|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأضع بين أيديكم قصة قصيرة، و آمل أن تعجبكم... أترككم مع القصة... ![]() ![]() ![]() ورقـــ ـة صفـراء بـاهتة... ![]() اليوم أعلنت الأشجار أن فصل الخريف قد جاء، فسقطت أول ورقة مصفرة من شجرة التين الكبيرة، سقت لتظهر للعالم أجمع أنها شيء ما عاد هنالك نفع منه، فتحررت من غصن الشجرة لتطير في الفضاء الشاسع سعيدة بتحليقها، و بأجنحتها الخفية التي عبرها سمحت لنسمات الريح أن تحملها. لكن سعادتها تلك ما لبثت أن تلاشت بمجرد أن عادت إلى الأرض و لامست تربتها، فحل محلها الحزن و الكآبة. و زادت كآبتها عندما أحست بقدم عملاقة تدوسها و تكسر أنسجتها الصفراء الجافة، فأطلقت أنينا خافتا ما سمعه أحد سوى باقي الأوراق التي ازدحمت على غصن شجرة التين. هن قد سمعن عذابها، و فهمن أن مصيرهن قادم لا محالة، و أن تلك الخضرة القليلة التي تزيّن بها لابد و أن تزول ليسود شحوب الموت الأصفر. لازالت تلك الفتاة ترقب شجرة التين من نافذة غرفتها المطلة على الحديقة، و تشعر بألم تلك الورقات، بل و تقول على لسانهن: أزف الرحيل... تنهدت فتاتنا و صرخت في وجه أخيها حسام عندما وجدته قد داس على تلك الورقة الساقطة، لكنه لم يكترث، و اكتفى بالنظر إلى فتاتنا نظرة مكر تنم عن عدم ندمه على فعلته تلك. هو لم يشعر بألم ورقة الشجر، و لم يقدر تضحيتها. لكنه ليس وحده، الجميع شاركه بعدم الاكتراث، الجميع على أقل تقدير. لم؟ لم لم يروا الأمر من نفس منظور فتاتنا، لم رأوا أن وظيفة الأوراق خدمة الأشجار إلى أن تصفر و تموت. ربما سؤالنا هذا بلا معنى. و السؤال الأكثر رجاحة هو لم اكترثت فتاتنا؟ و لم قدرت مشاعر الأوراق. هل نقول أنها رقيقة لأنها فعلت؟ أم نقول أن الجميع قساة لأنهم لم يفعلوا. هذا هو السؤال العجيب الذي ألح على خاطر فتاتنا لدرجة أنها قررت حمله و الإلقاء به على أمها علّها تجد إجابة تساؤلها. غادرت فتاتنا أحلام عتبة نافذتها، ثم ضمت خصلات شعرها البني المتموج مع بعضها البعض و هرعت إلى غرفة والدتها. هي لم تضم شعرها في رباط لأنها أرادت الاعتناء بمظهرها، و إنما خافت أن تراها أمها على هذا النحو فتنهرها و توبخها، ثم تبدأ بالمقارنة بينها و بين قريبتهم سميحة التي دائما ما تظهر أمام الجميع بمظهر مبهر أنيق. لكن أحلام عندما ترى سميحة بحلتها و لباسها الذي لف جسدها النحيل لم تنبهر كما انبهر الجميع، بل كانت تفكر في أن سميحة لا تكترث بالأشجار، سميحة دائما ما تلـّقب أوراق الأشجار الصفراء عندما تتجمع على الأرض بالقمامة. دقت أحلام باب غرفة والدتها بدقتها المعتادة، نقرتان متتاليتين ثم تتبعا بنقرة وحيدة. و اقتحمت غرفة الأم . هي اقتحمت غرفة الأم ليس لأنها لم تطلب الإذن، و إنما لأنها لم تنتظر لتحصل عليه. لكن الأم لم تفاجئ من اقتحامها، بل كانت واقفة قرب الباب كأنها تنتظرها، و قبل أن تبدأ أحلام بالكلام، و قبل أن تطرح تساؤلها، وجدت أمها تقترب منها و تضع يدها على رأسها ثم تخلل أصابعها بين خصلات شعرها لتهذبها و تؤدب الخصلة المتمردة الواقفة. رفعت أحلام رأسها عندما أحست بيد أمها تبتعد و قد أتمت مهمتها، ثم نظرت إلى أمها بعيون تشع بذلك السؤال الذي ما برح يدور في رأسها: • أمي، أواجب أوراق الأشجار أن تموت في النهاية؟ ابتسمت الأم ابتسامة صغيرة ملؤها الحنو، و فهمت أبعاد سؤال ابنتها: • كلا، واجبها أن تعيش إلى أن يباغتها الموت. • لكن الأشجار قد تخلت عنها، قد طردتها من غصنها. • أتذكرين منظر شجرة التين في فصل الشتاء. • بلى. • ألم تكن عارية في البرد لم تجد أوراقا لتكسوا عريها. • إذن لم طردتها ما دامت بحاجتها. • لأن كل شيء له دور في الحياة، الأوراق انتهى دورها بمجيء الخريف، و سيبدأ دور جديد لأوراق جديدة عندما يحل الربيع. فلا شيء يعيش إلى الأبد، هذه هي حقيقة الحياة. • لكن.. لكن لم لا يقدر البشر صنيعها؟ لم لا يكترثون بها؟ • آآه يا صغيرتي ما أكثر تساؤلاتكِ هذه الفترة، سأجيب على هذا السؤال شريطة أن تنتهي أسئلتكِ لهذا اليوم. • لا بأس، أجيبيني و لن أسأل بعدها. • نحن عندما نراها ساقطة ميتة لا نهتم بها، لأن علينا تركيز اهتماما على الأوراق الحية القادمة التي ستحمل بدورها الأمل و المستقبل، و اهتماما بشيء ميت لن يعيده للحياة، بل بدل فعل ذلك قد تغلف الأحزان قلوبنا، لذا يا صغيرتي لا تركزي اهتمامكِ على أحزان و تأوهات الماضي بل ركزي على أمل و أحلام المستقبل، اسمك أحلام لتحلمي، إذن أحلمي.. • و لكن لماذا ...... قاطعت الأم ابنتها و قد وضعت إصبعها على فمها: • ششششششششششش... كان ذلك آخر سؤال. لا تسرعي في صعود درجات الحياة، كي لا تقعي و تتأذي ثم تضطري للصعود من الصفر. ![]() • صغيرتي ذكية لكنها ترهقني بأسئلتها، أخاف أن يأتي يوم لا أجد لها إجابة على سؤالها، عندها سأكون مثل الورقة الصفراء، جفت و ما عاد ينتفع منها. ![]() استمتعوا و أعطوا ما لديكم قبل أن يأكل تقدم الزمن حماس الشباب الذي بذر فيكم. تحياتي... ![]() |
![]() |
#2 |
متميزة بمدونات الأعضاء
![]() |
![]()
حقااااااااااااااااااااا ..... يا لغرابة هذه الحياة
![]() لو نظرنا إليها من زاوية اخرى من منظور اخر ماذا سنجد سنجد ان الجميع يمشون في طريق واحد تقريباً غير مكترثين غير مبالين لا يهتمون سوى بأشياء محددة ......................................... لكن لو نظرنا ... لو فتحنا أعيننا ... لو إلتفتنا لما حولنا ... لاستغربا من غرابة العالم الذي نعيش فيه و لزاد استغرابنا منا نحن البشر و لفجعنا بما ترتكبه أيدينا برغبة منا ![]() لكل شئ تساؤلات وتساؤلات لكن من يجيبنا من يكترث لتساؤلاتنا وهل سنستطيع نحن الاجابة عنها فتاة بريئة وضعت مشاعر الاخرين فوق مشاعرها احس قلبها الصغير بالحزن والالم لألم غيرها ذلك الألم الذي لم يضع له اعتباراً غيرها , لكن من يكترث ...؟؟؟؟ ![]() من يهتم بتلك الاوراق اليابسة... من يهتم لتلك الارواح المزهقة... من يهتم لذلك الطفل اليتيم و دمعته الساخنة من يهتم لتلك العوائل المشردة ...؟؟؟؟ أتساءل حقاً ... الى متى سيظل البشر وحوشاً ![]() هل سيأتي يوم وتعود الانسانية ...؟؟؟ و هل سيطول هذا اليوم كثيراااا ...؟؟؟ أستبقي هذه الفتاة على قلبها البرئ النقي ام انها ستكبر لتكون كالاخرين متناسيةً لأمالها وطموحاتها و رغبتها في الاكتشاف متناسيةً لقلب ![]() هل ستجد في يوم من الايام تلك الاجابة التي تشفي غليلها ![]() و هل ستكف عن التساؤل عندها ![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة doodoo ; 2014- 4- 5 الساعة 05:40 AM |
|
![]() |
![]() |
#3 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: ورقة صفراء باهتة..
حوار وقصه لا اعرف هل أعطتني الحزن او الفرح
ام جعلت إحساسي مثل أوراق الخريف الصفراء سلمتي ع الدعوه ...، |
![]() |
![]() |
#4 |
المشرفة العامة سابقاً
ملتقى الفنون الأدبية ![]() |
رد: ورقة صفراء باهتة..
_
طرَح جميل وحوآر رائعه متصفَح يحتوي على الكثير من التعابير آختيار موفق جدا غلاتي ., يعطيك ربي الف عافيه ولكن / ينقل للمناسب أكثر ,~ |
![]() |
![]() |
#5 |
متميزه في قسم المدونات
![]() |
رد: ورقة صفراء باهتة..
حوار رائع
وقصه رائعه يسلمو دودو على الدعوه الجميله |
![]() |
![]() |
#6 |
مشرفة سابقة
![]() |
رد: ورقة صفراء باهتة..
قصة رائعةة يعطيك العافية يارب على طرح القيم ..~
|
![]() |
![]() |
#7 |
متميزة كلية الاداب _علم اجتماع
![]() |
رد: ورقة صفراء باهتة..
قصة جميلة والاجمل مغزاها ..
الله يعطيك العافية ومشكورة ع الدعوة ![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
![]() |
رد: ورقة صفراء باهتة..
. استمتعوا و أعطوا ما لديكم قبل أن يأكل تقدم الزمن حماس الشباب الذي بذر فيكم رائع جدا ماطرحتي اختي دودو |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|