ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > تربية خاصة > ارشيف التربية الخاصة
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

ارشيف التربية الخاصة ارشيف الفصول الجامعية الماضية لتخصص تربية خاصة التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل

 
 
أدوات الموضوع
قديم 2010- 5- 14   #11
كــتــكؤؤؤتــه
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
 
الصورة الرمزية كــتــكؤؤؤتــه
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 49895
تاريخ التسجيل: Tue Mar 2010
العمر: 37
المشاركات: 925
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 583
مؤشر المستوى: 71
كــتــكؤؤؤتــه is a name known to allكــتــكؤؤؤتــه is a name known to allكــتــكؤؤؤتــه is a name known to allكــتــكؤؤؤتــه is a name known to allكــتــكؤؤؤتــه is a name known to allكــتــكؤؤؤتــه is a name known to all
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتظام
التخصص: تربيه خاصه
المستوى: المستوى السادس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
كــتــكؤؤؤتــه غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

[align=center]
وحيــــــــــــده

حبي


مشكوووره يا قلبي ع المجهوود ربي يوفقج دنيا وآخره
[/align]
 
قديم 2010- 5- 14   #12
هاوووي الجنون
متميز في الفنون الادبيه
 
الصورة الرمزية هاوووي الجنون
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 47768
تاريخ التسجيل: Mon Feb 2010
المشاركات: 2,505
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 8904
مؤشر المستوى: 95
هاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond reputeهاوووي الجنون has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: التربيه الخاصه
الدراسة: انتساب
التخصص: خريج
المستوى: ماجستير
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هاوووي الجنون غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...


وموفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 
قديم 2010- 5- 17   #13
كالقمر وحيدة
متميزةفي الساحة العامة للتعليم عن بعد
 
الصورة الرمزية كالقمر وحيدة
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 43737
تاريخ التسجيل: Sat Jan 2010
المشاركات: 3,265
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 67321
مؤشر المستوى: 162
كالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل / كلية التربية
الدراسة: انتظام
التخصص: سـ أبدأ مسيرتي بالقرب من احبابي اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة " إعاقة عقلية "
المستوى: دراسات عليا
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
كالقمر وحيدة غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

المُحَاضَرَةُ التَّاسِعَةُ
حسَّانُ بنُ ثَابتٍ
وَالنَّصُّ الشِّعْرِيُّ الذَّائِدُ

أَوَّلاً : النََّصُّ الشِّعريُّ
- يقولُ حسانُ بن ثابتٍ مفتخرًا ومُهدِّدًا :
1 – تَظَلُّ جِيَـــــــادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ تُلَطِّمُــــــــهُنَّ بِالْخُمْرِ النِّسَاءُ
2 – فَإمَّا تُعْرِضُوا عَنَّا اِعْتَمَرْنَا وَكَانَ الفَتْحُ وَاِنْكَشَفَ الْغِـطَاءُ
3 – وَإِلاَّ فَاصْبِرُوا لِجِـــلاَدِ يَوْمٍ يُعِزُّ اللهُ فِيــــهِ مَنْ يَشَـــــــاءُ
4 – أَلاَ أَبْلِـــــغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنِّي فَأَنْتَ مُجَـــوَّفٌ نَخْبٌ هَـــــوَاءُ
5 – بِأَنَّ سُيُوفَــــنَا تَرَكَتْكَ عَبْدًا وَعَبْـــدُ الدَّارِ سَادَتْـــهَا الإِمَاءُ
6 – هَجَوْتَ مُحمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْــدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَـــــزَاءُ
7 – أَتَهْجُــوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِكُفْءٍ فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِــــــــــدَاءُ
8 – فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِـي لَعِرْضُ مُحَمَّدٍ مِنْــكُمْ وَقــــــاءُ
9 – لِِسَانِي صَارِمٌ لاَ عيبَ فِيـهِ وَبَحْـــري لاَ تُكَـــــــدِّرُهُ الدِّلاَءُ

- ثانيًا : معاني الكلمات :
- جيادنا : خيولنا 0 – متمطِّرات : مسرعات 0 – تلطِّمُهنَّ : تضربنَ على الوجوهِ بأثوابهنَّ 0 – الخُمُرُ : بضمِّ الخاءِ والميم : جمع خِمار ، وهو ما تغطِّي به المرأةُ رأسَهَا 0 – تُعرضوا : تبعدوا 0 – اِعتمرنا : أدينا العُمرةَ 0 – الفتحُ : فتحُ مكَّةَ والظَّفرُ بالأعداءِ 0 – الغطاءُ : المستورُ 0 – الجِلادُ : التَّضاربُ بالسُّيوفِ 0 – المجوَّفُ : الجبانُ الَّذي لا قلب لَهُ ، وكأنَّه خالي الجوفِ من القلبِ ، وهواء : مثلُهُ 0 – هجوتَ : الهجاءُ ضدُّ المدحِ ، ومعناهُ : السَّبُّ والقذفُ 0 – النَّخبُ : يقالُ : جاءَ في نخبِ أصحابِهِ أي في خيارهم 0 – الإماءُ : جمعُ أمَةٍ ، والأمَة : ضدّ الحُرَّةَ ـــــ،( أي :العبدةُ ) 0 – الوقاءُ : الحفظُُ 0 – عبدُ الدَّارِ : بطنٌ من بطونِ قريشٍ 0 بحري : شعري 0
الصَّارمُ : السَّيف القاطعُ 0 تكدِّرهُ : تعكِّرهُ ، والكدرُ أو التَّكَدُّرُ : ضدّ الصَّفو 0 – الدِّلاءُ : جمعُ دلوٍ ، وهي الأوعيةُ الَّتي يُستَقى بها الماءُ ، وهي جمع كثرةٍ ، أمَّا جمع القلَّةِ منها فهو : ” أَدْلُ ”

ثالثًا : فكرةُ النَّصِّ :
تقوم فكرةُ هذا النَّصِّ الشِّعريِّ على معركةٍ حاميـــــــــــةِ الوَغَى بين المسلمين وكُفَّارِ قريشٍ ، واِنتصار المسلمينَ بقيادةِ النَّبيِّ ( صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمّ )، وقد مهَّدَ الشَّاعرُ لهذه الفكرةِ ، من بدءِ القصيدةِ بإطلالةٍ جاهليَّةٍ ، حيثُ الوقوفُ على الأطلالِ ، أوعلى الأقلِّ تشكيل صورة الطَّلل الجاهلي ” دِيَارِ بَنِي اَلْحَسْحَاسِِ ” ، الَّتي تُعفِّيــــها الرَّوامسُ ( الرِّيَاحُ ) واِنتهاءً بعمليَّةِ الفتحِ ( فتحِ مكَّة) ، واِفتــــداء الشِّاعر بوالدِهِ وجَدِّهِ وعرضه ، بل وعرضهم جميعًا لِعرضِ محمَّدٍ ( صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ) 0

- رابعًا : المضمون :
يتشكَّلُ المضمونُ الرَّئيسُ من معركة ، بل رحلةِ المسلمين لفتح مكَّةَ والدِّفاع عن دينهم ونبيِّهم ( صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ) ، يتخلَّلُ هذا المضمون الرئيس جملةٌ من المضامين الفرعيَّة المُجتزئةِ منها على سبيل المثالِ : دفاع نساء المشركين وكفَّار قريشٍ وهروب رجالهم وفرسانهم من ساحة المعركةِ ، وإعراض المشركين حتَّى يتمَّ الفتحُ وينكشفَ المستورُ ، والرسالة الهاجية لأولئك الكفَّار وعلى رأسهم ” أبو سفيان ” 0 تلك الرِّسالة الَّتي تردُّ بقوَّةٍ وقسوةٍ على هجاء الأخير للنَّبيِّ الكريم ( صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ) ، وأخيرًا رسالة الشَّاعرِ العائليَّة المُفَدِّيَة للنبيِّ بكلِّ شيء،من أبيه وجدِّه ونفسه

- خامسًا : الأبعادُ الُّلُغويَّةُ والفنِّيَّةُ والجماليَّةُ :
1 – الألفاظُ :
يبدو للنَّاظرِ من الوهلةِ الأولى إلى هذا النَّصِّ أنَّهُ لا يلحظُ غرابةً في ألفاظِهِ ،إذ إِنَّ مُعجمَ الشَّاعرِ الُّلغويَّ يحملُ ألفاظًا دالَّة مُيسَّرةً ،تتـــــــــوازى تمامًا مع السِّياقِ الاجتماعيِّ ” الإسلاميِّ ” الجديد المُستنيرِ ، لأنَّنا إذا نظرنا إلى تلك المفرداتِ الَّلَفظيَّةِ نظرةً متأنيةً، نجدُها لا تُستَغلقُ على القارئِ أو المُتلقِّي ، إذ نلحظُها تتناسبُ ولغَةَ القُرآنِ ، بل جاءَ بعضُها لابسًا ثوبَ بعضِ الآياتِ القُرآنيَّةِ المجيدة،مثل قوله هنا : ” يُعِزُّ اللهُ فِيهَا مَنْ يَشَاءُ ” و ” وشَرُّكُمَا لخيرِكُمَا الفِداءُ ” 0

2 – المعاني :
يشيرُ بعضُ النُّقَّادِ إلى أنَّ المعاني في هذا النَّصِّ الشِّعريِّ جاءت قويَّةً أو بالأحرى فيها شيءٌ من القُوَّةِ، وإِنِ اِبتعدت عنِ التَّعَمَُقِ أو الإيحاءِ المعنويِّ ، ففيها جانبٌ معنويٌّ من معاني الحربِ ، حيثُ نلحظُ الجيادَ المُتمطِّرات والنِّساء المختمرات المُتلطِّمات ، وفيها جانبٌ ثانٍٍ من معاني الفتحِ والنَّصرِ ، حيث الاعتمارُ والفتحُ وكشف المستورِ ، وفيها جانبٌ ثالثٌ من معاني الهجاءِ ، لأبي سُفيانَ تحديدًا ، حيثُ يصفُه بالجبن والخوفِ والهُروبِ ، وفيها جانبٌ معنويٌّ رابعٌ من معاني الدِّفاعِ ، حيثً الذَّودُ عن النبيِّ بالمال والنَّفسِ والعرضِ ، بل بلسانٍ شِعريٍّ قاطعٍ بتَّارٍ

3 – الأسلوبُ :
يبدو الأسلوبُ في هذا النَّصِّ الشِّعريِّ قويًّا ، وبخاصَّةٍ في وصفِ الأطلالِ وتصويرِ الخيلِ ، ثُمَّ يَأْخذُ في الِّلِينِ بعضَ الشّيءِ ؛ وذلك حينما يتَّجهُ الشَّاعرُ إلى الحديثِ عن الاعتمار والاصطبار والجلاد والفتح واِنكشاف الغطاءِ والمستور، والشَّرّ والخير والافتداء 0 على أنَّ بعضَ غير المنصفينَ من النُّقَّادِ والمُستشرقينَ صيَّروا ذلك الِّلِينَ الُّلُغويَّ ” الأسلوبيَّ ” ضعفًا أو هبوطًا أسلوبيًّا 0 وذلك لغطٌ كبيرٌ ؛ لأنَّ الحياةَ في صدر الإسلامِ قد لانت لِينًا ملحوظًا جملةً وتفصيلاً ، وكانَ لزامًا أن يُلازمها في ذلك الِّلِينِ أسلوبُها الُّلُغويُّ ، وإلاَّ لن يكونَ هناكَ توافقٌ بينهما أو حراكٌ 0

