ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > الدراسات الإسلامية
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

الدراسات الإسلامية طلاب وطالبات المستوى الثالث واعلى تخصص الدراسات الأسلامية التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 2013- 4- 8   #41
خمائل الورد
مشرفة كليةالاداب - الدراسات الاسلامية سابقآ
 
الصورة الرمزية خمائل الورد
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 72948
تاريخ التسجيل: Fri Feb 2011
المشاركات: 6,761
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 273729
مؤشر المستوى: 394
خمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: الدراسات الاسلاميه
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
خمائل الورد غير متواجد حالياً
رد: هام جدا لمقرر الحديث2

المحاضرة الثالثة عشر
الباب الخامس (الترغيب في مكارم الأخلاق)
من كتاب الجامع
يشتمل على 19 حديثا

دراسة لحديثين من الباب الخامس

باب الترغيب في مكارم الأخلاق
مبدأ التخلي والتحلي فالتخلي عن مساوئ الأخلاق والتحلي بمكارمها إشارة إلى فطنة المؤلف رحمه الله حيث رتب أحاديث البابين الرابع والخامس من كتاب الجامع وفق هذا المبدأ فقد عنون للباب الرابع بالترهيب من مساوئ الأخلاق وأورد تحته 37 حديثا تنهى عن الأخلاق القبيحة وعنون للباب الخامس بعنوان الترغيب في مكارم الأخلاق وأورد تحته 19 حديثا ترغب كلها بالاخلاق الفاضلة
الترهيب : مأخوذة من رهب أي خاف وعلى هذا فالترهيب هو التخويف
الترغيب : مأخوذة من رغب أي حرص على شيء وطمع فيه وعلى هذا فالترغيب هو التحريص على الشيء والتطميع فيه
[1] الحديث الأول
(ح6/ 1439 ، ص 273 – 274 )
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : { الحَياءُ مِنَ الإيمَانِ} متفق عليه .
# معاني أهمِ مفردات الحديث :
= الحياءُ :
تعريفه لغة : تغيرٌ وانكسار يلحقُ الإنسان منْ خوف ما يُعابُ بهِ .
تعريفه شرعا : خُلُقٌ يبعثُ على اجتناب القبيح، ويمنعُ من التقصير في حقِّ ذي الحقِّ .
أقسامه :
1. حياءٌ غريزي ؛ موجود لدى الإنسان بالفطرة .
2. حياءٌ كسبي ؛ يكتسبه الإنسان بالتعلم .
قال القرطبي في (المفهم شرح مسلم ) : ” وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – قد جُمِعَ له النوعان من الحياء : الغريزيِّ والمكتسبِ , وكان في الغريزي أشدَّ حياءً من العذراءِ في خدرها ، وكان في المكتسب في الذُّرْوَةِ العليا .

بعض ما يؤخذ من الحديث :
الحياء في الأصل فطري في المسلم لكنه يحتاج إلى التعلم والنية الخالصة ليكون على وِفْقِ الشرع .
الحياء من الإيمان ؛ لأنه يمنع صاحبَه من ارتكاب المعاصي كما يمنعُه الإيمان ؛ فالمستحيي يقلع عن المعاصي بتأثير الحياء ؛ والمؤمن يقلع عن المعاصي بتأثير الإيمان .
حياء المسلم منقبة ، ويجلب له الخير ؛ فقد أخرج البخاري من حديث عمران بن حصين :{الحياءُ خيرٌ كلُّه ولا يأتي إلا بخير ٍ }


[2] الحديث الثاني
(ح14/ 1447 ، ص 283- 286)

