|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الفرآغ العآطفي ...؟!
بسم الله الرحمن الرحيم ترى كم منا اليوم من هو بحاجة ماسة لاشباع فراغه العاطفي؟ كم منا اليوم من هو بحاجة أن يروي ظمأه العاطفي ويُسكن جوعه العاطفي؟ لا شك أن الكثير منا بحاجة لتلك الوصفة العلاجية التي تمنحهم الأمن العاطفي والاستقرار النفسي، واتخيل لو كانت تلك الوصفة العلاجية موجودة بالفعل فهل ستبقى على أرفف الصيدليات لفترة طويلة؟ أشك في ذلك لأن الناس في حاجة لمثل هذه الوصفات، وسوف تدفع كل ما تستطيع للحصول عليها واقتنائها! ولكن السؤال ؛ هل كل شيء يشترى بالمال؟ نحن لسنا في حاجة لاخفاء جوعنا العاطفي والتظاهر بعدم وجوده أو اشباعه، فمؤشرات هذا الجوع أو الفراغ أو الفقر ان شئت، واضحة وفاضحة من بعض التصرفات اللا إرادية التي تتحول مع مرور الوقت إلى تصرفات إرادية، وما لم يستطيع الإنسان أن يشبع فراغه العاطفي بشكل متزن ومعقول ومشروع فإن ذلك قد لا يكون في صالحه فيما بعد، وإن كنت تستطيع أن تخفي حبك المتأجج لشخص ما واشتياقك له فسوف تستطيع أن تنجح في اخفاء مشاعرك نحوه وفي اخفاء فراغك العاطفي والتغلب عليه، ولكن ماذا لو كان الشوق فاضح والملامح ليست هي الملامح، ماذا لو سكت أنت وداريت على نفسك، فهل يسكت غيرك ولا يلاحظ ذلك؟ نعم لسنا في حاجة لاخفاء فراغنا العاطفي، ولكن السؤال الذي ربما طرح نفسه هو؛ أي نوع من العاطفة تنقصنا؟ أو أي جانب من العواطف الإنسانية بحاجة لأن يكتمل بداخلنا ويشعرنا بالاستقرار العاطفي في حياتنا اليومية؟ هل هي عاطفة الوالدية الأمومة والابوة التي تكاد تنغص الكثير منا بحيث ترى بعضنا يحن أن يضع رأسه على صدر أمه ويبوح لها بكل شيء أو أن يجد أبا متفهما له يجد فيه مستودعا لأسراره؟ هل ما نحتاجه هو عاطفة ان نشعر بوجود أو بقرب من نريده أو نحلم به ونرتاح إليه ونثق به ومن نشعر ان حياتنا متعلقة به؟ هل نحن بحاجة فعلا إلى وجود الطرف الآخر الذي يملأ علينا حياتنا ويضفي عليها وهج الحياة المنطفىء ومتعة السعادة الحقيقية التي نفتقدها؟ شيء مؤلم حقاً أن يتقدم الإنسان في العمر ويتوفر له كل شيء ومع ذلك تجده محروما عاطفيا! يعيش مع أسرته تحت سقف واحد لسنوات طويلة هي سنوات عمره ومع ذلك لم يرتو من عاطفة الحنان والعواطف الإنسانية الأخرى، يغدق على غيره من حبه ولا يجد منهم شيئا! أين دور من هم معه في المنزل نحوه؟ لا أحد يعلم! شيء مؤسف حقاً أن يعيش هذا الإنسان المحروم عاطفيا بينما الطرف الآخر في وادٍ آخر، لا يشعر به ولا يحس بمعاناته العاطفية؛ دون أن يسأله مجرد سؤال عما ينقصه!هل لأن الإنسان كبُر وبالتالي ليس في حاجة لتلك الأمور كما يعتقد البعض؟ عجيب! ومن قال ان التقدم في السن ينفي احقية الإنسان للسؤال عنه والاطمئنان عليه؟ من قال ذلك؟! سؤال آخر يطرح نفسه هنا وهو هل مطلوب من هذا الشاب في مقتبل العمر أو تلك الفتاة في قمة النضوج هل مطلوب منهما أن يطالبا أقرب الناس إليهما بأن يشبعانهما عطفا ويرويانهما حنانا؟ هل ننتظر ذلك اليوم الذي يطالبوننا فيه بذلك الحق الإنساني أم نبادر نحن باشباعه لديهم كي لا يكونا في حاجة للغير ممن لا نعرف نواياهم ولا نثق بهم؟ من المؤسف أن الكثير منا اليوم يجهل ما تعنيه العاطفة للإنسان وما يمكن أن تقود إليه على المدى البعيد، وكيف يمكن أن تؤثر على من يفتقدها بشدة، الكثير يجهل ان الكلمة الطيبة في حد ذاتها تحمل عاطفة جياشة، يجهل ان الإبتسامة الرقيقة تحمل عاطفة الصدق والأجر، ألم يقل عليه الصلاة والسلام تبسمك في وجه أخيك صدقة أو فيما معناه، يجهل ان الطبطبة الحانية على الكتف تحمل عاطفة الحنان، يجهل ان التشجيع الدائم والثناء المحمود للابناء والآخرين هو نوع من الوسائل الفعالة التي تشبع العاطفة الإنسانية، نجهل الاستماع للآخرين بإنصات واحترام آراءهم وتفهم ظروفهم بصدق والتعاطف معهم وبالذات مع أقرب الناس هو نوع من الأدوات التي ضاعت في مهب الريح! قد يتساءل البعض وكيف أشعر إنني جائع عاطفيا أو أن بداخلي فراغ عاطفي لم يشبع بعد وللسائل أقول: إن الفراغ العاطفي ليس عيبا فهو موجود لدى كل منا بدرجات متفاوتة، وهذا السؤال رغم بساطته إلا أنه قد يكون صعبا وحساساً في الكثير من جوانبه كونه يثير لدينا بعض الأشياء التي نحاول أن ننساها أو نتجاهلها أو نتغافل عنها، فشعورك أو حاجتك للحب وافتقادك إلى من يعطيك إياه أو يوفره لك هو أبسط أنواع ذلك الجوع العاطفي الذي يظل بحاجة لاشباع معقول يشعرك بانسانيتك، شعورك بعدم من يتفهم وضعك وينصت إليك ويراعي مشاعرك داخل المنزل أو خارجه هو نوع من الاحتياج العاطفي الذي تحتاجه، شعورك بأن من حولك يسيىء معاملتك ويفاضل بينك وبين اخوتك أو اخوانك مثلا هو نوع من العدل العاطفي الذي تبحث عنه، شعورك بعدم جدية من معك في تحقيق ما تريد وما تتمنه رغم قدرتهم على ذلك هو نوع من الإهمال العاطفي الذي نتمنى لو تحول إلى اهتمام عاطفي، أشياء كثيرة لا يتسع لها المقال ولكننا يمكن أن نوجزها في الجملة التالية وهي عندما تشعر بشيء داخلي نفسي ينقصك ولا تستطيع تحقيقه ويؤثر على سير حياتك فأنت في حالة فراغ عاطفي ولكن تأكد مرة أخرى ان هذا مسألة نسبية وليس مرضاً بقدر ما هو احتياج نفسي ملح من الأفضل اشباعه ولو بشكل معقول، الآن وبعد أن عرفنا ماذا تعني هذه العاطفة وكيف يمكن أن تؤثر على حياتنا وحياة القريبين منا ممن يهمنا أمرهم، ترى هل تشعر أن لديك فراغا عاطفيا بحاجة لأن يشبع؟ إن لم تكن تشعر بذلك؛ فاحمد الله سبحانه وتعالى ولكن تذكر أن هناك من هم بحاجة ماسة لكي تشبعهم بعطفك، بحاجة لجزء من وقتك الثمين معهم، تذكر أن هناك من هم بحاجة لجزء من الحب الكبير الذي يحتويه قلبك، بحاجة لأن يرتوون بجزء من حنانك الذي تختزنه بين أضلعك، كن كريما وأغدق عليهم دون بخل وتذكر أن من تغدقهم بحبك وعطفك وحنانك قد يكونوا أحد أفراد أسرتك ممن هم أولى من غيرهم بنيل العاطفة التي لديك، بل حتى أولئك البعيدون عنك مكانياً بحكم صعوبة الظروف هم بحاجة لعطفك وحنانك وعدم تخليك عنهم، أما ان كنت بالفعل كذلك لا تبخل على من حولك بعاطفتك واحسبك كذلك، فدعني أقول لك بارك الله فيك وأكثر من أمثالك وما أحوج المجتمع لإنسان مثلك،، وللجميع دوام الصحة وموفور العاطفة، * همسة * حينما افتقد العاطفة ممن كنت