رحلة محشش

[هاوووي الجنون]

بسم الله الرحمن الرحيم
-
-
-


الوقت متأخر ! السماء زاخرة بالنجوم وفيها غيوم ! ، الأنوار مضيئة والكهرباء مقطوعة ، الجوال مُفلس وتم تسديد الفاتورة قبل يومين ، الآلة الحاسبة أراها طابعة ! .. المكيف أراه كتاباً أقف أمامه واسأله : الحين أنت ماتتعب من كثر ماتنفخ ! والله لو اني مكانك لـ بعد فترة يخيس صدري ! ..

هذا هو حالي في غرفتي .. التي تعج بـ رائحة النيكوتين وبيالات الشاي والشاي الأخضر والكورن فليكس < في إشارة بـ أن الكورن فليكس وجبة إفطاري ..

أرى مستقبلي بائس ضائع .. لا أعرف سوا " الحشيش " لا أنام إلا بين أحضانه ولا أصحى الا على نسماته ، فعند الولوج والعياذ بالله الى مسقط رأسي وفي قول السعودية عفواً أقصد ( غرفتي ) تدرك معنى كلمة " القذارة " ! ..

-
-

من غفوتي الحشيشية التي عشت بها أقص إليكم قصّتي :

السلام عليكم ، وبعد .. وقبل .. أنا المدعو بـ ( عوعو ) والدليل على ذلك اسمي يحتوي على حرف الـ ( ف ) ..

أحمل مطوياتي بين يدي في رحلة البحث عن الكنز ، فأهم أعمالي تلخصت في التالي :-

1 / أول شخص يضرب على أنفه في الإبتدائيه ، وحزت على جائزة " اكثر شخص يُجلد " ، من دخولي إلى المدرسة كنت غريب الأطوار لدرجة أنني أفطر " قهوة ، وتمراً " ، فتعجب المدرسين منّي ، وكنت أمثل دور الولد الذي يلازمه المسواك ، بينما كانت نيتي بأنها " زقارة " بعد الفطور .. حتى في احدى المرات من هووسي الطفولي احضرت معي " أرقيلة المعسل " وأخبر الطلاب بأنها " مسواك متطور " .. كنت قد اخزيت المدرسة فتحول اسمها من مدرسة " الهداية " إلى مدرسة " الضلال " ! .

2 / اول شخص في المتوسطة يربط بـ " المروحة " ، والسبب في ذلك سؤال مدرس اللغة العربية رتب الجملة الأتية " التفاحة - الولد - أكل " واضعاً أمائله الجلية بطلاب الفصل الذين جميعهم كانوا رافعين ايديهم بإستثنائي أنا وحيداً ، فوجه السؤال إليّ .. فما كان جوابي إلا " التفاحة اكلت الولد " فظهرت علامات التعجب على وجه المعلم الذي ينوّم في مستشفى الأمراض العقليه الآن من شد تعجبه من أجوبتي ! فـ حوّل إسم المدرسة من مدرسة " السرور " إلى مدرسة " الحزن " ! .

3 / اول شخص في الثانوية يُدوام بـ شورت وفلينة الإتحاد ! كان قد دهش الجميع ، كنت غريب الأطوار حتى أنني اصبحت فقرة كوميدية في اذاعة الصباح ( فصرت حديث المدرسة ) فعندها ارى الطلاب جميعهم مبكرين في الحضور والسبب مشاهدة الفقرة الكوميدية والتي تتمثل في وقوفي أمامهم وإلقاء كلمة الصباح التي 99% من فقراتها تظن بأن من كتبها شخص فارسي ! لايتقن اللغه العربية ! ..

.
.

عندها حاولت تغيير مجرى حياتي .. تعرفت على أناس كانوا بمظهرهم يشدّوني .. والدليل إني قابلتهم وهو شاردين من مطعم فظننت أنهم هم من نفس طينتي .. والمشكلة تكمن في أن راعي المطعم لم يمسك منهم الا انا !!! وانا لا أعرفهم .. عموماً اصبح لوني ازرق والسبب ما عانيته من ضرب مبرح ، لـ درجة أنه عُرض عليّ أن أكون " شعارات كـ كائن حيّ لجماهير الهلال " .. فرفضت تلك الفكرة قطعاً وتعرفت على هؤلاء الأصدقاء ..

