغله عن المسلمين وأضعفه وفرق جنده، وبهذا أمن بيبرس جانب التتار وتفرغ للصليبيين.ثم سار السلطان بيبرس من مصر بجيشه إلى الشام في عام أربعة وستين وستمائة قاصدا جهاد الصليبيين، وقد نزل في عين جالوت وبعث عدة جيوش للإغارة على إمارات الصليبيين في الساحل، فأغاروا على عكا وصور وطرابلس وحصن الأكراد، فسبوا وغنموا شيئا كثيرا، ثم نزل الظاهر بيبرس على مدينة "صفد" في الثامن من شهر رمضان، وقد فتحها بعد حصار طويل، وقتل كثيرا من أهلها ثم جعلها معقلا للمسلمين، فوضع فيها الجنود وزودها بالذخائر والأسلحة.عاد الظاهر إلى دمشق ووجه جيشا لقتال الأرمن ، الذين ناصروا التتار حينما غزوا الشام، واستنجدوا بهم حينما أراد بيبرس فتح أنطاكية، فوجه بيبرس جيشين بقيادة الأمير قلاوون والأمير المنصور الأيوبي أمير حماة، فالتقوا مع المسلمين عند "دربساك"، وهي قلعة عند أنطاكية، فأنزل المسلمون بالأرمن وحلفاءهم هزيمة كبرى، واستولوا على عدد من بلدانهم المهمة ، منها "سيس" عاصمة أرمينية الصغرى.وغنم المسلمون واسروا الكثير ، ومن بينهم ابن "هيثوم" ملك أرمينية الصغرى ، ولم يستطع "هيثوم" استرداد ابنه إلا بمقابل تنازله عن مواقع مهمة مثل : "دربساك" التي تتحكم في الطريق بين أرمينية وأنطاكية، ومدن أخرى بين أرمينية والجزيرة ؛ حيث يوجد التتار خلف الأرمن ،وبهذا استطاع بيبرس أن يضعف أرمينية جدا، وأن يحصرها بحيث لا تستطيع أن تستنجد بأعدائه ،وفي عام 665 ه خرج السلطان بيبرس من مصر الى الشام على حين غفلة،وسار نحو "يافا" فوافته رسل صاحبها في الطريق فاعتقلهم وأمر العسكر بلبس آلة الحرب ، وسار فصبح "يافا " وأحاط بها من كل جانب ، فهرب من فيها من الصليبيين إلى قلعتها فملك السلطان المدينة، وطلب أهلها الأمان فأمنهم وعوضهم عما نهب لهم بأربعين ألف درهم، فركبوا المراكب إلى "عكا "، وهكذا تم فتح "يافا" وإجلاء الصليبيين منها بهذه السرعة والسهولة. وبعد أن فتح الظاهر بيبرس "يافا" توجه شمالا يريد فتح "أنطاكية "، وفي طريقه إليها فتح قلعة "الشقيف" وقلعة "الباشورة" وغيرهما ، ولما قرب من أنطاكية أمر العسكر ليلا بلبس آلة الحرب، ونزل "أنطاكية" في غرة شهر رمضان، فخرج إليه جماعة من أهلها يطلبون الأمان وشرطوا شروطا لم يجب إليها، وزحف عليها ففتحها يوم السبت رابع الشهر، وقد كان أول من فتح "أنطاكية")هام( وقضى على الصليبيين فيها منذ أن استولوا عليها.وقد استمر الظاهر بيبرس في غزو الصليبيين في ساحل الشام، ومن ذلك ما قام به سنة تسع وستين وستمائة حيث خرج من مصر في ثاني عشر من شهر جمادى الآخرة، وكان معه ولده الأمير السعيد، وقد هاجم عددا من حصون الصليبيين وقلاعهم الحصينة، وفتح منها قلعتي "صافيتا" و"المجدل" وحصن "الأكراد".ومما يذكر للسلطان الظاهر بيبرس كثرة خروجه للجهاد، حيث كان لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار بعاصمة سلطنته وهو يرى البلاد الإسلامية مهددة من الصليبيين والتتار ، وقد بلغت قوة دولته حدا أرهب الأعداء،وجعل بعضهم يحاول الصلح معه رحمه الله جهود السلطان المنصور قلاوون تولى السلطان المنصور قلاوون الحكم سنة 118 ه، وبدأ قتاله للصليبيين سنة 185 ه،حيث خرج بجيشه من مصر إلى الشام، ووصل إلى حصن "المرقب" الذي يسيطر عليه الصليبيون، وحاصر ذلك الحصن، ونصب المسلمون المنجنيق ورموا بها الحصن ،وهدموا أبراجه ، واستمر ذلك ست وثلاثين يوما حيث زحف السلطان بجيشه واستولى على ذلك الحصن، ونزل من فيه من الصليبيين بالأمان على أرواحهم فركبوا وجهز السلطان معهم من أوصلهم إلى "أنطرسوس”.