كتاب : الاتجاه العقلي في التفسير’’دراسة في قضية المجاز في القران عند المعتزلة’’
كتاب : الاتجاه العقلي في التفسير’’دراسة في قضية المجاز في القران عند المعتزلة’’..(د.نصر حامد أبو زيد)
اذا كان المعتزلة قد مثلوا الفكر التنويري في الاسلام , فذلك لاانهم حاولوا تلبية الحاجات الجديدة التي نشأت عن الابتعاد زمنيا عن لحظة صدور الوحي , والاجابة على التساؤلات الناجمة عن علاقة الوحي بالواقع المستجد , وبالتالي أسسوا لدراسة العلاقة بين الخطاب الالهي و الخطاب الانساني من خلال الفكر الاسلامي في ظروف تاريخية تتغير , فأقاموا النقل على أساس العقل و أنجزوا بذلك عقلنة الوحي , تلك المهمة التي كان على أوربا ان تنتظر حتى القرن الثامن عشر لتحقيقها .
واذا كان المعتزلة قد ارتكبوا خطأ محاولة فرض الفكر الاعتزالي بالقوة , مما أدى بعد هزيمتهم الى تصفية الاعتزال , فان سيطرة أي اتجاه وفرض فكرة لا يؤدي الآ الى مزيد من الجمود والجهل مهما اعتبر هذا الاتجاه نفسه على صواب و ظن أنه إنما يمثل ما يرجوه الخطاب الالهي , فهذا الخطاب موجه للبشر , والبشر يعيشون في زمان و مكان , أي في شروط متغيرة ’ تتطلب منا بشكل دائم البحث في علاقة هذين الخطابين ببعضهما البعض .
وهذا الكتاب يأتي ليدرس هذه العلاقة بين الخطاب الالهي و الخطاب الانساني في إطار الفكر الاسلامي , و لا سيما الفكر الاعتزالي , من خلال مفاهيم لغوية فكرية كالتمثيل و التشبيه و المجاز و التأويل .