في القران عموميات وخصوصيات - فعمومياته سائر الايات وخصوصياته حروف , إما مفردة , وإما مركبة على سبيل الاعجاز وهو نسق عجيب فريد حيث راعى ف ي نظمة الطريقة النفسية والطريقة اللسانية , وكلما ازداد الفكر البشري تقدما ونضجا وبصيرة . وسجلت له أحداث الكون وتجاربه نقاطا جديدة في الخط البياني للعقل الانساني أدرك من حقائق القران مالم يدرك من قبل , ولهذا كان القران سجلا لجميع ما تتوقف عليه الهداية من المعارف وحقائق الكون .
و من أسرار إعجاز هذا القران ان معارفه لا تفند و لا تنتهي فهو مبعث كل بحث أو كشف , لانه يصدر عن معرفة الخالق العليم القادر .
نزل بحرف قريش الذي استقطب لهجات العرب
واستوعب لغات العجم فما استساغته قريش من الالفاظ ذاع وشاع وما استهجنته اندثر وضاع , فهي دائرة متسعة . وحلقة متصلة لا يدرى أين طرفاها .
ونزل القران الكريم بمكة و المدينة في حوالي ثلاث و عشرين سنة منجما وفقا للظروف , وما تتطلبه الاحكام ويحتاجه الانام لبناء الدولة الحديثة التي قوامها القران و السنة في جو بلاغي عظيم تسارع اليه أيدي كتاب الوحى مسجلة ما ينزل من السماء على قلب الأمين بلسان جبريل .
ثم يلقيه النبي صلى الله عليه وسلم بين الاذان الصاغية والقلوب الواعية , فتشرح صدورهم وتنفتح أفئدتهم ويدخلون في دين الله أفواجا , ثم يتهيئون للعمل بمحكمه , والايمان بمتشابهه , والاعتبار بامثاله .