ثم في عام 688 خرج السلطان المنصور قلاوون من الديار المصرية بعساكره لحصار "طرابلس "، ووصل في مستهل شهر ربيع الأول إلى "طرابلس" وحاصرها ونصب عليها المنجنيق وضايق أهلها مضايقة شديدة إلى أن فكها عنوة في يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع الأول، وشمل القتال والأسر سائر من فيها من الصليبيين، وغرق منهم في الماء جماعة كثيرة، كما تم الاستيلاء على عدد من الحصون التابعة لها.وفي ثالث شهر ربيع الأول سنة 690 سار السلطان خليل بن قلاوون حتى نازل "عكا" في يوم الخميس رابع شهر ربيع الآخر، فاجتمع عنده على "عكا" من الأمم ما لا يُحصى كثرة، وكان المطوعة أكثر من الجند ومن في الخدمة ، ونصب عليها المجانيق الكبار والصغار ونقب النقابون في سورها عدة نقوب ، وأنجد أهل "عكا " صاحب "قبرص " بنفسه ، وفي ليلة قدومه عليهم أشعلوا نيرانا عظيمة لم ير مثلها فرحا به.وأقام عندهم ما يقرب من ثلاثة أيام ثم عاد عندما شهد انحلال أمرهم وعظم ما دهمهم، ولم يزل الحصار عليها والجد في أمر قتالها إلى انحلت عزائم من بها وضعف أمرهم واختلفت كلمتهم. فلما كان سحر يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى ركب السلطان والعساكر وزحفوا عليها قبل طلوع الشمس ، وضربوا المجانيق فكان لها أصوات مهولة وحس عظيم مزعج في حال ملاصقة العسكر لها وللأسوار هرب الفرنجة وملكت المدينة بالسيف،ولم تمض ثلاث ساعات من النهار المذكور إلا وقد استولى المسلمون عليها ودخلوها،وطلب الفرنجة البحر فتبعتهم العساكر الإسلامية تقتل وتأسر فلم ينج منهم إلا القليل. وكان السلطان خليل بن قلاوون عند منازلته عكا قد جهز جماعة من الجند مقدمهم الأمير علم الدين سنجر الصوابي الجاشنكير إلى "صور "؛ لحفظ الطرق وتعرف الأخبار وأمر بمضايقة "صور "، فبينما هو في ذلك لم يشعر إلا بمراكب المنهزمين من عكا وافت ميناء "صور "، فحال بينها وبين الميناء، فطلب أهل "صور" الأمان فأمنهم على أنفسهم وأموالهم ويسلموا "صور" فأجيبوا إلى ذلك فتسلمها، ثم إن السلطان لما علم بذلك جهز إليها من خربها وهدم أسوارها وأبنيتها. وبعد هذه الفتوح لم يبق للصليبيين في الشام إلا مدينة "صيدا" و"عتليث" و"أنطرطوس"، وكان السلطان خليل بن قلاوون قد ولى على نيابة الشام علم الدين سنجر الشجاعي)هام(، فحاصر مدينة "صيدا " حتى فتحها بالأمان لأهلها يوم السبت خامس عشر رجب من سنة تسعين وستمائة، ثم فتح قلعة "جبيل " وخربها بأمر السلطان ثم فتح "عتليث" بعد شهر. وأما أهل "أنطرطوس" فإنهم لما بلغهم أخذ هذه القلاع عزموا على الهرب فجرد الأمير سيف الدين بلبان الطباخي عسكرا فلما أحاطوا بها ركبوا البحر وهربوا إلى جزيرة "أرواد” القريبة منها فندب إليها السعدي بما كان أحضره من مراكب فأخلوها وكان فتح هذه المدن الست في ستة شهور. وهكذا قام السلطان المنصور قلاوون بمشروع جهادي كبير لاستئصال بقية الصليبيين في الشام ،فبدأ بفتح حصن "المرقب " الحربي الذي كان واسعا وفي غاية الأهمية ، ثم ثنى بفتح مدينة "طرابلس " التي كانت مشهورة بحصانتها ومناعة أسوارها ، ثم ثلث بالعزم على حصار مدينة "عكا " فوافته المنية قبل ذلك فحقق له أمنيته ابنه السلطان خليل الذي خلفه في الحكم ، وكانت "عكا " أهم مراكز الصليبيين في ساحل الشام ، ثم توج السلطان خليل بن قلاوون أعماله الجهادية بفتح بقية المدن والحصون التي استولى عليها الصليبيين.