|
ملتقى الفنون الأدبية شعر,نثر,خواطر,قصص,روايات وجميع الفنون الادبية |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قصة الفأر...
في سوق قريب من شارع بن زقر الحالي (كان حوش الشربتلي ) محل الكبابجي وبجواره الحلاق ..
وكالعادة فالفئران موجودة في المحلات وتقاوم بالطريقة التقليدية .. والأغنام تسرح بين الأزقة والقطط تتحرك بين بيت وآخر .. والحمير في العزل . والبقر في الحوش .. والدجاج في القفص والديك يعلن قدوم الصباح .. والكل في أمان إنسانا وحيوانا .. تحرك الفأر الذي يقطن عند الكبابجي في زيارة مفاجئة إلى جاره في محل الحلاق .. ليتجول هناك ويرى ما حوله فلم يكفه ما هو فيه ، وأراد أن يستزيد أكثر ربما يجد ما لا يملكه هنا ، ويستمتع بهدوء الليل وسكينته بعيدا عن الأعداء من القطط والمصائد .. حجمه كبير .. واسع الدهاء .. ترى عينيه تبرقان من الصحة والعافية والنعيم .. وكاد يعود إلى مكانه ومنزله الذي تعود عليه إذ لم يجد ما يستدعي الإقامة أو التجوال .. في طريق عودته ظهر فأر نحيل الجسم منهك القوى يسير بخفة وبطر ولا يأبه كثيرا بما حوله .. يقفز تارة ويسير الهويني تارة أخرى .. آمن مطمئن لا تبدو عليه روح المغامرة التي يملكها صاحبه فأر الكبابجي .. سأله الفأر الكبير : ( ماذا أرى هل أنت من بني فأر أو جنس آخر ؟ ما هذا الهزال والكسل والتراخي وعدم الرغبة في العمل .. ما لا يقبله عقلي أن تكون جاري وأنت في هذه الحال ؟ هل ماتت أمك أو أبوك ؟ .. بالـتأكيد ليس عندك أولاد . فمثلك لا يرغب في الإنجاب أو الحياة عموما )).. ارتعد الفأر المسكين قائلا :: ( أقسم لك أنني منكم .. ومن عشيرتكم وقومكم ، وربما يكون جدنا واحدا وأمي وأمك واحدة )) .. أشفق الفأر الكبير عليه .. وسأله في حنان : ( ماذا تأكل ؟.. وكيف تعيش ؟.. وأين تنام )؟.. قال الفأر الصغير النحيل : (إني أضع ذيلي في هذه الزجاجة ليخرج منها الزيت . . وأضعه على هذا المسن الذي يستعمله الحلاق لسن الموسى .. إنه لذيذ .. ومكتفي بهذا أما كيف أنام فهذا الذي تراه مكاني .. ) نظر الفأر الكبير .. فرأى مخلفات من أوراق الجرائد قال له : (( ما هذا ؟!.. أوراق جرائد فيها صور الحروب والمآسي والأخبار الحزينة .. هذه حياة لا تطاق وبالا لك على حالك وحالتك .. فهذه حياة البؤس بعينها .. أدعوك الليلة معي إلى وليمة في محل إقامتي فأنا أسكن في دكان الكبابجي .. سوف تشاهد كيف أنام فوق الكنوز من الدنانير والدراهم والدولارات والليرات والصور الأثرية لبلاد العالم المختلفة )).. حاول الفأر الصغير الاعتذار فلم يتعود على الخروج من مكانه ؟، ولكنه أمام سطوة الفأر الكبير وإصراره وشفقته وحنانه وافق له ... رحب به الفأر الكبير في مكان إقامته وكشف عن الأوراق النقدية .. وتساءل الفأر الصغير : ( كيف تتحصل على هذه الأموال النقدية المختلفة وتنام عليها وكأنك فوق جبال الذهب)؟. وشرح الفأر الكبير قائلا: ( إن رواد هذا المكان من جنسيات مختلفة وعندما يؤدون فريضة الحج يأتون بعملاتهم وتبقى بعضها في درج المحل فأستولي عليها وأضعها لتكون فرشتي .. وزينة بيتي .. والنوم على الأوراق المالية غير النوم على الجرائد ).. قال فأرنا الكبير : ( سنبدأ جولتنا الآن وأرجو أن تنال وجبة شهية هذه الليلة .. تجعلنا نرافق بعضنا ونقيم معا .. فالخير وفير ..و الأكل كثير والليل طويل .. تؤنسني وأؤنسك .. وأحكي لك حكايات وعجائب وحيل ومغامرات .. وأسعد بوجودك ).. عندما هما بالخروج ( عند مدخل محل الكبابجي ) بدأ الفأر الكبير جادا وهو يعطي التعليمات والتوجيهات وكانه قائد لمجموعة من بني جنسه قائلا بصوت آمر : ( أترى هذا اللون الأبيض ؟ .. إنه سم الفئران .. لا يغرنك لونه الذي يشبه لون الجبنة البيضاء ، ولكنه فيه الإعدام لمن يتناوله .. عليك ألا تأخذ منه شيئا .. أترى قطعة اللحم ( إنها مصيدة ) لا تقترب منها فهي إعدام أشد فتكا من سابقتها .. أترى هذا اللون الأصفر ؟ .. هو غراء يعقبه مصيدة من نوع آخر .. فلا تقترب .. فهو إعدام يسبقه عذاب .. أترى هنا ؟ . . عليك أن تقفز .. فهذه حفرة بها مغريات من اللحم والجبن وفيها الهلاك ، ومقبرة إن و قعت فيها .. فاقفز بعيدا عنها وكن متقنا ) .. وصلا إلى المكان الذي تعود عليه فأرنا الكبير .. وبدأ في تقديم الأكل لضيفه ولكن الفأر الصغير ( فأر الحلاق ) كان يرتعد من الخوف وسأله : ( ولكن كيف نخرج من هنا ؟).. طمأنه قائلا : ( لا عليك فهذه مسؤوليتي ، وسوف أوصلك إلى مكانك وأنت آمن فإني أعرف وأخبر بالمكان .. تمتع بالأكل واللحم والشحم وبقايا الخبز والشرب من ذلك الإناء ) .. وكان يقدم لضيفه ويشاركه .. ويدفع له كل ما لذ وطاب في حنان وكرم . انتهت الحفلة وهما بالخروج .ز وإذا بالفأر الكبير ينتصب وقد بدت عليه الجدية وهو يعطي التعليمات .. ( من هنا .. من هناك .. احذر .. اقفز .. مصيدة .. حفرة ... سم .. غراء .. ) وهكذا حتى وصلا إلى بر الأمان .. قال لصاحبه : ( هل سررت برفقتي اليوم لقد أكلت ما لم تأكله من قبل .. وتمتعت بالنوم على المال .. لقد كانت ليلة ممتعة لك لا تنسى ومرحبا بك متى شئت ) .. قال الفأر الصغير : ( إني على كل حال أشكرك على جهدك وما بذلته لإسعادي .. ولكنها يا أخي .. حياة رعب وخوف وهلع وشقاء )... ودعاه لمخدعه فوجد إناء صغير به بعض السوبيا القديمة فضرب ذيله على غطاء الإناء فأحدث صوتا موسيقيا أطربهما .. وأخذ يدور حول نفسه ويغني بصوت عال : (( يا للي قربه جنني .. ابعد عني .. لا تقرب مني ... لا أنا منك ولا أنت مني .. ألحس مني وأبات متهني ) ... وأخذ يرددها ....... (( ألحس مني وأبات متهني )) ..... قال الفأر الكبير بسخرية : (( أنت فأر .. أنت عار ) ؟؟؟!!!!!!!! رد الفأر الصغير بقرف : (( أنت من أصحاب النار )) |
![]() |
#2 |
:: مشرفة ::
ملتقى الفنون الأدبية سابقاً ![]() |
رد: قصة الفأر...
قصه جميله
![]() شكرا لك :g8: |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفأر, قصة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|