جامعة الملك فهد للبترول تشارك في مؤتمر تخطيط وتطوير البحث العلمي بالدول العربية

[بنت أبوها]

جامعة الملك فهد للبترول تشارك في مؤتمر تخطيط وتطوير البحث العلمي بالدول العربية



د.سهل : المؤتمر يهدف إلى تنسيق الجهود لتحسين مخرجات التعليم العالي



في الوقت الذي تحصد فيه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ثمرة نجاحها والتي كان آخرها تربعها في المركز الأول على مستوى جامعات الشرق الأوسط وفق تصنيف اسباني معترف به دولياً, مازالت تستنهض الهمم العلمية محلياً وعربياً ودولياً , وتمثّل هذه المرة بتنظيمها للمؤتمر الثاني لتخطيط وتطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية مساهمة منها بالنهوض بالواقع التعليمي والبحث العلمي من خلال تلاقح التجارب وتبادل الآراء وذلك بحضور خبراء وأكاديميين وعلماء عرب وعجم لمناقشة أبحاث متخصصة وأوراق عمل مركزة ,كاستراتيجيات التخطيط في التعليم العالي , واستراتيجيات التخطيط في البحث العلمي , والعلاقة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل وغيرها ... حول هذا المؤتمر ومحاوره وأهدافه والمأمول منه ؛ أجرينا هذا الحوار مع الدكتور سهل بن نشأت عبدالجواد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ووكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقية فإلى الحوار ...
* ما دلالات رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر الثاني لتخطيط وتطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية وما أبعاد تنظيمكم لهذا الحدث الهام ؟
- أولا هو فخر كبير لنا ونعتز به وإن دل فإنما يدل على حرص خادم الحرمين الشريفين على التعليم والتطوير وحرصه على التخطيط ودعم الأبحاث العلمية وهذا واضح من الدعم المخصص للجزء الكبير من ميزانية التعليم والتعليم العالي بخاصة وعملية دعم المنح التي قدمها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في تقنية النانو وغيرها مثل مبادرة الدراسات المتعلقة بالبيئة وهذا يدل على حرصه على دعم العملية التعليمية والبحث العلمي ونحن نعتز برعايته لهذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة , ونحن في الجامعة لنا أبعاد وأهداف من هذا المؤتمر وأهمها التخطيط للعملية التعليمية وتطوير آليات البحث العلمي وتبادل الخبرات ونعتز أننا خلال الخمس سنوات الماضية حققنا إنجازات كبيرة في مجال تطوير التعليم حتى أن كثيرا من الجامعات اتخذتنا كقدوة في هذا المجال وهذا ليس على المستوى المحلي وإنما على المستوى الإقليمي .
* كيف سيسهم المؤتمر على المستوى المحلي والعربي وهل توجد رؤية مشتركة بين الدول العربية حول تطوير التعليم العالي والبحث العلمي ؟
- سيسهم في تنسيق الجهود وتطوير آليات البحث العلمي وتبادل الخبرات ويكفي أن50% تقريباً من الأوراق المقدمة سعودية وهناك مشاركة متميزة من الدول العربية مثل مصر والسودان ولبنان وليبيا واليمن وغيرها يكاد لا يوجد استثناء عربي ... وبخصوص الرؤية المشتركة بين الدول العربية فحتى اللحظة لا أعتقد أن هناك آلية واضحة ... هناك تنسيق بسيط وفي جوانب لا بأس بها , ولقاؤنا في هذا المؤتمر لا شك سيخدم هذا الجانب التنسيقي وهذا ما نتمناه من خلال التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر ,لأنه من الممكن أن نصل إلى شيء من هذا القبيل ونتطلع من المؤتمر إلى توثيق آلية التعاون بين الدول ووضع آلية مشتركة والوصول إلى هدف معين وإذا تضافرت الجهود مع بعضها يسهل الوصول إلى إنجازات أفضل .
* كيف سيتم تفعيل توصيات وقرارات المؤتمر وهل هناك لجان خاصة بمتابعة آلية التنفيذ ؟