وبهذه الفتوحات انتهى وجود الصليبيين في بلاد الإسلام الذي بدأ عام ثمانية وسبعين وأربعمائة واستمر حتى عام تسعين وستمائة للهجرة ، وهذا يعني أن احتلال الصليبيين لأجزاء من بلاد المسلمين استمر اثنتي عشرة ومائتي سنة. ) هام( خامسا : آثار الحروب الصليبية: - الآثار على الجانب الإسلامي : 1.بدأت هجرات كبرى من الغرب إلى الشرق وسكنت الشام بالمقابل هاجر المسلمون إلى الغرب الأوروبي. 2.انتشار التصوف من النتائج السلبية للحروب الصليبية على غرار الرهبنة والحركة الديرية التي سادت في أوروبا في هذه الآونة مع الاختلاف الكلي في التوجه بين الجانبين . 3.تطور الفن والعمارة الإسلامية في مصر والشام حيث ظهرت العديد من التكايا والزوايا على الطرق. 4.دخول ألفاظ أجنبية وتأثير الصليبيين في ثقافة المسلمين وأدبهم نتيجة الاحتكاك المباشر. 5.الازدهار التجاري ، حيث أنشئت شركات في عصر المماليك مثل شركة فلورانس. 6.ما زال الغرب يكن الكره للمسلمين ويجتر الذاكرة الصليبية حتى في الوقت الراهن ومن ذلك عندما وقف اللورد اللنبي قائد الإنجليزي عندما استولى على القدس سنة 9191 م وانتزعها من الأتراك ليقول كلمته المشهورة :" الآن انتهت الحروب الصليبية "، ويقول القائد الفرنسي غورو: عندما دخل دمشق سنة .م وقف على قبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله قاهر الصليبيين في حطين ليقول متشفيا شامتا : "هانحن عدنا يا صلاح الدين ". ثالثاً : في النهضة العلمية والحضارية : إن الحروب الصليبية عرفت دول غرب أوروبا على الحضارة الإسلامية بشكل أعمق وأعرض،وتركت في حضارة أوروبا في عصر النهضة سمات ودلائل تشير إلى التأثر بالحضارة الإسلامية والنقل عنها.وسنشير إلى بعض الجوانب ، ومنها :أولا : الطب : في الوقت الذي كانت الكنيسة تحرم صناعة الطب لاعتقادها أن المرض عقاب إلهي لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن يستحقه، كان المسلمون يمارسون الطب منذ زمن مبكر عن ذلك ، فقد توسع المسلمون فيه وترجموا موسوعات فارسية ويونانية وهندية في الطب إلى اللغة العربية ، وألفوا موسوعات لم يوضع لها نظير في الضخامة والتمحيص ،وكانت بعض أمهات هذه الكتب تدرس في جامعات أوروبا لمدى زمني طويل. ثانيا : الرياضيات : أما سائر العلوم كالرياضيات والفلك وعلوم الطبيعة كالكيمياء والنبات والحيوان والمعادن والصيدلة ، فقد تفوق فيها المسلمون قبل عصر النهضة بوقت كبير وبرزت أسماء كبيرة مثل : ابن مسكويه، والخازن ، وابن خلدون ، وابن النفيس ، وابن الهيثم ،وألبتاني ، والفر غاني،والكندي ، والخوارزمي ، والبيروني ، والغافقي ، والقزويني ،وجابر بن حيان ، وابن البيطار ، وداود الأنطاكي … ثالثا:أهمية مؤلفات المسلمين : ظلت مؤلفات هؤلاء العلماء المراجع المعتمدة في، جامعات أوروبا حتى القرن التاسع عشر ، واعترف عدد كبير من مؤرخي العالم بفضلهم على العالم والإنسانية حتى قال قائلهم : إنه لولا أعمال العرب لاضطر علماء النهضة الأوروبية أن يبدءوا من حيث بدأ هؤلاء،ولتأخر سير المدنية عدة قرون.وحتى قال آخر: إن كثيرا من الآراء والنظريات العلمية حسبناها من صنعنا،فإذا العرب سبقونا إليها. رابعا : الجغرافيا : كانت جهود المسلمين في الجغرافية ذات أثر واضح في النهضة الأوروبية يقول جوستاف لوبون: فالعرب هم الذين انتهوا إلى معارف فلكية مضبوطة من الناحية العلمية عدت أول أساس للخرائط ، فصححوا أغاليط اليونان العظيمة في المواضع، والعرب من ناحية الريادة هم الذين نشروا رحلات عن بقاع العالم التي يشك الأوربيون في وجودها فضلاً عن عدم وصولهم إليها. خامسا : إنشاء المدارس : من أبرز أثار الحروب الصليبية في أوروبا أن أخذت بعض مدن أوروبا تنشئ مدارس لتعليم اللغة العربية ، إذ أدركوا أن تعلم اللغة العربية أمر ضروري للوصول لأهدافهم الدينية والاقتصادية ، وكان هذا سببا في إهمال اللغة اللاتينية والإغريقية إلى حد كبير وإحياء اللغات الشعبية وصنفت كذلك المعاجم العربية لمعاونة المترجمين والمتعلمين.