خريجو جامعاتنا ... شاورما وبطاطس!

[بـــو أحــمــد]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


خريجو جامعاتنا ... شاورما وبطاطس!

بقلم ... محمد سمان

الحياة - 25/09/06//
من النوادر التي شاعت في الدول المتقدمة خلال أعوام الركود الاقتصادي، أنك حين تقابل أحد خريجي جامعة أوكسفورد بدرجة امتياز، تقول له على الفور: بيغ ماك وبطاطس مقلية لو سمحت.
هذه النادرة بطبيعة الحال ليست للنيل من خريجي هذه الجامعة العريقة، بل هي إشارة واضحة إلى الصعوبة التي كانت تواجه خريجي الجامعات في الحصول على وظيفة، فما بالنا بخريجي أوكسفورد.
وفي السعودية، يبدو أن الجامعيين لدينا مقبلون على واقع خريجي أوكسفورد، إن لم يكونوا يواجهون ذلك، فهل يقبل أحدهم أن يقال له: صحن فول او ساندويتش شاورما بالشطة لو سمحت!
ولسنا هنا أيضاً نحاول التقليل من شأن عامل الشاورما وبائع الفول، فلهما كامل الاحترام والتقدير، بل للحديث عن سوق العمل!

فعلى رغم واقع الحال وتشاؤم احتمالات سوق العمل ومستقبلها، إلا أن أحداً لن يتوقع أن يقل الطلب على التعليم الجامعي، بل إن الاتجاه الحالي هو زيادة الطلب على التعليم الجامعي، لتحسين المركز التنافسي في سوق العمل.


ويقيناً أن كثيراً من الخريجين أو من هم على أبواب التخرج باتوا يدركون أن زيادة نسبة احتمالات إيجاد عمل مناسب لهم، تعتمد بصفة أساسية على محتويات السيرة الذاتية أو الـ C.V، التي يقدمونها ضمن اوراق طلب الوظيفة!

الواقع أنه لم يعد تقديم أي شهادة جامعية في أي تخصص محترم ومن أية جامعة ذات سمعة طيبة وبتقدير مرموق، من الأمور الكافية، أو التي تضمن الحصول على الوظيفة، بل لا بد من تقديم ما يثبت وجود مهارات إضافية تكتسب من خلال التعليم الجامعي نفسه أو من خلال التخصص المزدوج او التدريب المتخصص، علاوة على اللغات الأجنبية وإتقان الكومبيوتر.

ولعل الجميع هنا يتذكر جيداً كيف كان خريجو جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران وجامعة الملك سعود في الرياض، ينظر إليهم على أنهم مميزون عن غيرهم، ولا يقبلون أية وظيفة تعرض عليهم في تلك الفترة، فيما نظراؤهم من جامعات أخرى قبلوا بأول وظيفة جاءتهم.

في القطاع الخاص السعودي، الذي يعتبر حالياً الوعاء الرئيس للوظائف، والدولة تعول عليه في استيعاب اكثر من 80 في المئة من الخريجين، طغت ظاهرة توظيف بعض الشركات بعض الخريجين بناءً على اعتبارات موضوعية، بعيدة من الأمور الشخصية، مثل اعتبارات القرابة لأحد كبار مديريها أو قوة «واسطته»!

لكن واقع الحال لم يستمر طويلاً، فالاعتبارات الموضوعية باتت هي الفيصل أو الحكم، فتفوقت عناصر الكفاءة والمهارات والمسؤولية على «القرابة» أو «الواسطة»، على خلفية أن تلك العوامل لم تعد بفائدة على صاحب العمل، إلا إذا رغب أن يحول شركته أو مؤسسته إلى «ضمان» لأقاربه، ويخضع نفسه أيضاً لسلطة «النفوذ» و «المجاملات» و «المصالح».

