|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
2012- 3- 4 | #21 |
Banned
|
رد: بشائر الفضل الإلهي[يوم القيامة والدار الآخرة]
البشرى السادسة والسبعون بشري من اشتاقت إليهم الجنة
وهى بشرى خاصة لقوم مخصوصين قوم تشتاق لرؤياهم الجنة إذا تجهزت أعدت وهى لفرط شوقها لهم تسعى للقائهم فهل فيكم من سمع بذلك قومٌ إذا وقفوا فى أرض الموقف العظيم سا رعت الجنة بجمالها وقصورها وحورها وحللها إليهم وتقربت منهم وفتحت لهم قصورها واستقبلتهم حورها وتقربت وازدلفت إليهم وفيهم يقول الله{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} قال فى بعضهم صلوات ربي وتسليماته عليه فى تأكيد ذلك المعنى بأمثلة {اشْتَاقَتِ الْجَنَّةُ إِلَى أَرْبَعَةٍ؛ عَلِيَ وَسَلْمَانَ وَأَبِي ذَرَ وَعَمَّارَ بْنِ يَاسِرٍ}[1] وهنا اسوق لكم بشرى خاصة لمن أراد أن يكون ممن تشتاق إليهم الجنان بما فى فى حديث النبى العدنان كاشفاً السر لماذا اشتاقت الجنة إلى أبى ذر إذ روى على فقال كما أورد الْحكيم الترمذي فِي نَوَادِرِ الأُصُولِ{ أَنَّهُ أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَهُ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو ذَرَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: هُوَ أَبُو ذَرَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِينَ اللَّهِ وَتَعْرِفُونَ أَنْتُمْ أَبَا ذَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَق إِنَّ أَبَا ذَرَ أَعْرَفُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ مِنْهُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ وَإِنَّما ذٰلِكَ لِدُعَاءٍ يَدْعُو بِهِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ وَقَدْ تَعَجَّبَتِ المَلاَئِكَةُ مِنْهُ، فَادْعُ بِهِ فَاسْأَلْهُ عَنْ دُعَائِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: يَا أَبَا ذَرَ دُعَاءُ تَدْعُو بِهِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ فِداكَ أَبي وَأُمي مَا سَمِعْتُهُ مِنْ بَشَرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَشَرَةُ أَحْرُفٍ أَلْهَمَني رَبي إِلْهَاماً، وَأَنَا أَدْعُو بِهِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، أَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، فَأُسَبِّحُهُ مَلِيًّا، وَأُهَللُهُ مَلِيًّا، وَأَحْمَدُهُ وَأُكَبرُهُ مَلِيًّا ثُمَّ أَدْعُو بِتِلْكَ عَشْرِ كَلِمَاتٍ: اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ إِيماناً دَائِماً، وَأَسْأَلُكَ قَلْباً خَاشِعاً، وَأَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَأَسْأَلُكَ يَقِيناً صَادِقاً وَأَسْأَلُكَ دِيناً قَيمَاً، وَأَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ مِنْ كُل بَلِيَّةٍ، وَأَسْأَلُكَ تمامَ الْعَافِيَةِ، وَأَسْأَلُكَ دَوَامَ الْعَافِيَةِ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ عَلٰى الْعَافِيَةِ، وَأَسْأَلُكَ الْغِنىٰ عَنِ النَّاسِ، قَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَق نَبِيًّا، لاَ يَدْعُو أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ بِهٰذَا الدُّعَاءِ إِلاَّ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ وَعَدَدِ تُرَابِ الأَرْضِ وَلاَ يَلْقٰى أَحَدٌ مِنْ أَمَّتِكَ وَفِي قَلْبِهِ هٰذَا الدُّعَاءُ إِلاَّ اشْتَاقَتْ لَهُ الْجِنَانُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ المَلَكَانِ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَنَادَتِ المَلاَئِكَةُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ ادْخُلْ أَيَّ بَابٍ شِئْتَ }[2]ومن على شاكلتهم ومن سار على نهجهم ودربهم ومن تخلق بأخلاقهم فإن له نصيب فى أن الجنة هى التى تأتى إليه لتستقبله وتفتح له أبوابها لأنه خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب فيكون المؤمنون فى رعاية الله فى رحاب جنة الله لا يحسون يوم القيامة لا بعناء ولا بشقاء بل لا يحسون يوم القيامة بطول الموقف مع أن الله يقول فى شأنه} {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } هذه الخمسون ألف سنة يقول فيهن أهل العلم بالله تعالى{وَيَخِفُّ عَلَى الصَّالِحِينَ حَتَّى يَكُونَ كَصَلاةِ رَكْعَتَيْنِ}[3] لما يجدونه من عناية الله ورعايته ومن خصوصية الله لهم لأنهم فى الدنيا أقاموا الصلاة وأتموا الفرائض وحفظوا الجوارح من المعاصى واستعدوا ليومهم كما أمر الله بالتقوى وهى خير زاد ليوم المعاد ولذا قال أحدهم فى تلك البشرى فى أمر تقى صالح رحل عن دنياهم فشيعوه إلى مثواه الأخير فكان نعشه كأنه يجرى للقاء ربه الكريم : ودعته لرحيمٍ رَحمةُ الرَّبِّ الكريمِ فأغذَّ السيرَ سبْقاً فأُجْهِدِ منا الحليمِ ومضى وهو كريمٌ عندَهُ فضل عميمِ فمن اشْتاقَتْ لـه الفردوس أم دارٍ النّعيمِ وعد ربى فى القران قد أزلفت للمستقيم أو أوَّاب حفيظ تعتنقهم فى حميمِ البشرى السابعة والسبعون بشرى الفرح بفضل الله وبرحمته وهى بشرى الهنا والسعادة والسرور إذ وعد الله اهل الإيمان أنهم إنما يدخلون الجنة برحمته لا بأعمالهم فيجبر كسورهم ويمحو عثراتهم ويهدى من روعهم فالفضل منه وله هو الذى أعانهم وهو الذى يقبلهم ويقيلهم ولذا فأينما تولى يامسلم تجد فضل الله ورحمة الله وعطف حبيبه ورسوله فأُبشِّروا إخوانى المسلمين والمؤمنين أجمعين بما أعدَّه الله لنا فى الدار الآخرة بل وإن الفرح بهذا الفضل وتلك المنة ليس ترفا أو نسيانا للآخرة وأن المؤمن يجب أن يكون تعيسا أو مكشِّراً وحزينا ولا كاسف البال وخائف وجل لأنه أمر إلهى لنا أن افرحوا واسعدوا بفضلى عليكم {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } كثير من الناس مشغولٌ بالعبادات والطاعات ويظن أنه يبلغ بها أعلى الدرجات وأرفع المنازل فى الجنات وأصحاب رسول الله كانوا كذلك فى البداية ولما وجدهم النبى مشغولين بالطاعات والعبادات والنوافل وظنوا أنها هى التى تدخلهم الجنة وتنيلهم المنازل العالية فى الجنة، قال لهم{مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟قَالَ: وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ}[4] وفى رواية {إلاَّ أن يتغمدنى الله برحمةٍ منه وفضل} معنى هذا أننا عندما ننظر إلى ما نعمله من عمل إذا جرَّدناه من معونة الله وتوفيقه ماذا يبقى لنا منه؟ فإذا صلينا فمَنْ الذى حرَّك الأعضاء؟ وألهم العقل وحرَّك اللسان بالذكر والقرآن؟ ومَنْ الذى ذكرنا بموعد الصلاة، وجعله الواحد يستعد وغيره جالس يلهو ويهتم ولا يلبى فجسمه لا يلين ولا يقدريتحرك إلى بيت الله مَنْ الذى أعاننا على ذلك كله؟ ربُّ العالمين إذاً عندما ينظر المرء إلى الطاعة لا يفرح بالطاعة إلاَّ إذا نظر أولاً إلى مَنْ الذى وفَّقه لهذه الطاعة حتى يشكر الله على التوفيق لهذه الطاعة هل يستطيع أَحَدٌ - من الذى يستطيع أن يشكر الله على نعم الله وتوفيق الله جلَّ فى علاه؟ من أجل ذلك وجَّه الله نظرنا بأن نفرح أولاً بفضل الله وبرحمة الله وأول فضلٍ تفضَّل علينا به الله مَنْ مِنَّا شقَّ قلبه وكتب فيه الإيمان؟ هل هناك أحد اختار لنفسه الإيمان؟ من أين هذا الإيمان؟ قال تعالى فى {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} مَنْ منا يا إخوانى كتب فى قلبه لا إله إلاَّ الله مُحَمَّدٌ رسول الله؟ نسأل القرآن{أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}أعطانا الرُّوحَ التى علقتنا بالمساجد فنريد الصلاة ونحب القرآن، ونريد أن نحج ونود زيارة النَّبىِّ ونريد أن نتفقه فى الدين فالأمر كلُّه فضل الله، وتوفيقه ورحمته، ولذا قال أحد الصالحين فى سر فضل الله تعالى: المنعم اللـه والمعطي هو اللـه والمخلصون لـه نالوا جميل رضاه كم أنعم اللـه من فضل ومن هبة وكم أرى مخلصاً من نور معناه لا تعجبن ففضل اللـه ذو سعة وهو القريب يراه من تولاه الشيخ في هرم والطفل في صغر بالفضل يدركه والفاعل اللـه لا بالعزيمة يعطي الفضل من أحدٍ الفضل بالفضل والمولى هو اللـه كم من صغير سما بالفضل منزلة حتى رقى للعلي والمنعم اللـه قد جل عن علل بل جل عن نسَبٍ يعطي بفضل عطاياه وجدواه والنور لا يخفى والأسرار قد وضحت والشوق برهانه والود مبداه لولا شهود جمال الحق ما عشقت تلك القلوب تجليه ومعناه لولا عنايته بالمخلصين لـه ما هيموا وتحلوا منه بحلاه هذا هو الفضل فضل اللـه يمنحه بالفضل أهل الصفا والواهب اللـه البشرى الثامنة و السبعون بشرى الحفظ من عذاب الخزى وهى بشرى خاصة للأمة المحمدية كيف ذلك؟ نحن أمة الحبيب المصطفى خصنا الله بإكرامات وإتحافات خاصة ليست لسوانا وقد خصنا الله بهذا الفضل والإكرام من أجل رسول الله فنحن أمة الحبيب {نحنُ الأولونَ والآخرونَ السابقونَ يومَ القيامةِ }[5] آخر الناس فى الدنيا ولكننا أولهم فى الحساب فلا نمكث فى الحساب طويلاً وهذا لمن يذهب للحساب وهم قلَّة قليلة ولذلك ورد فى الأثر أن رسول الله سأل ربه:أن ياربى لِمَ جعلت أمتى آخر الأمم؟قال:حتى لا يطول مكثهم فى القبور، وحتى يطلعوا على مساوىء الأمم ولا يطلع على مساوئهم أَحَدٌ غيرى عرفنا ما عمله قوم نوح وبنو إسرائيل وقوم لوط وغيرهم أما نحن فمن الذى سيعرف ما عملناه؟ لا أحد إلاَّ الصبور سبحانه متى نحاسب؟ الأول قبل جميع الأمم مَنْ أول مَنْ يدخل الجنة؟ نحن لأن الله خصَّنا بفضله وبرحمته وقال لنا افرحوا بفضل الله وبرحمته يأتى فى الحساب – كل السابقين بما فيهم الأنبياء والمرسلون يخشون من أن يحاسبوا حساباً عاماً أمام الأنام وهذه فضيحة اسمها الخزى حفظنا الله جميعاً منها ولخطير شأنها وشديد هولها كان سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء بنفسه يدعو ربه ليل نهار ويقول {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} ويدعو لمن؟ لنفسه فقط لم يجمع معه أولاده وهم أنبياء ولا أمته ولا زوجه ولا أحد{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ولكن الله جمعنا نحن أمة رسول الله وقال أن هؤلاء من أجل النَّبىِّ من غير أن يطلبوا ولا أن يسألوا - ليس لهم شأن بالخزى والفضيحة [يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ] ليس النَّبىُّ بمفرده وإنما النبى وكل المؤمنين الذين معه فيابشرانا ويا سعدنا ويا هنانا بالحفظ من الخزى على رؤوس الأشهاد وإنما يحاسب الله أحدنا – إذا كان عليه حساب - فيدلى عليه جلابيب ستره وكما أخبر الحبيب { يُدْنَى الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ. فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ. فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ قَالَ:فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّهِ}[6]لا يطلع أى أحدٍ على عمله حتى لا يُخزى ولا يفتضح أمره فمن يكون هذا ؟ هذا هو المؤمن التواب وحضرة النبى قال فيه{ كلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاء، وَخيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ}[7] ولم يقل التائب ولو قالها لكانت توبةٌ مرّةً واحدة ولكن توابون فكل مايقع فى الذنب أو أخطأ يتوب فهؤلاء من لا يخزيهم الله ويجعلهم مجموعين عند حبيبه ومصطفاه فله الحمد والمنة وياهناء من سعدوا ففازوا بالحفظ من خزى يوم لقاء الله وقال أحدهم فى طلب النجاة من الخزى يوم البعث ومقارنا منة الله تعالى على النبى وأمته بلا إبتداء طلب منه كما جاء فى سورة التحريم مع ما قاله سيدنا إبراهيم الذى وفى من الشروط التى وضعها لمن يفوز بالحفظ من عذاب الخزى فقال: لا تفز في العرض أبداً بالمراء لايجوز المرء إن عدم الرجاء احذر الخزى إن رمت إحتباء يوم هتك الستر أو رفع الغطاء عند بعث الخلق فى أرض عراء أكبر البلوى إفتضاح الأخفياء قد تمنى الرسل حفظاً من بلاء إذ يخاف الخزى جدُّ الأنبياء لا يفيد مالٌ أو وليدٌ أو فداء إلا قلبا قد حوى سر الصفاء هذا قاله الخليلُ أبو الوفاء أما فى "التحريم" فالبشرى عطاء أخبر الله النبى بلا إبتداء يوم لا يخزى الحبيب وأتقياء من آمنوا بالحق معه فى احتماء ذاك فضل الله فزتم بالهناء [1]ابن عساكر عن حذيفة [2] جامع المسانيد والمراسيل عن عَلي بن أَبي طالِبٍ رضِي اللَّهُ عنْه [3] الفواكة الدواني شرح رسالة القيرواني وإعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين [4] رواه الطبراني عن أسامة بن شريك. [5] عن أبى هريرةَ رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق، سنن الكبرى للبيهقي [6] صحيح مسلم عن ابن عمر [7] سنن الترمذي عن أنس. |