وقد تأثر الأوروبيون بالحضارة الإسلامية بسبب الاحتكاك مع العرب في المشرق خاصة مصر وبلاد الشام فنتج عن هذا التأثر : 9.الاستشراق : وهو دراسة تراث الشرق وتاريخه وعاداته وتقاليده ، وقد بدأت طلائع المستشرقين تعني بهذه الدراسات منذ القرن العاشر الميلادي إلى يومنا هذا ، وكان هدفه التمهيد لغزو أرض المسلمين. 2.إنشاء مكتبات شرقية في أوروبا : مثل مكتبة باريس الوطنية سنة 9115 م، وفيها حوالي سبعة آلاف مخطوط عربي ، ومكتبة جامعة ستراسبرج، ومكتبة المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية. 5.إنشاء المطابع الشرقية :كمطبعة إيطاليا ، ومطبعة فرنسا. 5.إنشاء المجلات الشرقية : كان للمستشرقين الفرنسيين فيها جهود معروفة ، مثل صحيفة العلماء ، ومجلة الجمعية الملكية الآسيوية ،والمجلة الإفريقية ، والمجلة التاريخية ، ومجلة تاريخ الأديان وغيرها ، وبعض هذه المجلات ما زال يصدر إلى هذا اليوم. ************************ |
2013- 5- 14 | #5 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
اسئلة هامة
متى قامت الحروب الصليبية كم بلغ عدد الجيش الصليبي في الحملة الاولى بلغ عدد هذه الجموع الصليبية ما يقرب من 300 الف محارب صليبي ما هو موقف ملوك الدول الاوروبية : عندما قامت الحروب الصليبية سار تحت لواء البابا ومعه رجال الدين ،اما ملوك اوروبا فإنهم لم يشتركوا في الحملة الصليبية الاولى : - ملك فرنسا فيليب الاول وإمبراطور المانيا لم يشتركا في اول حملة صليبية لأنهما كانا مطرودين من رحمة الكنيسة )على خلاف مع بابا الكنيسة الكاثوليكية (فقرر طردهما من رحمته وفق المفهوم المسيحي انذاك - ملك اسبانيا كان في حرب صليبية في الأندلس مع المسلمين - ملك انجلترا كان شابا صغيرا لا يهمه شيئا من أمور الدين - * ولذلك سارت هذه الحملات الصليبية في بادئ الأمر تحت لواء البابا - دعا إليها البابا اوربانوس الثاني بابا روما ،وساعده في الحشد بطرس الناسك:واغلب الغزاة في صفوف الحملة من قطاع الطرق والرعاع والأوباش خطبة أوربان هي واحدة من أهم الخطب في تاريخ أوروبا. وهناك العديد من نسخ الخطبة المختلفة ،. اسباب الحروب الصليبية :- -1 ظهور السلاجقة في بلاد الاناضول وآسيا التي فتحوها وانتزعوها بيزنطية وهزيمتهم لبيزنطية في معركة ملاذكرد . -2 ظهور الروح الحربية في الكنيسة ، -3 رغبة الكنيسة في بسط نفوذها على الشرق الاسلامي ،ورغبة الكنيسة الغربية في السيطرة على العالم ليكون تحت سلطة دينية واحدة رئيسها البابا . -4 انتصار البابوية على الامبراطورية وتفوق نفوذ البابا على غربي اوروبا -6 تفكك وحدة المسلمين وضعفهم عقب موت سلطان السلاجقة ملكشاه , ما هي نتائج الحملة الاولى واسفرت الحملة الأولى عن:احتلال القدس عام 1099م وقيام مملكة بيت المقدس بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى هي :إمارة الرها وانطاكية وطرابلس بالشام ما هي دوافع الحملة الثانية هي رد الفعل تجاه الكارثة التي حلت بالصليبيين اثر - 544 ه/ 1147-1149 تحرير الرها على يد عماد الدين زنكي وقد استعان هؤلاء القواد بأوربا من اجل ارسال المزيد من القوات لتحرير الرها * ما هي جهود نور الدين في مقاومة الصليبين اخذ يعمل على طردهم من الأرض العربية الإسلامية فكان عليه أن يوحد جبهته