|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كثير من النسيان
كثير من النسيان
الدكتور عثمان قدري مكانسي قال الراوي ، والعهدة عليه : كان صاحبي ينسى كثيراً ، ولا أظن أحداً يسبقه في مجال النسيان هذا . وقد سمعت قصصاً لأناس ينسَون ، فوجدتهم يأتون بعده بمراحل كثيرة ، وإليكم البرهان والدليل : عُد معي خمسة وثلاثين عاماً إلى الوراء لاحدثك بما جرى معي من نسيان غريب ، وقد لا تصدق ما أقول ، ولكنها الحقيقة .. فأنا كثير النسيان ، وما أزال ... هكذا يقول صاحبي .. تزوّج صاحبنا يوم الخميس قبل الفائت ودخل بعروسه في بيته الجديد ، وكان يعيش مع أهله كعادة العزبان ... وعاش أسبوع العسل في جديدين : عروسه وبيته ، واستقبل أهله وأصدقاءه في بيته الجديد ، وتقبل تهانيهم وتمنياتهم له بالسعادة والهناء ، والحبور والرضاء . مر الأسبوع سريعاً ، وذهب يوم السبت إلى عمله ، واستقبله زملاء العمل بالتحية والابتسام قائلين له : زواج سعيد وعمر مديد ، وانغمس صاحبنا بعد سويعة بعمله الذي اعتاده ، ومرت ساعات العمل جادة ، أخذت منه اهتمامه ، وملكت عليه وقته ، فما انتبه إلا وجرس الانصراف يعلن انتهاء الدوام . انطلق صاحبنا بخطواته السريعة المنتظمة عائداً إلى البيت ، فقادته إلى بيت أهله ، أليست هذه عادتَه حين ينتهي من عمله؟! ودخل إلى البيت يسلم على والدته وإخوته وأخواته ، فكان سلامهم عليه حاراً وابتساماتهم عريضة ، وعيونهم أوسع بقليل مما اعتاده منهم . ونادى : أين الطعام ، إنني جائع . قالت الأم لابنتها الكبرى : جهزي الطعام لأخيك بسرعة يا ابنتي ، فأسرعت أخته إلى المطبخ وكلمته أمه بكثير من الشوق والترحيب على غير ما اعتاد منها ، لكنه لم يفكر بابتساماتها التي تحمل بعض التعجب الذي لم يدر سببه . أكل ، وشرب الشاي ثم أعلن أنه مرهق يريد النوم ، فقالت له والدته : سريرك في غرفتك لم يزل على حاله مذ خرجتَ ، فكان جوابه : وإلى أين يذهب السرير وصاحبه قادم إليه ، وأحس أن ما قالته أمه يحمل في طياته شيئاً غريباً لم يبحث في نفسه عن تفسيره لأنه مرهق يريد الراحة ، وهل أروع من النوم بعد يوم حافل بالعمل ؟! استيقظ بُعَيد اذان العصر بقليل ، فتوضأ وصلى ووجد فنجان القهوة ينتظره ، فرشف منه رشفتين ، وهنا سألته أمه وفي فمها وقلبها أمواج تغلي وتفور وفي نظراتها أحاجٍ تريد لها إجابات سريعة : أين زوجتك يا ولدي ؟ لِمَ لم تكن معك ؟ ضرب براحة كفه على جبينه بقوة وهو يقول : (العمى على هذه المصيبة ، لقد نسيت أنني متزوج ) . ولبس بنطاله وقميصه ، وخرج من البيت مسرعاً فأوقف أول سيارة أجرة ورجا صاحبها أن يسرع إلى البيت ، فوصله في تمام الخامسة ، وفتح الباب ، وناداها ، فلم يسمع جواباً ، ورأى على " العُلاّقة " ورقة فقرأها : ( انتظرتك يا حبيبي ، ثم أصابني القلق ، ولم أستطع الانتظار أكثر ، ففكري بك مشغول ، وقلبي عليك خائف .. أنا ذاهبة إلى بيت أهلك ، علني أراك وأطمئن عليك ، الساعة ( 55-04)) .. لقد تأخرت عنها خمس دقائق ، وانطلق صاحبنا إلى موقف الباص ، وكانت فيه ، جالسة على الكرسي الأمامي ، فأسرع بولوجه ، قبل أن يصفّر الجابي معلناً انطلاق الباص . اعتذر إليها ، واختلق بعض المبررات المؤدية لتأخره ، وسألها : أتغدّيتِ ؟ أجابته بعينيها الجميلتين الصادقتين بالنفي ، وكلماتها الرقيقة اللطيفة بما لا يمكن أن يبوح بما قالت ، فهو سر لا يعرفه أحد . عرض عليها أن يتغدّيا في مطعم في شارع بارون أو القوّتلي أو في الحديقة العامة. فقالت : ألا تأكل مما صنعت يداي ؟! ... وهل هناك طعام أطيب مما تصنعه يداها !! ومر الأسبوع هانئاً لطيفاً .. ثم علمتِ الحقيقة ، وكان يودّ أن لا تعرفها !! فبعض أهل البيت لم يحفظ السر ، وكانت رفيقة العمر زوجة صالحة ،.. وما تزال ... هذه هي الحقيقة هل خطر ببالكم أن صاحب المقال ينسى كثيراً ، وأنه يحدثكم عن نفسه ؟ لالا ، إنه ينسى – الآن - قليلاً ، وقليلاً فقط ، أما صاحبنا الذي أعرفه منذ خمس وثلاثين سنة ، فهو الذي ينسى كثيراً .. وعساكم تتذكرون ، ولا تنسون ، ولئن نجا ، فلعلكم لا تنجَون .. لكم تحياتي نــــــــاصرالنـــــــــاصر 7 / 10 / 2010م |
![]() |
#2 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: كثير من النسيان
يُقال أن النسيان أعظمُ نعمة ..
