|
منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات . |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#11 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
بانَتْ سُعادُ فَقَلبي اليومَ مَتْبول
مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ وما سعادُ غَداةَ البيْنِ إذ رَحَلوا إلاّ أَغَنُّ غَضيضُ الطَّرْفِ مَكْحولُ ------------------------------- بانت : فارَقَتْ . متبول : متيم مذهول . مكبول : مقيد أغن :(الأغنُّ ) من الغزلانِ وغيْرِها: الذي في صوْتِهِ غُنَّةٌ، والغنَّةُ: صوتٌ يخرجُ من الخياشيم. (غضيضُ الطرْفِ)؛ أيْ: فاتِرُهُ. والغضُّ: الكسرُ والفتورُ، وغضيضٌ بمعنى مغضوضٍ. ( مكحولٌ ) بمعنى أنَّ حدقةَ [ العينِ من ] الغزالِ كُلِّها سوداءُ ليسَ فيها بياضٌ، ومعناهُ أنَّهُ يُشَبِّهُ المرأةَ بالغزالِ. تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ كأنّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ ------------------------------- ( تجلو ) من قولهم: جلوتُ السيفَ وغيرَهُ، أجْلُوهُ جَلْواً وجِلاءً، إذا أزلتُ عنهُ الصَّدَأَ. ( والعوارضُ ): ما بعدَ الأنيابِ من الأسنانِ، وهيَ الضواحكُ . ( والظَّلْمُ ): ماءُ الأسنانِ، وقيلَ: رِقَّةُ الأسنانِ وشِدَّةُ بَيَاضِهَا. ( ومَنْهَلٌ ) من قولهم: أنْهَلَهُ يُنْهِلُهُ إنْهَالاً إذا أوْرَدَهُ النَّهَلَ، وهوَ الشربُ الأوَّلُ. ( والراحُ ) الخمرُ ( ومعلولٌ ) من : عَلَّهُ ويَعُلُّهُ ويَعِلُّهُ، إذا أسقاهُ العللَ، وهوَ الشربُ الثاني بعدَ الأوَّلِ. شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماء مَحْنِيَةٍ صافٍ بأَبْطَحَ أَضْحى وهُوَ مَشْمولُ ------------------------------- شُجَّتْ : مُزجتْ، يقالُ: شجَجْتُ الخمرَ إذا مزَجْتُها، أشْتَجُّها شجًّا، وكذلكَ قَتَلْتُها أقتلُها قتلاً، كأنَّكَ كسَرْتَ حِدَّتَها بالماءِ. ( وذُو شَبِمٍ ): ذو بَرْدٍ، يعني ماءً بارداً، والشَّبَمُ: البردُ. والشَّبِمُ: الباردُ. ( ومحنيَةٌ ) مَفْعَلةٌ من : حنوتُ أحْنُو إذا عطفتُ ( والمحنيَةُ ): ما انعطفَ من الوادِي. ( وصافٍ ) من : صَفَا الماءُ ( لصفائِهِ من القَذَى ). ( والأبطحُ ) ما اتَّسعَ من بطونِ الأوديَةِ. ( والمشمولُ ) الذي أصابَتْهُ الشمالُ، وقولُهُ: ( وهوَ مشمولُ ) وصفَ الراحَ التي عُلَّ بها ظُلمُ هذهِ المرأةِ الموصوفةِ بأنَّها شُجَّتْ بماءٍ باردٍ صافٍ قدْ ضَرَبَتْهُ الشمالُ في أبطُحِ وادٍ فهوَ أبْرَدُ لهُ وأصفَى. تَجْلو الرّياحُ القَذى عنهُ وأَفْرَطَهُ مِن صَوْبِ سارِيَةٍ بيضٌ يَعالِيلُ ------------------------- القذى : الكدر, يعني: أنَّ الرياحَ تكشفُ عنهُ ما يعلوهُ وتُصَفِّيهِ. وأفْرَطَهُ يحتملُ وجهَيْنِ؛ أحدُهما: أنْ تكونَ من قوْلِهم: أفْرَطْتُ القربةَ إذا ملأْتُها، وغديرٌ مُفْرطٌ، والصوبُ: مصدرُ : صابَ الغمامُ، صوباً، والساريَةُ: السحابةُ التي تسري ليلاً. والغاديَةُ: التي تغْدُو نهاراً. وقولُهُ: ( بيضٌ يعاليلُ )، يعني: سحائبُ بيضاءُ رِوَاءٌ، ومنهُ قولُهم: ثوبٌ يعلولُ، إذا عُلَّ بالصبغِ وأُعِيدَ عليهِ مرَّةً بعدَ أخرى. هذا أحسنُ ما يحتمِلُهُ هذا الموضعُ، وما يُقَالُ في تفسيرِ (يَعَالِيلُ): إنَّها السحائبُ البيضُ [ الرِّوَاءُ ] يا ويْحَها خُلَّةً لو أنّها صَدَقَتْ مَوْعودَها أو لَوَ انَّ النُّصْحَ مَقْبولُ -------------------------------- والخلة: الصديقة، لو أنها صدقت موعودها : أي: صدقت مَن واعدته، أو صدقت في وعدها. يا ويْحَها خُلَّةً لو أنّها صَدَقَتْ مَوْعودَها أو لَوَ انَّ النُّصْحَ مَقْبولُ -------------------------------- والخلة: الصديقة، لو أنها صدقت موعودها : أي: صدقت مَن واعدته، أو صدقت في وعدها. لكِنَّها خُلَّةٌ قد سِيطَ مِن دَمِها فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخْلافٌ وتَبْديلُ ---------------- والخلة: الصديقة . سيط أي: خلط . والفجع: الإصابة بالمكروه. والَوْلع: الكذب. . فما تَدومُ على حالٍ تكونُ بها كما تَلَوَّنُ في أَثْوابِها الغولُ وما تَمَسَّكُ بالوَصْلِ الذي زَعَمَتْ إلاّ كما تُمْسِكُ الماءَ الغَرابيلُ --------------- والغول: كل ما اغتال الإنسان فأهلكه، وهي نوع من الشياطين، أو حيوان كان يتخيله الجاهليون يتلوَّن بألوان متعددة في الصحراء، فيضل من يتبعه، الغرابيل: جمع غربال، والغربال: آلة تُفرز بها الحبوبُ، فيعزل الجيد المتماسك من الرديء المتهافت، وكانت معروفةً هذه الآلة في البيئة الريفية إلى عهد قريب، ولعلها ما تزال موجودةً، وبطبيعة الحال هذه الغرابيل لا تُمسك الماءَ، تمسك الحبوب لكنها لا تمسك الماء. كانت مَوَاعيدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلاً وما مَواعيدُها إلاّ الأَباطيلُ ----------------- عرقوب : عرقوب بن نصر من العمالقة. نزل بالمدينة قبل أن ينزلها اليهود بعد عيسى عليهالسلام . ( عرقوب: رَجُل عُرف عند العرب بإخلاف الوعد، وقالوا: إنه كان من خبره أنه وعد أخًا له بيثرب ثمرَ نخلةٍ، وقال له: ائتني إذا أطلع النخل، فلما أطلعَ، قال: ائتني إذا أبلح، فلما أبلح قال: ائتني إذا أزهَى، فلما أزهى قال: ائتني إذا أرطب، فلما أرطب -يعني: صار رُطبًا- قال: ائتني إذا صار تمرًا، فلما صار تمرًا جزَّه من الليل ولم يعطه شيئًا، فضربوا به المثل في خُلف الوعد ). أباطيل: جمع باطل على غير قياس . أرْجو وآمَلُ أنْ يَعْجَلْنَ في أَبَدٍ وما لَهُنَّ طَوالَ الدّهْرِ تَعْجيلُ فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ إنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْليلُ ----------------- لا تغترنَّ، والخطاب لنفسه: بما منتك به وجعلتْكَ تحلم به. أَمْسَتْ سُعاد بأرضٍ لا يُبَلِّغُها إلاّ العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسِيلُ أمست