عن تَميمٍ الدَّارِيِّ – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : { الدِّينُ النصيحةُ – ثلاثاً -} قلنا : لمن هي يا رسولَ الله ؟ قال :{ للهِ , ولكِتابِهِ ، ولِرسولِهِ , ولأَئِمةِ المسلمين َ وعامَّتهمْ } أخرجه مسلم .
# ترجمة الصحابي الراوي للحديث : هو أبو رُقَيَّةَ ، تميمُ بنُ أوسِ بنِ خارجةَ . نُسِبَ إلى جده (دارٍ ) ، وقيل (الديريُّ) نسبة إلى دير كان فيه قبل الإسلام ، وكان نصرانيا فأسلم سنة تسع ٍ (9هـ) ، كان عابدا كثير التهجد ؛ قام ليلة بآية حتى أصبح – وهي قوله تعالى :{ أم
حَسِبَ الذين اجترحوا السيئاتِ أنْ نجعلـَهُم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً مَحياهُم ومَماتُهُم ساءَ ما يحكمون} الجاثية : 21 –، سكن المدينة ثم انتقل منها إلى الشام ، ليس له في صحيح مسلم إلا هذا الحديث ، وليس له في صحيح البخاري شيء ، وليس في الصحيحين والموطأ داريٌّ ولا ديرِيٌّ إلا هو ( أي : تميم – رضي الله عنه - ) .
# معاني أهمِ مفردات الحديث :
= الدين : معناه لغة الطاعة ؛ والمقصود به هنا دين الإسلام .
= النصيحة : اسم مأخوذ من الفعل (نَصَحَ) بمعنى أخْلَصَ ؛ فهي كلمة جامعة معناها إرادة الخير للمنصوحِ له، وهي خلاف الغش .
= الدين النصيحة : أي : عِماد الدين وقوامُه النصيحة !
= ثلاثا : أي : قالها ثلاث مرات .
= لمن هي : أي : من يّسْتَحِقُّها .
# بعض ما يؤخذ من الحديث :
عماد دين الإسلام وقوامه النصيحة ؛وما تكرار جملة {الدين النصيحة} ثلاث مرات إلا للتدليل على أهمية النصيحة .
في الحديث دليل على أن النصيحة تُسمّى دينا وإسلاما ، وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول .
النصيحة لله : تكون بالإيمان بوحدانية الله تعالى وتفرده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ( وذلك بإقرار أنواع التوحيد الثلاثة واعتقادها والعمل بها ) وبطاعته سبحانه واجتناب معاصيه ، وبالحب فيه تعالى والبغض فيه ، وبموالاة من أطاعه سبحانه ومعاداة من عصاه ، وبغير ذلك مما يجبُ له سبحانه . وجميع هذه الأشياء راجعة إلى العبد في نصيحة نفسه ، والله تعالى غني عن نُصح الناصحين .
النصيحة لكتاب الله : تكون بالإيمان بأنه كلام الله تعالى المنزل على رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – بواسطة جبريل عليه السلام ، وبتعظيمه والاعتقاد التام بأنه الكتابُ العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وبتحليل ما أحلَّه وتحريم ما حرَّمه , وبالتدبر لمعانيه والقيام بحقوق تلاوته , وبالاتعاظ بمواعظه والاعتبار بزواجره والاهتداء بما فيه , وبتنزيهه عن التحريف لأنه محفوظ بحفظ الله تعالى له { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } مع دفع الشُبَهِ عنه – لمن قدر على ذلك - .
النصيحة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - : تكون بتصديقه بما جاء به وأنه رسول الله تعالى إلى الثقلين عامة ( الجن والإنس) وأنه خاتم الأنبياء فلا نبي بعده ، وباتـِّباعه فيما أَمَرَ بِهِ ونَهى عنهُ , وبمحبته وتعظيمِ حقـِّه وتوقيرِه واحترامِه حيَّا وميِّتا ، وبمعرفة سنته النبوية والعمل بها ونشرها والدُّعاءِ إليها والذبِّ عنها .
النصيحة لأئمة المسلمين : تكون بإعانتهم على الحق , وطاعتِهم فيه , وبالصلاة خلفهم , وبامتثال أمرهم (ما لم يأمروا بمعصية) , وباجتناب نهيهم (ما لم ينهوا عن طاعة) , وبالوفاء بعهدهم وعـــدم
الخروج عليهــــم حتى وإن ظهر منهم بعض تقصير (ما لم يصل الأمر إلى كفر بواح), وبالجهاد معهم والقيام في وجه من نقض عهدهم وخرج عليهم .
وإذا أريد بأئمة المسلمين العلماء : فتكون نصيحتهم بقبول أقوالِهم , وبالاقتداء بهم , وبتعظيم حقهم وحفظ فضلهم .
النصيحة لعامة المسلمين : تكون بتعليمهم ما جهلوه ، وبإرشادهم إلى مصالحهم في دنياهم وأخراهم ، وبأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وبرحمة صغيرهم وتوقير كبيرهم وكف الأذى عنهم , ونحو ذلك .

