الأحساء - محمد الرويشد الحياة - 31/12/07//
اعتبر 70 في المئة من طلاب جامعيين، استطلعت جامعة الملك فيصل آراءهم في استفتاء حول التواصل بين عضو هيئة التدريس والطلاب، أن المستوى «ضعيف جداً»، فيما اعتبر 22 في المئة من أفراد العينة أن التواصل «متوسط، ويحتاج إلى مزيد من التفعيل»، وذهب ثمانية في المئة فقط، إلى وصفه بـ»القوي».

وشارك في الاستفتاء الإلكتروني، الذي انتهى أمس، 1528 طالباً وطالبة، وجاءت النتائج مفاجئة للجميع. وجاء هذا الاستفتاء من طريق مجموعة من الاستفتاءات التي حاورت الجامعة بها الطلاب «في محاولة لتصحيح الوضع، وجعل الطالب مشاركاً في هذا التصحيح»، بحسب تصريحات عدة لإدارة الجامعة في غير مناسبة، إلا أن الطرح الأخير كان «جريئاً ومميزاً» بحسب رأي طلاب الجامعة. واعتبر أحمد محمد علي النتائج الأخيرة للاستفتاء «تظهر حجم الفجوة الكبيرة التي يعيشها الطالب وهيئة التدريس». ووصف العلاقة بـ»المتوترة جداً، مع قليل من الأساتذة، وكثير من الطلاب يتخرجون، من دون أن يحققوا تواصلاً إيجابياً، لأسباب عدة، ترجع في بادئ الأمر إلى الشخصية المعتادة لعضو هيئة التدريس، الذي يرى أن الخوف منه سبب كبير لنجاحه في عمله».

كما اعتبر أحمد مقاييس التواصل بين الطلاب وهيئة التدريس «ضعيفة في الجامعة، وفي غيرها من مؤسسات التعليم، فهذا الوضع مرض متفشٍ لا يختص بجهة دون أخرى، مع وجود عينات مخالفة لهذه القاعدة، وحققت نسبة نجاح وقبول وتواصل كبيرة».

وترى الطالبة عبير عبد الرحمن أن النتائج «طبيعية، ولا غرابة فيها، ويجب على إدارة الجامعة، التي خطت خطوات جيدة في المصارحة والجرأة، وما هذه الخطوة إلا دليل على المحاولة الجادة في تغيير الواقع، أن تتحرك نحو التصحيح، ودراسة أسباب انقطاع التواصل بين الطالب ومعلميهم، لأنها بذلك ستغير من النمط التعليمي الموجود، وستحدث نقلة نوعية في هذا المجال»، مضيفة أن «تقبل النقد هو تقدم حضاري وثقافي كبير، لذا يجب أن يتم بطريقة علمية مدروسة، وهناك أوجه كثيرة لها لا يتسع المجال لذكرها، لكن من الغرابة أن يشعر الطالب أو الطالبة، وهم في أعلى مؤسسة تعليمية، أنهم لم يخرجوا من نفق التبعية للتعليم المدرسي، الذي لا يعطي للطالب حرية التواصل مع معلميه، فهو تابع مطيع فقط، والمحزن أن هذه الأجواء موجودة في جامعاتنا، وبصورة كبيرة، فمن أين سيتحقق التواصل؟»

ودافع معلم أكاديمي متخصص في التربية (رفض ذكر اسمه)، عن زملائه، وأكد أنهم «ليسوا السبب الرئيس في هذه المشكلة، ويجب دراستها ضمن منهج علمي صحيح لأهميتها، والتشديد على أهمية تحسين الوضع، فالجامعة بإدارتها وهيئة التدريس والطلاب يشتركون في مشكلة قلة التواصل بين الطالب ومعلمه، ولا يجب إلقاء اللوم على جهة وتناسي الجهات الأخرى». وأضاف «لا أشك أن عدداً كبيراً من أعضاء هيئة التدريس في جامعاتنا تتصرف وفق النمط التقليدي، من دون تجديد، وهذا ما التفتت له مجموعة من الأعضاء الجدد، الذين حاولوا تطبيق النظريات الأوروبية في التعامل مع الطالب من خلال عقد صداقات فكرية معه، ومنحه المزيد من الثقة في نفسه وإبداعه، والابتعاد عن التلقين الممل، ومحاولة إيجاد نشاطات وفتح حوارات وإعطاء الحريات في التعبير، وهو أمر نطالب به لنتخلص من الجفاء الدائر الآن، وإلغاء عدم التواصل، ليحل محله البنيان الواحد».

ورأى الطالب أحمد ناصر أن «التواصل يجب أن يبدأ من قاعة المحاضرات، ويمتد إلى خارجها، فمتى ما كان الاحترام المتبادل موجوداً بين جميع الأطراف، تحققت الأهداف المنشودة، وبحسب اختلاطي الدائم مع زملائي الطلاب؛ أسمع منهم تذمراً شديداً من بعض أعضاء هيئة التدريس، ودائماً ما تكون هناك تجمعات وخطط من أجل رفع خطابات شكاوى جماعية لإدارة الجامعة». واعتبر لحل هذه المشكلة بأن «يكون هناك مكتب ممثل للطلاب، ويكون شبيه بالنقابة المصغرة داخل الحرم الجامعي، ليكون جهة واضحة المعالم، يلجأ إليها الطلاب متى ما أرادوا إيصال همومهم وآرائهم وطموحاتهم».