سعاد: أي: جاء المساء وقد حلت بأرض ما يبلغها إلا العِتاق النجيبات المراسيل لا يصل إلى أرضها إلا النوق العتيقة الأصيلة النجيبة، وليس يبلغها إلا ناقة قوية شديدة صلبة. العتاق: النوق الكريمة، والنجيات: السريعات، والمراسيل: الخفاف السهلة في السير. ولن يُبَلِّغَها إلاّ عُذافِرَةٌ فيهاعلى الأَيْنِ إرْقالٌ وتَبْغيلُ مِن كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرى إذا عَرِقَتْ عُرضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ ---------------------------------- عُذافرة : الناقة الصلبة العظيمة ، الأين : التعب ، الإرقال والتبغيل : ضربان من السير . نضّاحة : كثيرة رشح العرق ، الذّفرى : النقرة التي خلف أذن الناقة ، وهي أول ما يعرق منها ، عُرضتها : همتها وقوّتها على السفر ، طامس العلام : الدارس المتغير من العلامات التي يُهتدى بها . تَرمي الغُيوبَ بِعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهَقٍ إذا تَوَقَّدَتِ الحُزَّانُ والمِيلُ ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعَمٌ مُقَيَّدُها في خَلْقِها عن بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ --------------------------------- الغيوب : آثار الطريق التي غابت معالمها ، مُفرد : الثور الوحشيّ الذي تفرّد في مكان ، لهق : أبيض ، الحزّاز : الأمكنة الكثيرة الحصى الغليظة مفردها حزيز ، الميل : جمع ميلاء وهي العقدة من الرمل . مُقلّد : موضع القلادة من العنق ، فعمّ : ممتلئ ، مقيّدها : موضع القيد أي قوائمها ، بنات الفحل : الإناث من الإبل المنسوبة للفحل المعدّ للضراب ، يُشير إلى ضخامة جسمها كلّه ، وقوتها على السير . حَرْفٌ أَخوها أبوها مِن مُهَجَّنَةٍ عَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ يَمْشي القُرادُ عليها ثمَّ يُزْلِقُهُ منها لَبانٌ وأقْرابٌ زَهاليلُ ------------------- مهجنة : أخذت من إبل كريمة . وقيل : يعني ملاحا , الهاجن التي تحمل صغيرة . قوداء : طويلة العنق . شمليل : الخفيفة . لبان : الصدر . أقراب : خواصر . زهاليل : ملس . عَيْرانَةٌ قُذِفَتْ في اللّحْمِ عَنْ عُرُضٍ مِرْفَقُها عن بَناتِ الزُّورِ مَفْتولُ ---------------------- عيرانة : تشبه العير لصلابتها . قذفت : رميت ,وقيل قُذِفَتْ في اللّحْمِ : لم تحلب فهي تامة الخلق لم ينقصها الحلب . قُذِفَتْ في اللّحْمِ عَنْ عُرُضٍ : سمنت جدا. بنات الزور : عظام الصدر. المفتول : المدمج المحكم . كأنَّ ما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحَها منْ خَطْمِها ومِن اللّحْيَيْنِ بِرْطيلُ ---------------------- الخطم : الأنف . اللحييان : العظمان اللذان تنبت عليهما اللحية من الإنسان والحيوان . برطيل : المعول . تُمِرُّ مِثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ في غارِزٍ لم تَخَوَّنْهُ الأَحَالِيلُ ---------------------- تمرُّ: تمر بذنبها على ضرعها . غارز: الضرع . لم تخونه : لم تنقصه . الأحاليل : مجرى اللبن . يريد أنها لم تنتج فتُحلَب فيضر ذلك بقوتها . قَنْواءُ في حُرَّتَيْها للبَصيرِ بها عِتْقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ ------------------------ قنواء : في أنفها حدب , وهو عيب . حرتاها : أذناها . العتق : الكرم . تَخْدي على يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ ذَوابِلٌ وَقْعُهُنَّ الأرضَ تَحْليلُ سُمْرُ العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصى زِيَماً لم يَقِهِنَّ رُءُوسَ الأُكْمِ تَنْعيلُ ------------------------ تخدّي : تسرع ، يسرات : القوائم الخفاف ، ذوابل : ليست برهلة ، أراد أنها ضخمة . تحليل : تحلة القسم . العجايات : الأعصاب المتصلة بالحافر ، زيماً : متفرّقاً ، تنعيل: شد النعل على ظفر الدابة ليقيها الحجارة . الأكم : الأراضي المرتفعة . يوماً يَظَلُّ بِهِ الحِرْباءُ مُصْطَخِماً كأنَّ ضاحيهِ بالنّارِ مَمْلولُ كأنَّ أوْبَ ذِراعَيْها وقد عَرِقَتْ وقد تَلَفَّعَ بالقُورِ العَسَاقيلُ --------------------------- أوب : الرجوع وسرعة التقلب . تلفّح : اشتمل والتحف . القور : جمع قارة وهي الجبل الصغير . العساقيل : السراب . قالَ للقَوْمِ حادِيهِمْ وقد جَعَلَتْ وُرْقُ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصى قيلوا شَدَّ النَّهارِ ذِراعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ قامَتْ فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ ----------------------------------- قيلوا : من القائلة . شدّ النهار : ارتفاعه وشدة الحرارة . عيطل : الطويلة . نصف : المتوسطة في السنّ فتكون أقوى في حركتها . نكد : جمع نكداء وهي التي لا يعيش لها ولد , أو قليلات الأولاد , وقيل قليلات الخير . نَوَّاحَةٌ رَخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ ليسَ لها لما نَعى بِكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ ----------------------------------- نوّاحة : كثيرة النوح . رخوة الضبعين : مسترخية العضدين . تَفْري اللَّبانَ بِكَفَّيها ومِدْرَعُها مُشَقَّقٌ عَنْ تَرَاقِيها رَعابيلُ يَسْعى الوُشاةُ بِجَنْبَيها وقَوْلُهُمُ إنَّكَ يابنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتولُ ------------------------ تفري : تقطع . اللباب : الصدر . المدرع : القميص . رعابيل : جمع رعبول أي قطع متفرقة . وقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ آمُلُهُ لا أُلْفِيَنَّكَ إنّي عَنْكَ مَشْغولُ فَقُلْتُ خَلُّوا طَريقي لا أبا لَكُمُ فكلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ كلُّ ابنِ أُنْثى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ يوماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ --------------------------- الوشاة: جمع واش وهو من يزيد الكذب، ولا تأخذني: سؤال وتضرع. الفينك: أي لأكون معك لي شيء أولاً أنفعك فاعمل لنفسك (ويروى الهنيك). لا أبالكم تعبير قديم للدعاء والحث على إجابة الطلب - الآلة الحدباء: النعش: تأنيث الأحدب وقيل معناها الصعبة أو المرتفعة. أُنْبِئْتُ أنَّ رسولَ اللهِ أوْعَدَني والعَفْوُ عندَ رَسولِ اللهِ مَأْمولُ مَهْلاً هداكَ الذي أعْطاكَ نافِلَةَ الـقُرآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفْصِيلُ ---------------- أوعدني: هددني، وأهدر دمي. نافلة القرآن: عطية القرآن أي العطية المتطوع بها زيادة على غيرها لا تَأْخُذَنّي بأقوالِ الوُشاةِ ولمْ أُذْنِبْ ولو كَثُرَتْ عنِّي الأَقاويلُ لقدْ أَقومُ مَقاماً ما لو يقومُ بهِ أَرى و أسْمَعُ ما لو يَسْمَعُ الفيلُ --------------------- الأقاويل: الادعاءات الكاذبة. توهم الشاعر أن الفيل على ضخامته انه أشجع المخلوقات. أراد القول: إنني في موقف عصيب لو الفيل سمع ما أسمع أو رأى ما أرى لظل يرعد على شجاعته. لَظَلَّ يُرْعَدُ إلاَّ أنْ يَكونَ لهُ مِنَ الرّسولِ بإذنِ اللهِ تَنْويلُ حتى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُ في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قِيلُهُ القيلُ لَذاكَ أَهْيَبُ عندي إذْ أُكَلِّمُهُ وقِيلَ إنَّكَ مَسْبورٌ ومَسْؤولُ --------------------- قِيلُهُ القيلُ : أي قوله الصادق. مسبور: مبحوث عنك. مِن ضَيْغَمٍ من ضِراءِ الأُسْدِ مَخْدَرُهُ بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ يَغْدو فَيَلْحَمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما لَحْمٌ مِنَ القَوْمِ مَعْفورٌ خَرَاذيلُ -------------------------- ضيغم :مشتقة من الضغم وهو العض . مخدرة :مكانه. غيل :الشجر الملتف يلحم ضرغامين : يطعمهما اللحم . معفور : مطروح في التراب. خراذيل : مقطَّع . إذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُ أنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاّ وهو مَفْلولُ مِنْهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحْشِ ضامِزَةً ولا تَمَشَّى بِواديهِ الأَراجيلُ --------------------------------- يساور : يواثب . قرنا : بطلا . مفلول : مكسور. ضامزة :الساكتة , لا تجتر, أو الممسك الذي ضم فمه . الأراجيل : جمع رجل ولا يَزالُ بِواديهِ أخو ثِقَةٍ مُطَرَّحُ البَزِّ والدّرْسانِ مَأْكولُ --------------------------------- الدرسان :ثياب خلقان . إنّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُسْتَضاءُ بهِ مُهَنَّدٌ من سيوف اللهِ مَسْلولُ في عُصبةٍ من قريشٍ قال قائلُهُمْ ببطْنِ مكّةَ لمّا أسْلَموا زولُوا -------------------------------- المهند: من سيوف الهند وهي أفضل السيوف. العصبة: الفتية . وزولوا: أمر بالهجرة إلى المدينة المنورة. زالوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ عند اللّقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ ------------------------------- . أنكاس: جمع نكس وهو الضعيف. والكشف: جمع أكشف وهو الذي لا ترس معه في الحرب فينهزم ولا يثبت في المعركة. والميل: جمع أميل وهو الذي لا يثبت على السرج. والمعازيل: جمع معزال: وهو الذي لا سلاح معه أو الضعيف . شُمُّ العَرانينِ أبْطالٌ لَبوسُهُمُ من نَسْجِ داودَ في الهَيْجا سَرابيل بِيضٌ سَوابغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ كأنّها حَلَقُ الفقعاءِ مَجْدولُ --------------------------------- شم: جمع اشم وهو المرتفع العالي، والعرانين: جمع عرنين وهو ارنبة الأنف، وشم العرانين كناية عن الأنفة والعزة، والسرابيل: جمع سربال وهو الدرع والمقصود أنها من نسج داوود عليه السلام الذي لان له الحديد. بيض سوابغ: يعني الدروع السابغة الصافية، وشكت: أدخل بعض حلتها في بعض، والقفعاء: شجر له ورق وثمر مثل حلق الدروع. مجدول: محكم الفتل. يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ لا يَفْرَحونَ إذا نالَتْ رِماحُهُمُ قوماً ولَيْسوا مَجازيعاً إذا نِيلُوا -------------------------- الزهر: جمع ازهر وهو الأبيض والتنابيل: جمع تنابل وهو القصير، ويعصمهم: يمنعهم، وعرد: جبن وفر، والشاعر هنا يصف المهاجرين بطول القامة وبياض البشرة والرفق في المشي وهذا دليل الوقار. يفرحون: كثيرو الفرح، والمجازيع: جمع مجزاع وهو صيغة مبالغة. كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني وأمه كبشة بنت عمار بن عدي بن سحيم وهي من بني عبد الله بن غطفان. وهي أم سائر أولاد زهير سالم وبجير . ولد عند أخواله بني سحيم من غطفان وكان أكبر أولاد زهير . ويبدو أن كعباً كان على خلاف طبع أبيه ولم تسلم حياته من الاندفاع والنزوات. وكانت زوجته تلومه على تهوره واندفاعه . وقد عني والده بتربيته وتعليمه الشعر. فنهاه عن قوله بدء ذي بدء مخافة أن يكون لم يستحكم شعره فيروى له ما لا خير فيه . وأجمع الرواة على أن كعباً من فحول الشعراء ووضعه ابن سلام في الطبقة الثانية. قصيدة بانت سعاد. سبب نظمها وظروف إلقائها خرج كعب وبجير ابنا زهير بن أبي سلمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغا (أبرق العّزاف) وهو ماء لبني أسد. وكان كعب عازفاً عن الإسلام شديد العصبية والعناد لذا لم تدخل الدعوة الإنسانية إلى قلبه ولم ترقق من عصبيته وجفائه. فطلب إلى أخيه بجير أن يلحق بالرسول فينظر ما يقول على أن ينتظره كعب في المكان ذاته فقدم بجير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , وسمع منه وأسلم وبلغ ذلك كعباً فأنشد: ألا أبلغا عني بجيراً رسالة على أي شيء-ويب غيرك- دلكا على خلق لم تلف أما ولا أباً عليه ولم تدرك عليه أخاً لكا سقاك أبو بكر بكأس رديّة فأنهلك المأمون منها وعلكا فبلغت أبياته الرسول فأهدر دمه أقبل كعب إلى الرسول سنة تسع للهجرة إلى مسجد المدينة وأناخ راحلته بباب مسجد الرسول. وكان مجلس الرسول من أصحابه مكان المائدة من القوم، حلقة ثم حلقة وهو يحدثهم، فأقبل كعب حتى دخل المسجد فتخطى حتى جلس إلى الرسول فقال: يا رسول الله الأمان. قال من أنت؟. قال: كعب بن زهير.قال: أنت الذي يقول.. كيف يا أبا بكر؟ فأنشده حتى بلغ قوله : سقاك ابو بكر بكأس روية وانهلك المأمون منها وعلكا فقال رسول الله : مأمون والله. . |