# فوائد :
هذا الحديث حديث جليل ؛ ولمَّا عدَّه بعض العلماء في الأحاديث الأربعة التي تدور عليها قواعد الإسلام ؛ قال الإمام النوويُ – رحمه الله – (في شرحه لصحيح مسلم ) : ليس الأمر كما قالوه ؛ بل عليه مدار الإسلام .[ والأحاديث الأربعة تقدم ذكرها في المحاضرة الحادية عشرة – في الشريحتين :10 – 11] .
النصيحة مفيدة للمنصوح ؛ بجلبها الخير له بتوجيه الناصحين , وهي مفيدة للناصح ؛ بجلبها الأجر والثواب له ؛ فالدال على الخيــــر كفاعله .
النصيحة فرض كفاية ؛ يُجْزىءُ فيها من قام بها وتسقط عن الباقين
النصيحة لازمة على قدر الطاقة البشرية ؛ إذا علم الناصح أنه يُقْبلُ نُصحُهُ ويطاعُ أمرُهُ ، وأمِنَ على نفسه المكروه ؛ فإن خشيَ أذىً فهو في حِلٍّ وسَعَةٍ , والله تعالى أعلم .
قال الفُضَيلُ بنُ عياض – رحمه الله تعالى – مبينا فضل النصيحة : ” ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام ، وإنما أدركوا عندنا بسخاء النفس , وسلامة الصدر ، والنصحِ للأُمَّة ” .

 
قديم 2013- 4- 8   #42
خمائل الورد
مشرفة كليةالاداب - الدراسات الاسلامية سابقآ
 
الصورة الرمزية خمائل الورد
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 72948
تاريخ التسجيل: Fri Feb 2011
المشاركات: 6,761
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 273729
مؤشر المستوى: 394
خمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: الدراسات الاسلاميه
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
خمائل الورد غير متواجد حالياً
رد: هام جدا لمقرر الحديث2