كانت أشكالهم توحي إلى رابط بيننا = الدلاخة ، فالأول وكأنه حرف الـ ( D ) فجسمه بأكلمه يحمل بطناً ، وبينما مع حديث تعارفي معه كنت ارتشف مشروب غازي ، فما إن خلصت منه حتى رميته على تلك النفايه " اكرمكم الله " فما إن رميتها حتى سمعت " آخ ياخي وش بلاك أنت ماتشوف " !! عندها تيّقنت انه صاحب حرف الـ ( D ) وهو نفس الوقت صديقي الجديد !! ..

كأني وجدت ضالتي بـ هؤلاء .. وبدايتها تعليماً بـ الدخان ! أخرى أخرى ، إلى أن أجتروني إلى مايسمّى بـ " الحشيش " ، فعندها قال لي أحدهم : وش رايك نروح نحشش ، فضحكت حتى خرجت امعائي وسئمت من ضحكي ، فتظهرت علامات التعجب ولكن سرعان ما أخرج ممحاة ومسحها لكي لايلفت انتباهي ، فما كان ردّي سوا : يارجال بيتنا مليان حشيش تعال انت ماعليك ، فما كان ردهم سوا : يلعن ابو القوة اللي عايش فيها ، فعندها احضرتهم الى البيت وادخلتهم الى الحوش وذهبت بهم الى حدييقه صغيره قلت : يازين الحشيش .. اجل تقولون لي راعين حشيش .. وانا اقول " ابوي يخاصمني كل يوم اسقي الحشيش " ، فما كان رده فعلهم سوا الضرب !! .. فعندها سألتهم وشرارة الغضب تتطاير من اعينهم .. فأجابوا : بأن الحشيش المقصود به غير هذا الحشيش ..

فقلت أخبروني يامن وهبكم الله الزحف .. فأتفقوا أجمعين على أن اليوم في الليل يكون الموعد في بيتي ! .. قررت مهاتفه أخي وقلت له : ممكن من وقتك دقيقه ، واردها لك نهاية العشر بـ خمس دقايق .. فبعد طلبي له بأن الغرفة اليوم لن تكون معقل نومك فدور لك استراحة واحد من الشباب ونام فيها .. اقتنع اخي ، وجاء الموعد وعند دخولي لـ راى طريقاً لهم كانت " والدتي " اطال الله في عمرها تتصفح مطبخ النواعم في المملكة وقالت لي شوف يازين البنات اللي منزلين هالمواضيع .. ولكن اقنتعها بقفل اللاب توب " والذي يعد أقدم لاب توب في مدينة جدة " بعدها تم تنفيذ الموعد ..