4 – الموسيقى الشِّعريَّةُ :
إنَّ هذا النَّصَّ الشِّعريَّ من النُّصوصِ المشهودة والمشهورةِ ، فقد مُثِّلَ بِهِ في كثيرٍ من السِّياقاتِ والمناهجِ الدِّراسيَّةِ الجامعيّةِ وغيرها ، مِمَّا أَكسبَهُ ذيوعًا وشُهرةً قويَّينِ – إِنَّ هذا النَّصَّ الشِّعريَّ يستقي تفعيلَتَهُ من بحرِ ” الوافرِ ” الشِّعرِيِّ ( مُفَاعَلَتُنْ - مُفَاعَلَتُنْ - ” مُفَاعَلْ ” أو فَعُولُنْ )، وهذا البحرُ من أيسرِ البحور الشِّعريَّةِ تذوُّقًا ، وأقربها إلى النَّفسِ اِلتصاقًا ، يأتي ذلك من دلالةِ مُسَمَّاهُ ” الوافر ” ، حيثُ تتوفَّرُ فيه النَّغمةُ الموسيقِيَّةُ المتراقصةُ ، وهو بنغمتِهِ تلكَ يتناسب وسياقَ القصيدةِ الَّذي جاءَ بحركيَّةِ الحربِ بين المسلمينَ والكُفَّار ، واِنتصار المسلمينَ في خاتمةِ الأمرِ وفتحهم لِمكَّةَ 0

تابعُ الموسيقى الشِّعريَّةِ : ( القافيةُ ) :
أَمَّا عن القافيةِ – قافية ذلك النَّصِّ – ، أو بالأحــــــرَى رويِّها ، فقد جاءَ ذلك الرَّوِيُّ بالهمزةِ المضمومةِ،وهو بهذه الحركة ” الضَّمَّةِ ” يزيدُ من حركيَّةِ وثراء البعد الموسيقيِّ المُختتم للبيت الشِّعريِّ من جهةٍ ، إذِ الضَّمُّ يمتدُّ بالنَّغمةِ الموسيقيَّةِ مسافةً زمنيَّةً أطــــــــــول ، ومساحةً مكانيَّةً أرحب ، كما يزيـــدُ من القوَّة بل الثَّراءِ الدِّلاليِّ ” المعنويِّ ” من جهةٍ أخرى ، لأنَّهُ بحركَتِهِ تلك ” الضَّمَّةِ ” يضمُّ مَكَّةَ وأهلَهَا إلى السِّياقِ الإسلاميِّ بفضلِ هذا الرَّويِّ المَضمومِ

5 الصُّورةُ الشِّعريَّةُ البيانيَّةُ :
أ – الصُّورةُ التَّشبيهيَّةُ :
- التَّشبيهُ الأوَّلُ : يجيءُ هذا التَّشبيهُ مُمَثَّلاً في ” التَّشبيهِ البليغِ ” ، إذ ورد في البيت الرَّابعِ على النَّحوِ الآتي : ” فأنتَ مُجَوَّفٌ نَخْبٌ هَوَاءُ ” ، فجعل الشَّاعرُ المُشَبَّهَ ” أَبا سُفْيانَ ” مَرَّةً واحدةً ، وكَرَّرّ بل عَدَّدَ المُشبَّهَ بِهِ ” مُجَوَّفٌ نَخْبٌ هَوَاءُ ” ، بما يعني أنَّهُ شبَّهَهُ بالوعاءِ الفارغِ الَّذي لا يمتلئُ سوى بالهواءِ ، كما أنَّهُ لا قلبَ لَهُ في جوفِهِ ، وتكرارُ المُشبَّهِ بِهِ هنا يزيدُ من حركيَّةِ الدِّلالَةِ السَّلبيَّةِ ” لِأبي سُفْيَانَ ” المتعدَّدة الَّذي تطاولَ بها في هجائِهِ لسيِّدِنَا محمَّدٍ ” صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ” 0

- التَّشبيهُ الثَّاني :
يجيءُ هذا التَّشبيهُ بليغًا أيضًا عبرَ البيتِ الثَّامنِ ، نتمثَّلُه في قولِ الشَّاعرِ ” وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وَقَاءُ ” ، حيث شبَّهَ عِرضَهُ هنا بالوَقاءِ الَّذي يذودُ بِهِ عَنِ النَّبيِّ ” صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ”،وهذا الوقاءُ – وإنْ لم يَكُنْ حاملاً رمزًا ماديًّا – يحملُ شيئًا أبعدَ أَثرًا ، وأقوى حمايةً ، يتمثَّلُ في العِرْضِ النَّقيِّ ، والسَّريرةِ السَّمْحاءِ ، والدَّينِ القَيِّمِ 0

- التَّشبيهُ الثَّالثُ :
يَرِدُ التَّشبيهُ البليغُ للمرَّةِ الثالثةِ في ذلك النَّصِّ عبرَ البيتِ التَّاسعِ والأخيرِ ، حيث يقولُ الشَّاعرُ : ” لِساني صارمٌ لاَ عَيْبَ فيهِ ” ، إذ شبَّهَ الشَّاعرُ هنا لِسانَهُ الشِّعريَّ ” تجاوُزًا ” بالسَّيفِ القاطعِ البتَّارِ ، وهذا التَّشبيهُ يُبينُ بل يُعَمِّقُ من دلالةِ المُشبَّهِ بِهِ ؛ لأنَّهُ يجعلهُ هنا ” صارِمًا ” والصَّرامة هذه وفي سياقٍ كهذا تتوافقُ تمامًا معَ سِبَابِ ” أبي سُفانَ ” الَّلاذِعِ من جِهَةٍ ، وهجاءِ ” حسَّانَ ” القاتلِ ” لِأبي سُفيانَ ” من جِهَةٍ أخرى

ب – الصُّورةُ الاستعارِيَّةُ :
وَرَدَتْ الصّورةُ الاستعاريَّةُ هنا بشكلٍ لافتٍ للنَّظَرِ ، نلحظُها على النَّحو الآتي :
- الصُّورةُ الأولى : ” تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمْرِ النِّساءُ ” ، تبـــــــــدو هذه الصِّيغةُ ” صورةً اِستعارِيَّةً تصريحيَّةً ” ، حيثُ شَبَّهَ الشَّاعــــــــرُ الأَكُفَّ بالخُمْرِ ( في سياقِ الَّلَطمِ ) وَحَذَفَ المُشَبَّهَ ” الأَكُفَّ ” وجــــــــــــاءَ بالمُشَبَّهِ بِهِ
- ” الخُمر“، صَرَاحَةً ؛ لِيُدَلِّلَ على هـــــــــــولِ الواقِعَةِ الَّتي لم يملكْ معَها المُشركونَ سوى الهُروب والاختباء في الدُّورِ ودفـــــاع النِّساء عنهم وردّهنَّ للخيـــــــول بالخُمر ( أغطية الرُّؤُوس والأجساد ) 0 فهروبُ المُشركينَ من جهةٍ ، ودفاع نسائهم عنهم من جهةٍ أخرى يكشفانِ بل يُجَلِّيانِ دلالِيًّا قُوَّةَ المسلمينَ ” المُؤمنينَ ” يومَ فتحِ مكَّةَ العظيم 0

- الصُّورةُ الاستعاريَّةُ الثَّانيةُ :
تتمَثَّلُ تلكَ الصُّورة في قول الشِّاعر : ” وَبَحْرِي لاَ تُكَدِّرُهُ الدِّلاَءُ ” ، تغدو تلك الصِّيغةُ هي الأخرى ” صورةً اِستعاريَّةً تصريحيَّةً ” ، حيث شبَّه الشَّاعرُ شِعرَهُ أو نظْمَهُ أو حتَّى منزلِتَهُ الأدبيَّةَ بالبحرِ وحذفَ المُشَبَّهَ ” الشِّعر أو النَّظم أو المنزلة الأدبيَّة ” ، وجاءَ بالمُشَبَّهِ بِهِ صراحةً ” البَحْر ” ؛ لِيُدَلَّلَ على عمقِ شعرهِ وغورِهِ وسَعتِهِ وقُوَّتِهِ إذا ما عاودَ ” أبو سُفيانَ ” الكَرَّةَ في الإقدامِ على هجاءِ النَّبِيِّ ( صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ) وسبَّه 0

- الصُّورةُ الاستعاريَّةُ الثَّالثَةُ :
ترِدُ هذه الصُّورةُ في صيغةِ ” وبحري لا تُكدِّرُهُ الدِّلاَءُ ” أيضًا ،حيثُ شَبَّهَ الشِّاعرُ هنا أشعارَ ” أبي سُفيانَ ” الهاجيةَ للنَّبيِّ ( صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ) بالدِّلاَءِ الَّتي تُلْقى في البحرِ العظيمِ ، وحــــــــذفَ المُشَبَّهَ ” الأشعار الهاجية ” وصَرَّحَ بالمُشبَّهِ بِهِ ” الدِّلاءِ ” ، وذِكْرُهُ للمُشَبَّهِ بِهِ هنا إنما يُدلِّلُ على حقيقةٍ دلاليَّةٍ قويَّـــــــــــةٍ ، مُفادُها أنَّ بحرَ ” حسَّان بن ثابتٍ ” الشِّعريَّ الغائرَ العميقَ لا تُعَـــــكِّرُ صفْوَهُ دِلاءُ ” أبي سفيانَ ” هذه ، الهاجيةُ أو أيَّةُ دِلاءٍ أخــــــرى ، مَهما تعالت صيحاتُها ، وهاجت فورتُها 0

ج – الصُّورةُ الكِنائيَّةُ :
تَرِدُ الصُّورةُ الكِنائيَّةُ هنا على النَّحو الآتي :
1 – ” تَظلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ” ـــــ كنايةٌ عنِ التَّعجُّلِ في طلبِ الِّلقاءِ 0
2 – ” تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمْرِ النِّساءُ ”ـ كنايةٌ عنِ اِختباءِ الرِّجالِ ومواجهة النِّساءِ0
3 – ” وَكَانَ الفَتْحُ وَاِنْكَشَفَ الغِطَاءُ ” ــ كنايةٌ عن الفوزِ والغلبةِ والانتصار0 4 – ” وَعَبْدُ الدَّارِ سادَتْهَا الإِمَاءُ ” ـ كنايةٌ عنِ المذلَّة الَّتي تَحصَّلت لِعبدِ الدَّارِ، من جرَّاءِ غزوةِ بدرٍ من قَبْلُ، وفتح مكَّةَ الآنَ،وسيادة الإماءِ لهم 0
5 – ” لِساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ ” ــ كنايةٌ عن قُوَّة شِعرِهِ وصرامَتِهِ وحدَّتِهِ فضلاً عن سلامَتِهِ وصِحَّتِهِ ونَقائِهِ 0

6 المُحَسِّنُ البديعيُّ :
- نلحظُ المحسِّنَ البديعيَّ واردًا في هذا النَّصِّ على النحوِ الآتي :
أ – الطِّباقُ :
نلحظُ ذلك الطِّباقَ واردًا في صيغةِ ” فَشَرُّكُمَا 000 لِخَيْرِكُمَا ” ، وقد تبدو تلك الصِّيغةُ معبِّرةً عن سياقِ الدُّعاءِ ، إذ يُعْنَى بِهمَا معًا أنْ يذهبَ الشَّرُّ منهما فِداءً للخير منهما ، وهذا يُقصَدُ بهِ مُجابهَةُ الخيرِ للشَّرِّ الَّذي اِستشرى من ” أبي سُفيانَ ” وغيرِه من المُشركينَ وكُفَّار قريشٍ 0