![]() |
![]() |
#12 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
النقائض:
قال الفرزدق: إن الذي سمَكَ السماء بنى لنا بيتاً دعائمهُ أعزُّ وأطولُ بيتاً بناه لنا المليك , وما بنى حكَمُ السماءِ فإنهُ لا يُنْقَلُ بيتاً زرارةُ مُحْتَبٍ بفنائه ومجاشِعٌ وأبو الفوارس نهشَلُ يلِجونَ بيتَ مجاشعٍ وإذا احتبوا برزوا كأنهمُ الجبالُ المُثَّّل فنقض جرير هذا القول مرددا كثيرا من ألفاظه: أخزى الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الأسفلِ بيتاً يُحمَمَّم قينُكم بفنائه دنساً مقاعدُه خبيث المدخلِ إنَّ الذي سمك السماء بنى لنا عزاً علاك فماله من مَنْقَل ويقول الفرزدق: أحلامنا تزنُ الجبال رزانة وتَخالنا جناً إذا ما نجهلُ فيرد جرير بقوله: أحلامنا تزنُ الجبال رزانة ويفوقُ جاهلنا فعال الجُهَّلِ أبلغ بني وَقْيانَ أن َّ حلومهم خفَّت , فلا يزنون حبة خردلِ |
![]() |
![]() |
#13 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
تحليل أبيات لعلية بنت المهدي:
ليس خطب الهوى بخطب يسير ليس ينبيك عنه مثل خبير ليس أمر الهوى يدبر بالرأي ولا بالقياس والتفكير وقالت أيضا: أيا سروة البستان طال تشوقي فهل إلى ظل إليك سبيل وقالت أيضا: أليست سليمى تحت سقف يكنها وإياي هذا في الهوى لي نافع ويلبسها الليل البهيم إذا دجى وتبصر ضوء الفجر والفجر ساطع لقد أحكمت علية خطابها , معتمدة على إيحاءات اللغة , وليس على أدوات الفن البلاغي , إذ إن اللغة استقبلت خطابها فأضمرته , ثم سترت أسرارها , إذن هذا هو خطاب علية المضمر بمقصد يختبئ في قلب لغتها الشعرية . تقول: أليست سليمى تحت سقف يكنها وإياي هذا في الهوى لي نافع ويلبسها الليل البهيم إذا دجى وتبصر ضوء الفجر والفجر ساطع يتجلى الخطاب الأدبي من خلال مضمراته النفسية , ليظهر الفارق بين خطاب شاعر وشاعرة في موضوع فني كموضوع الغزل , إذ الشاعر كثيراً ما يخرج غزله إخراجا فاضحا , لأنه في صميم موضوعه الغزلي يبدو مفتخرا , وإذا ما تذلل للمحبوبة في موضع , بدا في موضع آخر متحدثا عن رجولته وعنفوانه وبطولته , ليقول من خلال غزله إنه مع جسارته وثبات قدمه في ساحات الوغى , سرعان ما يهوي في الحب فيكون ذليلا للحبيب , إنها الطبيعة التي تتطلب منه أن يكون لينا في موضع ومتصلبا في موضع آخر , ليكون في الحالين باسلا بطلا مفتخرا بكل ذلك . أما المرأة فلا يعنيها من هذه المعاني شيئا , لأنها لا تتغزل لكي تفخر كما يفخر الرجال , ولا تبوح بأسرار الحب لكي تتحدث عن بطولة تستلزمها المغامرة في هذا الباب أو ذاك , بل تتغزل لتعبر عن حريتها , وتتغزل لتتكلم عن أنوثتها , ثم تتغزل لتدافع عن كينونتها في الوجود , تريد أن تقول من خلال غزلها ؛ إنها موجودة كائنة حرة , وهذا فحوى ما ينطوي عليه خطابها في الغزل وفي غير الغزل , أليس الفن يحمل ذكرى وجود الفنان , إذن الشاعرة تريد من خلال غزلها أن تحفظ ذكراها في الوجود , ووجودها يكمن في إحساسها بالاطمئنان , وليس هناك سبب يدعوها للطمأنينة مثل أن تركن إلى حبيبها بعد أن يتوشح عالمها بليل مدلهم , وقد أوت إلى بيت آمن مع حبيب تلبسه ويلبسها كما يلبس الليلُ العالم , وهذا مؤدى قولها في البيت :(ويلبسها الليل البهيم إذا دجى). وتأويل الدلالة هنا يستلزم إعادة تعيين الوظائف , وترتيب العلاقات , فمن هي سليمى التي تتكلم عليها هنا , نحن نظن أنها تكني بها عن نفسها , ثم من هو الليل المدلهم , ونرجح هنا أنه الخادم , إذ استعارت له اسم الليل لأنها لا تستطيع أن تظهره للناس , فهو ليل مستور ومجهول , وإذا ما تحقق اللقاء به , لا تكترث بعد ذلك إذا طلع الصبح , وهنا دلالة تحيل على الحرية , بمعنى أنها ظفرت بمطلبها لا يعنيها بعد ذلك انكشاف أمر العلاقة بينها وبين حبيبها. |
![]() |
![]() |
#14 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
تحليل أبيات من قصيد بشار بن برد:
جَـفا وِدُّهُ فَـاِزوَرَّ أَو مَـلَّ صاحِبُه وَأَزرى بِــهِ أَن لا يَـزالَ يُـعاتِبُه خَـليلَيَّ لا تَـستَنكِرا لَوعَةَ الهَوى وَلا سَـلوَةَ المَحزونِ شَطَّت حَبَاِئبُه إِذا كُـنتَ فـي كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً صَـديقَكَ لَـم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه فَـعِش واحِـداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ مُـقارِفُ ذَنـبٍ مَـرَّةً وَمُـجانِبُه إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى ظَـمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه تحليل الأبيات : - افتتح القصيدة بحديثه عن الصداقة الذي حوله بشار من معنى ضيق كان يتردد بين أطواء قصائد الشعراء الجاهليين . - كان بشار ينزع إلى التعبير عن ذاته , مدركا بذلك أن ثمة منطقا للجديد يفرض نفسه ليأخذ مكانه بجانب القديم على الدوام , وقد تنبه النقاد على هذه الناحية فقالوا إن بشارا آخر القدماء وأول المحدثين . |
![]() |
![]() |
#15 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
الملحمة في الشعر العربي المتنبي أنموذجا
يذكر الباحثون أن الشعر العربي بطبيعته غنائي, ينحل عن العواطف الذاتية والمشاعر الشخصية, فهو لهذا السبب معرض لخطرات الوجدان وتأملات النفس, وقلما يخطر ببال الشاعر العربي أن يحول نشيده الشعري إلى باب يتصل بعواطف الجماعة وآمال الأمة, أو يعرضه للخوض في غمار التصارع أو الكفاح الذي تخوضه الجماعات حفاظاً على وجودها, كما أن الشعر العربي عند كثير ممن تأمل هذه الناحية لم يعمد إلى ذكر سير الأبطال وسرد الأحداث الكبار التي هزت تاريخ الأمة, من أجل ذلك قالوا إن العرب لم تعرف الملحمات الشعرية التي عرفتها سائر الأمم كاليونان والفرس والهند, وحجتهم في ذلك أن الشعراء العرب لم ينجزوا نصوصاً طويلة تنطوي على الصراع من أجل الوجود, ولم يعرفوا تلك التقنية الفنية التي تتسم بها الملحمات عامة. والواقع أن المتنبي من الشعراء القلائل الذين تركوا قصائد شبيهة بالملحمات الشعرية من حيث الموضوع لا من حيث الشكل, فالمتنبي كغيره من شعراء العربية لم يقل شعراً قصصياً يبلغ من الطول ما بلغته الملحمات الشعرية, لكنه قد أسهم في رسم صور للصراع بين العرب والأمم الأخرى كما هو الشأن في ميميته المشهورة التي يقول فيها : وتأتي على قَدْرِ الكرامِ المكارمُ 1. على قَدْرِ أهل العزم تأتي العزائمُ وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائم 2. وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها وقد عجزت عنهُ الجيوش الخضارم 3. يكلِّف سيفُ الدّولةِ الجيشَ همَّهُ وذلك ما لا تدَّعيه الضَّراغم 4. ويطلبُ عند الناس ما عند نفسِهِ نسُورُ الملا أحداثُها والقشاعمُ 5. يُفدِّي أتَمُّ الطّيرِ عمراً سلاحَهُ وقد خُلقتْ أسيافُهُ والقوائم 6. وما ضرَّها خَلْقٌ بغيرِ مخالبٍ وتعلمُ أيُّ الساقيينِ الغمائمُ 7. هل الحَدَثُ الحمراءُ تعرفُ لونَها فلَّما دنا منها سقتْهَا الجماجمُ 8. سقتها الغمامُ الغُرُّ قبلَ نزولِهِ وموجُ المنايا حولَها متلاطمُ 9. بناها فأعلى والقنا تقرعُ القنا ومن جثث القتلى عليها تمائم 10. وكان بها مثلُ الجنونِ فأصبحت على الدِّينِ بالخطِّيّ والدَّهرُ راغمُ 11. طريدةُ دهرٍ ساقها فرددتها وَهُنَّ لما يأخذنَ منكَ غوارمُ 12. تُفيتُ اللّيالي كلَّ شيءٍ أخذتَهُ مضى قبلَ أن تُلقى عليه الجوازمُ 13. إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً وذا الطّعنُ آساسٌ لها ودعائم 14. وكيفَ تُرَجِّي الرُّومُ والرّوسُ هدمَهَا فما ماتَ مظلومٌ ولا عاشَ ظالمُ 15. وقد حاكموها والمنايا حواكمٌ سروا بجيادٍ ما لَهُنَّ قوائمُ 16. أتَوْكَ يجرونَ الحديدَ كأنَّهم ثيابُهُمُ من مثلِها والعمائمُ 17. إذا بَرقُوا لم تُعْرَفِ البيضُ مِنْهُمُ وفي أُذُنِ الجوزاءِ منهُ زمازمُ 18.خميسٌ بشرقِ الأرضِ والغربِ زحفُهُ فما تُفْهِمُ الحُدّاثَ إلا التراجِمُ 19. تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لَسْنٍ وأُمَّةٍ فلم يبقَ إلا صارم أو ضُبَارِمُ 20. فللهِ وقتٌ ذوَّبَ الغِشَّ نارُهُ وفرَّ من الأبطال من لا يُصَادِمُ 21. تقطَّعَ ما لا يقطعُ الدرعَ والقنا كأنَّكَ في جَفْنِ الرَّدى وهو نائمُ 22. وقفتَ وما في الموتِ شكٌّ لواقفٍ ووجهُكَ وضَّاحٌ وثغرُكَ باسمُ 23. تَمُرُّ بكَ الأبطالُ كلمى هزيمةً إلى قولِ قومٍ أنتَ بالغيبِ عالمُ 24. تجاوزتَ مقدارَ الشَّجاعةِ والنُّهى تموتُ الخوافي تحتها والقوادمُ 25. ضممتَ جناحيهم على القلبِ ضمَّةَ وصار إلى اللّباتِ والنصرُ قادمُ 26. بضربٍ أتى الهاماتِ والنّصرُ غائبٌ وحتّى كأنَّ السّيفَ للرّمحِ شاتمُ 27. حقرتَ الرُّدينياتِ حتّى طرحتَهَا مفاتيحُهُ البيضُ الخِفَافُ الصوارم 28.ومن طلبَ الفتحَ الجليلَ فإنّما كما نُثِرَتْ فوقَ العروسِ الدّراهم 29. نثرتَهُمُ فوقَ الأُحَيْدِبِ نثرةً وقد كَثُرتَ حولَ الوكورِ المطاعمُ 30. تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرا بأُمَّاتها وهي العتاقُ الصلادمُ 31. تظن فراخُ الفُتْخِ أنَّكَ زرتها كما تتمشَّى في الصعيدِ الأراقم 32. إذا زَلِقَتْ مشَّيتَها ببطونها قفاهُ على الإقدام للوجه لائمُ 33. أفي كلّ يومٍ ذا الدُّمُسْتُقُ مُقْدِمٌ وقد عرفت ريح الليوث البهائم 34. أينكرُ ريحَ الليث حتى يذوقه وبالصهر حملات الأمير الغواشم 35. وقد فجعته بابنه وابن صهره بما شغلتها هامُهم والمعاصمُ 36. مضى يشكرُ الأصحابَ في فوته الظبا على أنَّ أصواتَ السيوف أعاجمُ 37. ويفْهَمُ صوتَ المشرفيةِ فيهمُ ولكنَّ مغنوماً نجا منكَ غانمُ 38. يُسرُّ بما أعطاكَ لا عن جهالةٍ ولكنَّكَ التوحيدُ للشرك هازمُ 39. ولستَ مليكاً هازماً لنظيره وتفتخرُ الدنيا به لا العواصمُ 40. تشرَّف عدنانٌ به لا ربيعةٌ فإنّك معطيِه وإنّي ناظمُ 41. لك الحمدُ في الدُّرِّ الذي لي لفظُهُ فلا أنا مذمومٌ ولا أنت نادمُ 42. وإنّي لتعدو بي عطاياكَ في الوغى إذا وقعتْ في مسمعيه الغماغم 43. على كلّ طيارٍ إليها برجلِهِ ولا فيكَ مُرتابٌ ولا منكَ عاصمُ 44. ألا أيَّها السيفُ الذي لستَ مغمداً وراجيكَ والإسلامِ أنّكَ سالمُ 45. هنيئاً لضرب الهام والمجد والعُلا وتفليقُهُ هامَ العدا بكَ دائمُ 46. وَلِمْ لا يقي الرّحمن حدَّيك ما وقى النص يشكّل النّص في عمومه بنية تؤسس في الأدب العربي صورة قريبة من الملحمات الشعرية, تخرج في واقع الحال عن حدود التصنيفات النقدية الحديثة التي لم ترَ في شعر العرب عامة سوى الجانب الغنائي الذي ينحلُّ عن عواطف فردية, وأحاسيس ذاتية, فإذا تجاوزنا صفة الامتداد في الملحمات الشعرية المعروفة لدى الأمم, وجدنا القصيدة تعبر عن أبرز الموضوعات الملحمية, التي تجسد الصراع بين أمتين: العرب والروم, وتخلّد سير الأبطال كسيف الدولة الذي جاز حدود التصاوير المعروفة للممدوحين الذين خلع عليهم الشعراء صفات الشجاعة والكرم والعفة والعقل وغيرها, رغبة في العطاء, فسيف الدولة هنا رمز للبطل الذي تتجسد فيه طموحات الأمة, وأماني الناس, ويلبي تطلعاتهم نحو حياة عزيزة آمنة بعيدة عن التهديدات الخارجية التي تستهدف وجودهم. وهو بعد ذلك كما تقول القصيدة ليس مجرد ملك هزم ملكاً آخر, وإنما كان انتصاره على الروم انتصاراً لثقافة الأمة وحضارتها وعقيدتها