المحاضرة الرابعة عشر
الباب السادس من كتاب الجامع
باب (الذكر والدعاء)
يشتمل على 30 حديثا
دراسة لحديثين من الباب السادس
باب الذكر والدعاء
الذكر: مصدر ذكر وهو ما يجري على اللسان والقلب، والمراد به ذكر الله "والدعاء": مصدر دعا وهو الطلب، ويطلق على الحث على فعل الشيء، نحو دعوت فلاناً استعنته. ويقال: دعوت فلاناً سألته. ويطلق على العبادة وغيرها.
واعلم أن الدعاء ذكر الله وزيادة؛ فكل حديث في فضل الذكر يصدق عليه، وقد أمر الله تعالى عباده بدعائه فقال: {ادعوني استجب لكم} أخبرهم بأنه قريب يجيب دعاءهم فقال: {وإذ سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
[1] الحديث الأول
(ح3/ 1455 ، ص 294 – 296 )
عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: { ما جلس قومٌ مجلساً يذكُرونَ اللهَ إلا حفَّتهُم الملائكةُ ، وغشيتهمُ الرحمةُ ، وذكرهمُ الله فيمن عِندَهُ } أخرجه مسلم.
الصحابي الراوي للحديث : هو أبو هريرة – رضي الله عنه – .
المحدث الذي أخرج الحديث : هو الإمام مسلم – رحمه الله تعالى-.
معاني أهمِ مفردات الحديث :
= يذكرون الله : الذكرُ: مصدرُ ذَكَرَ ؛ وهو ما يجري على اللسان والقلـب ؛ والمراد بـه ذكـرُ اللـه سبحانـه بالتسبيـحِ والتحميـدِ والتهليـلِ
والتكبيرِ , وتلاوةِ القرآن الكريم , ونحوِ ذلك . والذكرُ حقيقة في ذكرِ اللسان , ويُؤجَرُ عليه الذاكر ؛ فإن انضافَ إلى الذكرِ باللسانِ الذكرُ بالقلبِ فهو أكمَلُ ؛ ولذلك فإنّ الذكرَ على ثلاثِ درجات :
الأولى : ذكرٌ يتواطأُ عليه القلب واللسان ؛ وهو أعلاها وأفضلها .
الثانيـة : ذكر بالقلب وحده .
الثالثة : ذكرٌ باللسان وحده .
حفتهم الملائكة :أي : أحاطت بهم واستدارت عليهم .
غشيتهم الرحمة : أي : غطتهم الرحمة .
بعض ما يؤخذ من الحديث :
فضيلة الاجتماع على الذكر .
فضيلة مجالس الذكر والذاكرين ؛ ومن هذه الفضائل :
1. أن الملائكة تحضرها بعد التماسِهم لها ؛ ويؤيد هذا ما أخرجه البخاري في صحيحه :{ إن لله ملائكةً يطوفون في الطرقِ يلتمسون أهل الذكرِ؛ فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادَوْا هَلمّوا إلى حاجتِكُم , قال : فيحفُّونهم بأجنحتهم إلى السماءِ الدُّنْيا } الحديث .
2. أنها سببٌ في نزول رحمة الله تعالى على الذاكرين
3. أنها سببٌ في ذكر الله تعالى لعباده الذاكرين ؛ كما قال تعالى : { فاذكُروني أذكُرْكُمْ } - البقرة:152 - .
فوائد : * دلَّ القرآن الكريم على فضل الذكر ؛ فمن ذلك : الآية السابقة , وقوله تعالى : { وَلَذِكْرُ الله ِ أكْبَرُ } - العنكبوت : 45 - .
للشارح رحمه الله تعالى كلام جميل في بيان فضـــل الذكر ؛ أورده في ( سبل السلام : مج4 ج8 ص 296 ) فَليُراجَع هناك .
وهذه هي الجزئية التي أشار لها الدكتور في الكتاب
((وورد في الحديث ما يدل على أن الذكر أفضل الأعمال جميعها وهو ما أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعاً "ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتضربواأعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى قال: "ذكر الله".
ولا تعارضه أحاديث فضل الجهاد وأنه أفضل من الذكر، لأن المراد بالذكر الأفضل من الجهاد ذكر اللسان والقلب والتفكر في المعنى واستحضار عظمة الله، فهذا أفضل من الجهاد، والجهاد أفضل من الذكر باللسان فقط.وقال ابن العربي: إنه ما من عمل صالح إلا والذكر مشترط في تصحيحه فمن لم يذكر الله عند صدقته أو صيامه فليس عمله كاملاً، فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية، ويشير إليه حديث "نية المؤمن خير من عمله".))
للذكرِ فوائد جليلة ! وهي كثيرة جدا ؛ منها :
أنه يرضي الرحمن ويطرد الشيطان !
أنه يُزيل عن القلب الهم والغم ويَجلب له الفرح والسرور !
أنه أيسر العبادات من حيث الجهد ومن أفضلها من حيث الأجر !
أنه يُقَوي بدن الذاكر ؛ فينجز معه ما لا ينجزه بدونه !وقد علم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ابنته فاطمة وزوجها علياً التسبيح والتحميد والتكبير ( كلَّ واحد منها ثلاثا وثلاثين مرة) لمَّا شكت إليه ما تلقى من مشقة الطحن , والسقي , والخدمة المنزلية ، وقال : { إنه خيرٌ لكما من خادم } .
[2] الحديث الثاني
(ح18/ 1470 ، ص 311- 314)
عن شدّاد بنِ أوْسٍ – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : { سيدُ الاستغفارِ أن يقولَ العبدُ : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدُكَ ، وأنا على عهدِكَ ووعدكَ ما استطعت ُ ، أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لك بنعمتك علي ، وأبوءُ بذنبي فاغفر لي , فإنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنتَ } أخرجه البخاري .
وتمام الحديث : { من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يُمسيَ فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يُصبحَ فهو من أهل الجنة } .
# الصحابي الراوي للحديث : هو شدّاد بنُ أوْسٍ – رضي الله عنه
معاني أهمِ مفردات الحديث :
= سيِّدُ الاستغفار : السيد هو في الأصل الرئيس الذي يُقْصَدُ إليه في الحوائج ، ويُرْجَعُ إليه في الأمور ؛ ولمَّا كان هذا الدعاء جامعا لمعاني التوبة استُعيرَ له اسم السيد ؛ ففيه الإقرار لله تعالى بالربوبية والألوهية .. .
