عندما يكون الالم اكبر من مساحات استعابنا ...يكون الرحيل باكرا خيارا لم يوضع في الحسبان...!!!
زهرة ندية ..ترتدي من الحشمة ثوبا اضفى على جمالها هالة من النور ... لعينيها الق يعكس صفاء روحها البريئة ...
عشرون عاما من طهر ...مرو كما ولمحة عين ...
ام حنون ..تسكب عصارة روح الام في قلب ابنتها التي تتوسط خمسة فتية ..لاب يؤمن ان الحزم هو مصنع الرجال ..بل الانسان القوي ... لم تختلف معاملته لاحدهم يوما ...لا يعترف بالدلال ...ولا يعترف بعاطفة الاب ...
عشرون عاما مرت ...فتاته الطفلة تحولت الى انثى صارخة الانوثة ... في عامها الثاني من الجامعة ..ولا تزال هي من تحتل المرتبة الاولى ...ارادت ان تثبت لوالدها ان شهادتها الجامعية التي ناضلت هي وامها من اجلها ..ليست اقل اهمية من شهادة اخوتها الشباب....!!
بدون سابق انذار..والدها يثور غدا وليس اي يوم اخر ..سيتم عقد قرانها لابن اخيه .. لم ..؟؟كيف ؟؟لم تستوعب ..كان طموحها ان تؤسس بيت اركانه متينة ..حب ..تعاطف ..تراحم ...كيف سترتبط بمن يتطاول على والدته سبا وشتما بل ويصل الامر احيانا لرفع يده ..؟؟ شعرت ان الكون يضيق بها ..وبقلب صادق متألم صاحت يااارب !!! وجاء الغد لم تذهب الى الجامعة .. ذهبت الى ابيها ..سألته لم ذلك الشاب بالذات ...نظر اليها ...وهل هذا ما تعلمته في الجامعة ..الا تخجلين من نفسك ..صمتت ..قال بحزم لا اريد نقاشا ..ابن عمك اولى من الغريب...!! شعرت بغصة تخنقها ...هل هذا هو تفكير والدها ..سلعة والقريب اولى من الغريب ... انحدرت دمعة حرقة من عينيها البريئتين ..وبصوت هامس اقرب الى الرجاء ..فقط الزفاف الى ما بعد عام ونصف ..اكون انهيت جامعتي ... صرخ بها الاب ... زوجك من يقرر ذلك ..!! كارثة كلما تذكرت ان هذا الشاب القاسي الجاحد ...زوجها ..طاعته واجبه رضاه عنها مفتاح باب جنتها ...توجهت الى غرفتها ..بكت بحرقة ذبلت عيناها وانطفئت برائتهما ...توجهت الى ركنها الهادئ صلت ودعت كثييرا حتى ابتلت سجادة صلاتها ..تدعو ..الهي ان كان فيه خير لديني ودنياي فاهده الي ويسره لي ..او لتقضي امرا كان مفعولا ..!! جاء الشيخ ..ليكتب عقدها ...ومن خلف الباب ..يسالها هل تقبلين به زوجا لك ...ودموعها اختلطت بدموع امها ...ونطقت بصوت مخنوق ..قبلت !! كانت بعد تلك السجدة قد فوضت امرها الى ربها ... بعد ساعة مرت عليها كما اغفاءة جفناها ويقظتها .. عريسها يدخل فهي زوجته شرعا ... دخل الغرفة ..وكانت امها تجلس الى جوارها ..سلم عليها برفق ..وعيناه غير مصدقتين ... اقترب منها اكثر ..همس لم يخبرني احد ان لعمي حورية هبطت من الجنة !!! احمرت خجلا ولم تجبه ..!! قال بوقاحة : الذي اعرفه عن بنات الجامعة انهن اجرا من ذلك بكثير ..!! رفعت عينيها اليه بادب وقالت ..هل تسمح لي بان انهي دراستي ثم يكون زفافنا .. لم يرد على كلامها ..واستمر بالتفرس بمعالمها ..وصمت يلف المكان ... لحظات نهض عريسها وعند الباب التفت اليها ...وقال: لن اسمح لاحد ان يشاركني هذا الجمال ..ومضى
... في اليوم التالي علقت تهنئة لها لعقد قرانها وقرب زفافها ..!! نعم فقد تقرر ان يكون الزفاف بعد اسبوع واحد فقط ..!! في نهاية الاسبوع ..تعلق تعزية ويبكيها جميع من عرفها ... فقد قضى الله امرا كان مقضيا ..!! وزفت كاجمل عروس الى قبرها ..!!!!
2010- 4- 24