ب – الجناس التَّامُّ :
نلحظُ الجناسَ هنا واردًا في الصِّيغِ الآتيةِ :
- ” عبدًا : عبد الدَّارِ ” ــــ جعل الشَّاعرُ الَّلَفظةَ الأولى دلالةً على المذَلَّةِ والخزي والعارِ ، وصَيَّرَ الثَّانيةَ إلى عبد الدَّار ” كبطن من بطونِ قريشٍ ” اِمتدادًا ، بل تأكيدًا للمذلَّةِ الَّتي تلقَّاها ” أَبو سفيانَ ” في غزوة بدرٍ من قبلُ وستلقاها عبدُ الدَّارِ هنا في فتحِ مكَّة . إنَّ الشَّاعرَ هنا يمتدُّ بلفظةِ ” عَبْدٍ ” لِتأكيدِ قُوَّةِ المسلمينَ وضعفِ الكُفَّارِ من قريشٍ وغيرِها 0

ج – الجِناسُ النَّاقصُ :
يَأتي الجناسُ النَّاقصُ تاليًا للجناسِ التَّامِّ ، حيثُ نلحظُهُ في الصِّيغِ الآتيةِ :
” هجوتَ : أتَهْجُوهُ ” ، و ” عرضي : لِعرضِ ” ، الحقُّ أنَّ هذينِ الجناسِيْنِِ النَّاقِصَيْنِِ يبعثانِ جَرْسًا موسيقيًّا متناغمًا في سياقِ الدِّفاعِ عنِ النَّبيِّ ” صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ ” ومُهاجمةِ أعدائِه من كُفَّار قريشٍ وغيرهِم ، كما يُرْسلانِ في الوقت نفسِهِ رافدًا دلاليًّا في الهُجومِ والذَّودِ معًا،أو بالأحرى في الهِجاء والوقايةِ منه بكلِّ لوازم الشَّاعر الإنسانيَّة والماديَّة 0

7 الخبر والإنشاء :
جاءَ هذا النَّصُّ حاملاً نمطي الأسلوبِ الأدبيِّ ( الخبريَّ والإنشائيَّ ) ، أمَّا عنِ الأسلوبِ الخبريِّ ؛ فإنَّنا نلحظُهُ في البيتِ الأوَّلِ ” تظّلُّ جِيَادُنَا مُتمَطِّرَاتٍ ” ، و “ تُلطِّمُهُنَّ بِالْخُمْرِ النِّسَاءُ ” ، و الشَّطر الثَّاني من البيتِ الثَّاني ” وَكَانَ الفَتْحُ واِنْكَشَف الغِطَاءُ ” ، والشَّطر الثَّاني من البيتِ الرَّابعِ ” فَأَنتَ مُجَوَّفٌ نَخْبٌ هَوَاءُ ” ، والشَّطرِ الثَّاني من البيتِ الخامِسِ ” وعبدُ الدَّار سادتها الإماءُ ” ، والبيتِ السَّادسِ ” هجوتَ مُحَمَّدًا ” ، والبيتِ الأخيرِ ” لِسَانِي صَارِمٌ 00 وَبَحْرِي لا تُكدِّرُهُ الدَّلاَءُ ” 0 إِنَّ جملةَ هذه الصِّيغِ الإخباريَّةِ تخبرُ عن حالِ المعركةِ بينَ المسلمينَ والكُفَّار من جهةٍ ، وصراع ” أبي سفيانَ ” - شعريًّا – مع حَسَّانِ بنِ ثابتٍ من جِهةٍ أخرى 0
وبينَ الجِهتينِ تتواردُ مُقوَّماتُ المعركــــــة بدءًا من اِستعداد ” الجياد ” وتمطُّرِها ، مرورًا بالهِجاءِ ، واِنتهاءً بالإخبــــارِ عن لِسانِهِ وبحرهِ القَويَّيْنِ . ِ

- الأسلوبُ الإنشائيُّ :
- نلحظُ هذا الأسلوبَ الإنشائيَّ على النَّحوِ الآتي :
1 – ” فَإمَّا تُعْرِضُوا عَنَّا اِعْتمَرْنَا ”، تجيءُ صِيغةُ ” فَإمَّا ” مُركَّبةً من ” إِنَّ ” الشَّرطيَّةِ و“ ما ” الزَّائدَةِ ، لأنَّها اِحتاجت إلى جملتينِ كما هو واضحٌ ، وهنا يشترط الاعتمارَ دون المُعارضة ، أي المباعدة 0
2 – ” وإِلاَّ فَاصْبِرُوا لِجِلادِ يَومٍ ” يبدو هذا الأسلوب مُركَّبًا من الشَّرطِ والاستثناِءِ،لأنَّ الجملةَ هنا مكوَّنةٌ من ” إِنِ ” الشرطيَّة ، و“ لا ” النَّافية ، وهنا يقدِّم الشَّاعر فعلاً مشروطًا إِذا لم يعترض كُفَّارُ قريشٍ طريقَ المسلمين 0

3– ” أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنَّا ” تعدُّ ” أَلاَ ” هنا حرف تنبيـــــهٍ للهاجي
” أبي سُفيانَ ”،وقد ناسبت سِّياقَ المُراسلةِ هنا بينَ الشَّاعرِ والأخير ، لأنَّها تدعوهُ للانتباه إلى من يهجوهُ 0

4 – ” لِساني صارمٌ لا عَيْبَ فِيهِ ” ـ الجزءُ الأوَّل من تلك الصِّيغةِ أُسلوبٌ خبريٌّ ( مبتدأٌ وخبرٌ ) ، أمَّا الجزءُ الأخيرُ ( لا عَيبَ فِيهِ ) فيعدُّ أسلوبًا إنشائيًّا لأنَّهُ يعتمدُ النَّفيَ والنَّفيَ الإيجابيَّ منه بشكلٍ خاصٍّ،إذ يبعد عن شعرَه وذاتَه أيِّةَ سلبيَّةٍ أوعيب يشينُهُما0 ِ
5 – ” وَبَحْرِي لاَ تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ ” ــ ما قيلَ في النُّقطةِ السَّابقةِ يقالُ هنا أيضًا ، - وَإنْ تفاوتت المواضعُ – حيـــث اُستُهِلَّت بمبتدأٍ،ثُمَّ جاء الخبرُ في الفعلِ المُضارعِ المنفيِّ ”لا تُكدِّرُهُ ” 0 وهنا كذلك ينفي عن بحــرِهِ الذَّاتيِّ أو الشِّعريِّ أَيَّ مكدِّرٍ آخرَ ، حتَّى وإنْ كانَ شعر “ أبي سفيانَ ” الهاجيَ

- خلاصةٌ واِستنتاجٌ :
1 – يشيرُ ذلك النَّصُّ كُليَّةً – بعيدًا عن المقطع المجتزئِ – إلى حضورِ الحياتينِ الجاهليَّةِ والإسلاميَّةِ في طيَّاتِهِ ، حيثُ نجد المُؤشِّراتِ ، بل الرُّموزَ الجاهليَّةَ في صدرِ القصيدةِ ، وإن تغلَّبت الحياةُ أو السِّياقُ الإسلاميُّ في خاتمةِ الأمر 0
2 – يغدو النَّصُّ سجلاً تاريخيًّا مُهِمًّا ، حيث نلحظُهُ يقدِّمُ جملةً من المواقفِ والأحداثِ بين المسلمينَ والكُفَّارِ ، منها على سبيلِ المثالِ : ملاطمةُ النِّساء للخيلِ بخمورِهِنَّ ،وهجاء ” أبي سفيانَ “ ، ومذلَّة المُشركين في موقعةِ بدرٍ ، وأخيرًا فتح مكَّةَ وانتصار المسلمين على الكفَّار في خاتمةِ الأمر 0
3 – يشكِّلُ النَّصُّ في لُغتِهِ وأسلوبِهِ صورةً لِيِّنةً من لينِ الإسلامِ ورحمتِه 0
4 – جاءَ النَّصُّ على بَحْرِ ” الوافرِ ” المُتراقصِ ؛ ليبينَ عن حركيَّةِ المعركة أو المواجهةِ المتعدِّدةِ المتنوِّعة 0
5 – يعكسُ هذا النَّصُّ الشِّعريُّ صورةَ الحربِ قديمًا ،سواءٌ بالصُّورةِ البيانِيَّةِ المتَعدِّدةِ أو الصُّورةِ الُّلُغويَّةِ الواقِعيَّةِ الملموسةِ 0
6 – لم يكثر حسَّانُ بنُ ثابتٍ من المُحسِّناتِ البديعيَّةِ ( الَّلَفظيَّةِ أو حتَّى المعنويَّةِ ) ؛ لأنَّه كان مشغولاً بوصف وتصويرِ الموقفِ الحربيِّ ، دون الحاجةِ إلى تكلُّفِ الُّلُغةِ وزخرفَتِها 0
7 – معاني النَّصِّ بل جملةُ مضامينِهِ جاءت متناسقةً تمامًا مع السِّياقِ الاجتماعيِّ ، بل والدِّينيِّ كذلك
8 – ينطوي ذلك النَّصُّ على الأسلوبينِ ( الخبريِّ والإنشائيِّ ) ، جاء الأوَّلُ مُخبرًا – بصدقٍ وأمانةٍ – عن الأحداث وكاشفًا إِيَّاها ، ثُمَّ تبعه الثّاني مؤكِّدًا لها ومعمِّقًا أثرها 0
9 – يميلُ النَّصُّ إلى اِقتباس بعض معاني الآيات القُرآنيَّةِ وصورها0
10 – كَشَفَ النَّصُّ عن تعدُّدِ أسلحةِ المسلمين في معارِكِهِم مع الكفَّار والمشركين ، سواء تجلَّى ذلك في السِّلاح المادي( السَّيف والرُّمح ) أو المعنويِّ ( الِّلِسان والشِّعرِ )0
 
قديم 2010- 5- 17   #14
كالقمر وحيدة
متميزةفي الساحة العامة للتعليم عن بعد
 
الصورة الرمزية كالقمر وحيدة
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 43737
تاريخ التسجيل: Sat Jan 2010
المشاركات: 3,265
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 67321
مؤشر المستوى: 162
كالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل / كلية التربية
الدراسة: انتظام
التخصص: سـ أبدأ مسيرتي بالقرب من احبابي اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة " إعاقة عقلية "
المستوى: دراسات عليا
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
كالقمر وحيدة غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

المحاضرةُ العاشرةُ
” جرير والنَّصُ الشِّعريُّ الأمويُّ ”

س : مَنْ هو جريرٌ ؟
ج : جريرٌ : هو أبو حزرةَ جريرُ بن عَطيَّةَ بنِ الخطفَيِّ 0

س : ومَا الخطفيُّ هذا ؟
ج : هذا لقبٌ غَلَبَ على جَدِّهِ ” حذيفةَ ” ، ويعنَى بِهِ أو بها السَّير السَّريع 0
س : هل لُوحِظَ هذا الَّلقبُ في شعرِ جريرٍ ؟
ج : نعم ، لوحِظَ وجودُ هذا الَّلَفظِ في بعضِ أشعارِ جريرٍ مِمَّا يُؤَكِّدُ هذا الَّلَقبَ لِجَدِّهِ ” حُذيفةَ ” 0
س : إِلى أَيَّةِ بَطْنٍ أَو قبيلةٍ ينسبُ الشَّاعرُ جريرٌ ؟
ج : ينسبُ الشَّاعِرُ جريرٌ إِلى ” كُليبٍ ” ، وكليبٌ هذه حَيٌّ من يربوعٍ من بني تميمٍ