ولكن ما نفعل إن كانت الفواجِع متشبثة به ؟
إجترار الذكريات المؤلمة من حين لآخر غالباً ما تكون أشد وقعاً على النفس من الصدمة الأولى وأغلبها تبقى كعوالق تلازم الروح... يستحيل الفكاك منها النفس أشبه بالزجاج المعرض للشرخ أو الكسر ... يصعب الجبر حتى وإن تشعبت بألوان من الأفراح.. يظل الشرخ ظاهرا على الجسد مُمزِقاً لِلروح أحياناً نقول ما أتعس الذكرى وما أتعس النسيان فأحياناً تكون الذكرى كشفرة حادة تعمق من جراح الإنسان واحينا يكون النسيان تعيساً حين يدعي لنفسه بهتاناً ... أنه نسيان . لكل شئ جانبه السئ و الجيد ، النسيان ربما يكون شئ جيد و نعمة في ظروف معينة و في حال وقعه في وقته المناسب . أما إن كان غير ذلك فينقلب نقمة . كثيرا ما نرغب أن ننسى أثرا سيئا حدث في نفوسنا ولا نحب تذكره .. وبين التذكر والنسيان يتولد الصراع ,, ولكن يظل البقاء للأقوى . والنسيان والذكرى تكون احيانا اداة في يد ابليس يتسلل الى ذاكرة البشر فإما نسيان خير أو تذكر سوء .. كما في قوله تعالى : فأنساه الشيطان ذكر ربه .. الآية . ونستطيع القول الآن .. أن النسيان أُعطي درجة من التصنيف في النعم أكثر مما ينبغي له . والنسيـان لو لم يكن نعمة لبني البشـر لما تفضل الله به علينا .. مثله مثل المرض ![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
مشرفة عامة سابقاً
![]() |
رد: كثير من النسيان
يعطيك العافيه اخووي
مووضوووع ممتاز ![]() بانتظار جديدك |
![]() |
![]() |
#4 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
![]() |
رد: كثير من النسيان
يعطيك العافية
|
![]() |
![]() |
#5 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: كثير من النسيان
قوآفل الشكر لروحك آلنابض ..
|
![]() |
![]() |
#6 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: كثير من النسيان
يعطيك العآفية عالموضوع الجميل والقصة الحلووة
ياحليل زوجته جلست لحالها ماتغدت ولا اكلت ماهي مشكلة ظل 35 سنة متذكر ههههههه دمت بحفظ الله |
![]() |
![]() |
#7 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: كثير من النسيان
هذا في كبره سيصاب والله اعلم بمرض الزهايمر =الخرف
فلايعرف امه من زوجته من جاره اعرف جارة لي ام زوجه مثل الطفل في البيت يجب ان يهتم بها والا خرجت من البيت ولم تعد ....ان كنت تعرفه من قريب او بعيد وصه ان يكثر من الجوز =المسمى بعين الجمل فسبحان الله من تفتح هذا النوع من المكسرات ترى الدماغ امامك كانك تفتح جمجمه فهو مفيد جدا جدا لتقوية الذاكره والمحافظه على خلايا الدماااغ ... اخ ناصر الناصر مبدع كعادتك وموضوع رائع كروعة ناقله ....تقبل تواجدي ولك شكري |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
النسيان, كبير |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لم استلم الرقم السري للآن ( تهمني ردودكم كثير ) | Taraf | ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل | 26 | 2010- 10- 10 08:08 PM |
استفسارات صغيرووونه كثير | دررالمطيري | ملتقى الدراسات العليا و الابتعاث | 0 | 2010- 10- 1 04:02 PM |