غُ ـــرور الشرِكــات ,,

[Mo0oly.B]

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.al3inmoon.com/vb/picture.php?albumid=132&pictureid=3950');"][cell="filter:;"][align=center]


غـرور الشركات
عبدالله سعد الغنام



هل الشركة مثل الإنسان تتأثر بما يقال لها أو عنها .
نعم, اعتقد ذلك, بل ربما اجزمُ بأكثر من ذلك, فإن للشركة قلب وعقل أيضا ! .
فأما عقلها فهو الإدارة , وأما قلبها فهم الموظفون , فيا لها من معادلة صعبة جدا , فأنت تتأرجح بين القلب والعقل .
فإذا تفرد العقل بالقرار عن قلبه ,فربما أصابته النرجسية , ثم تراه يرتقي ويتبختر خطوة تلو الأخرى في سلم الغرور.
إن لغرور الشركات أسباب عديدة, ربما هي موجودة من حولنا, ولكنهم لا يشعرون ! .

من هذه الأسباب كثرة المد احيين للانجازات وتضخيمها, ووصفها بوصف مبالغ فيه عن حقيقتها.
فذلك الذي يُعمي الشركات عن قضايا أخرى قد تكون جدا مهمة,
مثل انتشار الواسطة والمحسوبية الذي ينخر جسدها وهي تعتقد أنها تسير على الهدى ,
حتى أذا سقطت , سقطت كالنخلة !.
إن الشركات التي تستحق المدح, هي تلك التي تخرج عنق الفقر والمعاناة,
ثم تنتفض من القاع إلى القمة. فشتان بين من يرث القمة ثم يكمل البناء,
وبين من يبدأ من القاع .
ولن تكون مقارنة عادلة, أن نقارن بين من يملك موارد طبيعية, كمن لا يملك .
بل إن الذي يستحق المدح هو الفقير إلى تلك المميزات والموارد.




لقد أرادت اليابان إن تصنع الفولاذ وتصدره في خمسينات القرن الماضي ,
وهو بلد يعج بكثرة الزلازل والبراكين. أضف إلى ذلك, عدم توفر الموارد النفطية,
ولا المعادن الأولية الأساسية للتصنيع .
ولكن العجيب في الأمر , أن الشركات اليابانية استطاعت وفي غضون عشرة سنوات فقط !,
أن تُصنّع و تصدر الفولاذ الصلب إلى الدول التي كانت تستورد منها الحديد الخام و بأسعار تنافسية.
واليابان حاليا المنتج الثالث عالميا بعد الصين والاتحاد الأوربي في إنتاج الفولاذ .
أليس في هذا الانجاز جزء من عزيمة الإنسان وربما عظمته ! .
بمثل هذا تستحق الشركات المدح وربما المفاخرة.

وهناك عامل قوي آخر يصيب الشركات بالغرور ألا وهو الاحتكار.
الاحتكار يوهم الموظفين والعملاء بأن ما تقدمه الشركة لهم هو الأفضل.
ولكن عندما تشرق شمس شركة أخرى وتبدأ المنافسة , يكتشف العميل والموظف معا أنهما مغبونان منذ زمن وهم لا يعلمون .
وأشبّه ذلك بمن كان يجلس داخل مصعد, ويظن أن العالم كله موجود في أحضان ذلك المصعد.

فإذا فُتح الباب, كُشف له عالم آخر, فيه عروض وتخفيضات وبدائل ومميزات وعلاوات وبدلات ... الخ ,
كان يظنّها يوميا موجودةٌ فقط في عالم الأحلام!.



في القرن التاسع عشر تأسست شركة ستاندرد أويل بواسطة رجل الأعمال والصناعي جون روكفلر وشركائه.
و في عام 1879 كانت الشركة تسيطر على حوالي 90 % من إجمالي النفط في الولايات المتحدة .
واستمرت في احتكارها حتى عام 1911 , عندئذ أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قرارا بتفكيك الشركة إلى 34 شركة ,
وكان السبب قضية مكافحة الاحتكار.
وقبل سنتين تقريبا, عاقبت المفوضية الأوروبية عدة شركات من فرنسا وسويسرا واليابان بدفع غرامات مالية بملايين الدولارات ,
لمحاولتهم الاتفاق الاحتكاري على أسعار محولات الطاقة.
كما قامت مؤخرا الإدارة الأمريكية بمنع شركة الاتصالات العملاقة “ايتي إند تي” من شراء منافستها “تي موبايل” ,
لأنها بذلك سوف تحتكر تسعين بالمائة من سوق الاتصالات في أمريكا .
وما شركة الهاتف سابقا منكم ببعيد. فاعتبروا يا أولى الألباب.

الغلو في المدح مع الاحتكار, هو الطريق السريع المؤدي إلى غرور الشركات, و بدون تحويلات أو حفريات !.



وصلَّ الله عليهـ وسَلِـــم



[/align][/cell][/table1][/align]

[₪ حـكـاية روح|~]

مميزه يا مووولي .. طرح قيم وممتع شكرا لك

[Mo0oly.B]

شكراً لموروكـ العطر دمتي بود ,,

[لين 24]

يسعد قلبك ويعطيك العافيه

[Mo0oly.B]

الله يعافيكـ ي قلبو

[mohd999]

شكراً على الموضوع