يقول: ولكنك التوحيد للشرك هازم ولست مليكاً هازماً لنظيره والمتنبي في هذه القصيدة لا يصور عواطف العرب الظافرين فحسب, وإنما يُعنى بتصوير أحوال المغلوبين, وعلى هذا الأساس جرت القصيدة في سبيلين متضادين في عواطفها, كما صورت جانبين من جوانب الفكر مختلفين, ولهذا جعل أسلوب التضاد القصيدة مكينة في الباب الملحمي. لم يكن التضاد يستهدف في هذا النص المقابلة بين المفهومات فحسب, وإنما توزعت البنى اللغوية والفنية والفكرية على أساسه, ليستحيل أسلوباً في بناء النص عامة, ويمكن تبيان ذلك على النحو الآتي: ـ لقد بدأت القصيدة بإقرار فكرة هي أدخل ما تكون في باب الحكمة, إذ نصت على أن العزائم تكون بقدر الهمم, وعلى هذا النحو تتعاظم إنجازات صاحب الهمة العالية, وهذا الكلام فيه إحالة على سيف الدولة صاحب العزم والإصرار على تحقيق الصنائع العظيمة التي لا يرجوها من فترت همته وخاف عواقب الأمور, والذي حرّك هذا المعنى في نفس المتنبي هو إقدام سيف الدولة لاسترداد ثغر الحدث بعد أن سلمه أهله للدمستق بالأمان, والمستطلع أحوال التاريخ في القرن الرابع الهجري يجد أنّ قوة العباسيين قد تراجعت بعدما تمزقت دولتهم وانقسمت إلى إمارات, ولم يعد هنالك من يرى في نفسه الرجل القادر على حماية الثغور من هجمات الروم التي ازدادت شراسة مع ما حدث للخلافة العباسية من انهيار, غير أن بطلاً كسيف الدولة أراد أن يحيي الصراع الطويل بين العرب والروم, الذي لم تؤذن لـه الظروف السابقة أن يحسم, إذ العرب لم يستطيعوا إنهاء حكم الروم في الأرض, كما أنهوا حكم الفرس, وكذلك لم تستطع الروم أن تطفىء جذوة العرب, من أجل ذلك ظل الصراع يشتد ويضعف بحسب قوة أحد الطرفين, فبعد إخراج العربِ الرّومَ من الشام لم تقم لهم قائمة, حتى تفتت الخلافة العباسية إلى دويلات متعددة, بعد انقضاء العهد العباسي الأول بمقتل الخليفة المتوكل في نهاية القرن الثالث الهجري, فعادت الروم إلى التخوم, وقد سجل لنا التاريخ حادثة شهيرة سبقت القرن الهجري الرابع يوم جرد المعتصم بالله جيشاً كبيراً ليحرز نصراً عظيماً على الروم في موقعة عمورية, وكان أبو تمام قد خلّد ذلك النصر في قصيدته البائية الرائعة, وبعد تلك الموقعة لم يسجل التاريخ صراعاً ذا شأن بين العرب والروم, بسبب انشغال العباسيين في أمور الدولة الداخلية, حتى إذا ما برز سيف الدولة على مسرح الأحداث عاد الصراع العربي الرومي من جديد, فخاض حروباً طاحنة, وأحرز انتصارات باهرة أجلّها ما كان في موقعة الحدث. قيل إنّ سيف الدولة قد خرج لملاقاة الروم في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة للهجرة, حتى إذا ما وصل إلى ثغر الحدث بدأ يومه بخط أساس قلعته, فحفر أوله بيده, ثم بدأ البناء على مرأى الروم, فطلب الدمستق منازلته وتعداد جيشه يومذاك يزيد على خمسين ألفاً من الروم والبلغر والصقلب, فحمل عليه سيف الدولة في خمسمائة من جنده فهزمه وقتل من جنود الدمستق ثلاثة آلاف, وأسر خلقاً كثيراً منهم ابنه وصهره, ثم عاد إلى القلعة فأتم بناءها وقد وضع آخر شرفة من شرفاتها بيده. هذا الصنيع الباهر كما يقول النص لم يكن من بين الصنائع العظيمة في عين سيف الدولة؛ لأنه كان يرنو إلى ما هو أعظم, وقد صاغ المتنبي هذه الصفة في نفس سيف الدولة على جهة التضاد معبراً عن خصلة تميز بها بطله هنا, إذ من شأن الصغير تعظيم الصغائر, في حين يتسامى العظيم على صنائعه العظيمة ليراها صغيرة وضيعة, وبعد ذلك تترى المفهومات التي تؤسس بنية التضاد على النحو الآتي: ب4: بين (أحداثها) و(القشاعم) يريد صغار النسور وكبارها. ب10 بين (الجنون) و(التمائم) حيث جعل الاضطراب بالفتنة بمنزلة الجنون الذي ألم بالحدث من جراء هجمات الروم المتكررة عليها, حتى إذا ما جاءها سيف الدولة أخمد الفتن, وأنهى ما كانت عليه من جنون, فكان مجيئه إليها وقتله الروم ونشره جثثهم بمقام التمائم التي أذهبت الرّوع عن البلدة, فعادت إلى هدوئها وسكينتها. ب14. بين (هدمها) و(دعائم). ب15 بين (مظلوم) و(ظالم). ب18. بين (بشرق) و(غرب). ب21. بين (تقطع) و(لا يقطعُ) ب26. بين (النصر غائب) و(النصر قادم) ب33. بين (قفاه) و(للوجه) ب37. بين (يفهم) و(أعاجم) ب38. بين (مغنوماً) و(غانم) ب39. بين (التوحيد) و(الشرك) ويجد الدارس أنّ هذه البنى المتقابلة تحيل على جانب واسع في التضاد يشمل العواطف في النص, إذ الشاعر فيه لم يهتم بإبراز عواطف المنتصرين فحسب بل رصد مقابلها عواطف المغلوبين, وفي تجسيده أحاسيس الظافرين يذكر: لا فيك مرتاب ولا منك عاصم ألا أيها السيف الذي لست مغمداً وراجيك والإسلام أنك سالم هنيئاً لضرب الهام والمجد والعلا ب29: رصد المتنبي صورة للمعركة لا يراها سوى الظافر المنتصر حين جعل سيف الدولة ينثر الروم فوق الجبل كما تنثر الدراهم فوق العروس, وينطوي هذا المعنى على إحساس بالظفر والسرور البالغ. ـ ب30: يتابع المتنبي رسم مشهد الانتصار فإذا بسيف الدولة وجنده يتعقبون فلول الروم على قمم الجبال لقتلهم وجعل جثثهم طعاماً للطيور. ب31: لقد سُرّت فراخ العقبان؛ لأنّ سيف الدولة أمدها بطعام وفير من جراء قتله جند الروم حول أوكارها. وبالمقابل يرسم المتنبي صورة بائسة للروم, وهم يتجرعون كؤوس الهزيمة, ويتحسرون على قتلاهم: ب33: إنّ الدمستق قد خانته شجاعته أمام سيف الدولة مرات عدة, فغدا وجهه يلوم قفاه على تسرعه في مواجهة الأمير, وهزيمته بسرعة في الوقت نفسه. ب34: كان جنود الدمستق يستحقون منه الشكر لأن رقابهم كانت قد افتدته من القتل, فولى هارباً لا يلوي على شيء. ب37. كان الدمستق يدرك مسبقاً ما تتركه سيوف العرب من آثار وخيمة على الخصم قبل أن يسمع صليلها, فصوت السيوف لا يفهم عادة غير أن الدمستق يعي أثرها في جنده, من هذه الجهة فهم أصواتها بطريق الاعتياد لا بطريق السماع. ب38. لقد كان الدمستق بعد المعركة على غاية السرور, ولم يكن مسروراً بطبيعة