وباتت الشركات تدرك أن الاختيار السليم والموضوعي لموظفيها يؤدي إلى تقليص تكاليف الحاجة إلى التدريب أو الاشراف أو التوجيه أو المراقبة أو الصيانة وهدر الإنتاج، إضافة إلى معدلات الإنتاج ودوران العمل، وغير ذلك من وفورات اقتصادية وغير اقتصادية.

ربما يرد أحد الخريجين على المنطق الذي أتحدث به، ويقول إن كلامك يعني أن كل الخريجين لن يجدوا الوظائف في القطاع الخاص حتى ولو تجازونا «القرابة» و «الواسطة»، طالما أنك تتحدث عن مهارات وكفاءات، فكيف لمتخرج حديث أن يملك كل ذلك ولم تمض عليه أشهر من التخرج.

وأنا أرد بقصة واقعية طرفها أحد خريجي قسم القانون من جامعة الملك عبدالعزيز، الذي يبدو أنه سبقني وسبق الكثيرين، فهذا الشاب علم أن الطريق لن يكون سهلاً أمامه في الشركات، فسلك طريقاً آخر أجبر المسؤول عن التوظيف في البنك الذي تقدم إليه طالباً منه تعبئة النموذج وتحديد موعد للمقابلة الشخصية ومن ثم تسلم عمله الحالي.

والقصة أن الشاب التحق باحد مكاتب الاستشارات القانونية طيبة السمعة كمنتدب لديه، ولم تكن لديه اية مطالب حينما ذهب للقاء صاحب المكتب، سوى أن يوافق على أن يكون متدرباً، لم يطلب راتباً أو مكافأة أو يسأل عن مصيره بعد تلقي التدريب، كل ما طلبه هو أن يكون «متدرباً».
ومن ذلك المكتب خرج الشاب بعد عام ونصف العام تقريباً، بخبرة ومهارة اهلته أخيراً لأن يكتب سيرته الذاتية ويقابل بها مسؤول التوظيف في البنك.

وربما يرد أيضاً خريج آخر على مثالي، ويقول: كلنا نعرف ذلك وحاولنا واجتهدنا والتحقنا بمعاهد لغات وكومبيوتر أملاً بتحسين «سيرتنا الذاتية»، لكن لم يحدث شيء مما تقول، وقصة المحامي التي تسردها ربما تكون «ضرباً من ضروب الحظ».
والرد على تلك الحجة أيضاً ليس بالأمر الصعب، إذ ان الشاب المحامي السابق أدرك ماذا يريد في البداية من التدريب وعرف في منتصف الطريق كيف يوظف مهاراته، فليس المهم فقط اكتساب المهارة بل كيفية توظيفها، وإلا فما الاعتبار من قصة الشاب خريج كلية الآداب الذي غيّر معهد الكومبيوتر مجرى حياته، وأصبح احد أبرز المبرمجين.
فهل يرغب الخريجون في مزيد من الأمثلة، أم سيقبلون أخيراً - وعلى مضض -أن يسألهم أحدهما، ويقول لهم: شاورما وبطاطس من فضلك.

تـحـيـاتــي
بــو احــمــد

[Future Doctor]

يعطيك ألف عافية أخوي بو أحمد على هذا المقال الهادف

دمت بود

[ربي زدني علما]

اخي بواحمد

مقال رائع تشكر عليه


أصبحت المصير بعد التخرج هاجس أغلب الطلبه

وخاصة مع الصعوبات التي يواجهونها حاليا من قلة الفرص الوظيفيه ومع وجود الشروط التعجيزيه التي تفرضها احدى الجهات


الله يعطيك العافيه مجددا


وفقت لكل خير



تحياتي

[ولاية]

بالفعل
الان ومع كثرة البطالة وشح الوظائف
حتى باتت الشهادات الجامعية ليس لها اي قيمة

واصبح هاجس ضمان المستقبل الوظيفي هو الهاجس المسيطر على اذهان الطلبة

الف شكر بواحمد على المقالات الرائعة

ونترقب منك المزيد

اختك
ولاية