[ 「✍❞مقـآلَ 」] : الإرث الرقمي نزاع المستقبل !

[شَمـس]

السلام عليكم ورحمة الله

الإرث الرقمي نزاع المستقبل
غوغل تقدم خدمة لإدارة صفحات المتوفى




أثارت حادثة انتحار شاب ورغبة والديه من ولاية ويسكونسن الأمريكية الدخول على صفحاته الإلكترونية الرأي العام، خاصة بعدما أخذا موافقة من المحكمة بالدخول والاطلاع على صفحاته، وشغل موضوع الموروثات الرقمية للمتوفى ساحات المحاكم، وأصبح معركة مؤلمة وحزينة لأسر المتوفين، وعلى الرغم من أن كثيراً من الأشخاص يخططون وهم على قيد الحياة لطريقة تسليم ممتلكاتهم لعائلاتهم ومنها الأملاك الموروثة وألبومات الصور والخطابات القديمة والأشياء التذكارية الأخرى، فإنه في عالمنا الحديث لم تعد الموروثات فقط مادية، ولكنها تعدت ذلك الأمر ووصلت إلى التسجيلات والكتابات الرقمية .
طبقاً لمجلة "ساينتفيك أمريكان"، فإن حياة الشخص الرقمية هي عبارة عن مجموعة من التذكارات مثل الصور التي يضعها على بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية أو الكتب الإلكترونية والتأملات الشخصية والمراسلات على البريد الإلكتروني والمدونات والحسابات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويطلق على كل هذه المجموعة من البيانات الإرث الرقمي .
ويترك الشخص المتوفى مساحة هائلة من الأحزان لدى أصحابه وأقاربه، خاصة من يتشاركون معه في التواصل عبر الحساب الإلكتروني، وللأسف لم يفكر كثير من الأشخاص بما سيفعلونه بحساباتهم بعد وفاتهم، ويفضل كثيرون الاحتفاظ بخصوصية ما يضعونه على الإنترنت، بينما يرى البعض الآخر أن ما يتركونه من صور وخطابات في العالم الرقمي يمكن أن يخفف من شدة فراق أحبتهم عليهم .
وفي لقاء عقده عالم المعلومات "جيد برباكر" بجامعة كاليفورنيا الأمريكية مع 16 من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك"عن تجربتهم بعد فقد صديق أو أحد الأقارب الذين كانوا يتواصلون معه، وجد أنهم يلجأون لصفحة هذا الشخص في الذكرى السنوية له أو في عيد ميلاده، وكأنهم يشاركونه المناسبة أو كتعبير عن حبهم له .
ويقوم الأشخاص المفجعون في المتوفى بإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت أو صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باعتبارها منفذاً لعواطفهم الجياشة تجاه فقد من يحبون، واقترح عدد من مؤسسي هذه الصفحات إنشاء صفحة خاصة بمجموعة أصدقاء "فيس بوك" لأي متوفى، باعتبارها حلقة وصل بين محبيه، ويرى معظمهم أن مشاركة الأحزان إلكترونياً يخفف من حدتها .
وتقول "ميتشيلين دي" عالمة الإنثروبولوجيا بجامعة جورجيا الأمريكية: على الرغم من أن الشخص المتوفى لن يمكنه التعليق أو الرد على الكيفية التي سيعبّر بها أصدقاؤه أو معارفه عنه على حسابه الإلكتروني، فإن وجود مواقع شبكة تخلد ذكراه تجعل من الأهمية أن يقرر الشخص ما يريد فعله بممتلكاته الرقمية بعد وفاته، خاصة أنه لو ترك الأمر للصدفة، فلن يمكنه التحكم فيها، ويقوم النظام القانوني حالياً بتأسيس نظام لإدارة ميراث الممتلكات الرقمية، وهناك ست ولايات أمريكية فقط لديها قوانين تسمح لأقارب المتوفى بالدخول على ممتلكاته الإلكترونية، ويعني افتقاد التشريعات عودة ملكية الملف الشخصي الخاص بالمتوفى للشركة التي تمتلك الموقع، إلا إذا حدد المتوفى شخصاً تعود إليه هذه الممتلكات، وربما تمنع التشريعات القادمة أي شخص ماعدا الذي تحدده المحكمة أو الوصي الدخول على معلوماته .
وتضيف أنها تعمل حالياً على إدخال فقرة في وصيتها تنص على ما تريد فعله بممتلكاتها الرقمية بعد وفاتها، وترى أن صفحاتها الإلكترونية هي جزء منها ولابد أن تعبّر عنها، بينما يرى ناعومي كاهن المحامي بجامعة جورج تاون الأمريكية أن يقوم صاحب الحساب بإنشاء وثيقة سرية تتضمن قاعدة بيانات آمنة لها كلمات مرور وأسئلة أمنية للبريد الإلكتروني الخاص به وحسابه البنكي وكل حساباته الأخرى الموجودة على الإنترنت، وبذلك يتمكن الأصدقاء والعائلة من إعادة تنشيط الحساب بعد وفاته، والاهتمام بأموره المادية .
أضاف موقع "غوغل" في إبريل/نيسان الماضي خدمة جديدة أطلق عليها "وفاة غوغل"، تسمح للشخص بأن يقرر ما يريد فعله بحسابه الإلكتروني الموجود على الموقع بعد وفاته، من خلال عدة اختيارات يقدمها الموقع لصاحب الحساب، منها أن يتم حذف حسابه، أو أن يسمح ل"غوغل" بأن تقوم بتعيين شخص وصياً على حسابه، يقوم بالاطلاع على جميع حساباته إذا لم يكن دخل عليها لفترة تتراوح ما بين ثلاثة شهور وسنة، وقبل إتمام هذا الإجراء ستقوم الشركة بإرسال رسائل تذكيرية عدة على عناوين البريد الإلكتروني البديلة، وكذلك الهواتف الخلوية في محاولة أخيرة للاتصال بالشخص .

"فيس بوك" يغلق صفحة المتوفى

لا يسمح موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باستخدام صفحة أحد الأشخاص بعد رحيله، ويترك القرار لعائلته وأصدقائه، ويمكن ترك الصفحة كما هي تستجيب لمشاركة الأصدقاء وإعلانات الموقع والصور، أما إذا قام أحد بالإشارة إلى أن صاحب الصفحة توفي فيقوم مسؤولو الموقع باعتبار الصفحة ذكرى لصاحبها، وعندئذ لا يتم قبول أي طلبات صداقة جديدة، وبإمكان أصدقاء المتوفى ومحبيه المطالبة بغلق الصفحة، وفي جميع الأحوال لن يتمكن الورثة والعائلة والأصدقاء من تتبع ممتلكاته الرقمية .

إعداد : أشجان محمود
http://www.alkhaleej.ae/supplements/...4-9feaea2f9980