ويحفظها,ولتحقيق ذلك لجأ إلى شتى الوسائل الدبلوماسية والعسكرية الضرورية فوطد علاقاته مع سلاجقة آسيا الصغرى بتزوجه من ابنة مسعود بن قلج ارسلان سلطان سلاجقة الروم"مصاهرة سياسية" كما ابقي علاقته مع اخوه الأكبر سيف الدين غازي ومن بعده الأصغر قطب الدين مودود في الموصل جيدة غير مرتبكة وحافظ على تعهداته لهم بعدم التعرض لبلادهم ،وقام بأخذ سنجار وجعلها تحت إشرافه سنة 544هـ /1149م بعد وفاة سيف الدين غازي حتى لا تخرج من أيدي الزنكيين إلى غيرهم وللمحافظة على وحدة البلاد بوجه الصليبيين. صفات عماد الدين زنكي يصفه ابن الأثير في كتاب البيدلية والنهاية بالقول :- *"كان شديد الهيبة على عسكره ورعيته*عظيم السياسة*لا يقدر القوي على ظلم الضعيف في عهده* وكانت البلاد قبل أن يملكها خرابا من الظلم وتنقل الولاة ومجاورة الفرنج فعمروها وامتلأت أهلا وسكانا .*كان أيضا شديد الغيرة على نساء الأجناد .*كان أشجع خلق الله أهمية تحرير الرها تقع إمارة الرها في منطقة الجزيرة الفراتية وهى المنطقة الواسعة الواقعة بين نهر الفرات ونهر دجلة، وقد فتحها المسلمون سنة 50 هجرية، و'الرها' من البلاد التي كان لها خصوصية عند البيزنطيين لأنها إحدى المدن الدينية عندهم وكانت تنتشر بها الكنائس والصوامع ، وأيضا لها خصوصية عند المسلمين لكونها على حدود الدولة الإسلامية المشتركة مع الدولة البيزنطية، نشاط نور الدين زنكي ضد الصليبين 1-سياسة الردع (الضربات الاستباقية ضد العدو 2-توحيد جبهة المواجهة 3-الهجوم الموقت (الخاطف) ما هي اسباب الحملة الثالثة ما هي نتائج الحملة الثالثة لم تحقق الهدف الذي جاءت من أجله وكان أن أبحر ريتشارد قلب الأسد عائدا إلى بلاده بعد شهرين من توقيعه على المعاهدة وما لبث أن توفي صلاح الدين رحمه الله سنة 589 ه/ 1193 م ليختفي عن الساحة أهم وأشهر قائدين في عصر الحروب الصليبية,كان حصاد الحملة الصليبية الثالثة هزيلا بالقدر الذي خيب آمال الأوروبيين . -2 صلح الرملة أرسل ريتشارد قلب الأسد رسالة يطلب فيها الصلح مع صلاح الدين قائلا :- "قد أهلكنا نحن وانتم والأصلح أن نحقن الدماء ولا ينبغي أن تعتقد أن ذلك ضعفا مني،بل أريد المصلحة .....ثم لا يجوز لك أن تهلك المسلمين كلهم ولا يجوز لي أن اهلك الفرنجة كلهم "فاستشار صلاح الدين الأمراء والقواد فوافقوه على الصلح مع ريتشارد وكتب صلاح الدين إلى ريتشارد قائلا : "إنك إذا دخلت معنا في هذا الأمر- يعني الصلح- فما جزاء الإحسان إلا الإحسان...."واستمرت المفاوضات بين الطرفين حتى انتهت بتوقيع صلح الرملة. -5 شروط الصلح وأهم شروطه الآتي :- -1 أن يحتفظ الفرنجة بمنطقة الساحل من عكا إلى يافا -2 تكون عسقلان بعد تخريبها وما يليها من الجنوب ضمن أملاك صلاح الدين -3 يسمح للحجاج الصليبيين بزيارة بيت المقدس . -4 اشترط صلاح الدين دخول الإسماعيلية )الحشاشين( في الصلح -5 ينعقد الصلح لمدة ثلاثة سنوات وثلاثة شهور . اشترط صلاح الدين دخول أمراء أنطاكية وطرابلس الصليبيين في الصلح. قوبل صلح الرملة بالارتياح من الجانبين بعد أن ملوا جميعا تلك الحروب الطويلة التي لم تنته إلى نتيجة حاسمة وبعد أن أصبح الطريق إلى الحجاز مفتوحا أمام المسلمين والطريق إلى بيت المقدس مفتوحا أمام المسيحيين ،ويذكر انه عند إعلان الصلح كان يوما مشهودا عم فيه الفرح والسرور لما نالهم من طول الحرب ،وبهذا الصلح يبدأ عهد جديد من السلم بين المسلمين والإفرنج ثم عاد ريتشارد إلى بلاده . لم تتمكن الحملة الصليبية الثالثة من تحقيق أهدافها ،فقرر الأوروبيون القيام بحملة جديدة لاحتلال مصر على طريق احتلال بيت المقدس وقد تشجعت البندقية للمشاركة بهذه الحملة سعيا وراء مطامع ومطامح اقتصادية بحتة . نتائج الحملة الرابعة :- -1 تبين جليا أن الهدف الديني من الحروب الصليبية كان كذبا وان المحرك الرئيس لهذه الحروب كان اقتصاديا بحتا-2 بدأ كثير من الصليبيين الرحيل من بلاد الشام إلى القسطنطينية التي أصبحت تحت حكم الصليبيين لمدة نصف قرن بسبب توفر الأمن فيها أكثر من بلاد الشام-3 زادت الحملة الصليبية الرابعة العداء بين الصليبيين الغربيين ونصارى الشرق فزادت الكراهية بين أتباع الكنيستين الشرقية والغربية )ارثوذكس ،كاثوليك-4 ترتب على الحملة الرابعة حرمان الصليبيين في الشام من مساعدة إخوانهم اللاتين والبيزنطيين مما اضعف موقفهم في الشام الصلح بين الملك العادل والصليبيين : عقد الصلح سنة 601 ه/ 1204 م وبمقتضى ذلك الصلح تنازل الملك العادل بسبب سياسة التسامح عن المناصفات في صيدا والرملة واللد وأعطاهم مدينة الناصرة وغيرها كما كان عليه أن يتنازل عن يافا فضلا عما قدمه من تسهيلات للحجاج الأوروبيين مقابل استمرارية المعاهدة لمدة ستة سنوات ،غير أن الملك العادل وبتشجيع من المسلمين عاد وهاجم بعض الحصون الصليبية كحصن الأكراد سنة 603 م وأسر عددا من الإسبتارية الصليبيين ردا على مهاجمتهم لمدينة حمص . الحملة الصليبية الخامسة :- كان الصليبيون في السنة الأخيرة من حكم العادل سنة 614 ه/ 1217 م قد وصلوا بحملتهم الخامسة إلى عكا بعد فترة إعداد شابتها الفوضى والملابسات نتيجة الحملة الصليبية الخامسة بالفشل الذريع بسبب صمود الملك العادل في مصر ومساعدة إخوته الأمراء الأيوبيين في بلاد الشام له ، الحملة الصليبية السادسة ،فإن الحملة الصليبية السادسة خلت تماما من هذه الروح ،فبدت وكأنها زيارة ودية قام بها الإمبراطور الألماني لصديقه في الشرق إذ لم تعتمد هذه الحملة على قوة حربية كبيرة من الجنود الفرسان . نتائج الحملة السادسة حققت ما عجز عنه الحملات السابقة بالتنازل عن بيت المقدس الحملة الصليبية السابعة "حملة لويس التاسع على مصر"كان لاسترداد القدس وضمها إلى أملاك الصالح نجم الدين أيوب سنة 642 ه/ 1244 م،وتصفيته لقواعد الفرنجة الصليبيين في السواحل صدى قوي في أوروبا يشبه صدى استردادها في المرة الأولى على يد صلاح الدين الأيوبي نتائج الحملة السابعة وقد فشلت الحملة الصليبية السابعة بهزيمة الصلبيين ،وكان للمماليك البحرية فضل كبير في هزيمتهم وبرز قادة كبار منهم مثل عز الدين أيبك وبيبرس البندقداري خلال المعارك التي اظهروا فيها شجاعة وقدرة عسكرية فائقة الحملة الصليبية الثامنة بادر الصليبيون بعد هزيمتهم النكراء في الحملة السابعة الى القيام بحملة صليبية جديدة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا الذي توجه هذه المرة الى تونس بغية اجبارها على اعتناق المسيحية ولكنه ما لبث ان اصيب لويس بسهم من احد الأعراب في ارض المعركة وهو الأرجح نتائج الحملة باتت الحملة بالفشل بموت لويس التاسع فعاد الجنود الصليبيين من الفرنسيين الى بلادهم يجرون اذيال الخيبة والفشل . كيف وطد الملك الصالح أيوب ملكه بالاستعانة بالمماليك المماليك وصلوا إلى أرقى المناصب في جيشه وفي دولته،وتولى قيادة الجيش في عهده أحد المماليك البارزين اسمه "فارس الدين أقطاي، وكان الذي يليه في الدرجة هو ركن الدين بيبرس، فهما بذلك من المماليك البحرية ماهي جهود المماليك في طرد الصليبيين من بلاد الشام : فكان للسلطان الظاهر بيبرس والسلطان المنصور قلاوون وابنه خليل دور كبير في القضاء على الصليبيين وإزالة ملكهم عن بلاد الشام بالكلية، كم دام وجود الصليبين المحتلين . بدأ عام 478 واستمر حتى عام 690،وهذا يعني أن احتلال الصليبيين لأجزاء من بلاد المسلمين استمر 212 سنة. هام ثالثاً : في النهضة العلمية والحضارية : إن الحروب الصليبية عرفت دول غرب أوروبا على الحضارة الإسلامية بشكل أعمق وأعرض،وتركت في حضارة أوروبا في عصر النهضة سمات ودلائل تشير إلى التأثر بالحضارة الإسلامية والنقل عنها ومنها :أولا : الطب : في الوقت الذي كانت الكنيسة تحرم صناعة الطب لاعتقادها أن المرض عقاب إلهي لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن يستحقه، كان المسلمون يمارسون الطب منذ زمن مبكر عن ذلك ، فقد توسع المسلمون فيه وترجموا موسوعات فارسية ويونانية وهندية في الطب إلى اللغة العربية ، وألفوا موسوعات لم يوضع لها نظير في الضخامة والتمحيص ،وكانت بعض أمهات هذه الكتب تدرس في جامعات أوروبا لمدى زمني طويل. ثانيا : الرياضيات : أما سائر العلوم كالرياضيات والفلك وعلوم الطبيعة كالكيمياء والنبات والحيوان والمعادن والصيدلة ، فقد تفوق فيها المسلمون قبل عصر النهضة بوقت كبير وبرزت أسماء كبيرة مثل : ابن مسكويه، والخازن ، وابن خلدون ، وابن النفيس ، وابن الهيثم ،وألبتاني ، والفر غاني،والكندي ، والخوارزمي ، والبيروني ، والغافقي ، والقزويني ،وجابر بن حيان ، وابن البيطار ، وداود الأنطاكي … ثالثا:أهمية مؤلفات المسلمين : ظلت مؤلفات هؤلاء العلماء المراجع المعتمدة في، جامعات أوروبا حتى القرن التاسع عشر ، واعترف عدد كبير من مؤرخي العالم بفضلهم على العالم والإنسانية حتى قال قائلهم : إنه لولا أعمال العرب لاضطر علماء النهضة الأوروبية أن يبدءوا من حيث بدأ هؤلاء،ولتأخر سير المدنية عدة قرون. رابعا : الجغرافيا : كانت جهود المسلمين في الجغرافية ذات أثر واضح في النهضة الأوروبية يقول جوستاف لوبون: فالعرب هم الذين انتهوا إلى معارف فلكية مضبوطة من الناحية العلمية عدت أول أساس للخرائط ، فصححوا أغاليط اليونان العظيمة في المواضع، والعرب من ناحية الريادة هم الذين نشروا رحلات عن بقاع العالم. خامسا : إنشاء المدارس : من أبرز أثار الحروب الصليبية في أوروبا أن أخذت بعض مدن أوروبا تنشئ مدارس لتعليم اللغة العربية،إذ أدركوا أن تعلم اللغة العربية أمر ضروري للوصول لأهدافهم الدينية والاقتصادية ، وكان هذا سببا في إهمال اللغة اللاتينية والإغريقية إلى حد كبير وإحياء اللغات الشعبية وصنفت كذلك المعاجم العربية لمعاونة المترجمين والمتعلمين.وقد تأثر الأوروبيون بالحضارة الإسلامية بسبب الاحتكاك مع العرب في المشرق خاصة مصر وبلاد الشام فنتج عن هذا التأثر : 9.الاستشراق : وهو دراسة تراث الشرق وتاريخه وعاداته وتقاليده ، وقد بدأت طلائع المستشرقين تعني بهذه الدراسات منذ القرن العاشر الميلادي إلى يومنا هذا ، وكان هدفه التمهيد لغزو أرض المسلمين. 2.إنشاء مكتبات شرقية في أوروبا : مثل مكتبة باريس الوطنية ، وفيها حوالي سبعة آلاف مخطوط عربي ، ومكتبة جامعة ستراسبرج، ومكتبة المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية. 5.إنشاء المطابع الشرقية :كمطبعة إيطاليا ، ومطبعة فرنسا. 5.