الحال من جراء ما خسره من جند, أو بلاد؛ لأن ذلك عنده من الأمور الكبيرة, وإنما سُرَّ حين ظفر بسلامته, لأن شخصاً مهما بدا قوياً فسيف الدولة قاتله لا محالة. ومن الواضح أن النص في رصده هذين الجانبين من العواطف المتضادة, عمد إلى تلوين معان مخصوصة بألوان التضاد بحسب مجريات سياقاتها, فلو وقفنا عند معنى السرور في الأبيات الآنفة الذي توسل إليه بعبارات مختلفة مثل نثر القتلى فوق الأحيدب كما تنثر الدراهم فوق العروس, إذ المنظر يبعث في نفس الشاعر سروراً, يعدل ما يشي به تعبير (تظن فراخ الفتخ أنك زرتها) إذ دلالة الزيارة تدور هنا حول السرور أيضاً, بوصفه حمل لها الطعام كما كانت تتوقع الفراخ حين تزورها أماتها, وهنالك سرور من نوع آخر وهو السرور الذي خامر فؤاد الدمستق حين ظفر بسلامته, وهنا يكمن تضاد يرجحه السياق مع ما يوجد فيه من تشابه في اللفظ, إذ سرور الشاعر وسرور العقبان مناقض لسرور الدمستق, ونجد أن الشاعر لم يعمد إلى المقابلة بين المواقف والصفات والعواطف فحسب, وإنما عمد إلى تلوين المعاني بأصباغ التضاد على مستوى السياق, وبذلك يخرج هذا الأسلوب عن كونه مجرد تعبير يجسد وضعين متعاكسين على مستوى البنى الصغرى للنص فحسب. |
![]() |
![]() |
#16 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
قال أبو نواس :
ودارُ ندامى عطَّلوها وأدْلَجوا بها أثرٌ منهم جديدٌ ودارسُ حبستُ بها صحبي فجددتُ عهدهم وإني على أمثال تلك لحابسُ ولم أدرِ من هم غير ما شهدت به بشرقيِّ ساباط الديار البسابس أقمنا بها يوماً ويوماً وثالثاً ويوماً له يوم الترحل خامسُ التحليل : إن أبا نواس واحد من الشعراء المحدثين الذين انقطعت صلتهم بحياة البادية الفطرية, وقد أراد الانصراف عن تصوير معالمها في شعره أيضا , بعدما لاحظ أن تاريخ الفن في شعر معاصريه لم ينقطع , فوجد في إصرارهم على التعلق بوصف الطلل في بدء أشعارهم ما يدل على ثقافة منكمشة لا تأخذ بنصيب واف من التطور الذي يمتص على الدوام ما ينجم عن حركة الحياة من معان وفكر , ورأى أن الحداثة تستلزم حضور الحياة المعاصرة بألوانها المختلفة في الفن , من أجل ذلك خصص طائفة من أشعاره لمحاربة الموروث الفني المتمثل بوصف الطلل في فواتح الشعر , والنص الذي ندرسه , يمثل لحظة العدول عن سنن القصيدة الموروثة التي اعتور الشعراء رسومها ولم يخرجوا عن تلك الرسوم إلا في القليل النادر. إن أبا نواس لا ينقض الطلل بوصفه موضوعا فنيا موصولا بحياة انقضت , ولم تعد هناك حاجة لتكراره في أشعار المحدثين , إنما ينقض الطلل بوصفه موضوعا لا ينجم عن تناوله لذة , أما إذا تحققت تلك اللذة التي طالما نشدها في الخمر , فإنه سرعان ما يتحول كلية عن موقفه إزاء الطلل, وقد بالغ في التحنان إليها لارتباطها بالخمر وباللذة , وكان حبس فيها أصحابه خمسة أيام , فقال :" وإني على أمثال تلك لحابس" , ثم أمعن في وصف حالها وتأسف على ما أصابها من بلاء , وعني بتحديدها فكانت ( شرقي ساباط) في مكان قريب من المدائن حاضرة الفرس. لقد أراد أبو نواس أن يلخص لنا في نصه موضوع الدراسة هنا عناصر الوجود في رمزين : الطلل والخمر , ثم أراد تحديد موقفه من فعل التحول الذي يصيب الموجودات من حوله , وكان وعى أن حركة الزمان تدني الموجودات من العدم على الدوام , لذا لم يجد مفرا من الاحتجاج ليعبر عن ضعف وسائله في مواجهة فعل الزمان . إن رموز الوجود بحسب وعي النواسي تتلخص في محورين : الطلل والخمر ,وهما متفقان من حيث كونهما تراثا , ومختلفان من حيث استجابة كل منهما إلى فعل الزمان , فالأطلال عرضة للفناء من أجل ذلك تثير رؤيتها الحزن والألم , وتتصل الأطلال بالصحراء والناقة وقد قامت بينهما علاقة متضادة , إذ تفعل الصحراء في الناقة كما يفعل الزمان في الطلل , وهكذا تتداخل الأشياء لتواجه في آخر الأمر مصيرها المحتوم ألا وهو الفناء والعدم , وإزاء ذلك حاول الشاعر أن يجد لنفسه ملاذا ينجيه من ذلك المصير الموجع , بمعنى أنه بحث عن وسيلة للخلود والاستمرار في هذا العالم فلم يجد خيرا من الخمر لأنها تخطت فعل العدم. |
![]() |
![]() |
#17 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
قالت ليلى الأخيلية راثية توبة ومتغزلة به:
أتته المنايا بين زَغْفٍ حصَينةٍ وأسمرَ خطيٍّ. وخوصاءَ ضامرِ فلا يبعدنْك اللهُ ياتوبُ إنما لقاءُ المنايا دارعاً مثلُ حاسر فإلا تك القتلى بواءً فإنكم ستلقون يوماً ورده غير صادر وتوبةُ أحيا من فتاةٍ حييَّةٍ وأجرأُ من ليثٍ بخفانَ خادرِ فتى لاترى النّابَ إلفاً لسَقْبها إذا اختلجت بالناس إحدى الكبائرِ ونعَم الفتى إن كان توبةُ فاجراً وفوق الفتى إن كان ليسَ بفاجر الزغف: الدرع الواسعة الطويلة. الحصينة: المحكمة والمنيعة. الأسمر: صفة للرمح. الخطي: المنسوب إلى خط وهو مرفأ في البحرين. الخوصاء الضامر: الفرس عينها أصغر من الأخرى قليلة اللحم. الناب: الناقة المسنة. السَّقب: ولد الناقة الذكر ساعة ولادته. انفردت ليلى في معاني الغزل. وهذا التفرد يشكل انزياحاً. أو انحرافاً. عن جملة من المعاني المعروفة. فقد زاوجت الشاعرة بين الغزل والرثاء. فالتقت معاني الغزل معاني الرثاء. وتفردت الشاعرة في معاني الموضوعين. وزاوجت بين الموضوعين. فشكلت تجاوزاً على مستوى الموضوع الشعري قادها إلى تجاوز آخر. فأوصاف الغزل تختلف عن أوصاف الرثاء؛ لذلك جعلهما النقاد موضوعين مستقلين. قد يلتقي الرثاءُ المدحَ من حيث إن الرثاء مدحاً للشخص بعد موته. لكن ليلى قد أزالت الحدود بين الغزل والرثاء. فاستعارت لغة الغزل في سياق الرثاء. ظهرت من خلالها ذات موهبة شعرية فذة ومتميزة. مايسترعي الانتباه أن المرأة لم ترث امرأة في شعرها. ولم تذكر المرأة في شعرها رثاءً أو غيره. فكأن ثمة قيداً يمنع المرأة من ذكر المرأة في شعرها. وشعر ليلى الأخيلية خال من ذكر المرأة. وكذلك شعر الخنساء على الرغم من كونه شعراً رثائياً