[ قصة ] : وفاء ما بعده وفاء ..!!

[مجتهد ..]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد أيامكم ربي بكل خير
أنقل لكم اليوم، قصّة تحرّكت لها المشاعر ..

كان هناك شابٌّ ثريّ ثراءً عظيماً، وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت وما شابه، وكان الشاب يُغدِقُ على أصدقائه أيّمَا إغداق، وهم بدورِهم يُجِلّونه ويحترِمونه بشكلٍ لا مثيل له.
ودارت الأيام دورتها، ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقاراً شديداً. فَقلّبَ الشاب أيام رخائه ليبحث عن أصدقاء الماضي، فعلِم أن أعزّ صديق كان يُكرمه ويَغدِق عليه وأكثرهم مودّة وقرباً منه، قد أثرى ثراء لا يوصف، وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال، فتوجّه إليه عسى أن يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح الحال.

فلما وصل باب القصر، استقبله الخدم والحشم، فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة. فذهب الخدم فأخبروا صديقه بذلك، فنظر إليه ذلك الرجل من خلف السّتارِ ليرى شخصا رَثَّ الثياب، عليه آثار الفقر، فلم يرضَ بلقائه وأخبر الخدم بأن يُخبِروه أن صاحب الدّار لا يمكنه استقبال أحد.
فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت، وعلى القِيَم كيف تَذهب بصاحبها بعيدا عن الوفاء، وتساءل عن الضمير كيف يُمكن أن يموت، وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض.

ومهما يكن من أمر، فقد ذهب بعيدا. وأثناء عودته، وقريبا من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء، فقال لهم: ما أمرُ القوم ؟!. قالوا له: نبحث عن رجل يُدعى فلان ابن فلان، وذكروا اسم والده. فقال لهم: إنه أبي، وقد مات منذ زمن. فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير، وقالوا له: إن أباك كان يُتاجِر بالجواهر، وله عندنا قطع نفيسة من المرجان، كان قد تركها عندنا أمانة. فأخرجوا كيسا كبيرا قد مُلئَ مرجانا، فدفعوه إليه ورحلوا. والدهشة تعلوه، وهو لا يصدق ما يرى ويسمع.
ولكن ..
أين اليوم من يشتري المرجان ؟! فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء، والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة.

مضى في طريقه، وبعد برهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير، فقالت له: يا بنيّ، أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم ؟! فتسمّر الرجل في مكانه، ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث ؟! فقالت: أي أحجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها. فسألها إن كان يُعجبها المرجان ؟! فقالت له: نِعْمَ المَطْلب. فأخرج بِضعَ قِطعٍ من الكيس، فاندهشت المرأة لما رأت. فابتاعت منه قطعاً ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد.
وهكذا عادت الحال إلى يُسرٍ بعد عسر، وعادت تجارته تنشط بشكل كبير.

فتذكر بعد حين، ذلك الصديق الذي ما أدّى حقّ الصداقة، فبعث له ببيتين من الشعر بِـ يَدِ صديق، جاء فيهما:

صَحِبتُ قوماً لئاماً لا وفاءَ لهم ..
يدعون بين الورى بالمكرِ والحِيَلِ

كانوا يُجلونَني مُذْ كُنتُ ربّ غِنَى ..
وحينَ أفلَستُ عَدّوني مِن الجُهّلِ


فلما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات، كتب على ورقة ثلاثة أبياتٍ وبعث بها إليه، جاء فيها:

أمّا الثلاثة قد وافَوْكَ من قِبَلي ..
ولم تكن سبباً إلّا مِنَ الحِيَلِ
أمّا مَنِ ابتاعتِ المُرجانَ والدتي ..
وأنت أنت أخي بل مُنتهى أمَلي
وما طردناكَ مِن بخلٍ ومِن قِلٍّ ..
لكن عليكَ خشينا وقفةَ الخَجَلِ


أين نحن من هذا الوفاء ..؟!!

دمتم أحبتي بكل خيرٍ

[دﻵل ~]

تسلم يمينك مجتهد
قصة مؤثررة

[المالك الحزين]

بصراحه اقف عاجزه عن التعليق امام هذا الوفاء



راقت لي هالقصه

[نهروان العبدالله]

قصة رائعه :)

يعطيك العافيه اخوي

[مشعلي]

قصه مبهره بحق لما فيها من الدهاء وروعة احترام المشاعر...
اين نحن من هذه الصفات التي اجزم بأنها اندثرت مع مغريات الحياة.....
موضوع رائع جداً اشكرك على اتحافنا بجمالياته...
لك ودي يا مميز

[مجتهد ..]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دﻵل ~

تسلم يمينك مجتهد
قصة مؤثررة

الله يسلمك أختي دلآل ~
تسعدني مشاركتك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المالك الحزين

بصراحه اقف عاجزه عن التعليق امام هذا الوفاء


راقت لي هالقصه

الود ودّي أرسل دموعي مع القصة، فعلا نفس الشعور
أين نحن منهم ؟!
تقديري لك ولتواجدك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهروان العبدالله

قصة رائعه :)

يعطيك العافيه اخوي

الله يعافيك أختي نهروان العبدالله
الأروع تواجدك بارك الله فيك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشعلي

قصه مبهره بحق لما فيها من الدهاء وروعة احترام المشاعر...
اين نحن من هذه الصفات التي اجزم بأنها اندثرت مع مغريات الحياة.....
موضوع رائع جداً اشكرك على اتحافنا بجمالياته...
لك ودي يا مميز

حالنا اليوم يُرثى له ، أهل وأقارب وأصدقاء لا نجد الوفاء بينهم
فعلا اندثرت مع مغريات الحياة
أخي العزيز مشعلي ، لك وافر الود والإمتنان لشخصك الكريم

تقديري لكم جميعا

[أريـــج]

مواضيعَـكَـ دائمَـاً مُبِهره

أعجَـبتني القَـصـة
و النَهاية لها عِبره اُخرى و هيَ "حسن الظن "

تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم

[مجتهد ..]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أريـــج

مواضيعَـكَـ دائمَـاً مُبِهره

أعجَـبتني القَـصـة
و النَهاية لها عِبره اُخرى و هيَ "حسن الظن "

تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم

بارك الله فيك أختي أريج

نسأل الله أن ينفع بها
ولك كل التقدير لتواجدك أُخيّتي

[نوف بنت سعود]

انا اكثر وحدة اتحسر على الصداقة لاني فعلا انطعنت من الخلف

[ثلوجه الخجوله]

\
قصة مؤثره جدا
اين نجد صديق مثل هالقصة واذا وجدنا نادرا نحصل مثل هالصديق

يعطيك العافيه ع طرحك جميل والرائع