أعيش معهم، ممن يفترض أن يعطوني إياها، حينما أحرم من عطفهم وحنانهم وأنا واحد منهم: من المؤكد سوف أتضايق نفسياً وسوف يعز على نفسي أن أبحث عن العاطفة لدى الآخرين في مكان آخر، ولكن حينما أدرك ان هؤلاء الآخرين ليسوا أي أناس، بل كل الناس،، حينما أشعر بصدق أنهم هم العاطفة الجياشة نفسها؛ هم الحنان المتدفق بعينه، هم الإحساس الصادق بذاته، هم القلب الكبير بعطفه، حينئذ؛ لا يعد يهمني شيء، أنسى الضيق، أنسى كل شيء لاألام،، لأنني وجدت من يعوضني عن كل شيء،، وجدتك أنت، وجدت كل شيء افتقده معك، فماذا أريد أكثر؟! ولكن، ترى هل كل من هو مثلي، محظوظ بإنسان رائع مثلك ممآ رآق لي ![]() دمتم بحفظ الرحمن
![]() |
![]() |
#2 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: الفرآغ العآطفي ...؟!
راق لي ماراق لكِ أختي انسكاب..
طرح مميز وجميل وافر التحايا لك وللجميع |
![]() |
![]() |
#3 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
![]() |
رد: الفرآغ العآطفي ...؟!
موضوع جميل ,, شكرا لك
بالفعل جوع عاطفي ربما تكون كلمة (عيب) سبب وعائق لهذه المشكلة |
![]() |
![]() |
#4 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: الفرآغ العآطفي ...؟!
|
![]() |
![]() |
#5 |
صديقة مدونات الأعضاء
![]() |
رد: الفرآغ العآطفي ...؟!
حروفك عقود لؤلؤ نثرتيها بكل جمال
فبعثرتٍ الكلمات واحتارت حروفي أمام هذا الجمال آسعدني متصفحك الراقي شكري لك بحجم السماء..وبنتظار جديدك ![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: الفرآغ العآطفي ...؟!
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
متميز كلية أدارة الاعمال _المستوى السابع
![]() |
رد: الفرآغ العآطفي ...؟!
موضوع شيق ومليء بالنقاشات
لي عودة ... |
![]() |
![]() |
#8 |
Banned
![]() |
رد: الفرآغ العآطفي ...؟!
لي عودة إن شاء الله
|
![]() |
![]() |
#9 |
مشرفة عامة سابقاً
![]() |
رد: الفرآغ العآطفي ...؟!
راق لي كثيرا
سلمت آناملك على الطرح الرائع.. |
![]() |
![]() |
#10 |
مراقبة عامة سابقاً
![]() |
![]()
يا صباح احلـــى انسكاب ..
اولا انا تحمست بعودة شموخ واخوي عبدالعزيز .. في انتظار جمال اقلامكم يا سادة .. ![]() وانا بقولكم شغلى رغم اني ما قرأت الموضوع كامل .. ولكن سأقول وجهة نظـــري بالموضوع .. الفراغ العاطفي .. كلمة لن تكون متواجدة في قاموس اي انسان لو كان الاهل على مستوى عالٍ من الفكــــر في التعامل مع الابناء .. عندما يشبع الاهل مشاعر ابنائهم من محبة وعطف وحنان واحتضان والاطراء على ابنائهم .. سيشبعون جورحهم وارواحهم .. لان اي انســــان طبيعي يحتاج لهذة المشاعر .. وهذا ما كان يفعلة الروسل علية الصلاة والسلام .. كان النبي علية افضل الصلاة والتسليم الأب لا يدخل على ابنته فاطمة إلا ويقبلها على جبينها. وقد عرفت يوم موته أنه سيموت حين لم يستطع النهوض لتقبيلها. الله واكبر على هكذا انسان .. اللهم اجمعنا برسولنا الكريم في جناتك يا كريم .. تقبلو رأيي ومروري .. شكرا لكم ![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|