س : وأين كانت تنزلُ قبيلتُهُ أو قومُهُ ؟
ج : نزلَ قومُهُ قريةَ ” حَجْرٍ ” من قرى اليمامةِ بالجنوبِ الشَّرقيِّ من نجدٍ ، وهي المُسَمَّاةُ الآن بـ ” الرِّياض ” 0
س : ما الكُنيةُ الَّتي كُنِي بهَا جريرٌ ؟
ج : يُكْنى جريرٌ بـ ” أبي حَزْرَةَ ”( وهو ابنُهُ البِكرُ )،وابن المَراغةِ 0
س : وما المرَاغةُ هذه ؟!
ج : المراغةُ هذه من الأسماءِ القبيحة للأتانِ ، وهي كذلك لقبٌ نُبِزَت به أمُّهُ من أحد الشُّعراءِ الَّذينَ هاجوه،لأنَّ كُليبًا كانت رُعاةَ غنمٍ وحمير0
س : متى وأينَ وُلِدَ الشَّاعرُ ” جريرٌ ” ؟
ج : وُلِدَ ” جريرٌ” باليمامةِ في خلافةِ ” عثمانَ بنِ عَفَّانَ ” رضي اللهُ عنه0

س : كيفَ كانت نَشأةُ ” جريرٍ ” ؟
ج : نشأَ الشَّاعرُ ” جريرٌ ” بينَ عشيرتِهِ ” بني الخطفيِّ ” نشأةَ البدويِّ الفقيرِ، وكان يرعى على أبيه غنيماتٍ له من الضَّأْنِ والمَعزِيِّ 0
س : هل كانَ لقبيلَتِهِ أو أهلِهِ علاقةٌ بالإبداعِ الشِّعريِّ ؟
ج : كانَ أهلُ بيتهِ ” بنو الخطفيِّ ” على فقرهم يغلبُ عليهم الشِّعرُ ، ويتهاجونَ مع شعراءِ قومِهِم 0
س :هل تعرَّضَ ” جريرٌ ” لبعضِ شُعراءِ قومِهِ، وما موقفُ قومِهِ إِزاءَهُ ؟
ج : لقد ظهرَ في قوم ” جريرٍ ” شاعرٌ يُسَمَّى ” غسَّانَ السَّليطيَّ ” ، فرآهُ
” جريرٌ ” يهجو قومَهُ ، والنَّاس مُجتمعونَ عليهِ ، فَحَمِيَ ونطقَ بالشِّعرِ رجزًا هجاهُ بِهِ أفحَشَ هِجَاءٍ ، فطربَ لَهُ قومُهُ واِعتَزُّوا بِهِ 0

س : هل اِمتدَّ الهجاءُ بينَ ” جريرٍ ” واِبنِ عمومتِهِ ” غسَّانَ السَّليطي ” ؟
ج : نعم اِمتدَّ الهجاءُ بينَهُما ، ، بل تمادى ، وأصبحَ جريرٌ قويًّا عليهِ ، فأعانَ ” غسَّانَ ” شاعرٌ من بني مُجاشعٍ التَّميميِّ ، يُدْعى ” البَعِيثُ ” ، ومُجاشِعٌ هذا جَدُّ ” الفرزدق التَّميمِيِّ ” وسيِّدُ قبيلَتِهِ 0
س : وكيفَ كانَ ” الفرزدقُ ” في ذلك الحينِ ولماذا لم يشارِكْهُم الهِجاءَ ؟
ج : كانَ ” الفرزدقُ ” في ذلك الحينِ قد اُشتُهِرَ بالشِّعرِ وبَزَّ فيه الفُحُولَ ، ولم يشاركْ في ذلك الهجاءِ ؛ لأنَّهُ كانَ تائِبًا عن الهِجاءِ ،وقد قيَّدَ نفسَهُ بقيدٍ من حديد ليحافظ على دراسةِ القرآنِ وحفظِهِ 0
س : هل ظَلَّ ” الفرزدقُ ” على توبَتِهِ تلك وقيدِهِ هذا ؟
لقد آلى الفرزدقُ ألاَّ يبرحَ منزِلَه حتَّى يحفظَ القُرآن ؛فجاءته نساءُ مُجاشعٍ يَلُمْنَهُ على عُزلتِهِ وتركِه جريرًا ينهَشُ في أعراضِهِنَّ ؛ فحميَ لَهنَّ وقصَّ القيدَ ، وهجا جريرًا ، فَاحتدم بينهما الهِجَاءُ وسقط البَعيثُ

س : هل توقَّفَ ” جريرٌ ” عن هجائِهِ الفرزدقَ والأخطلَ ؟
ج : بقي جريرٌ يهاجي الفرزدقَ والأخطل حتَّى ماتَ الأخيرُ ( الأخطلُ ) ، وكان أكبرَهم سِنًّا 0وطالَ عمرُ الفرزدقِ وجريرٍ ؛ فغبرا طُولَ حياتِهما يتهاجيانِ حتَّى ماتَ الفرزدقُ سِنـ 110هـ ـــةَ،وماتَ بعدَهُ جريرٌ بستَّةِ أشهرٍ وكان ذلك باليمامةِ 0
س : كيف كانت أخلاقُ جريرٍ ؟
ج : لقد جمع جريرٌ في أخلاقِهِ بينَ النَّقيضينٍِ ، إذ تجيءُ أخلاقُهُ على النَّحوِ الآتي :
- أَوَّلاً : نشأَ في الباديةِ ، وشبَّ مُتخَلِّقًا بأخلاقِ أهلِها من الانتصافِ لإنفُسِهِم بِأيديهِم ، إن لم يستطيعوا فبألسنتِهِم ؛ فخرجَ مفطورًا على المبالغةِ بالسِّبابِ والمُهاجَاةِ 0
- ثانيًا : كانَ مع ميلِهِ للشَّرِّ شديدَ الفرقِ من أعوانِ السُّلطانِ 0
- ثالثًا : كانَ بخيلاً شحيحًا على غيرِ أهلِهِ وولَدِهِ ، ورُبَّما جرَّ عليه بخلُهُ
مهاجاةَ بعضِ الشُّعراءِ لَهُ 0
- رابِعًا : كانَ مُوجِعَ الهجاءِ ، كثيرَ الافتراءِ على الأبرياءِ ، لا يبالي بقذفِ المُحصناتِ العفيفاتِ 0
- خامسًا : كان على تلك الصِّفاتِ دَيِّنًا ، كثيرَ الصَّلاةِ والدُّعاءِ والتسبيحِ ، عفيفًا ، كثيرَ الاستغفارِ من قذفِه المُحصناتِ ، شديدَ الاعترافِ ، بل الاعتذارِ لَهُنَّ 0

س : ماذا لو عرَّضَ شاعرٌ بقومِهِ وذويهِ ؟
ج : الحقيقةُ تشيرُ إلى أنَّ جريرًا كانَ يَصُبُّ سوطَ هجائِهِ على مَنْ يُعَرِّضُ بِهِ أو بقومِهِ في حديثٍ أو شعرٍ ؛ فكانَ مُسرِفًا في العَدَاوةِ والانتقامِ والحقد إلى أَمدٍ بعيدٍ 0

س : اِستعرِضْ ( اِستعرِضي ) طبيعةَ شاعِرِيَّة ” جريرٍ ” ؟
ج : كانَ جريرٌ يقولُ الشِّعرَ عن سليقةٍ فيَّاضَةٍ ، وطبعٍ دفَّاقٍ ، يواتيهِ متى يشاءُ ، ويُصَرِّفُهُ كيفَ شاءَ ، فلا تكلُّفٌ ، ولا حشوٌ ، ولا تعقيدٌ ، ولا اِضطرابٌ ، ولا قَلَقٌ في قافيةٍ 0
س : أَبِنْ ( أَبينِي ) الفارقَ بينَهُ وبينَ الفرزْدَقِ ؟
ج : كانَ جريرٌ بسببِ اِتِّساقِ قوافيهِ واِئْتِلافِ ألفاظِهِ ومعانيهِ كمَنْ يقفُ على ساحلٍ أو بحرٍ يغترِفُ من نميرِهِ ، ويَصُبُّهُ في قوالب أرجازِهِ وقَصيدِهِ ؛ فيخرجُهُ مُتشَكِّلاً بما تغتبطُ بِهِ نَفسُهُ ، ويعجبُ بِهِ غيرُهُ 0 - أَمَّا الفرزدَقُ : فلمْ يكُنْ كذلِكَ ، إذْ يغدو كَزًّا في لَفظِهِ ، مُتَعَمِّقًا في معانيهِ ، يتعمَّدُ الفخامةَِ والمُعاظلةَ ( أي مُداخلة الألفاظِ بعضها في بعضٍ ) رغبةً في الإدهاشِ والتَّعجيزِ 0

س : قَدِّمْ ( قَدِّمِي ) خلاصةَ ذلك الفارق بينَ الشَّاعرينِ ؟
ج : كانَ مِن نتيجَةِ هذه المفارقةِ بينَهُما أنْ أُعْجِبَ عامَّةُ النَّاسِ بشعرِ جريرٍ ؛ فسارَ على ألسنتِهِم ، أَمَّا الفرزدقُ فقد بقي شعرُهُ لا يدورُ إلاَّ على ألسنَةِ العلماءِ والخاصَّةِ ، وهم بالطَّبعِ قليلٌ عديدهم في كلِّ زمانٍ وأَيِّ مكانٍ 0
س : مَا أَرَقُّ وَأَطْبَعُ شعرِ ” جريرٍ ” ؟
ج : قِيلَ : إِنَّ أَرَقَّ شعرِ ” جريرٍ ” وأطبَعَهُ ما كَانَ في تشبيبٍ أو عتابٍ 0
س : هلْ قالَ ” جريرٌ ” الشِّعرَ في كُلِّ الأغراضِ ؟
ج : لقد قالَ ” جريرٌ ” الشِّعرَ في كثيرٍ من أغراضِهِ وفنونِهِ ، غيرَ أنَّ أغلبَ ما تناولَ شعرُهُ : النَّسيبَ والهجاءَ والفخرَ والمدحَ ، ويتخلَّلُ جملةَ هذه الأغراضِ الوَصفُ بأشكالِهِ المُختلِفَةِ والمتنوِّعَةِ والمُتَعَدِّدَةِ
س : بِمَ اِمتازَ نسيبُ ” جريرٌ ” ؟
ج : اِمتازَ نسيبُ ” جريرٍ ” برقَّتِهِ ، وخفَّةِ وقْعِهِ في السَّمعِ ، وقوَّةِ حركتِهِ في النَّفسِ 0

س : ما طبيعَةُ هذا النَّسيبِ ؟
ج : كانَ ” جريرٌ ” لا يخرجُ عن مذهبِ النَّسيبِ عند شعراءِ الجاهليَّة والمخضرمينَ ، ولا ينحرفُ عن جادَّةِ طريقِهِم في التَّصَوُّنِ والتَّجَمُّلِ بما لم يخرجْ بِهِ عن وصفِ شعراءِ الباديةِ أزواجَهُمْ بقسامَةِ الوجْهِ، وملاحَةِ القَدِّ ، وطيبِ الحديثِ والرَّائحَةِ ، وأثرِ فِراقِ الأحِبَّةِ في أنفُسِهِم 0

