صانعو الأمل √

[حُلمْ !]

صانع الأمل .. شخص فقير يعيش في كوخ متهالك لكن نفسه مليئة بالرضا والقناعة عندما يمر بالفقراء المشردين في الشوارع الذين لا يحملون هوية وحتى من أبسط الحقوق <بيت> حرموا

صانع الأمل .. مر على تخرجه فترة طويلة ولم يقبل بأي وظيفة وبالرغم من هذا إلا انه كان سعيدا
بحياته لأن العقبات ما زادته إلا ايمانا وثقة بما كتبه الله له .. فهو متأكد تماما بأنه لن يتوفى إلا وقد
رزق بكل ما قدره الله له

صانعة الأمل .. امرأة توفي زوجها فقررت أن تربي أولادها لوحدها وتناست حاجاتها كامرأة, ووظفت
نفسها مربية لأولادها وتناست فكرة الزواج .. وبعد تكريس حياتها لهم كبروا وتركوها لوحدها تحاكي
الجدران عن تضحياتها التي صارت ماضي لا يجوز التحدث فيه .. تصبر نفسها بقولها: الحمد لله الذي يسر لي أداء مهمتي على أكمل وجه. ولكن قلبها مكسور وكل رجائه أن يردوا لها ولو شيئا يسيرا من المعروف

الأمل ولو كان بسيطا إلا أن له من التأثير النفسي الشيء الكبير .. فهو أوكسجين الحياة الذي
يساعدنا على تخطي المصائب بشكل أسهل .. يجعلنا نفكر بالمستقبل فقط ونضع تركيزنا عليه ..
مستفيدين من الماضي بتعلم بعض الدروس من بعض الاخطاء .. يزيدنا ثقة بما قدره الله لنا ..
ويواسينا عندما لا نجد من يسمعنا قائلا لا تخف مهما طال بك البلاء فلن يستمر للأبد ..
وسيصبح ذكرى نرويها في يوم ما للغير!

اذا بذلت قصارى جهدك وأسرفت الكثير من وقتك في أمر ما ثم أصبح هباء ..
وإذا كان واقعك لا يوحي بأي أمل .. وإذا خذلت من أقرب الأقربين في عز حاجتك الى مساعدتهم ..
وإذا كنت تحلم بالغير ممكن ومن حولك يسخر منك .. وإذا كنت تملك أهداف وغيرتها بسبب شخص ثم فجاءه تخلى عنك .. فلا ترفع راية الاستسلام أبدا ..
اعد تعبئة نفسك من وقود الأمل الذي سيساعدك على النهوض أقوى من سابقك ..

هنالك علاقة وثيقة بين الأمل والنجاح .. فالنجاح طريقه وعر ونادرا ما يصل اليه الشخص بسهوله ..
فالموهبة وحدها لا تكفي لكن تحتاج إلى صبر وتدريب .. فالكثير من الناجحين كانوا فاشلين من وجهة
نظر غيرهم .. إلا انهم وضعوا هدفهم نصب اعينهم وسعوا لتحقيقه .. مهما فشلت او واجهت عقبات لا تتنازل عن هدفك .. غير من اسلوبك في الوصول اليه .. فالمستحيل كذبه كذبها العاجزين على انفسهم ..

نهايةً .. لا تقتل الأمل وأنت في بداية الطريق ...

"من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس الى قلبه ابدا وسوف يرى الدنيا اياما يداولها لله بين الناس الأغنياء
يصبحون فقراء والفقراء يتقلبون اغنياء وضعفاء الأمس أقوياء اليوم وحكام الأمس مشردو اليوم
والقضاة متهمون والغالبون مغلوبون والفلك دوار والحياة لا تقف والحوادث لا تكف عن الجريان والناس
يتبادلون الكراسي ولا حزن يستمر ولا فرح يدوم"
د. مصطفى محمود رحمه الله