وادخلتهم الغرفه ، وجلست أناظر فيهم فقام احدهم بلف الزقاره الأولى : وقال لي : خذ جرب .. قلت معاذ الله ان اجرب قبل ان تجرب ، فرد قائلاً : بسيطة ، فبدوؤا بالتحشيش حتى دخلت معهم ، فأسمعهم يتهامسون شايف القمر كيف ! ياخي انا على السحاب طاااااير ، فقاطعتهم بعد أن شاركتهم : شباب أنتم على أي سحابه خلونا نتقابل ، فقام الكل يضحك عليّ ، فحاولت أن أنهض لكي اوريهم كيف اتزلج على السحابة وهم في غاية الانبساط ، فعندما حاولت النهوض لم أستطع وسقطت مما اثار حفيظتي فبديت مناجياً نفسي قبل كم ساعه كنت اقدر امشي ؟! لا من قبل 21 سنة كنت اقدر امشي شكلي ابي أخذ درس في المشي ومازالت قهقاتهم مستمرة بعنف على حالي حتى التلفاز كانت يوجد به لقاء معاد بين " الاتحاد والهلال " فأخذنا جميعنا بمتابعته بشغف الى ظننا بأن ( الكلاسيكو بين برشلونه وريال مدريد ) وظننا بأن محمد نور هو كريستيانو رونالدو !!! ، ولكن تيقنا بعد فترةبأن التلفاز كان مغلقاً .. فقررنا بمشورة من احدهم بالذهاب إلى القمر !! نزلنا من الدرج حبواً والبعض نزل بالعكس ويقول " ابي اتخيل نفسي اعادة " فعندما وصلنا إلى الشارع كان قد بلغ التعب به مبلغنا والمسافه لاتتجاوز 3 متر !! فركبا سيارتي ومما اثار الدهشة بأنني اصبحت لا أعلم أين اجلس ففكرت عميقاً أين يقع المقود !! عندها لم أستطع فأوقفنا ليموزين صاحب جنسية باكستانيه فجميعنا تسابق على المقاعد الخلفية حتى جلسنا بجانب بعض !! فسألنا التاكسي والدهشة تتملكه : صديق وين يبغى يروح ، فأجبته : القمر ، فرد ليّ صديق : ليه إنتا علي بابا : فأجبته : لا علي ماما : أها بس .. أقول انطلق نحو القمر وسط ضحكاتنا ، حتى مشي بنا اقل من مترين فدفعنا له وحلفنا اننا مانتعبه ونزلنا من السيارة وفي نيتنا الرجوع حبواً وسط سخط المارة في وقت صلاة الفجر !!

جلست على هذا الحال سنين ، وانا من سخط إلى سخط ، حتى طردت من البيت ! ولم يسعفني مالي في المكوث في مكان فقررت العودة بعد سخط عظيم من البيت إلى العودة مرة اخرى الى البيت وسط وعودي الكاذبه في ترك هذا المنكر ، ولكن مازلت أمارس هذا المنكر حتى جاء يوم من الأيام كانت مؤونة الحشيش لم تصل كان الضيق قد بلغ مبلغه بي !!

فما إن بدأت غفوتي حتى استيقظني نداء صلاة الفجر !! كنت لم أسمع هذا الصوت من سنين ولكن استوقفني صوت المؤذن " حي على الصلاه ، حيّ على الصلاة " كنت كـ المخدّر كـ الذي افاق من كابوس !!! ذهبت الى الحمام توضأت " شعور لايوصف بأي كلمات " ذهبت إلى غرفة " والدتي "رأيتها على سجادتها تبكي وتدعي " يارب اجرنا من عذاب النار يارب أهدنا فيمن هديت واعفو عنا وأغفرلنا " !! فجلست متأملاً وسط سقوط دموعي الذليلة أغلقت الباب ، وحملت خطواتي المنتشية نحو المسجد كان شعوراً مختلفاً لم أذقه في يوم كبّرت قائلاً " الله أكبر " وكأن جميع خلايا جسمي بدأت بالارتياح ! يقرأ الإمام في قوله تعالى : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )) عندها أجهشت بالبكاء ، تذكرت لامنجا ولا ملجأ إلا من الله وإلى الله ، عندها فتحت أبواب السعادة ، رأيت السعادة بوجهها الحقيقي ، لمست أبواب السعادة ، فلجأت طريق الله ، حتى اصبحت من اسعد الناس في حياتي .

النهاية :

" ميمتي " تطلع وسط الكاميرا وتقول "يابنات وش موضوعكم اليوم عن الطبخ "

مايٌستفاد من القصة :

1 / الإلتجاء إلى الله فارج الهم والكربة ، وعدم الإتكالية على أسباب تدعوة إلى السعادة .

2 / الإبتعاد عن رفقاء السوء .. فقد أخبر صلى الله وعليه سلم وشبه الصديق السيء بنافخ الكبير والصديق النافع كحامل المسك .

3 / المخدرات تذهب العقول والدليل على ذلك الأسطر السابقه .

.
.

أعذرونا على الإطالة والسماجة ولكن أحببت أن أنقل لكم ماخطّته يداي ..
بقلم :فيصل
منقول

[sιlєит ṡσυl]

جزاك الله خيراً ع نقل القصه

والله يعطيك العافيه

[مآشيه بالمعكوس]

يسلمووووووووووووووووووووووووون من جد سمااااجه هههههه