س : وكيف جاءت لغةُ هذا النَّسيبِ الشِّعريِّ ومعناهُ ؟
ج : جاءَ نسيبُ ” جريرٍ ” الشِّعريُّ في لفظٍ جَزِلٍ ، ومعنىً شريفٍ ، وفحولةٍ في العبارةِ 0

س : وماذا عن غزلِ ” جريرٍ ” الشِّعريِّ ؟
ج : جاءَ غزلُ ” جريرٍ ” قريبًا من نسيبِهِ ، فلم يكن يتأنَّثُ في غزلِهِ ؛ فيحاكي النِّساءَ في أحاديثِهِنَّ وحواراتِهِنَّ وتدلُّلِهِنَّ ، وقصِّ القصص عنهنَّ ، على نحو ما كانَ يفعلُ الأحوصُ ، وعُمَرُ بنُ أبي ربيعةَ ، وأشباهُهُما من شعراء المُترفينَ ، أو يتهافتُ فيهِ تهافُتَ قيانِ الحجازِ وخلعاء الموالي والمغنِّينَ 0
س : هل صدرَ نسيبُ ” جريرٍ ” عن عِشْقٍ وهيامٍ ؟
ج : إِنَّ نسيبَ ” جريرٍ ” – كما تُشيرُ الرِّواياتُ الأدبيَّةُ – لم يَصْدُرْ عن عِشقٍ وهيامٍ، كما صدرَ عنِ الشُّعراءُ العُشَّاقِ ، ولو عَشِقَ مثلَهم لَكانَ إِمَامَ مَذهَبِهِم 0
س : اِستعْرِضْ ( اِستَعرِضي ) مقولَةَ ” جريرٍ ” عن عشْقِهِ ؟
ج : يقولُ ” جريرٌ ” عن نفسِهِ : ” مَا عَشِقْتُ قَطُّ ، وَلَوْ عَشِقْتُ لَنَسِبْتُ نَسِيبًا تسمَعُهُ العَجُوزُ فتبكي على شبابِهَا ”
س : اِستعْرِضْ ( اِستَعرِضي ) أَبرزَ الأشعارِ الَّتي رَقَّ نسيبُهُ فيها ؟
ج : جاءت بعضُ المقطوعاتِ الشِّعريَّةِ لتبينَ عن رِقَّة نسيبِهِ ، منها :
- إِنَّ العُيُونَ الَّتي في طَرْفِهَا حَوَرٌ قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِِينَ قَتْلاَنَا
- بعضُ معاني الكلماتِ :
- طَرْفُها : جمعُها أطراف ، وهي العيونُ 0 الحَوَرُ : شِدَّةُ بياضِ بياض العينِ ، وشِدَّةُ سوادِ سوادِهَا 0
- الصُّورةُ الشِّعريَّةُ :
- تتمَثَّلُ تلك الصُّورةُ الشِّعريَّةُ في قولِ جريرٍ ” قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيين قَتْلاَنَا ” فتلكَ صورةٌ اِستعاريَّةٌ ” مكنيَّةٌ ” حيثُ شبَّهَ ” جريرٌ ” العيونَ الَّتي في طَرْفِهَا حَوَرٌ بإِنسان قاتلٍ ، وحذف المُشَبَّهَ بِهِ ، وجاءَ بإحدَى لوازِمِه وهي القتلُ،ثُمَّ اِمتدَّ بتلكَ الصُّورةِ لينسبَ لها كذلك عدمَ إِحيائِها للقتلى 0

- وقولُهُ :
- وَدِّعْ أُمَامَــــــــةَ حَانَ مِنْكَ رَحِيلُ إِنَّ الوَدَاعَ لِمَنْ تُحٍـــبُ قَلِيلُ
- وقولُهُ :
- إِنَّ الَّذينَ غَـــــدَوْا بِلُبِّكَ غَــادَرُوا وَشَلاً بِعَيْنِكَ لاَ يَـــزَالُ مَعِينَا
- غَيَّضْنَ مِنْ عَبَرَاتِهِنَّ وَقُلْنَ لِي : مَاذَا لَقِيتَ مِنَ الْهَوَى وَلَقِينَا
- بعضُ معاني الكلماتِ :
- غَدَوا : اِنْطَلَقُوا مُصبِحينَ 0 - الُّلُبُّ : جمع ألبابٍ ، خالِصُ كُلِّ شيءِ ، والمُرادُ بِهِ هنا العقلُ 0 الوَشَلُ : جمعُ أوشالٍ ، وهو القليلُ من الدَّمعِ 0 المَعينُ : جمع مُعُناتٍ ومُعُنٍ ، وهو الماءُ الجاري 0 غيَّضْنَ : أَي حبسْنَ الدُّموعَ 0 العَبَرَاتُ : مفردُهَا : عَبْرَةٌ ، وهي الدَّمعة الجاريةُ 0

- الصُّورةُ الشِّعريَّة :
- الصُّورةُ الأولى : ” غَادَرُوا 000 وَشَلاً ” ــــــ تلكَ صورةٌ اِستعاريَّةٌ
” تَصريحيَّةٌ ” ، حيثُ شبَّهَ المكانَ أو حتَّى الإنسانَ الَّذي يُهجَرُ أو يُغََادَرُِ
بالْوَشَلِ ، وحذف المُشَبَّهَ ، وجاءَ بالمُشبَّهِ بِهِ صراحةً “ الوَشَل ” وهو الدَّمعُ القليلُ 0
- الصُّورةُ الثَّانيةُ : ” لا يزالُ مَعينًا ” ــــــــــ تلك صورةٌ اِستعاريَّةٌ
” تصريحيَّةٌ ” أخرى ، حيثُ شبَّهَ ” جريرٌ ” الوَشَلَ بعينِ الماءِ أو المَعينِ ، وذكرَ المشبَّهَ بِهِ صراحةً وهو ” المَعينُ ” 0
- الصُّورةُ الثَّالثةُ : ” غيَّضْنَ مِنْ عَبَرَاتِهِنَّ ” ــــــــ تلكَ صورةٌ اِستعاريَّةٌ
” مكنيَّةٌ ” ، حيثُ شبَّهَ العَبَرَاتِ بالماءِ المُتَرَقْرِقِ ، وحذفَ المُشَبَّهَ بِهِ وجاءَ بإحدى لوازِمِهِ وهي ” الغيضُ ”

س : ماذا عن هجاءِ ” جريرٍ ” ؟
ج : قالَ جريرٌ الشِّعرَ في غَرَضِ ” الهجاءِ ” اِنتقامًا مِمَّنْ ظلَمَهُ أو هجاهُ ، إذ لم يبدأْ بِهِ أحدًا ،ولَكِنَّهُ كان إذا اِشتبكَ معَ أَحَدٍ فيه لا يترُكُهُ إِلاَّ مُغَلَّبًا ساقطًا 0
س : مَنِ مِنَ الشُّعراءِ يُسْتَثْنَى من هذا المَوقفِ ؟
ج : يُسْتَثْنَى من هذا الموقفِ الهِجائيِّ ابنُ قبيلَتِهِ الشَّاعـــــــــــرُ التَّميميُّ
” الفرزدقُ ” ؛ فَإِنَّ الهِجاءَ اِستمرَ بينَهُما أكثرَ من نِصفِ قرنٍ من الزَّمان ولم يكفِهما عنه إِلاَّ المَوتُ 0
س : وماذا عن أكثرِ هجائِهِ ؟
ج : كانَ أكثرُ هِجائِهِ تَهَكُّمًا واِستِهْزَاءً وتعجُّبًا من مُكابرةِ خَصمِهِ لَهُ ، ومِن تَبَذُّلِهِ بينَ النَّاسِ ، ورَميِهِ بما يُضحكُ السَّامع بألفاظٍ يفهمُهَا الخاصَّةُ والعامَّةُ على السواءِ

س : اِستعْرِضْ ( اِسْتَعْرِضِي ) أَشهرَ الأبياتِ الشِّعريَّةِ الهاجيةِ لجريرٍ ؟
ج : أشهرُ أبياتِ جريرٍ الهاجيةِ جاءت على النَّحوِ الآتي :
- يقولُ جريرٌ هاجيًا ” الرَّاعِيَ النُّميريَّ ” :
- فَغُضِّ الطَّـرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ فَـلاَ كَعْبًا بَلَغْتَ وَلاَ كِــــلاَبَا
- وقولُهُ أيضًا مُتَهَكِّمًا منَ الفرزدقِ :
- زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَنْ سَيَقْتُلَ مِرْبَعًا أَبْشِرْ بِطُولِ سَلاَمَةٍ يَا مِرْبَعُ

س : ما الَّذي أغرى ” جريرًا ” بالفرزدقِ والأخطلِ ؟
ج : الَّذي أغرى جريرًا بالفرزدقِ والأخطلِ فِسْقُ الفرزدقِ ، ونَصرانيَّةُ الأخطلِ ، وشُرْبُهُ الخمرَ ، معَ عِفَّتِهِ هو وتَدَيُّنِهِ 0

س : ماذا عن نقائضَ ” جريرٍ ” و ” الفرزدقِ ” ونتاجِهَا ؟
ج : تبدو نقائضُ ” جريرٍ ” و ” الفرزدقِ ” – كما تشيرُ الرِّواياتُ الأدبيَّةُ - متمَثِّلَةً في ردِّ كُلِّ واحدٍ منهما على الآخرِ بقصيدةٍ هاجيةٍ،فَأصبحَ لجريرٍ والفرزدقِ نقائضُ مشهورةٌ يرويها الرُّواةُ ، فدوَّنــــــــــــــوها دواوينَ اِستخرجوا منها تاريخًا جِمًّا ، وتفصيلاً لأيَّامِ العرب بينَ الجاهليَّةِ والإسلامِ 0

س : ماذا عن فخرِ ” جريرٍ ” ؟
ج : لم يستطع ” جريرٌ ” أن يفخرَ بعشيرتِهِ من كُلَيبٍ ، لأنَّهم كانوا خاملي الشَّأْنِ في الجاهليَّةِ والإسلامِ ، فقراءَ ، سييئ الحالِ ، بُخلاءَ ، وبخاصَّةٍ أبوهُ عطيَّةَ 0

س : كيف اِحتالَ ” جريرٌ ” كي يفخرَ بقبيلَتِهِ ؟
ج : لمَّا اِستشعرَ ” جريرٌ ” ضآلةَ عشيرتِهِ تلكَ اِضْطَرَّ أن يعْدِلَ عن مُفاخرة الفرزدقِ ( وآباءُ الأخيرِ من ساداتِ تميمٍ ) ، بكليبٍ إلى مُفاخرَتِهِ إلى مُفاخَرَتِهِ بِبَنِي يربوعٍ وهم قبيلتُهُ العُليا ، وفيهم شرفٌ كبيرٌ ، ونباهَةُ شَأْنٍ ، وَشِدَّةُ بَأْسٍ في الجاهليَّةِ والإسلامِ 0
س : ماذا كانَ رَدُّ فعلِ الشُّعراءِ نتيجةَ فخرِهِ بغيرِ أهلِهِ ؟
ج : راحَ الشُّعراءُ يُعَيِّرونَ “ جريرًا ” بمفاخرَتِهِ بغيرِ أهلِ بيتِهِ الأدْنِينَ ؛ فكانَ ذلك من أشدِّ هجائِهم عليهِ،غيرَ أنَّ براعتَهُ في صناعتِهِ الشِّعريَّةِ غطَّتْ على ضِعَةِ أبيهِ وَهَوانِهِ وبُخلِهِ 0
س : كيفَ هَاجَى ” جريرٌ ” الأخطَلَ ؟
ج : كانَ ” جريرٌ ” إذا هاجَى الأخطلَ سامَى قومَهُ تَغلِبَ النَّصارَى بِمُضَرٍ ، وفيهمُ النُّبُوَّةُ والخلافَةُ

