إليك إيها المسافر !

[هيون]

هذا مقال قراته لشيخ نبيل حبيت إنكم تقرونه ممكن يفيدكم خصوصا أنه يتكلم عن السفر
وحنا بإيام الصيف والكل حجز وسافر أو هناك من يستعد للسفر مقال فيه فائده حبيت أنكم تستفيدون
المقال يقول ...
وانا على الطائرة مسافر من بلد الى بلد، فوق سطح الارض بآلاف الاقدام والامتار، سرعة الطائرة تجاوزت الالف كيلومتر بالساعة، والطائرة تحمل مئات الركاب مع امتعتهم والوزن يقدر بآلاف الكيلوغرامات، تذكرت ان الذي يقدر لهذه الطائرة ان تبقى بين السماء والارض وبهذه المسافة والمدة الطويلتين هو الله جل جلاله وتقدست اسماؤه، لولا الله الذي يمسك هذه الطائرة ويقدر لها الطيران لما بقينا في الهواء لحظة، بل حتى الطيور (ما يمسكهن الا الرحمن) ولولا قدر الله ورحمته لما استطاع طير ان يطير في الهواء وهو خفيف الوزن كيف بطائرة وزنها بالاطنان؟! دعاني هذا الامر الى ان اقول من قلبي (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) وتخيلت الناس بالزمن القديم كيف كانوا يتنقلون اياما طويلة وبتعب ومشقة ليقطعوا مسافة نحن نقطعها اليوم في دقائق لا تصل الى ساعة كاملة وبراحة ورفاهية متناهية فـ (سبحان الذي سخر لنا هذا).
تذكرت وانا في الطائرة ان الحياة سفر وهذا السفر قصير، والانسان فيها كأنه (غريب أو عابر سبيل) والمحطة التي غادرتها والمحطة التي سأصل اليها كأنهما الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وبينهما برزخ، وتصورت احيانا الرحلة بأنها الدنيا فلا يزال الوقت يتناقص والنهاية تقترب للمحطة الاخيرة، يشعر الواحد عند بداية السفر ان الطريق طويل وقبيل النهاية يقول ما اسرع الوصول ولا يكاد يشعر بالرحلة عند وصوله لمحطته الاخيرة واستراحته، هكذا هي الدنيا وهذه رحلتنا الحقيقية نقطعها كل يوم ولا نشعر بأن الوصول قد اقترب، هنا تذكرت ان اقول (وانا الى ربنا لمنقلبون).
تلفت حولي يمنة ويسرة، البعض نائم من شدة التعب فالسفر مهما كان (قطعة من العذاب) والبعض يقرأ كتبا أو مجلة أو جرائد، والبعض يتحدث مع زميله، وآخر يقلب قنوات التلفاز يبحث عن قناة يسلي بها نفسه حتى الوصول، البعض الآخر تذكر انه على سفر ودعاء المسافر مستجاب فقرر الدعاء، احدهم يصلي الفريضة أو النوافل وآخر يقرأ المصحف، اختلفت الاعمال والتصرفات والاحوال فسعي الناس شق.. ولكني دعوت الله ربي ان يوفقني لعمل صالح في هذه الطائرة فقلت (اللهم اني اسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى).
احيانا يشعر الواحد منا في سفره ان الرحلة كانت قصيرة وسهلة وخفيفة وان كان زمنها طويلا، واحيانا يشعر الواحد ان الرحلة ثقيلة ومملة وطويلة وان كان زمنها قصيرا، هذا قد يرجع لعدة عوامل منها الغرض من السفر، أو الرفيق والصاحب في السفر، أو الحالة النفسية المصاحبة للمسافر أو غيرها من العوامل، واحيانا لا يعرف الواحد منا سببا ظاهرا لطول وقصر الرحلة عليه، لكن الحقيقة ان الله تعالى هو الذي بيده كل شيء، وهو الذي يسهل السفر لعبده أو يصعبه فدعوت ربي قائلا (اللهم هون عليَّ سفري هذا واطوعني بعده).
انا من عادتي في سفر الطائرة انني احب القراءة أو الكتابة واستغلال الوقت في التفكير والتحضير، حتى وان كان معي رفيق أو صاحب فإنني استأذنه لاستغلال وقتي، واحيانا ادعو الله تعالى بما يتيسر واناجي ربي مستشعرا انه جل وعلا يراني ويسمعني، وهذا كله بفضل الله عليَّ وتوفيقه لي اسأل الله ان ينظر الينا نظر رحمة، واجد السفر من افضل الاوقات التي استشعر فيها ان الله تعالى هو (الصاحب في السفر).
ولأنني كثير السفر – اضطرارا – فأنا اشتاق لأهلي واولادي دوما ولا يزعجني السفر في شيء الا في فراق الاهل والاولاد لكنني عندما اقلق عليهم اتذكر ان الله تعالى هوه (الخليفة في الاهل).
يسألني احد الاصحاب قبل ايام: ألا تشعر بالخوف وانت تركب الطائرة؟ قلت له الخوف من أي شيء؟ قال: ان تسقط الطائرة بمن فيها، فحوادث الطائرات اليوم كثيرة ولا تكاد تخلو كل بضعة شهور من حادثة يموت كل ركابها، اجبته ان الحذر مطلوب لكنني – والحمد لله - لم اشعر يوما من الايام بالخوف من ركوب طائرة، ومن يقرأ الاحصائيات يجد القتلى بسبب حوادث السيارات اكثر بكثير جدا ممن يقتل بحوادث الطائرات، ومع هذا فإن المطبات الهوائية وبعض الاعطال الفنية، والخوف من حوادث تصيب الاهل والاولاد وانا بعيد عنهم يجعلني اقول (اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد).
٭٭٭
مقال للشيخ الفاضل نبيل العوضي
داعيه كويتي

[أمير القلب]

موضوع جميل بمعانيه شكرا هيون لمجهودك الطيب تحياتي