= وأنا عبدك : جملةٌ مؤكدةٌ لقوله { أنت ربي } , ويحتملُ أنها بمعنى : وأنا عابدك .
= وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت : أي : وأنا على ما عاهدتــُك
عليه وواعدتُكَ من الإيمان بك , وإخلاص الطاعة لك بقدر استطاعتي ، ومتمسكٌ به.
وقيل إن المراد بالعهد : العهد الذي أخذه الله على عباده حيث أخرجهم أمثال الذَرِّ , وأشهدهم على أنفسهم : { ألست بربِّكم } ؛ فأقرّوا له بالربوبية , وأذعنوا له بالوحدانية .
= أعوذ بك : أي : أعتصم بك وألتجىءُ إليك .
= أبوءُ لك بنعمتك علي : أي: أعترف بها وأُقِرُّ .
= وأبوءُ بذنبي : أي أعترف به وأقر .
بعض ما يؤخذ من الحديث :
جمع هذا الدعاء العظيم من معاني التوبة والتذلل لله سبحانه ما ليس في غيره من أحاديث التوبة والاستغفار ؛ ولذلك سماه النبي – صلى الله عليه وسلم – سيد الاستغفار .
اشتمل هذا الحديث على إقرار العبد المؤمن بعدة أمور ؛ منها :
1. الإقرار بالربوبية لله تعالى ؛ { اللهم أنت ربي } .
2. الإقرار بالتوحيد لله تعالى ؛ { لا إله إلا أنت } .
3. الإقرار بان الله تعالى هو الخالق ؛ { خلقتني } .
4. الإقرار بالعبودية لله تعالى ؛ { وأنا عبدك } .
5. الإقرار بالالتزام بالوفاء بالعهد الذي أخذه الله تعالى على عباده بقوله تعالى : { وإذ أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهم ذريَتَهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } - الأعراف : 172– ؛ { وأنا على عهدك ووعدك } .
6. الإقرار بالعجز والقصور عن الوفاء بالعهد , وعن القيام بالواجب من حقِّه تعالى ؛ { ما استطعت } .
7. يؤخذ من قوله : { أعوذ بك من شر ما صنعتُ } : الاستعاذة بالله تعالى من شر السيئات ؛ نحو: ما ورد في حديث خطبة الحاجة : { نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا } .
8. يؤخذ من قوله : { أبوءُ لك بنعمتك علي } : الاعتراف بنعمته تعالى على عباده والإقرار بها مع عدم تقيـيدها ؛ لتشمل كلَّ النعم .
9. يُؤْخذ من قوله { وأبوء بذنبي فاغفر لي } : الاعتراف بالذنب أولا ثم طلب الغفران ثانيا هو من أحسنِ الخطاب وألطفِ الاستعطاف ؛ وهو منهج أبي البشر آدم - عليه السلام - ؛ قال تعالى :{ربنا ظلمنـا
أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونَنَّ من الخاسرين } – الأعراف : 23 - .
يؤخذ من قوله : { فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت } : حصر الغفران في الله تعالى وحده .
# فوائد :
الدعاء : مصدر دعا ؛ وهو الطلب . ودعوت الله دعاءً : أي: ابتهلت إليه بالسؤال , ورغبت فيما عنده من الخير .
الدعاء نوعان : دعاء عبادة (أو ثناء) , ودعاء مسألة (أو طلب)
للدعاءِ آداب ؛ وهي كثيرة ؛ منها :
1. الإخلاص لله تعالى ؛ عملا بقوله تعالى: { وادعوه مخلصين له الدين } – الأعراف : 29 - .
2. تجنب الحرام ؛ في المأكل والمشرب والملبس وغيرها.
3. الوضوء واستقبال القبلة .
4. الثناء على الله جل جلاله والصلاة على رسوله الأمين – صلى الله عليه وسلم - .
التأدب والخشوع وإظهار المسكنة والخضوع ؛عملا بقوله تعالى:
{ ادْعُوا ربَّكُم تَضَرُّعاً وخُفْيَةً } – الأعراف : 55 - .
6. السؤال بعزم ورغبة مع حضور القلب وحُسْن الرجاءِ .
7. اختيار أوقات الإجابة ، واغتنام الأحوال الشريفة كحالة السجود , ونزول الغيث .
8. الدعاء بلسان الذِّلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والطلاقة .
وأخيرا : عدم استعجال الإجابة ؛ ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة ؛أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : { يُسْتَجابُ لأحدكم ما لم يَعْجَل ؛ يقول : دعَوْتُ فلم يُسْتَجَبْ لي } .
إذا كان من المستحب للمؤمن الدعاء ؛ عملا بقوله تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } – غافر : 60 – فإنَّ من المستحب له أيضا اختيار أوقات إجابة الدعاء ؛ والتي منها :
1. ليلة الجمعة , ويومها , وساعتها .
2. شهر رمضان ، وليلة القدر .
3. يوم عرفة .
4. عند النداء بالصلاة , وبين الأذان والإقامة .
5. جوف الليل , ودُبُرَ الصلوات المكتوبات .
6. قال الإمام ابن القيم – رحمه الله - :“ الدعاءُ من أقوى الأسباب في دفع المكروه , وحصول المطلوب ، وهو عدو البلاء ؛ يُدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ، ويرفعه إذا نزل ، أو يخففه إذا نزل ؛ وهو سلاح المؤمن .. ولكن .. الدعاء قد يتخلف أثره عن الداعي : إما لضعفه في نفسه ، بأن يكون الدعاء لا يحبه الله ؛ لما فيه من العدوان ، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وقت الدعاء , وإما لحصول مانع من الإجابة ؛ من أكل الحرام ، ورين الذنوب على القلوب , واستيلاء الغفلة والشَّهوة ” .
قال الشارح - رحمه الله تعالى – ” واعلم أنه قد ورد من حديث أبي سعيد عند أحمد مرفوعا : إنه لا يضيع الدعاء بل لابد من إحدى خلال ثلاث :
1. إما أن يعجل الله له دعوته .
2. وإما أن يدَّخِرها له في الآخرة .
3. وإما أن يصرف عنه من السوء مثلـَها . ”
أسأل الله تعالى لنا جميعا قبول الدعاء وإصلاح الأعمال .



