كنت اجلس كالمعتاد على مكتبي وامامي حاسوبي واقلب صفحات الشبكه لعلي اظفر بجديد من المعرفه وكان الوقت قبيل الغروب وقد شدني احد المقالات لكاتب مخضرم يحكي مأساة فتىً مع الغربه ، واثناء قرائتي للمقال ومعايشتي له ولاحداثه سمعت صوتاً من خارج المنزل لم استطع تميزه لانشغال فكري ولكنه جذب انتباهي فنهضت الى النافذه استطلع ما الامر . وما ان اطلقت ناظري الى الخارج لارى مصدر الصوت الا وبادرني منظر غروب الشمس الساحر تعانق السحاب فسرحت اتأمل ذاك المشهد الخلاب وكانه ذاك الفتى يعانقك احبابه حين قرب موعد الرحيل . حينها تبسمت وامتلات عيناي بالدموع ولا اعلم اهو الجمال الأخاذ ام الفراق الذي قلب كياني ، مكثت دقائق على حالي لا احرك ساكناً وكدت انسى ما دعاني للنظر ، وحين فارق المغرم احبابه أفقت من غيبوبتي على اضواء مصابيح الحديقه المجاوره تبدء بالسطوع وحينها رأيت مصدر الصوت الغريب وفعلا انه لغريب واشد من الغرابه لقد كان صوت فتاه تكاد تكتم عبراتها التي خرجت من قلبها بحرقه على ما اصاب لوحتها التي على ما يبدو انها افنت جهدها وفكرها في رسمها . لا اعلم ما اصابها ولكن ما شاهدته ان اللوحة على الارض مكسوره وهي بجوارها على احد كراسي الحديقه تندب حظها وتكفكف دمعها ، حينها وكانها احست بانني انظر اليها فقامت مسرعه وتركت لوحتها والوانها وغادرت الحديقه واختفت عن ناظري . اتجهت مسرعا الى الحديقة قاصدا اللوحة لعلي اشاهد مارسمت ، وقفت امام اللوحه وصدمت من محتواها لقد كانت لوحه فارغة ذات لون ابيض لم يرسم بها شيئ ،، تسألت في نفسي لما لم ترسم ولما اللوحة مكسوره ولما لم تحمل الوانها حين رحيلها ؟!
هممت بحمل اللوحة ولكنني تركتها لعل الفتاة تعود . رجعت الى مكتبي ونظرت من النافذه ومازالت اللوحه ملقاة في الحديقة ، فعدت للمقال الذي كنت اقراءه واكملته وما ان كملتها الا وبهاتفي يرن نظرت من المتصل واذا هو صديق قديم لي قد افتقدته منذ زمن ففتحت الخط قائلا غلاطان في الاتصال وانا اضحك فبادرني بالسلام ثم السؤال وبادلته التحايا ثم دعاني لزيارته تلك الليله فاجبت الدعوه واقفل الخط . نهظت من لحظتي وذهبت لغرفتي وارديت ثوبا على عجل وخرجت من المنزل الى منزل والدتي قبلت يدها وسالتها اذا ينقصها شيئ فدعت لي واستاذنتها بالذهاب لصديقي وخرجت من عندها وعند ركوبي السياره ذكرت انني نسيت نافذة مكتبي مفتوحه واخشى هطول المطر فعدت واغلقتها وناظري على اللوحة المكسوره وخاطري عليها من الماء، لا اعلم سر تولعي باللوحه اهو غموض ما حدث ام الفتاة الباكيه ، عندها قررت ان اخذ اللوحة المكسوره معي لكي لا يتلفها المطرونزلت واخذتها وفي بالي ان الفتاه ستعود ولكن ماذا لو لم تعد سريعا وهطل المطر على اللوحه واتلفها . اكملت طريقي والافكار تعصف بي ماذا لو وماذا لو ...، مضى الطريق مع الافكار يتسامرُ ولم اشعر الا وانا امام منزل صديقي ونزلت وقرعت الجرس وجائني كما العطشان لشربه الماء واحتظنني كما الملهوف من الفرقى . ثم تبادلنا التحيا ودخلنا لغرفه الضيوف التي على شكل الخيام وجلسنا نتجاذب الحديث وذكريات الصبى وكم هي حياة سعيده تلك الفتره ومليئه بالبساطة والبراءه . كان المجلس خلابا وكانك في عصر قد مضى تجولت بناظري وهو مسترسل في حديثه عن ذكريات الطفوله وعن حالنا وما صرنا اليه ، لفت ناظري لوحه على الحائط وتذكرت اللوحه المكسوره وسرحت هل عادت الفتاه وماهو حالها حين انها لم تجد اللوحه هل عادت للبكاء ام هي تبحث عن لوحتها والوانها ام انها لم تعد بالاصل وبينما انا اخمن لاح امام ناظري يدا تكاد تفقدني البصر باطراف اصابعها ،اين سرحت ! لالا لاشيئ ذكرت لوحتها . لوحة من! ماذا تقول ؟ انها قصة غريبه نوعا ما رويتها له فقال ارني اللوحة . ذهبنا الى السيارة وفتحت الصندوق ليرى اللوحة وعندما شاهدها سكت وامعن النظر وقال دعنا منها وتعال نكمل جلستنا . عدنا وجلسنا وفي راسي الف سؤال هل عرف اللوحة ام ماذا ؟ وهل وهل ؟ وكل ما سالته عن هل اعجبته اللوحة اجابني لوحة مكسوره دعنا منها . تسامرنا الى منتصف الليل ثم استاذنته وخرجت فودعني امام الباب وركبت سيارتي وانا اتمنى ان اعرف معنى ردة فعلة تلك ثم عدت لمنزلي وازاد المطر حينها فادخلت اللوحة معي الى المنزل ووضعتها في مكتبي وجلست اتامل تلك الصفحة البيضاء دون معرفة سبب بكاء الفتاه . تركت المكتب وذهبت للنوم وفي الصباح استيقظت باكرا واتجهت الى مكتبي لاتفاجأ بعدم وجود اللوحة ولا علبة الالوان هرعت للنافذه ولم اشاهد اثرا لها في الحديقة . فركضت مسرعا وانا انادي باعلى صوتي من رائ لوحتي وكل من في المنزل ينضرونني من الصالون باستغراب فاجابنتي زوجتي اخذتها فتاه وامها ! عندها انا تجمدت كيف من لماذا ؟ فاجابت على هونك جائت قبل نصف ساعه فتاه ومعها امها وقالت انهم اعطوك لوحتهم المكسوره لكي تدخلها من المطر فهم لايملكون مكاناً امناً وهم الان يريدونها فبحثت عنها ووجدها في مكتبك فاعطيتهم . انا وقفت لا اعلم مالامر وعدت لمكتبي دون ان اتحدث بكلمة ووقفت امام النافذه وطال وقوفي دون جدوى . واستمرت الايام على هذا الحال كل مادخلت للمكتب اقف امام النافذه انتظر اللوحة المكسوره لكن يبدوا انه من المستحيل فقد رحلت على مااظن صاحبة اللوحة المكسوره واخذت لوحتها معها . خطر ببالي في احد الايام ان اذهب لصديقي لعلي اجد لدية اجابة عن الفتاه واللوحة المكسوره فذهبت وسردت عليه القصة فلم اجد لدية اي اهتمام سوى كلمة قالها لي : رحلت وماذا يشغل بالك؟ مجرد فتاه ترسم في لوحة مكسوره . فعدت من عنده وانا انوي نسيان اللوحة المكسوره كما اشار علي . وفي مكتبي فتحت حاسوبي وكتبت قصة اللوحة المكسوره والفتاه الباكيه .
من كتاباتي .
2011- 8- 31
المواضيع المتشابهه