- هناك لجان علمية في المؤتمر تعنى بالجوانب العلمية ومن خلالها توجد مجموعة تعنى بموضوع التوصيات وحتى الآن تمت مراجعة جميع الأوراق العلمية المقدمة ومنها يتم استخلاص التوصيات العامة الأولية التي أوصت بها غالبية أوراق العمل والتوصيات الأخرى من خلال الجلسات العلمية حيث هناك فريق متخصص يحضر الجلسات ويدون الملاحظات والآراء والتوصيات وبعد ذلك ستتم مراجعتها وتنسيقها بحيث تحقق الهدف الذي أقيم لأجله المؤتمر .
* ألا تخشون أن تؤول نتائج وتوصيات المؤتمر الثاني لما آل إليه المؤتمر الأول الذي عقد بسوريا عام 2002م ؟
- أتفق معك تماما بخصوص ما تؤول إليه الكثير من المؤتمرات حيث تنتهي بورق ولكن الذي استطيع قوله ان الجهود التي بذلت لإعداد وتنظيم المؤتمر تتطلع إلى تفعيل نتائج وتوصيات هذا المؤتمر فنحن لا نهدف إلى أن تكتب التوصيات على ورق وتوضع بالرفوف , نحن نهدف إلى خلق آليات لتنفيذ التوصيات وسنسعى من خلال هذا المؤتمر الى الخروج بتوصيات عملية وخطط واضحة .
* المؤتمر يناقش الاعتماد الدولي للبرامج الأكاديمية والجامعة سباقة في هذا المجال إلى أي مدى ستسهم الجامعة في تصدير التجربة وإفادة المؤتمر منها ؟
- بالفعل ... جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من أول الجامعات التي صار لها اعتماد في مجال الهندسة ومن أول الجامعات التي صار لها اعتماد في مجال الإدارة الصناعية وما اكتفت بهذا والآن نحن نسير في عملية التقويم الذاتي للبرامج حيث عملنا آلية داخلية في نفس الجامعة للتطوير المستمر للبرامج الأكاديمية وليس فقط مبنية على الأطراف الداخلية في الجامعة وإنما مبنية أيضا على الجهات التي ستوظف , والجهات الصناعية والجهات الحكومية والخريجين السابقين , والحمدلله اكتسبنا خبرة في هذا المجال وعندنا مركز متخصص في تقويم البرامج وعندنا عمادة متخصصة في التطوير الأكاديمي فكل هذا أعطى الجامعة قوة ودعما في عملية اعتماد البرامج وتطويرها .
* يناقش المؤتمر مسألة توظيف التقنيات في التعليم .. هل وضع القائمون على المؤتمر مسألة التفاوت الاقتصادي والتقني بين الدول وكيف سيؤثر هذا التفاوت في توظيف التقنية تعليمياً ؟
- استخدام التقنية بحد ذاتها عملية مكلفة لكن لا يمكن الاستغناء عنها لاسيما في العملية التعليمية لكن عملية تنفيذها ممكن تختلف بين مؤسسة وأخرى وبين دولة وأخرى لكنها من المتطلبات الضرورية ,فمثلا لا يمكن أن تجد عضو هيئة التدريس لا يستطيع استخدام الكمبيوتر ولا يدخل على الشبكة العنكبوتية ,أنا بتصوري أنها مكلفة لكن يجب أن توضع كأولوية في العملية التعليمية فالآن العملية التعليمية ليست مقتصرة في فصول دراسية , الفصول الدراسية جزء من العملية التعليمية , هي حلقة مستمرة خارج وداخل الفصل , وما يساعد على هذا هي التقنية من خلال التعليم الإلكتروني ولكن يجب إتباعها بطرق علمية متخصصة لأن البعض يعتقد أن التعليم الإلكتروني أنه بمجرد وضع المواد على برنامج الباور بوينت أو أي برنامج عرض .. وهذا غير صحيح والتعليم الإلكتروني ليس توفير التقنية وكفى وإنما يرافقها تدريب لأعضاء هيئة التدريس على الطرق المثلى لاستخدام التقنية في التعليم وفي عملية إعداد المواد وفي عملية الاتصال الجيد مع الطلاب وهناك عدة وسائل يجب الأخذ بها , والتفاوت حاصل ولكن يتوقف على القائمين على العملية التعليمية هل يتم التحول بين ليلة وضحاها ؟ طبعا لا ! وإنما بالتدرج والدمج بين الاثنين وفق خطوات مدروسة وحسب الإمكانات والتي من خلالها سيتم ردم فجوة التفاوت وقد يكون الفرق بين مكان وآخر مسألة وقت لكن الجميع يسير وفق خطة وأهداف محددة .
* ذكرتم موضوع التعليم الإلكتروني وهو موضوع ذو شجون وتتم مناقشته في المؤتمر كمحور رئيس , في الوقت الذي لا تعترف الدول العربية بالتعليم الالكتروني وبشهاداته .. هل سيوصي المؤتمر باعتماد التعليم الالكتروني والاعتراف به ؟