2012- 3- 5 | #22 |
Banned
|
رد: بشائر الفضل الإلهي[يوم القيامة والدار الآخرة]
البشرى التاسعة و السبعون بشرى ترضية العباد يوم التناد
وهى بشرى خاصة لقوم مخصوصين ونريد منكم أن تفتحوا آذان قلوبكم لتلك البشرى لدقة معانيها فإن الحياة تأخذ بنا يميناً ويساراً وقد قدَّمنا تفريطاً بقصد أو عن غير قصد فى حقوق أحد فإذا تنبهنا وتبنا لا تكمل التوبة إلا برد الحقوق إلى أهلها فمن الناس من يكرمه الله بذلك ومنهم من يتعذر عليه هذا لإنقطاع السبيل أو الوسيلة أو أمر خارج عن الإرادة مع بذل كلَّ ما فى الوسع والطاقة لرد الحق إلى أهله وهذه مسألة لا يدرك صدقها إلا الله فلا يستطيع أحد أن يقول قد حاولت جهدى والله يعلم غير ذلك منه فليس مثل هذا من أهل تلك البشرى إذ قال لنا قائلٌ منتبه: سمعنا في حديث رسول الله أن هناك بعض الناس سوف يتحمل الله عنهم نعم اسمعوا لرسول الله {يَأَتِي الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ هَذَا ظَلَمَنِي، فَخُذْ لِي ظُلاَمَتِي، فَيُمَثِّلُ اللَّهُ لَهُ فَوْقَ رَأْسِهِ قَصْراً، فِيهِ مِنْ خَيْرِ الآخِرَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: ٱرْفَعْ رَأْسَكَ، فَيَرىٰ فِيهِ مَا لَمْ تَرَ عَيْنَاهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! لِمَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: ٱعْلَمْ هَذَا لِمَنْ عَفَا عَنْ أَخِيهِ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ }[1] نعم ستحدث تلك البشرى العظيمة وتتحقق لكن لمن؟ لمن حاول أن يذهب إلى أخيه – فى الدنيا – يرغب مصالحته ولكن كما يحدث فى هذا الزمان فيصرُّ أحدنا على ما فى نفسه وهو يعلم أنه أذنب فى حق أخيه ويقول: لن أتصالح معه أبداً فالمفروض أن يذهب إليه أو أرسل إليه - وإن كنت صاحب الحق لقوله النبى{ وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدأُ بِالسَّلاَمِ }[2] قال فيه النَّبىُّ { وَمَنْ أَتاهُ أَخوهُ مُتَنَصِّلاً - معتذراً - فَلْيَقْبَلْ ذٰلِكَ مِنْهُ مُحِقّاً كانَ أَوْ مُبْطِلاً، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَمْ يَرِدْ علَيَّ الْحَوْضَ }[3] وقوله { اقبلوا من التنصل محقاً كان أم مبطلاً، فمنن لم يقبل من متنصل عذره فلا نالته شفاعتي، أو قال فلا ورد على حوضي}[4] إقبل من المتنصل عذره وإن كان كاذباً إذاً فى الدنيا ليقبل أخوك أيضا تنصلك عنده لو أخطأت وأذنبت فى حقه وكنت مبطلاً فمن لم يقبل معذرة أخيه فلا شأن له بحوض رسول الله معنى هذا أن رسول الله غير راضٍ عنه فلا يذهب إليه ليشفع له ولا يستطيع هذا الإنسان أن يشرب من الحوض فمن يذهب إلى أخيه - بِهَذِهِ الكَيْفِيَّة - لكن أخوه يُصِرُّ على ما فى نفسه ويأبى الصلح - الحقُّ تبارك وتعالى يقول له: قد فعلت ما فى وسعك وأنا اليوم أرضِّيه فيرضيه الله يوم القيامة فيكون من أهل تلك البشرى العظيمة لكن الذي يُصِّرُ ويقول: لن أذهب إليه ولو فعل كذا وكذا، وربنا سيرضيه عنى يوم القيامة هذا لا ليس له نصيب فى تلك البشرى وقد أوضحناها بما فيه الكفاية