تمت بحمد الله
دعواتكم
 
قديم 2013- 4- 24   #43
روضه الجنان
أكـاديـمـي ذهـبـي
 
الصورة الرمزية روضه الجنان
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 71379
تاريخ التسجيل: Fri Feb 2011
العمر: 37
المشاركات: 799
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 1543
مؤشر المستوى: 63
روضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud ofروضه الجنان has much to be proud of
بيانات الطالب:
الكلية: جامعهـ الملكـ فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: دراسات إسلاميه
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
روضه الجنان غير متواجد حالياً
رد: هام جدا لمقرر الحديث2

جزاكـ الله خير
وجعله ف ميزان حسناتكــ
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيفية كتابة الوصية الرد على الموضوع حطہمہوگ ياقلبہي ملتقى المواضيع العامة 2 2013- 5- 9 07:04 AM
توضيحات بخصوص مادة فقه السيرة لمن انسحب أو ألغي عليه المقرر الفصل الماضي ..؟؟ احمد..؟؟ اجتماع 3 26 2012- 12- 2 05:07 PM
طريقة تسجيل المواد في البانر بالصور والشرح السااااهر2 قسم المحذوفات و المواضيع المكررة 46 2012- 8- 21 08:16 AM
ثقافة الفشل ساعد وطني ملتقى المواضيع العامة 2 2012- 8- 3 01:50 AM
لا تسعَ إلى النجاح... توقّف عن الفشل و سيأتيك بنفسه اموون الحلوه ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل 6 2012- 5- 29 04:03 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 11:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه