واصلت عقود النفط الأمريكي هبوطها خلال تعاملات اليوم إلى ما دون مستوى 100 دولار للبرميل الواحد في أكبر خسارة يومية لها منذ عامين تقريبا على خلفية إرتفاع طلبات اعانة البطالة الأمريكية بحوالي 43 ألفا إلى 474 ألف طلب خلال الأسبوع الماضي.
وقد أدى ارتفاع طلبات الإعانة بالتزامن مع تصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي "جان كلود تريشيه" التي نوه فيها إلى أن البنك سيراقب تطورات الأوضاع ومعدلات التضخم خلال الفترة المقبلة في إشارة إلى إحتمالية كبرى بعدم رفع أسعار الفائدة خلال إجتماع الشهر القادم، مما دفع اليورو إلى التراجع بحدة أمام الدولار دون مستوى 1.46 إلى 1.4521 وهي النقطة الأدنى لليورو أمام العملة الأمريكية في ثماني جلسات، فاقدا بذلك حوالي 2% في أقوي هبوط له منذ عام 2009.
وقد أضاف مؤشر "دولار إندكس" الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات أخرى 1.44 % لرصيده إلى مستوى 74.08، حيث إرتفع أمام معظم العملات الرئيسية، بعد أن تراجع في وقت سابق من الأسبوع الحالي إلى أدنى مستوياته منذ منتصف عام 2008 تقريبا.
وقد هبطت عقود الخام الخفيف تسليم يونيو/حزيران إلى أدنى مستوياتها منذ السابع عشر من مارس/آذار عند 98.61 دولار، قبل أن تقلل خسائرها بالصعود إلى مستوى 99.24 دولار بعد فقد 9.16% أو عشر دولارات في حوالي الساعة التاسعة وثمانية وخمسون دقيقة مساءا بتوقيت مكة المكرمة.
من ناحية أخرى دفعت تراجع السلع المحموم مؤشر "طومسون رويترز/جيفريز سي أر بي" الذي يتايع أداء تسعة عشرة سلعة أولية إلى التراجع بنسبة 4.7% إلى 341.75 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ السادس عشر من مارس/آذار، حيث هبطت عقود القمح وفول الصويا بأكثر من 2%، في حين هبطت عقود الذرة بأكثر من 3% في بورصة شيكاغو للسلع.
وتراجع النيكل والالومنيوم والرصاص بحوالي5% في بورصة لندن، وهبط القصدير بنسبة 7%، في حين تراجع النحاس إلى أدنى مستوياته هذا العام دون 9000 دولار عند 8744 دولار للطن.
وقد زادت خسائر الفضة بشكل كبير لتصل إلى 10% تقريبا، وهبط الذهب بأكثر من 3.35% إلى 1462.5 دولار للأوقية.
يشار إلى ان النفط أضاف لرصيده 9.7% هذا العام، حيث تسببت الثورات والإحتجاجات التي عمت تونس وليبيا ثم اليمن والبحرين في تسارع صعود عقود النفط تخوفا من نقص الإمدادات، لكن لوحظ بعد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة "بن لادن" إستعداد السلع للهبوط خصوصا المعادن الثمينة على أساس أن مقتله يمثل تقليلا من المخاطر الجيوسياسية التي كان يتعرض لها العالم.
وكانت أسواق الأسهم الأمريكية قد تأثرت سلبا ببيانات اليوم الإقتصادية إضافة إلى صعود الدولار، حيث تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بحوالي 1.25% أو 159 نقطة إلى مستوى 12563 نقطة، بينما تراجع مؤشر "اس أند بي 500" الأوسع نطاقا بنسبة 0.86% في حوالي الساعة العاشرة وخمسة عشرة دقيقة مساءا بتوقيت مكة المكرمة.
ويبدو أن الأسواق غير متفائلة لبيانات الغد المنتظرة والتي ستصدر من وزارة العمل الأمريكية والتي تشير التوقعات إلى أن الإقتصاد الأمريكي قد أضاف 185 ألف وظيفة فقط خلال أبريل/نيسان، بعد إضافة 216 ألف وظيفة في مارس/آذار.
وستكون لكلمات "بن برنانكي" خلال مؤتمره التاريخي الذي عقده الشهر الماضي وقعا في نفوس المتابعين، حيث أكد الرجل على إستمرار برنامج تحفيز الإقتصاد حتى نهاية يونيو/حزيران نظرا لأن مستويات البطالة لا تزال مرتفعة رغم تراجعها إلى 8.8% في مارس/آذار، تزامنا مع ضعف الإنتعاش الحاصل، وهو ما أكده نمو الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 1.8% خلال الربع الأول بالمقارنة مع 3.1% في الربع الرابع.