حتى لا يتكاسل أحد ولا يتهاون أحد فى حقوق الخلق ويا سعد من حفظ نفسه من حقوقهم فلم يلغ فيها أبداً ونهاية أكرر وأقول لا بد أن نبذل كل المجهود الصادق لكى نخرج من الدنيا وليس علينا حقوقاً لأحد أبدا واسمع للشاعر الحكيم أحمد تقى الدين فى قصيدة من الحكمة يحكي فيها قصة رائعة جداً عن أخوين أحدهما حكم فأكل الحقوق وظلم العباد وفجر والآخر قُهِرَ وكُسِرَ! ثم تحرَّك وقام يطلب حقه فأعانه الله وجبر ضعفه فانتصر وفيها عبر وحكم: حلية النفس بِرُّها فإذا ما عطلت أشبهت يباباً قفرا ربِّ هَبنيَ خُلقاً ابر به الخَلق ولا تُعطيني ذكاء وتِبرا ما افتخاري إذا أَسأْت فِعالاً واجدت المقال نظماً ونثرا فاسمعوا قصة بها عِبر الدهر وذكِّر فقد تُفيد الذِكرى وصغيرين قد خلقنا فاعطينا لـهذا كوخاً وذلك قصرا وجعلنا من ذاك عبداً لـهذا وهو حرّ والأُم أَلقته حرّا قسمةٌ للحظوظ استغفر القسّام ضِئزى لعلَّ في الأمر سرَّا شبَّ هذا الصغير في قصر مَلْكٍ فأَتته رغائب العيش أَسرى وجده أَبوه طفلاً فأَضحى مَلِكاً لا يعي من الأمر أمرا حسبَ العرشَ مِلكَهُ فتعامى عن حقوق العباد عُسفاً ونُكرا ودعا ظلمُهُ الرعيةَ للثورة فاجتاح قصره المشمخرا فهوى العرشُ العروش إذا لم تتحصن بالعدل لن تستقِرا ونشأ ذلك الفقير بمهد البؤس وهو البريء لم يأت وِزرا ورث الفقر عن أَبيه وهل تحمل نفسٌ بريئةٌ وزر أُخرى فشكا والأنام صُمٌّ وهل تسمع ذكر الفقير أُذنٌ وَقرى كن إنِ اسطعت في الحياة قوياً فتجيءَ الحقوقُ نحوك قَسرا وتولّى الردى أَباه وخلاَّه يتيماً يذوق صاباً ومُرّا بين أترابه تراه ذليلاً فاقداً للذي يشدّ الأَزرا ويرى المتخمينَ من جيرة الحيِّ فيشكو طوىً ويشبَع قهرا وأَتى أُمَّه من الـهمِّ يبكي فحبته عطفاً حباه بِشرا ثم قالت لا تبك فاللّه خيرُ حافظاً والشقاءُ لن يستمرَّا إن هذي الحياة حرب فخذ عدّتها الصدقَ والـهدى والصبرا والمعالي حسناءُ فاخطب وَلاها واعطها من فضائل النفس مَهرا فالغنى يا بنيَّ في النفس والفقرُ من المال وحده ليس فقرا فإذا ما أحرزتَ علماً وتهذيباً دعتك الدنيا حبيباً وصِهرا وإذا ما كسلتَ بتّ يتيماً تشتكي والزمان يشكوك غِرَّا فمشى في الحياة جنديَّها الواهبَ للمجد قلبَه والصَّدرا ذاكراً نُصحَ أُمه وإذا الأُمّ ارتقت أَرضعت بنيها الكِبرا والتظت ثورةٌ بها حائطُ المُلك تداعى والشعبُ حاز النصرا فرأينا هذا الفقير مَليكاً أَترى الكوخَ كيف ساد القصرا إنما الفقر في النفوس فإن هانت أَضاعت إرثاً وأَلفت خُسرا والرسولُ العظيمُ كان يتيماً ملأ الكون بالـهِداية فخرا عِبَرٌ كلـها الحياة ولكن أَين من يفتح الكتاب ويقرا البشرى الثمانون بشرى الختام والسلامة والوئام والآن وصلنا إلى خاتمة البشريات وكنت فى الحقيقة أحبُّ أن أجعلها أول البشريات لأنها فى ترتيب الدين قد تكون من أول البشريات لأنها أول ما تقابل من يدخل رحاب الإسلام! وأول ما كان النبى علم أصحابه ولكن آثرت أن أجعلها الخاتمة حتى لا ننساها هذه الأيام فأنا أرى هذه البشرى من أهم البشريات التى يحتاجها مجتمعنا فى يومنا وما سيتأتى من السنين والأعوام فقد إنتشرت الفرق والطوائف بين بنى الإسلام والكثير منها يقول أنا من فى النور و الباقون فى الظلام وياليتهم وقفوا عند القول بل أتبع ذلك بعضهم بالفعل وخرج من استحل الدم والعرض ونصب نفسه قاضياً ومنفذاً فأشاعوا الخوف والشحناء والفرقة والبغضاء وشوهوا صورة الدين السمحاء لا حول ولا قوة إلا بالله كيف هذا كيف يدعى مسلم أن له الحق أن يؤذى مسلماً آخر أو حتى غير مسلم من أبناء مجتمعه لأنه لا يوافقه الرأى؟ أو يختلف معه فى القضية! كيف يستبيح مسلم مالاً أو دماً أو عرضاً أويروع أحداً كيف والبشرى التى أريد أن أضعها أمام أعينكم وسأقول لكم لم أسميها بالبشرى هى قول الحبيب المصطفى الذى جمع كل أجناس البشر فى نسيج متجانس متكامل فقال{ كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ ، مَالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُهُ، حَسْبُ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ }[5] فالبشرى أن المسلم قد أمن تماماً على نفسه فى مجتمع المسلمين أمن على ماله ودمه وعرضه أمن ليس من الإعتداء السافر وفقط بل أمن حتى من أبسط وأقل وأتفه مظاهر التعدى أمن من الهمز أو اللمز أو الغمز[6] أمن من أى مظهر من الإحتقار بالفعل أو الإشارة أو القول أمن من الترويع الفعلى أو القولى أو الهزلى أمن من حتى أن يشير إليه أحدٌ بحديدة أو بخشبة عوضاً عن سلاح معروف أمن من كل ما يؤذيه أو يضره فى كلِّ ما يخصه من نفسه وعرضه وأهله وماله أو فى ممتلكات المجتمع العامة التى ينتفع بها الجميع من ماء وهواء وظل وشجر وبحر وأرض وحيوان فضلاً عن ممتلكات الأفراد الخاصة أمن سواء كان الفاعل أو المتعدى متعمداً أو ساهياً أو هازلاً بقصد أو عن غير قصد أمن ألا يمسَّ مطلقاً إلا بحق الله الذى أحقته الشريعة البشرى أن المسلمون آمنون بحكم الله وبدستور دين الله آمنون جميعاً فى بيوتهم ومحالهم فى قراهم ومدنهم فى ليلهم ونارهم فمن يحميهم إذاً؟ يحميهم كل المسلمون بلا استثناء لأن كل مسلم حارس على دينه فلا يلزمه تكليفٌ شخصى بعد تكليف سيد الرسل والأنبياء من يريد بشرى فوق هذه فإننا بانتسابنا لدين الله صرنا فى حصون الحفظ المنيعة و التى لا يستطيع أحد أن يدخل إلينا فيها ليؤذينا لأننا محميون بكل الناس حولنا هذا بالطبع فضلاً عمن أوكل لهم المجتمع تلك الوظيفة العملية من قوات أمنية وكل من يقول لا إله إلا الله بنص الحديث الذى كلكم يحفظه عن ظهر غيب فقد عصموا أنفسهم وأموالهم إلابحقها وكلكم يعرف أن سيدنا أسامة لما قتل المشرك الذى صاح "لا إله إلا الله" لما اندفع إليه أسامة ليقتله صرخ بها صائحاً ليقى نفسه بالكلمة إلا أن أسامة لم يصدقه فقتله فظلَّ النبى يعاتبه دهراُ طويلاً: أقتلت رجلاً بعد أن قال لا إله إلا الله! وكان أسامة يقول: ولقد تمنيت أنى لو لم أسلم قبلها فكل مجتمع الإسلام محفوظ بقانون ودستور وشريعة الدين ومحمىٌ بالجنود وهم كل المسلمين ومحفوظ أيضاً من أن الله لا يعطى القضاء على الناس أو الحكم فيهم إلا لمن ولوه عليهم و لا يحق لأحد أن يولى نفسه قاضياً بأى حال أو زمن كان هذه هى البشرى فلنفرح ولنسعد فكلنا حارس محروس وحافظ محفوظ ولا يحق لأحد حتى ولو أن ينتقص حقك بإحتقار! فى معاملة أو فعل بل ولا يحق لأحد أن يظنَّ شراً أو سوءاً فى أحد فقد قال النبى وهو يطوف حول الكعبة يعظمها ويقدمها{ لا إله إلاّ الله، ما أَطْيَبَكِ وأَطْيَبَ رِيحَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، والمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنْكِ، إنَّ الله تعالى جَعَلَكِ حَرَاماً، وحَرَّمَ مِنَ المُؤْمِنِ مَالَهُ ودَمَهُ وعِرْضَهُ، وأَنْ نَظُنَّ بِهِ ظَنّاً سَيِّئاً }[7] فحرمة المؤمن فوق حرمة الكعبة! وفوق حرمة الحجر وفوق حرمة الملائكة بنصوص الأحاديث وكل المسلم حرامٌ حرامٌ حرامٌ على المسلم حتى لا يحلَّ الظن السوء به إلا أن يكون فى شأن مباح للحيطة أو الحذر مع شواهد من عقل أو فهم وأختم البشرى بشيئين: الأول أن المسلم يحرم عليه المسلم كله ومعه يحرم أيضاً كل من دخل بلاد المسلمين فأقام بينهم أو مرَّ بهم أو من عاش فى وسطهم من ملَّة غيرهم أو عاهدهم أو ذهب هو لبلادهم وأقام بينهم أو مرَّ من عندهم فالمسلم لا يستبيح أنفساً لم تعتد ولم تفسد فلا يحق للمسلمين إيذاؤهم و لا إلحاق الضرر بهم فمجتمع المسلمين كله محفوظ من شر كله وكله حافظ نفسه عن ضرر كله ويشمل الحفظ كل داخل فى عهدهم ما حفظ عهده فمن فرط من مسلم أو غيره فأمره إلى ولى أمرهم ولا يقوِّم أمره أحد منهم بنفسه أما إسداء النصحية فهو عامٌ من كل من يحسنه لكل من يحتاجه مع الأخذ بقواعد النصيحة وسننها وثانياً سأورد حديثاً يجمع بعض الحقوق الواجبة للمسلمين بينهم، قال النبى { لا تَحَاسَدُوا ولا تَبَاغَضُوا ولا تَنَاجَشُوا ولا تَدَابَرُوا ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ على بيعِ بعضٍ، وكونُوا عبادَ الله إِخواناً، المسلمُ أخُو المسلمِ لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ ولا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَهُنَايشيرُ إلى صَدْرِهِ ثلاثَ مراتٍ بِحَسْبِ امرىءٍ من الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أخاهُ المسلمَ كُلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ دَمُهُ ومالُهُ وعِرْضُهُ}[8] وأضيفوا إلى هذا مئات الأحاديث والآيات والوقائع والحكايات فى حقوق المسلمين على أنفسهم فى مجتمعاتهم نسأل الله أن يعيننا على حفظ حقوق مجتمعنا وجيراننا تم نقل الموضوع من كتاب[بشائر الفضل الإلهى] http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...هى&id=66&cat=7 [1] الديلمى عن أنس جامع المسانيد والمراسيل [2] صحيح البخارى ومسلم عن أبى أيوب الأنصارى. [3] المستدرك للحاكم عن أبى هريرة. [4] الأمالى الشجرية عن الحسين عن على [5] سنن أبي داوود،عن أبى هريرة [6] الهمز باليد، والغمز بالعين، واللمز باللسان. [7] رواه الطبراني في الكبير، وروى فى عشرات المراجع بصورة عديدة متقاربة [8] رواه مسلم في الصحيح عن القَعْنَبِيِّ عن أبي هريرةَ، سنن الكبرى للبيهقي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الآخرة, الفضل, الإلهييوم, القيامة, بشائر, والدار |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|