س : ماذا عن مَدْحِ جريرٍ ، وما الَّذي ميَّزَهُ عن الأخطلِ والفرزدقِ ؟
ج : كانَ الأخطلُ والفرزدقُ وجريرٌ أسبقَ تُجَّارِ المدحِ في الإسلامِ وأَحذقَهم في اِستخراجِ أموالِ الخلفاءِ والأُمراءِ والولاة 0لكنَّ ” جريرًا ” تميَّزَ عنهما في مدحِهِ باِستجلابِ رضا النَّاسِ ، ولم يَأْنَفْ من مَدْحِ غير بني أُمَيَّةَ كما أَنِفَ الأخطلُ من قبلُ 0

س : وما درجَةُ مَدْحِهِ بالقياسِ إلى مَدْحِ الفرزدقِ والأخطلِ ؟
ج : تظهَرُ درجةُ مَدحِهِ حينما يمدحُ نجدُهُ يستقصي صفاتِ الممدوحِ ويًُطيلُ في إبرازِها، ولا يخلِطُهُ بفخرٍ ولا هَجْوِ خُصومٍ ، كما كان يفعلُ الفرزدقُ،فهو في بابِ المدحِ أعرقُ من الفرزدقِ،ويفْضُلُهُ فيه الأخطلُ

س : ماذا عن مادَّةِ معاني ” جريرٍ ” الشِّعريَّةِ ؟
ج : نشأَ ” جريرٌ ” بالباديةِ وقضى فيها أكثرَ حياتِهِ ؛ فكانت مادَّةُ معانيِهِ مُستمَدَّةً من بيئةِ البدوِ ، مُضافًا إليهَا ما جـــاءَ بِهِ الإسلامُ من الشَّعائرِ والآدابِ والعبادةِ والموعظَةِ والحكمةِ ، فكان شعرُهُ وشعرُ الفرزدقِ يمثِّلانِ الحياةَ البدويَّةَ الإسلاميَّةَ كُلَّ التَّمثيلِ ، وبذلكَ سُمِّيَا هُما ونظراؤُهما من أهلِ ذلكَ العصرِ بالإسلامِيِّينَ 0
س : لماذا سُمِّي ” جريرٌ ” وأمثالُهُ بالشُّعراءِ الإسلامِيِّينَ ؟
ج : سُمُّوا بهذا الاسمِ ؛ لأنَّهم أَوَّلُ نابتةٍ من أهلِ الأدبِ في الإسلامِ ، ولم يَكُنْ قد دخلَ على الشِّعرِ شيءٌ من علومِ الأمم العريقةِ في مجالِهَا الحضاريِّ ( كالفرسِ واليونانِ والهنودِ ) ، الَّتي اِمتزجتْ بِأفكارِ الشُّعراءِ المُحدَثينَ ، من أمثالِ ” أبي تَمَّامِ ” و“ ابن الرُّوميِّ ”
و ” المتنبِّي ” و“ أبي العلاءِ المَعَرِّي ” 0

س : وَبِمَ وُصِفَتْ مَعانيهِ الشِّعريَّةُ ؟
ج : وُصفتْ معانيهِ بأَنَّها كانت فِطريَّةً قريبةَ مِنَ الخُطورِ بالبالِ ، غير بعيدةِ الغَوْرِ ، كَطَبعِ ” جريرٍ ” نفسِهِ في السَّماحةِ والِّلينِ ، على غيرِ ما كانَ عليه ” الفرزدقُ ” من التَّعمُّقِ في المعاني والإيحاء بِهَا 0
س : ماذا عن ألفاظِ ” جريرٍ ” الشِّعريَّةِ ؟
ج : يقولُ جمعٌ من النُّقَّادِ : إنَّ الَّذي جعلَ معاني ” جريرً ” الشِّعريَّةَ تَنبُلُ وتَكبُرُ في صُدورِ الرُّواةِ ، وتُوجِعُ أفئدةَ المَهجوِّينَ ، إنَّما هو قوالبُ الألفاظِ الجزلةِ الَّتي صُبَّتْ فيها فحولةُ الأساليبِ الَّتي تزمَّلت بها ، وتهويل عبارتِها واِنسجامُها ، وحُسنُ جرسِها ، وخِفَّةُ وَقْعِهَا على أسماعِ الخاصَّةِ والعامَّةِ على حَدٍّ سواء ، وتأثيرها في نفوسِ الجميعِ كُلِّيَّةً

الخلاصة في سُؤالٍ وإِجابَتِهِ :

س : اِستَعْرِضْ ( اِستَعْرِضِي ) شهادةَ كُلٍّ مِنَ الفرزدقِ والأخطلِ في شعر جريرٍ ؟
ج : قيلَ : اِجتمعَ الفرزدقُ والأخطلُ فتذاكرا شعر ” جريرٍ ” ؛ فَأقَرَّا أَنَّهُ أَسْيَرُ منهما شِعرًا ؛ لأنَّ شِعرَهُ يرويهِ الخواصُّ والعَوامُّ والسُّوقةُ ، وشِعرُهُما لا يرويهِ إِلاَّ حُكماءُ الرُّواةِ ، وعلماءُ الأدبِ
 
قديم 2010- 5- 17   #15
عاشق الترحال
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية عاشق الترحال
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 49147
تاريخ التسجيل: Wed Mar 2010
العمر: 47
المشاركات: 89
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3123
مؤشر المستوى: 65
عاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond reputeعاشق الترحال has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: العلوم الادارية والتخطيط
الدراسة: انتساب
التخصص: أدارة اعمال
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
عاشق الترحال غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

والله ما قصرتي يعطيك العافيه قموره
 
قديم 2010- 5- 17   #16
كالقمر وحيدة
متميزةفي الساحة العامة للتعليم عن بعد
 
الصورة الرمزية كالقمر وحيدة
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 43737
تاريخ التسجيل: Sat Jan 2010
المشاركات: 3,265
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 67321
مؤشر المستوى: 162
كالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل / كلية التربية
الدراسة: انتظام
التخصص: سـ أبدأ مسيرتي بالقرب من احبابي اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة " إعاقة عقلية "
المستوى: دراسات عليا
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
كالقمر وحيدة غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي


التعديل الأخير تم بواسطة كالقمر وحيدة ; 2010- 5- 17 الساعة 07:29 PM
 
قديم 2010- 5- 17   #17
كالقمر وحيدة
متميزةفي الساحة العامة للتعليم عن بعد
 
الصورة الرمزية كالقمر وحيدة
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 43737
تاريخ التسجيل: Sat Jan 2010
المشاركات: 3,265
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 67321
مؤشر المستوى: 162
كالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل / كلية التربية
الدراسة: انتظام
التخصص: سـ أبدأ مسيرتي بالقرب من احبابي اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة " إعاقة عقلية "
المستوى: دراسات عليا
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
كالقمر وحيدة غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

تسلم عاشق ماعملت غير الواجب
 
قديم 2010- 5- 17   #18
كالقمر وحيدة
متميزةفي الساحة العامة للتعليم عن بعد
 
الصورة الرمزية كالقمر وحيدة
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 43737
تاريخ التسجيل: Sat Jan 2010
المشاركات: 3,265
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 67321
مؤشر المستوى: 162
كالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond reputeكالقمر وحيدة has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل / كلية التربية
الدراسة: انتظام
التخصص: سـ أبدأ مسيرتي بالقرب من احبابي اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة " إعاقة عقلية "
المستوى: دراسات عليا
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
كالقمر وحيدة غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

المحاضرةُ الثَّانية عشرةَ
عليُّ بن الجَهِمِ يرثي
الشَّاعرَ الكبيرَ ” أبَا تَمَّامٍ ”

- أوَّلاً : النَّصُّ الشِّعريُّ :
- يقولُ ”عليُّ بنُ الجَهِمِ ” في مَقطَعٍ من قصيدةٍ طويلةٍ راثيَا أُستاذَهُ
وَرَفيقَ دربِهِ الشَّاعرَ الكبيرَ ” أبا تَمَّامٍ ” :
1 – غَاضَـــــــــــتْ بَدَائِعُ فِطْنَةِ الأوْهَامِ وَعَــــــــــدَتْ عَلَيْهَا نَكْبَةُ الأيَّامِ

2 – وَغَدَا الْقَرِيضُ ضَئِيلَ شَخْصٍ بَاكِيًا يَشْــــكُو رَزِيَّـــــــتَهُ إِلى الأقْلاَمِ

3 – وَتَأَوَّهَتْ غُــــــــــرَرُ الْقَوَافِي بَعْدَهُ وَرَمَى الزَّمَـانُ صَحِيحَهَا بِسُِقَامِ

4 – أَوْدَى مُثَقِّفُهَا وَرَائِــــــــــدُ صَعْبِهَا وَغَدِيــــرُ رَوِضَــتِهَا ”أَبُو تَمَّامِ ”

- ثانيًا : معاني الكلماتِ :
- غاضتْ :غاضَ الماءَ قلَّ وَنضُبَ 0 بدائع : مخترعات0الفطنة :الفهم0 الأوهام : الظُّنونُ ، وقيلَ : المَغالط 0 عدت : جاوزت 0 نكبةُ الأيَّام : جمعُها نكباتٍ وهي المَصائبُ 0 غدا : الغُدُوُّ : الإبكارُ ما بينَ صلاةِ الغَدَاةِ وطُلُوعِ الشَّمسِ 0 القريضُ : نظمُ الشِّعرِ، أو هو الشِّعرُ ذاتُهُ 0 0ضئيل : من الفعل ضَؤُلَ، وهو النَّحيفُ أو صغيرُ الجسمِ 0 رزيَّته : جمعها رزايا ، وهي المصيبةُ 0الأقلامُ : المُراد بها هنا : الشُّعراء والكُتَّابُ 0 تأَوَّهت : توجَّعت 0 غُرَرُ القوافي : أوَّلُها وأكرَمُها 0 السُِّقام :المَرَضُ ،وكذا السُّقم والسَّقَم : كالحُزْنِ والحَزَنِ أودى : أودى الرَّجُلُ :أي هلكَ فهو“ مُودٍ ”0مُثَقِّفُهَا : ثَقُف الرَّجُلُ : من بابِ ” ظَرُفَ ” أي صارَ حاذِقًا خفيفًا 0 رائضُ صعبِها : المُرَوِّضُ لصعبِها وفعلها 0
- غدير : الغديرُ قطعةُ الماءِ يُغادِرُها السَّيلُ 0
- الرَّوضةُ : أرضٌ خضراءُ من البَقْل والعِنَبِ والعُشب ، تجمعُ على : رَوْضٍ ورِيَاضٍ

- ثالثًا : فكرةُ النَّصِّ :
- تقومُ فكرةُ النَّصِّ على الرِّثاءِ الشَّاكي الباكي من شاعرٍ مُحِبٍّ إلى شاعرٍ آخرَ مَحبوبٍ ، ينطوي هذا الرِّثاءُ على جملةِ الَّلَوازم المُكَمِّلَةِ له من جِهةٍ، والمُعمِّقةِ له من جِهةٍ أخرى، من بدء المَقطوعة إلى منتهاها ، وليسَ أدلَّ على ذلكَ من صدورِ الغيضِ، والأوهامِ، ونكبةِ الأيَّامِ، والضآلة، والبُكاءِ، والشَّكوى، والرَّزيَّة، والتَّأوُّهِ، والسُِّقامِ ،والإيداءِ ، وغيرها من تلك الَّلوازمِ الَّتي تُعَمِّقُ الإحساسَ لدى المتلقِّي بالمأساةِ الَّتي يعيشُها الشَّاعرُ ” ابنُ الجَهِمِ ” تجاهَ أستاذِهِ ورفيقِ دربِهِ الشَّاعرِ الكبيرِ والرَّائدِ البديعيِّ ” أبي تَمَّامٍ ” 0