إنشاء المجلات الشرقية : كان للمستشرقين الفرنسيين فيها جهود معروفة ، مثل صحيفة العلماء ، ومجلة الجمعية الملكية الآسيوية ،والمجلة الإفريقية ، وبعض هذه المجلات ما زال يصدر إلى هذا اليوم. -1 وفاة صلاح الدين رحمه الله مرض صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وأصيب بالحمى فمرض لمدة ثمانية أيام في شهر صفر من سنة 589 هت/ 1193 م وتوفي رحمه الله يوم 21 صفر سنة 589 ه الموافق 5مارس من سنة 1193 م، وكان عمرة 57عاما لماذا سمي الأيوبيون بهذا الاسم نسبة إلى جد الأسرة أيوب بن شادي والد صلاح الدين الأيوبي والمتوفي سنة 586هـ / 1172 م وليس لأيوب شأن في إنشاء هذه الدولة وإنما منشؤها هو صلاح الدين الأيوبي الأيوبيون والصليبيين: الأيوبيين ورثوا هذه الحروب من جملة ما ورثوه عن الزنكيين لقد بدا صلاح الدين الأيوبي صراعه مع الصليبيين حتى قبل أن يكون دولته ،وعندما كونها فأن هدفه الأساسي التصدي الحاسم للوجود الصليبي اعتبر كلّ المؤرخين حملة لويس التاسع على تونس ، حلقة من حلقات المواجهة التي فرضت على قسم من العالم الإسلامي خلال فترة طويلة من الزمن والتي درست أغلب تفاصيلها بطريقة دقيقة في العديد من الملتقيات العلمية، ففي سنة 1266 م )هام( ساند البابا كليمون شارل دنجو أخو لويس التاسع في الحصول على صقلية. فقد سبقه فيها فريديريك الثامن النورمندي الذي كان يعتبر صديقا للمسلمين المماليك في اللغة العربية هم العبيد أو الرقيق، وبخاصة هم الذين سُبُوا ولم يُسب آباؤهم ولا أمهاتهم .. ومفرد المماليك مملوك، وهو العبد الذي يباع ويشترى كان المصدر الرئيسي للمماليك إما بالأسر في الحروب، أو الشراء من أسواق النخاسة..ومن أكثر المناطق التي كان يجلب منها المماليك بلاد ما وراء النهر، - خشي الملك الكامل من تحرك الصليبيين بحملة جديدة ضد مصر ،فأراد أن يجنب نفسه هذا الخطر فكاتب الإمبراطور فريدريك فرد عليه معاهدا متبادلا الهدايا . - أراد الكامل أن يحمي مصر ويتفرغ لأخيه المعظم عيسى حتى يعزله عن دمشق ويضم الشام إلى سلطانه . - كان الكامل يريد أن يكون له السلطان المطلق في الدولة الأيوبية كما كان من قبل لأبيه العادل وعمه صلاح الدين ،وأن يكون بقية الأمراء تحت سلطانه ويخطب على منابر بلادهم باسمه . |
2013- 5- 14 | #6 |
متميز بملتقى التعليم عن بعد - التاريخ
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
جزيت خيرا
|
2013- 5- 14 | #7 |
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
تسلمون
الله يوفق الجميع |
2013- 5- 14 | #8 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
تنيه هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام اشترك في الحمله الصلبييه الثانيه لويس السابع وليس التاسع
|
2013- 5- 14 | #9 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
حدث خطأ في الملخص وكذلك في الشريحه الاولى للمحاضره الثانيه وصصحها في الثالثه لويس السابع ولي لويس التاسع فب الحمله السابع تاكدووووووووووووووو
|
2013- 5- 14 | #10 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: ملخص الحروب الصليبية
تبيه يوجد خطأ املائي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ليه الله مايستجيب لي؟! | miss**soosoo | ملتقى المواضيع العامة | 20 | 2013- 12- 20 09:35 PM |
فقه سيره <<اتمنى تساعدوووني >>ربي يوفقنا << | TOTOكيوت | ارشيف المستوى 2 تربية خاصة | 12 | 2011- 5- 23 01:51 AM |
أسئلة مراجعة مادة ( فقه السيرة ) اجتهاد صبا زهران | صبا زهران | ارشيف المستوى 2 تربية خاصة | 47 | 2011- 4- 15 02:49 PM |
تاريخ الخلفاء الراشدين (المحاضره الثانيه ) | الباارونه | التاريخ | 1 | 2011- 3- 18 05:36 PM |
كيف تتعامل مع جهازك عند توقفه فجأة ؟؟ | ولاية | منتدى كلية علوم الحاسب و تقنية المعلومات | 4 | 2006- 10- 4 10:09 AM |