د.الخازم لـ «اليوم» :جامعة الدمام تحتاج إستراتيجية علمية بعيدة عن «المجاملات»

[بـــو أحــمــد]

قال: إن دعم الأمير محمد بن فهد اكبر دافع لنجاحها .. د.الخازم لـ «اليوم» :
جامعة الدمام تحتاج إستراتيجية علمية بعيدة عن «المجاملات»
إمكانية تأسيس سنة تحضيرية مشتركة بين جامعتي «الدمام والبترول»


د. الخازم يتحدث إلى المحرر

حوار - سعد الشهراني
أكد خبير التعليم بالمملكة ومؤلف كتاب التعليم العالي في الميزان الدكتور محمد الخازم ، أن إنشاء جامعة الدمام والتي يمثل شطر جامعة الملك فيصل بالدمام نواتها تثمل نقلة نوعية تضاف إلى مسيرة التعليم العالي الظافرة ، مؤكدا أنهم ظلوا ينادون بإنشاء الجامعة منذ 10 أعوام ، وقد تحقق الحلم الآن، وهو أمر يجب على أهالي المنطقة الشرقية العض عليه بالنواجذ باعتباره مكسبا لجميع أبناء المنطقة. وقال د. الخازم في حوار مع « اليوم» : إن الأرض خصبة لقيام جامعة متميزة لأن المنطقة الشرقية عرفت بصفة عامة بتميز مؤسساتها بفضل اهتمام ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية. وشدد على أهمية هيكلة الجامعة بشكل جذري وفق منظور علمي وإستراتيجي بعيداً عن المجاملات الاجتماعية فكثرة عدد الكليات وانتشارها بكل مدينة صغيرة ليس دليل تميز للجامعة ويقود إلى هدر طاقاتها الإدارية والأكاديمي .. وفيما يلي نص الحوار:

4 جامعات
* هل تحققت مطالبتك بعد حوالي 10 أعوام منذ إطلاقها بإنشاء جامعة الدمام؟
- أبارك لأهالي المنطقة الشرقية تحقق الأمنية بتوسع التعليم العالي في منطقتهم بعد ان أصبحت تضم 4 جامعات وعشرات الكليات المتوزعة بمختلف محافظاتها ،وأعتقد أن تحقيق مطلب إنشائها تأخر كثيراً وجاء في وقت حرج بالنسبة لجامعة الملك فيصل ومنظومتها التعليمية.

أعباء تنظيمية
* هل ترى خطأ فى التوقيت تحديدا .. أم ماذا ؟
- القضية ليست فى خطأ التوقيت من عدمه لكن الجامعة كانت مهيأة قبل ثلاث أو أربع سنوات للإنفصال وكانت كليات فرع الجامعة بالدمام تمثل بداية جامعة صغيرة قوية متخصصة ومتميزة ،غير ان ماحدث في السنوات الثلاثة الأخيرة من ضم كليات البنات والمعلمين وكليات الصحة إلى الجامعة ومحاولة تسريع وتيرة افتتاح كليات جديدة بالجامعة أربك أحوال الجامعة التنظيمية والإدارية فجاء افتتاح الجامعة الجديدة لترث أحمال كبيرة من الأعباء التنظيمية التي خلفتها لها الجامعة الأم ، جامعة الملك فيصل.