- رابعًا : المضمونُ :
تنطوي هذه المقطوعةُ الشِّعريَّةُ على مضمونٍ رئيسٍ مُفادُهُ” الاستعذابُ “ بتلك المأساةِ ولها،وفي سياق هذا الاستعذابِ نلحظُ المضامينَ الفرعيَّة المتتابعة واحدًا بعدَ الآخَرِ ، من ذلك :غيضُ البدائعِ، وعدو نكبة الأيَّام ، وتحوُّلُ القريض إلى شخصٍ باكٍ ضعيفٍ ،وشكايته بعدَ ذلك الرَّزايا إلى الأقلامِ ( الكُتَّابِ والشُّعراءِ ) وتأَوُّه غررِ القوافي من رمي الزَّمانِ لصحيحِها بالدَّاءِ العُضالِ ، وفي الختامِ يهلك صاحبُ بل مصدرُ كلِّ ذلك ، وينأى الشِّعر بجانبِهِ بهلاكِ ذلك العلم الكبيرِ ” ابي تمَّامٍ ”

- خامِسًا : الألفاظ :
جاءتِ الألفاظُ – كمعجمٍ شعريٍّ – دالَّةً وقويَّةً، حيثُ اِنتقاها الشَّاعرُ انتقاءً جيِّدًا يبينُ عن حالةِ التَّوافقِ الَّتي يعيشُها الشَّاعرُ معَ لُغَتِهِ، والَّتي بدورها قادته إلى الانتقاءِ الصَّحيحِ والسَّليمِ ، نلحظُ هذا الانتقاءَ مُرتَكِزًا على المفرداتِ الدَّالَّةِ المعبِّرَةِ على النَّحو الآتي : ”غاضت، بدائع، عَدَت، نكبة، غدا، القريضِ، رزيَّتَه، وتأوَّهت، غرر، أودى، سقام، مثقِّفُها، رائضُ، غديرُ، وأخيرًا ” أبو تمَّامٍ ” 0 والحقيقةُ أنَّ هذه الألفاظَ، أوذلك المعجمَ الُّلغويَّ بَدَأَ بالغيضِ واِنتهى بالارْتِواءِ، في ظِلِّ الحدائقِ والرِّياضِ، بمعنى أنَّهُ بدَأَ بالسَّلب وانتهى بالإيجابِ ، لأنَّ الماءَ رمزُ الحياةِ والبقاء، إذا ما غابَ الماءُ غابتِ الحياةُ وإذا حضر أقبلتِ الحياةُ 0

سادسًا : المعاني :
جاءت معاني تلك المقطوعةِ قويَّةً وعميقةً ؛ قويَّةً لأنَّها اِنطوت على دلالاتِ الرِّثاءِ، إذ يتشَكَّلُ الغيضُ، وتعدو الأيَّامُ، ويشكو القريضُ، وتتأوَّه القوافي بل غُررُها كذلكَ ، ويرمي الزَّمانُ الصَّحيحَ منها بدائِه ” السُِّقامِ ” ، ويودي مُثَقِّفُها بالهلاك، ويُرَوَّضُ صعبُهَا العسيرُ 0 وعميقَةً لأنَّها جَسَّدت سياقَ الرِّثاء تمامًا، وعمَّقت آثارَهُ تراتبًا من الأدنَى إلى الأعلى ،حيث بَدأت بالغيضِ ومرَّت بالسُِّقامِ وَاِنتهت بالإيداءِ أو الهلاكِ 0 وهذا بالطَّبعِ يعكسُ فطنةِ الشَّاعرِ وقدرَتَهُ على صوغِ سياقٍ تراجيديٍّ مُحْزِنٍ ، على إثر وفاة الشَّاعرِ الكبيرِ ” أبي تمَّامِ ”0

- سابعًا : الأسلوبُ :
- النَّاظِرُ للوهلة الأولَى إلى هذه المَقطوعة الشِّعريَّة يلحظُ أنَّ أسلوبَها قد جاء في جملَتِهِ وتفصيلِهِ خبريًّا ، حيثُ اِعتمدَ في منطلقاتِهِ التَّركيبيَّة الجُمَلَ الخبريَّةَ، الَّتي تتشَكَّلُ عبرَ الأفعال الماضية والمضارعَة معًا، وإن مالت إلى الأفعالِ الماضيةِ وفقًا لسياقِ الرِّثاءِ نفسِهِ ، حيثُ يميلُ السِّياقُ في جملَتِهِ وتفصيلِهِ إلى الماضي ومآثِره بالنِّسبَةِ للمَرثِيّ 0 من هذه الجملِ الخبريَّةِ :
1- ” غَاضَتْ بَدَائِعُ فِطنةِ الأوهامِ ” 0
2 – ” وَعَدَتْ عَلَيْهَا نَكْبَةُ الأيَّامِ ” 0
3 – ” وَغَدَا القَرِيضُ ضَئيلَ شَخْصٍ بَاكِيًا ” 0
4 – ” يَشْكُو رَزِيَّتَهُ إِلَى الأقْلامِ ” 0
5 – ” وَتَأَوَّهَتْ غُرَرُ القَوَافِي بَعْدَهُ ” 0
6 – ” وَرَمَى الزَّمَانُ صَحِيحَهَا بِسُِقَامِ ” 0
7 – ” أَوْدَى مُثَقِّفُهَا وَرَائِضُ صَعْبِهَا00 وغَدِيرُ رَوْضَتِهَا أَبُو تَمَّامِ ” 0
إِنَّ هذه الجملَ السَّبع ،بلِ الثَّماني السَّابقةَ هي جملٌ فعليَّةٌ خبريَّةٌ بالدَّرجة الأولى ، وهي في واقع الأمر تَشملُ سبعة أشطرٍ شعريَّة ، أمَّا الشَّطرُ الثَّامنُ - المُكمِّلُ للأبياتِ الأربعَة – فهو جملةٌ اِسميَّةٌ ويَدخل هُوَ الآخرُ في عِدادِ الخبَرِ ، وهذا يشيرُ إلى أنَّ الشَّاعرَ يُريدُ الإخبارَ بجملَة أفعالِهِ الخبريَّةِ المُتنوِّعَةِ المتعدِّدَةِ عن حالِهِ مع الشَّاعرِ والعكس تماما

- ثامنًا : الفعلُ الماضي :
لقد أكثرَ الشَّاعرُ ” عليُّ بن الجَهِم “ من توظيفِ الفعلِ الماضي – بعد إيرادِهِ لَهُ – إِكثارًا لافِتًا للنَّظَرِ، يُعَبِّرُ بِقُوَّةٍ عن رؤيةٍ فنِّيَّةٍ جادَّةٍ تِجاهَ هذا الشِّاعر المرثيِّ ” أبي تَمَّامٍ ” ، إِذ إِنَّهُ في سياقِ الرِّثاءِ، والرِّثاءُ بدورِهِ يُنَقِّبُ عن محاسن المَيِّتِ، مهما كان اِسمُهُ أو شَخْصُهُ أو دورُهُ ، لأنَّ التَّنقيبَ عنها في الحاضِرِ ليسَ أمرًا منطقِيًّا ، من هنا نلحَظُهُ مُتَّكِئًا على الماضي لِيُقَدِّمَ لنا فعلاً ، بل جملَةً من الأفعالِ الماضيةِ المُؤثِّرةِ والمتنوِّعةِ ، تُشيرُ في مُجمَلِهَا – على تنوُّعِهَا الدِّلاليِّ – إلى ذكرِ فضائلِ ” أبي تَمَّامٍ ” ، نَلمسُ ذلك في قولِهِ :
” غَاضَتْ، عَدَتْ، غَدَا، تَأَوَّهَتْ، رَمَى، أََودَى ”
إنَّ هذه الأفعالَ السَّابقةَ في جملَتِهَا – وَإِنْ لم يَتَّصِلْ بعضُها مباشرةً إلى الشَّاعرِ -؛ فَإِنَّهَا تُلَمِّحُ من بعيدٍ إلى أثَرِهِ وتأثيرِهِ ، إِذْ قَلَّتِ البدائِعُ الشِّعريَّةُ ، ومن أجلِهِ عَدَتْ نَكْبَةُ الأيَّامِ 0000 إلى آخرِ كُلِّ ذلك من دلالاتِ الماضي الإيجابيِّ الفاعلِ لذلكَ الشَّاعر الكبيرِ المُتَوَهِّجِ ” أبِي تَمَّامِ ”

تاسِعًا : الفعلُ المُضارعُ :
أشرنا في النُّقطةِ السَّابقَة إلى أنَّ الفعلَ الماضيَ قد تغَلَّبَ بحدَثِهِ ” المُنقضي ” على الحاضر، وهذا يَنُمُّ عن ميلِ الشَّاعرِ ” عليِّ بنِ الجَهمِ ” للمَآثِــــــــرِ الماضيةِ – كأمرٍ بَدَهِيٍّ – للمَرْثِيِّ
” المُتَوَفَّى ” ، لَكِنَّ هذا الفعلَ ” يشكو ” يُمَثِّلُ هنا حالةَ الحاضِرِ أو سِيَاقِهِ، وسياقُهُ هنا ليسَ من المَرْثِيِّ مباشرةً – في شَخْصِهِ أو اِسمِهِ -، وإنَّما من القريضِ، الَّذي لا يَــــــــــزَالُ يبكِي الشَّاعرَ المَرثِيَّ، وبُكَاؤُهُ هنا أودَى بِهِ إلى الشَّكوى، وشَكوَى المُصيبةِ للشَّاعرِ المَادِحِ بِوْجْهٍ خَاصٍّ