- المؤتمر سيناقش آخر تطورات هذا المجال مثلا وسائل التعليم الالكتروني والجودة المتبعة فيه , والبعض عنده فكرة أن التعليم الالكتروني أن تأخذ المقررات على الكمبيوتر وتذهب للاختبار أشبه ما يكون بانتساب , بينما تطور مفهوم التعليم الالكتروني إلى حد بعيد وهذا ما دعا جامعات عريقة إلى تبني التعليم الالكتروني مثل جامعة أريزونا في أمريكا وتعطى شهادات علمية في هذا المجال معترف فيها , والجامعة العربية البريطانية حيث الطالب عندهم قد لا يضطر للحضور إلا في فترات معينة مثل فترة الاختبارات , ومعترف فيها عالميا وبرامجها معتمدة في بريطانيا بل وبعض برامجها تكون من بين أفضل عشرة برامج على مستوى بريطانيا , لكن ما في شك أن البعض استغل التعليم الالكتروني وخلط الحابل بالنابل لكن لا يؤثر ذلك على مبدأ التعليم الالكتروني حيث جودة المناهج تبين هذا الخلط وحاليا يجري وضع آلية لاعتماد التعليم الالكتروني في بعض المجالات والعالم متجه في هذا الاتجاه واللوائح مع الوقت ستتغير .
* العولمة تفرض نفسها في كل شيء حتى في التعليم وهناك مؤيد ومعارض وآخر متشكك هل يفرد لها المؤتمر جانباً للنقاش ؟
- ما في شك ستتم مناقشة العولمة ضمن محاور المؤتمر ... وفي العموم هناك ايجابيات وسلبيات لكل وافد ثقافي أو علمي والمؤتمر سيناقشها من هذا المنطلق ومحاولة استكشاف نقاط القوة ونقاط الضعف والكل سيدلي بدلوه .
* هل تتوقعون أن تنعكس قرارات وتوصيات المؤتمر ايجاباً على تطوير العمل البحثي العربي ؟
- آمل أن نتوصل لآلية مشتركة لتفعيل عملية البحث العملي عربياً أو البحث التطبيقي ومثلا لو نظرنا إلى انجازاتنا عربياً على المستوى الدولي لوجدناها محدودة وبصفة عامة عندنا ضعف ولابد من إحداث نقلة نوعية والانتقال يتطلب الكثير مثلا , دعم البحث العلمي دعما يليق بمكانته ولا نكتفي بالدعم الحكومي وإنما نفتح المجال للقطاع الخاص فمثلا في الدول المتقدمة يكون هناك دور كبير جدا للقطاع الخاص في دعم البحث العلمي فبغير هذا سنواجه صعوبات وبعد ذلك تأتي عملية الموارد البشرية من باحثين مؤهلين وهناك باحثون عرب متميزون لكن لو نظرنا إلى المؤشر وقسنا ذلك على نسبة السكان وبالمقارنة مع الدول المتقدمة تعتبر نسبة ضئيلة , وهذا يتطلب تنمية مواهب الطلاب منذ المرحلة الابتدائية ولا نلقن الطالب المعلومة بل نجعله يبحث عنها ومع الزمن سينمي هذه الموهبة ويتخرج جيل يبحث عن المعلومة ولا يكتفي بتلقينها .
* كيف تنظرون إلى التعليم العام كرافد من روافد التعليم العالي ... وهل سيتبنى المؤتمر توصيات تخص التعليم العام ؟
- لا أحب أن استبق الأمور .. بصفة عامة التعليم العام بحاجة إلى التطوير للرقي بالعملية التعليمية لان مخرجات التعليم العام هي مدخلات التعليم العالي ... وعندنا في الجامعة سنة تحضيرية يتم تهيئة الطالب فيها للتعليم الجامعي وكثير من الجامعات السعودية بدأت تحذو هذه الطريقة وهناك مشروع تطوير التعليم دعم من قبل خادم الحرمين الشريفين بهذا الصدد .
* الملاحظ أنه لا توجد برامج تحفيزية في البحث العلمي على الاقل عربياً .. هل سيوصي المؤتمر بتفعيلها ؟
- في الواقع توجد وإن كانت قليلة ... مثلا عندنا في المملكة قامت مؤخرا وزارة التعليم العالي بعمل مراكز تميز بحثية وهناك جامعات نافست وقدمت عروضا فيها وبعد ذلك تمت إقامة ثمانية مراكز تميز أنشئت في الجامعات , عندنا مثلا في الجامعة مركزا تميز والآن في المرحلة الثانية وهي توسيع مراكز البحث , أيضا مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أعدت خطة تعنى بدعم البحث العلمي في المملكة وستقدم دعما كبيرا للجامعات والمؤسسات التعليمية وهناك مسابقات لهذا الغرض مثل جائزة التميز في أبحاث المياه المقدمة من ولي العهد الأمير سلطان وهناك جوائز تميز في بعض الأبحاث تقام على مستوى مناطق المملكة تقام سنويا , نخلص إلى أن هناك آلية وهناك وسائل تساعد وتحفز على البحث العلمي , ولن يكون التغيير جذريا ولكن الأمور تتحسن والحمد لله , في المملكة البيئة مهيأة لهذا ويبقى دور الجامعات في تفعيلها .

[بـــو أحــمــد]

بنت أبوها
مشكورة أختي على نقل الخبرية
و الله يعطيكِ العافية