خالصاً. كما أن ثمة حرجاً اجتماعياً في تعبير المرأة عن عواطفها شعراً يذاع على الألسنة. فلم تستطع ليلى أن تعبر عن مشاعرها تجاه توبة وهو حيّ؛ لأن هذا الشعر سيلتقطه الرواة. وهم الأمناء الثقافيون. وسينشرونه. وهذا الأمر لايليق بالمرأة الحرّة؛ لذلك توجهت إلى الرثاء. ولن تستطيع المرأة مجاراة الفحول في الغزل. وليلى في هذه الحال شاعرة متمردة على النسق الاجتماعي والنسق الشعري. فقد تغزلت عن طريق الرثاء؛ لأنها لم تستطع أن تتغزل بتوبة وهو حيّ. والملاحظ في شعرها المتصل بتوبة أنه حديث عن توبة وحزنها عليه. ولانجد حديثاً عن خصائص المرأة. فلم تذكر شيئاً عن ذكرياتها معه. وقد كانت متزوجة برجل آخر حين جاهرت بحب توبة. ونلاحظ. في علاقتها بتوبة. خلو شعرها من نبرة الحزن المأسوي الذي صبغ شعر الخنساء. فنجد نبرة اليقين بحتمية الموت حلاً لجهرها بحبها؛ لأنها اتخذت الرثاء ذريعة لقول الشعر في توبة. وما أبيح لها. بصفتها امرأة. جعلها تستبدل بشعر الغزل غرضاً آخر هو الرثاء. فارتبط اسمها بالمرأة الوامقة في الشعر. وشعرها بعيد عن الندب الذي نجده عند الخنساء وغيرها من الشعراء الذكور؛ لذلك نستطيع القول: إنها المرأة التي أبدت مقاومة لتجاوز المهمة التي أعدت لها شعرياً. وقلما استطاعت شاعرة أن تكرر صنيعها! فالأثر الذي أوكل لها كان أثر المرأة الراثية. التي تقول الشعر لتحفظ للعائلة تماسكها الأخلاقي تجنباً للعار. وليلى الأخيلية بصنيعها تضع نفسها في وضع مغاير داخل سلم القيم الذكورية. وتؤكد أن إبداع المرأة يحمل سمة الغيرية والاختلاف. حولت الشاعرة توبة إلى موضوع. فأتى بناؤها الشعري متأسساً عبر المغايرة. هدم ماهو معهود شعرياً. إذ قدمت شعرها منقطعاً عن السائد. في ظل واقع يتنفس الشعر السائد من دون الخروج عليه في البناء الشعري؛ لذلك يأتي شعرها هنا إبداعاً لااتباعاً. وتأتي أهميته من موضوعه. ومن طريقة تناوله. ومن خلخلة الثابت في الوجدان العربي. والانحراف عن النسق الثقافي واضح في وصفها توبة بالخجل. فهو أشد حياء من الفتاة العذراء. فقد جرت العادة أن خجل المرأة جمال يتغزل به الرجل. لكن ليلى أعطت توبة صفات غير مألوفة. |
![]() |
![]() |
#18 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
قال مجنون ليلى:
أحبك ياليلى وأفرطُ في حبّي وتبدينَ لي هجراً على البعدِ والقربِ وأهواكِ ياليلى هوىً لو تنسَّمَتْ نفوسُ الورى أدناه صِحْن من الكرب شكوتُ إليها الشوقَ سراً وجهرةً وبحتُ بما ألقاه من شدة الحبِّ ولما رأيتُ الصدَّ منها ولم تكن ترقُّ لشكواتي شكوت إلى ربي إذا كان قرب الدار يورث حسرةً فلا خير للصبّ المتيمِّ في القربِ تجمع المرأة ثنائية السعادة/الحزن. فيدخل عقل الشاعر العذري في حال تضاد مع المجتمع. لقد قبل العذري الامتثال لقوانين المجتمع. لكنه رفضها داخلياً. وكان من نتائج القبول ذلك الحرمان الذي صوره. إنه شاعر فيه طبيعة بشرية تنزع إلى الحب. وهذا الدال ( الحب) الذي طالما ردده شعراؤنا مرتبط بالشوق ويحمل دلالة حسية وروحية . وتظهر لغة العذريين هذا التضاد بين الحب والبوح من جهة والإخفاء من جهة أخرى. فثمة علاقة بين شدة الخطر, وشدة التمسك بالحبيبة. وهذا مادعا الشاعر إلى الاحتجاج. لكنه احتجاج اليائس. تثير هذه الأبيات جملة من الأفكار. فثمة ثنائيات متعددة تتجلى في الأبيات: منها ثنائية البوح/الكتمان. ورغبة الفرد/رغبة المجتمع. والقرب المكاني/البعد المعنوي. والألم/اللذة... إن شدة هيمنة أثر الحبيبة في نفسه يشير إلى شدة دافع الحب لديه؛ وهذا مايدعوه إلى البوح. إن الشاعر يدين المجتمع من خلال إبراز وجع الحب. فالوجع الكثيف ( هو المعيار الأول للعذرية) . انطلاقاً من هذا الكلام لانوافق من ذهب إلى أن الشاعر العذري كان يبطن حبه بالكتمان الكامل . فالعشق مرتبط بالشوق. والشوق حركة تجاه المعشوقة. الحبيبة تملك العقل. لكنها بالمقابل تنفي عقل المحب. فالحب من دون شوق حب للمنع نفسه. عشق يخدم الأخلاق. وإذا تمعنا في فلسفة الحب وصلنا إلى نتيجة مختلفة. فحب الشيء يفترض الحاجة إليه. والمشتاق دائماً يحلم أن يكون موضوع شوق مماثل للطرف الآخر. وحين فسّر النقاد الشعر العذري بحرفيته حاولوا إفراغه من الشوق. أي حاولوا جعله يستجيب لمقتضيات الحدّ من المتعة. والغزل العذري – بناء على ذلك – غزل غير منسجم مع الواقع الاجتماعي. وغير متماثل معه. وربما رأى القدماء علاقة بين شدة الهوى والعقل. أوبين الرغبة والعقل. يقول ابن قيم الجوزية: ( يخاف على من اتبع الهوى أن ينسلخ من الإيمان وهو لايشعر ) . فاتباع الهوى يدخل في علاقة ضدية مع العقل والإيمان. إن الجمال الذي يتحدث الشاعر عن أثره في نفسه يدخل في علاقة تضاد مع العفة التي تحترم الجمال. وتبالغ في احترامه. وهذا مايجعل هذا الشعر مصبوغاً بصفة مأساوية. |
![]() |
![]() |
#19 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
نزلت لكم اللي بعد الشهري ان شاء الله تستفيدون منه
بالتوفيق |
![]() |
![]() |
#20 |
أكـاديـمـي
![]() |
رد: تحليل نصوص 3 ليلى رضوان
ألف شكر خية..
![]() ربي ييسر أمرك ويوفقك يا رب.. ![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
█◄◄░ التربيه الخاصه في المملكه ░►►█ | Ầ.Ł.₥.ầ.$.ặ | ارشيف المستوى 1 تربية خاصة | 24 | 2013- 4- 23 03:23 AM |
طلاب وطالبات التربيــه كافه المستويآت | انوه | ارشيف المستوى 4 تربية خاصة | 3 | 2012- 10- 8 02:30 AM |
ورشة عمل لمقرر تاريخ اورباء في العصور الوسطى | ابو عمر ج | التاريخ | 6 | 2012- 5- 21 02:57 PM |
[.•:*¨`*:•.اعلان نتيجه الدورة الاولى للمسابقه + موعد الدورة ال2 للمسابقه[.•:*¨`*:•. | نجۅۅ♥ۅۅاڼـ, | ارشيف التربية الخاصة | 33 | 2012- 4- 5 05:15 PM |
للكليات الصحية و العمارة و التخطيط بالدمام ! | بـــو أحــمــد | ملتقى المواضيع العامة | 0 | 2007- 2- 15 04:14 PM |