- عاشِرًا : الصُّورةُ البيانيَّةُ :
- تَجِيءُ الصُّورةُ البيانِيَّةُ هنا متنوِّعةً إلى حَدٍّ ما، على النَّحو الآتي : الصُّورةُ الأولَى : تتجَلَّى تلك الصُّورةُ في قولِ الشَّاعرِ ” غَاضَتْ بَدَائِعُ فَطْنَةِ الأوْهَامِ ”، فتلك صورةٌ اِستعاريَّةٌ ” مكْنِيَّةٌ ” حيثُ شَبَّهَ الشَّاعرُ ” البدَائِعَ ” قصائدَ ” أبي تَمَّامٍ ” بالماءِ، وحذفَ المُشبَّهَ بِهِ، وجاءَ بِإحدَى لَوَازِمِهِ ؛ وهي الغَيضُ، أو القلَّةُ، أو الحَبسُ، وهي صورةٌ ” مَكْنِيَّةٌ ” تلتزم التَّجسيمَ؛ لأنَّ الشَّاعرَ قد جعلَ للبدَائِعِ جسمًا 0
- الصُّورةُ الثَّانيةُ : تظهرُ تلك الصُّورةُ في قولِ الشَّاعرِ ” وَعَدَتْ علَيْهَا نكْبَةُ الأيَّامِ ” ، وتلك صورةٌ اِستعاريَّةٌ ” مكنيَّّةٌ ” ، حيثُ شبّهَ الشَّاعرُ نكبةَ الأيَّامِ بِإِنسانٍ أو كائنٍ حَيٍّ ، وحذفَ المُشبَّهَ بِهِ ، وجاءَ بإحدَى لوَازِمِهِ ، وهي ” العَدْوُ ” ، وقد مالت تلك الصُّورةُ إلى ” التَّشخيصِ ”
- الصُّورةُ الثَّالثَةُ : تبدو تلكَ الصُّورةُ في قولِ الشَّاعرِ ” وَغَدَا القَرِيضُ بَاكِيًا ”، فهذه صورةٌ اِستعارِيَّةٌ ” مكنيَّةٌ ” ثالثةٌ، حيثُ شبَّهَ الشِّاعرُ
” القريضَ ” بِإِنسانٍ يبكي وحذفَ المشبَّهَ بِِهِ، وجاء بِإِحدَى لَوَازِمِهِ، وهي البُكاءُ 0وتلتزمُ تلك الصُّورةُ عنصرَ التَّشخيضِ، لأنَّ البكاءَ – كما يقولُ علماءُ الإنسانيَّةِ - صِفةٌ من صفاتِ الكائنِ الحيِّ ، والإنسانِ منه بشكلٍ خاصٍّ 0
- الصُّورةُ الرَّابعةُ :تتشكَّلُ تلك الصُّورةُ في قولِ الشَّاعرِ ” يشكو رَزيَّتَهُ ” – يقصدُ القريضَ - ،إذ شبَّهَ الشَّاعرُ القريضَ بِإنسانٍ شَاكٍ ، وحذف المُشَبَّهَ بِهِ ، وجاءَ بِإحــــــدى لوازمِه ِ، وهي الشَّكوَى ، وتلكَ صورة
” تشخيصيَّةٌ ” 0
- الصُّورةُ الخامسَة : تظهَرُ تلك الصُّورةُ في قولِ الشَّاعرِ ” إلى الأقلامِ ”، فتلكَ صورةٌ بيانيَّةٌ ” مجازِيَّةٌ ” تغدو – تحديدًا – مجازًا مُرسلاً،علاقتهُ الجزئيَّة من جهةٍ، والسَّببيَّة من جهةٍ أخرَى، إذ راح يعبِّر بالجُزْء عن الكلِّ ، لأنَّ الأقلام رمزٌ للادباء والكُتَّابِ وجزءٌ لا يتَجَزَّأُ من كتابتِهِم 0
- الصُّورةُ السَّادسَةُ : تتشكَّلُ تلكَ الصُّورةُ في قولِ الشَّاعرِ ” وَتَأَوَّهَتْ غُرَرُ القَوَافِي بعدَهُ ” ، وتلك صورةٌ اِستعاريَّةٌ ” مَكْنِيَّةٌ ” ، حيثُ شَبَّهَ الشَّاعرُ ” غُرَرَ القَوَافِي ” بالإنسانٍ ، وحذف المُشبَّهَ بِهِ ” الإنسان ” ، وجاءَ بِإحدَى لَوَازِمِهِ وهي ” التَّأَوُّهُ ” التَّوجُّعُ ، وقد مالت تلك الصُّورةُ إلى التَّشخيصِ كذلك 0
- الصُّورةُ السَّابعَةُ : تتشَكَّلُ في قولِ الشَّاعر ” وَرَمَى الزَّمانُ صحِيحَهَا بِسُِقَامِ ”،تلك صورة استعاريَّةٌ ” مركَّبَةٌ ”،فهي أوَّلاً : استعارةٌ ” مكنيَّةٌ ” ،وهي ثانيًا : استعارةٌ ” تصريحيَّةٌ ”0 هي ” مكنيَّةٌ ” لأنَّ الشَّاعر هنا شبَّهَ الزَّمانَ بـ “ إنسانِ ” وحذف ” الإنسانَ ”، وجاءَ بإجدى لََوَازِمِهِ وهي الرَّميُ، وهي ” تصريحيَّةٌ ” لأنَّ الشَّاعرَ شَبَّهَ (المَرْمِيَّ ) أي الشَّيء الَّذي يُرْمَى بـ ” السُِّقامِ ” الدَّاءِ، وحذف المُشَبَّهَ، وذكرَ المشَبَّهِ بِهِ ” السُِّقامَ ” صراحةً 0 وتلكَ الصُّورةُ المُرَكَّبةُ مالت إلى التجسيمِ والتَّشخيصِ معًا 0
- الصُّورةُ الثَّامنةُ :تتمَثَّلُ تلكَ الصُّورةُ في قولِ الشَّاعرِ“ وغَدِيرُ رَوْضَتِهَا أَبُو تَمَّامِ ”، تلكَ صورةٌ تَشبيهِيَّةٌ ” بليغَةٌ ”، حيثُ شَبَّهَ الشَّاعرُ ” اِبنُ الجَهِمِ ” أَستاذَهُ ورَفِيقَ دَرْبِهِ ” أَبَا تَمَّامٍ ” بِغديرِ الماءِ المُتَساقطِ ، الَّذي يعلو ربوةً منيفةً، وحذفَ أداةَ التَّشبيهِ مُبالغَةً ، ووجْهُ الشِّبَهِ بينَهُمَا ” الإحياءُ ” 0 لأنَّ ” أَبَا تَمِّامٍ ” يغدو مَوردَ ماءٍ للشِّعرِ ،إذ يرويهِ برُوحِهِ وفَنِّهِ ولُغَتِهِ وإبداعِهِ المُتَفَرِّدِ 0 وأنَّ الغديرَ – كما هو معلومٌ – مَوْرِدُ ماءٍ للرَّوضَةِ ، إِذ يروي، بل يُغّذِّي نبتَها وثمارَها و عشبَهَا ويُزَيِّنُهَا كذلك 0

- أحدَ عشر : المُحسِّن البديعِيُّ :
1– الجِناسُ النَّاقصُ :
- ظهرَ ذلك ” الجِناسُ النَّاقصُ ” بِدَورِهِ في الدَّوالِّ الآتية :
- ” الأوهام : الأيَّام ”، و ” أقلام : سُِقام ”، و“ صَعبها : صحيحَها ” 0إِنَّ جملةَ هذهِ الجناساتِ ” النَّاقصةِ ” تعطي جرسًا موسيقيَّا متناغِمًا وعاليًا ، لأنَّ مُعظَمَها اِنتهى بِرَوِيِِّ ” الميمِ المَكسورة ”، وهو من الأصواتِ الشَّبيهةِ بأصواتِ الِّلينِ والمّدِّ، لِيجيءَ البعدُ الموسيقِيُّ العالي متوافِقًا مع حالةِ الانكسارِِ الَّتي يعيشُها الشَّاعرُ بوفاةِ ” أبي تَمَّامٍ ”، فكسرُ الرَّويِّ يعطي دلالةَ الانكسارِ للشَّاعرِ الرَّاثي ، وصوتُ الميمِ كصوتٍ جهوريٍّ ممتَدٍّ يعلي من حالةِ الهَياجِ بل الصُّراخِ الَّتي انتابت الشَّاعرَ على مرثِيِّهِ ” أبي تَمَّام ” 0

2 – الطِّباقُ :
يبدو الطِّباق هنا في صيغةِ واحدة ” صحيحها : سُقام ” والحقُّ أنَّ هذا الطِّياقَ وإِنْ أبــــرزَ الدِّلالَتينِ المُتقابلَتَينِ
( الصِّحَّة / المرض أو السُّقام )، لَيُبينُ عن سياقِ الرِّثاءِ إِبانَةً دالَّةً، إذ لا تتكَشَّفُ دلالةُ هذا السِّياقِ ” التِّراجيديِّ ” إلاَّ بِحضُورِ هذا الطِّباقِ ، كما أنَّهُ يُحدثُ في الوقتِ نفسِهِ جرسًا موسيقيًّا خفيفًا ومقبولاً ، يستقطبُ صوتَ أو صياحَ تلك المأساةِ 0

اِثنا عشر : صيغةُ المبالغةِ :
- لقد أكثرَ ” اِبنُ الجهِمِ ” من صيغِ المبالغة، نلمسها في قولِهِ : ” القريض، ضئيل ، صحيح ، غدير ، سُِقام ” ، يضافُ إلى كُلِّ ذلك ” فِطْنَة – ونكبة – ومَثَقِّفُهَا ” ، فضلاً عن الفعلِ الماضي المُضَعَّفِ ” تَأَوَّهَتْ ”، لِيبدُوَ كلُّ ذلك سبيلاً إلى المبالغةِ في تصويرِ المأساة وتجسيدِهَا، ومن ثَمَّ الإحساس بالصِّدقِ في توصيلِ الرِّسالة الشِّعرِيَّةِ الهادفة0

- ثلاثَةَ عشرَ : صيغُ الجمعِ :
حاولَ الشَّاعرُ ” ابنُ الجَهِمِ ” أَنْ يُعَمِّقَ الإحساسَ بِمأساتِهِ في الشَّاعر ” أبي تَمَّامٍ ”؛ لِذَا وجدناهُ يكثرُ من صيغِ الجمعِ، نلمسُ ذلك في قولِهِ :
” بَدَائع ، أوهام ، أيَّام ، أقلام ، غُرر ، قوافي ”، فكلُّ هذه الجموعِ على تنوُّعها ، تكثِرُ بل تُكبرُ من حجمِ المأساةِ ، وكأَنَّهُ هنا يُصَوِّرُها مُشركًا معهُ القارئَ أو السَّامعَ أو المتلَقِّي، ويكشف بالتَّالي لَهُ عن حجمِها أو درجتِهَا الَّتي تتكاثرُ في صيغِ الجمعِ، بل في صيغِ مُنتَهى الجُمُوعِ ، بشكلٍ خاصٍّ ، ويتزايدُ حجمُهَا وطبيعَتُهَا ودرجتُها بتزايُدِ الجمعِ نفسِهِ على المستوى الكَمِّيِّ ” العَدَدِيِّ ” مــــــــرَّةً ، وعلى المُستوى البِنائيِّ ” الَّلَفظِيِّ ” مَرَّةً أخرى
 
قديم 2010- 5- 17   #19
تعابير طفله
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 36903
تاريخ التسجيل: Sat Oct 2009
المشاركات: 163
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 100
مؤشر المستوى: 65
تعابير طفله will become famous soon enoughتعابير طفله will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
تعابير طفله غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

يعطيك العافيه اختي
 
قديم 2010- 5- 17   #20
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 38
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 135
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: مقرر التذوق الأدبي

مشكورة يالغلا على المجهود ^_^
 
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقرر, الأدبي, التذوق

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اللقاء المباشر لمادة التذوق الادبي الفيصلاوي المستوى الأول - كلية الأداب 21 2010- 5- 27 08:38 PM
ملزمة التذوق .. بشكلها المكتمل والمنسق ،، رحـآل المستوى الأول - كلية الأداب 28 2010- 5- 16 08:39 PM
التذوق الادبي البحث النهائي سنه تحضيريه جغرافيااا مجنونتها منتدى كلية الآداب بالدمام 1 2010- 5- 9 10:30 PM
وش حذف لكم دكتور التذوق الادبي من الملزمه الترم الاول ؟؟؟؟؟؟؟ Saudi Girl المستوى الأول - كلية الأداب 5 2010- 5- 9 02:52 AM
تقسيم الدرجات بمادة النقد الأدبي الحديث عربية منتدى كلية الآداب بالدمام 5 2010- 4- 28 03:25 AM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 12:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه