(ذلك تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) وقفة قرآنية ..

[دوستويفسكي]

(ذلك تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) وقفة قرآنية ..
نقرأ هذه الآية كل جمعة ، نمر عليها كما نفعل دائماً ، دون وعي وإدراك وتمعن للمعنى وللقصد القراني ..
لقد كان اكبر حجة عند أعداء الدين هو : كيف يكون خلف الشر ! خير .. كيف تكون افعال الله كلها خير وأنت ترى الموت ،والمرض ،والكوارث تنزل وتحل بالبشر ..!!؟ أين الله عن كل هذا ( والعياذ بالله )
إن هناك أمور تراها للوهلة الاولى فترى فيها الشر ، بل إنك لا ترى فيها إلا الشر المطلق .. ثم تمر عليك الأيام لتدرك بعد ذلك كم كنت احمق عندما فكرت هكذا ..
إن حكمة الله خلف كل شيء في هذه الدنيا .. قد يُحرم من الولد ، أو قد يموت بين يديه من المرض أو الدهس أو القتل ، فيشعر بأن الموت ينهش قلبه ،ويفتت كبدهُ ،على فلذة كبده.. وهو لا يعلم كم سوف يُعاني من عقوق هذا الولد ، بل قد يكون سبباً مباشراً لموته قال الله عز وجل :
(َفانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا)
هذا هو الظاهر قتل .. وطفل برئ .. ووالد سوف يعيش دهرهُ حزناً عليه .. لكن انظر ماذا يقول الله على لسان الخضر عليه السلام :
(وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا)
(فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا)


قد يحل بالناس الفقر ، والمرض ، والكوارث .. وهم لا يعلمون أن في كل هذا الشر خير قد حجبه الله عنهم يقول الله عز وجل :
(َفانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ..)
هنا قطع رزق ، وتخريب لكن انظر الى حكمة الله
(َمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا..)
قد يقع عليك الظلم من أقرب الناس لك .. من مديرك ..من أهلك ولا تجد عوناً ولا نصير فتظن الله قد تخلى عنك .. وأنت لا تعلم أن الله قد يُهيأ لك في قادم الايام من ينصرك ويقف الى جوارك دون مقابل وأنت ايضا لا تعلم عنه يقول الله عز وجل :
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا)
ثم بين الله اسباب هذا الفعل :
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا)
ذلك تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا قد لا تصبر ..!! بل قد تغضب ..!! بل قد تعترض على قضاء الله !!؟ وهذا ما حصل مع نبي من أنبياء الله عز وجل هو نبي فكيف بناء نحن ..
والله اعلم .. وهذا مجرد فهم شخصي للآية ...




وكل عام وانتم من اهل المغفر والخير ..

[راقية]

رائعة بحق
كل كلمة كتبت هنا
فعلاً هناك من الناس يقرأ أو يفسر أفعال الآخرين بشيء من السذاجة ولايعطيهم العذر فيما يصدر منهم من تصرفات
ولايبرر لهم تلك التصرفات ويتجاوزها بإحسان الظن.

فأصبحوا كالطفل الذي يبكي ويتهم والديه بالقسوة لأنهما منعاه من تناول الحلوى بشراهة خوفا عليه من ضررها وليس لحرمانه منها.

تستحق التقييم

[إيثاار]

تعمق ..وتدبر في آيات الله عز وجل

بالفعل قديكمن الخير في الشر

قد تكون البلاءات تمحيص للذنوب فهذا أعظمها

يود الإنسان يوم القيامة بإن جسمة قرض بالمقاريض

آيةٌ وقفتَ عليها وقد كنت أعرفها وأعرف معناها وقصتها

ولكنك ذهبت بي إلى مدارك أوسع

زادكَ الله علماً إلى علمك

موضوع يستحق التقييم

[أشواااااق]

أنت لا تعلم أن الله قد يُهيأ لك في قادم الايام من ينصرك ويقف الى جوارك

طرح جميل ,
ولو إني أفضّل أخذ تفسير الأيات من مصدر موثوق
سلمت يمينك

[أبو حور]