كليات البنات
* هل يمكن الإشارة الى نماذج محددة حتى لايكون الحديث على عواهنه؟
** أنظر على سبيل المثال كليات البنات التابعة لوزراة التربية والتعليم سابقاً، جامعة الملك فيصل لم تدمجها بالجامعة بعد ولم تحدث الهيكلة المطلوبة فيها وكل مافعلته بها هو إبقاؤها كما هي وإبقاء عزلتها عن بقية كليات الجامعة، عبر تعيين وكيل للجامعة مهمته متابعة تلك الكليات وكأنها فرع مستقل عن الجامعة. هذه الكليات تورث لجامعة الدمام الجديدة بكل ماتحمله من تناقضات وقصور فهل هو توقيت مناسب لجامعة جديدة أن تبدأ بحل إشكاليات تلك الكليات ودمجها بالجسد الجامعي الرئيس بالدمام أم أن الجامعة الجديدة ستكون مهمومة بتنظيم بيتها وإدارتها الجديدة. طبعاً لا أنكر بأن جامعة الملك فيصل الأم لم تمنح الوقت الكافي لتنفيذ خطط الدمج والتطوير المتعلقة بكليات البنات والمعلمين.و مثال ثان.. نراه في الكليات الصحية، فقد ضمت الكليات الصحية بالمنطقة إلى جامعة الملك فيصل وتمت هيكلتها بشكل سطحي جداً ،حيث حولت تلك الكليات إلى كليات علوم طبية تطبيقية فأصبح لدينا ثلاث كليات علوم طبية في منطقة جغرافية محدودة كتلك الموجودة بالدمام و القطيف و لايفصل بين الثلاث كليات أكثر من ثلث ساعة بالسيارة. هذا غير مقبول تخطيطياً ،حيث الكليات ليست مثل المدارس الإبتدائية يجب أن تبنى بكل حي.

إستراتيجية واضحة
* نحن بحاجة إلى مزيد من خريجي الكليات الصحية وتلك الخطوات يراها البعض مفيدة؟
** أوافقك الرأي على وجود الحاجة لكن يتم ذلك وفق رؤية وإستراتيجية واضحه، فالزيادرة في التعليم الجامعي ليست دائماً بزيادة عدد الكليات ولكن قد يكون بزيادة الطاقة الاستيعابية للكليات الموجودة، وفي ظل نقص أماكن التدريب السريري ونقص أعضاء هيئة التدريس في التخصصات الصحية يصبح مطلباً زيادة الطاقة الاستيعابية لكلية العلوم الطبية الأساسية بالدمام وليس افتتاح كليات مشابهة لها ومجاورة في المكان. الطاقة الاستيعابية السنوية لكلية العلوم الطبية بالدمام لا تتجاوز المائتين طالب وطالبة كل عام وهذا رقم متواضع، كان الأجدر مضاعفته وتوسيع رقعة مراكز التدريب التي تخدم الكلية وليس افتتاح كليات جديدة يتوقع أن تأتي متواضعة كنتيجة حتمية للمدخلات والإمكانات المتاحة في هذا المجال.

جامعة متميزة
* كيف ترى مستقبل جامعة الدمام؟ وماذا تقترح لتصبح جامعة متميزة؟
** حقيقة أشعر بتفاؤل لمستقبل الجامعة فالأرض خصبه لقيام جامعة متميزة، فالمنطقة الشرقية عرفت بصفة عامة بتميز مؤسساتها ،والأمثلة عديدة لايتسع المجال لذكرها. عملياً يصعب وضع خطوات تفصيلية دون دراسة الواقع عن قرب، لكن بصفة عامة هناك ثلاثة خطوط عريضة أراها مفاتيح لتحقيق النجاح المنشود للجامعة.
أولاً: هيكلة الجامعة بشكل جذري وفق منظور علمي وإستراتيجي بعيداً عن المجاملات الاجتماعية ، وثانياً: تفخر منطقة الجامعة الجديدة بوجود نخبة من المؤسسات الداعمة والعملاقة مثل شركتي أرامكو وسابك والغرفة التجارية ورجال الأعمال، وأتمنى رؤية تعاون علمي وأكاديمي وثيق على أرض الواقع بين تلك المؤسسات والجامعة الوليدة بل وبين جامعتي الدمام الملك فهد للبترول والمعادن ببناء نموذجاً جديداً من التعاون بين الجامعات يتمثل في وضع برنامج مشترك للسنة التحضيرية .

صناعة القرار
* أين الدكتور الخازم من صناعة القرار في التعليم العالي؟
** موجود مثل غيري من أعضاء هيئة التدريس لدى بعض الأبحاث في مجال التعليم العالي ومنها مشاركتان في هذا المجال ستكون إحداهما في شهر ديسمبر والثانية في شهر يوليو المقبل بالمملكة المتحدة ،وأشارك من خلال موقعي بجامعتي في تطوير العملية الأكاديمية، كما أطرح رأيي عبر مقالاتي ومشاركاتي الإعلامية.