تدبر القرآن من اعظم القربات الى الله يفتح افاق اوسع ويصل بالقارئ الى معاني اعمق لكلام الله

قليلون هم من يملكون تلك الملكة وهذا الفكر يقفون بالساعات عند آية من القرآن يتفكرون فيها ويتدبرونها


قد يفقد الانسان الصبر ويغضب لكن لا يفقد عقله فلا يحق لاي انسان ان يعترض على قضاء الله وقدره حتى في احلك الظروف وحاشا لنبي ان يعترض على قضاء الله وقدره


تحياتي لكم

[••ريــــم••]

جـــــــــزاك الله خير
آيات عظيمه ورائها قصه رائعه تنبع منها الحكمه والشئ الكثير
البعض كثير مايتسآئل عن بعض الامور
ولكنه يعلم ان الله قادر على كل شئ وله حكمته


>
سمعت من احد شباب قناة بدايه كلمات اعجبتني :
>ان في اشخاص يدعون الله .. بس يجي في باله ليش ماستجاب الله عز وجل دعائه ..!
قال تعالى [ادعوني استجب لكم ] دعائك مجاب باذن الله لكنك ماتدري ان ربي مأجل تحقيقه لحكمه ولشئ فيه خيره لك..>




ربي قريب من العباد وادرى واعلم بشؤوونهم..واحن عليهم من امهاتهم...

سبـــحـــانك ربي ماأعظمك

[واحد ماله مكرر]

دائماً ما تكون الحكمة خفيه وقد يعلمها البعض ويجهلها الكثير


فجزاك الله خير الجزاء والثواب

[دوستويفسكي]

توضيح :

كلامي ليس تفسير لهذه الآية إنما تأمل لها ..

أما اعتراض النبي فهذا بين في سياق الاية والانبياء بشر يغضبون ويعترضون ويقتلون ويشكون ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )
وعشرات الايات تتحدث عن الانبياء ..

[راقية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دوستويفسكي

توضيح :

كلامي ليس تفسير لهذه الآية إنما تأمل لها ..

أما اعتراض النبي فهذا بين في سياق الاية والانبياء بشر يغضبون ويعترضون ويقتلون ويشكون ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )
وعشرات الايات تتحدث عن الانبياء ..

اعتراض موسى عليه السلام كان لجهله بنتيجة أفعال سيدنا الخضر عليه السلام
حيث أن سيدنا الخضر عليه السلام كان مأموراً بذلك مع علمه بالنتيجة ولكن سيدنا موسى عليه السلام لم يكن يعلم
علاوة على ذلك أن سيدنا موسى عليه السلام سافر خصيصاً لكي يتعلم من سيدنا الخضر لأنه على مايبدو أنه كان أعلم منه برغم أنه ((أي سيدنا الخضر عليه السلام)) لم يكن إلا رجل صالح.

ولكن هل تعلمون أن سيدنا الخضر عليه السلام مازال على قيد الحياة!! وأنه باق حتى قيام الساعة
وهو من الذين قال الله تعالى فيهم مخاطبا إبليس اللعين((إنك لمن المنظرين)) أي أنه ليس إبليس لوحده باق حتى قيام الساعة إنما هناك أشخاص آخرين منهم الخضر عليه السلام.

[دوستويفسكي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راقية

رائعة بحق
كل كلمة كتبت هنا
فعلاً هناك من الناس يقرأ أو يفسر أفعال الآخرين بشيء من السذاجة ولايعطيهم العذر فيما يصدر منهم من تصرفات
ولايبرر لهم تلك التصرفات ويتجاوزها بإحسان الظن.

فأصبحوا كالطفل الذي يبكي ويتهم والديه بالقسوة لأنهما منعاه من تناول الحلوى بشراهة خوفا عليه من ضررها وليس لحرمانه منها.

تستحق التقييم

يا مرحبا بالاخت راقية التي لها من اسمها اوفر الحظ والنصيب ..


سعدت جدا بمرورك العطر ..