لم يكن عالم الواقع يعنيني,بل كثيرا ما أعلنت ثورتي
لم يكن من فيه يعنيني,فكثيرا ما أدرت ظهري.
أعترف أنني أختلف كثيرا عن من هم هناك..ولكن!


في تلك الأيام..وفي غفلة من العقل والمنطق,كان هناك..
مادا يده الي بلهفة..
كنت أرقب بحيرة ذلك الكائن..
كائن أسقطت عليه كل تخيلاتي ورؤاي وأفكاري..
تجمعت فيه أجمل ذكرياتي,وأشرقت به أيامي الحاضرة
والقادمة!
لم يكن بوسعي أن أقول لا!
كان لا بد أن أتنفس قليلا من الخيال..من اللامنطق!
تلك كانت فلسفتي حينها.
كنت له المأوى من عواصف الدنيا وأنوائها,وكان لي حلما
لم تفلح أيامي في تحقيقه.
اختلطت حينها أوراقي,بل اختلطت علي كل المفاهيم,
وأفلت زمام الأمور
من بين يدي.
سخرت كثيرا في تلك الأيام من عبارة كنت دائما ما أرددها:ان قلبي
دائما بيدي.
ليس دائما بامكاننا أن نمسك بزمام الأمور..ليس دائما!
كانت تلك الحقيقة الأولى التي انكشفت أمامي.
أما الحقيقة الثانيه التي انكشفت لي مع الأيام..
أننا لسنا في عالم وحدنا
نحن لا نعيش في كوكب مقفر لا يسكنه بشر..لا!
نحن جزء من منظومة اجتماعيه وعلاقات متشابكة
لا بد لنا من أن نضعها نصب أعيننا..
نحن لا نعيش الخيال.الخيال نعمه حبانا بها الله سبحانه وتعالى
حتى يرطب لنا أجواء حياتنا وحتى لا يكون لحياتنا حدود جامده
تجعل منها
سجنا مقيتا ومملا.
ولكن
اسمعني ولا تهزأ بتخاريف فتاة كانت يوما ما عاقله..
الخيال جزء من عالمنا ولكنه جزء بسيط نحيا فيه قليلا
وليس الوقت كله
وقد كانت تلك حقيقة غائبة عنك..وعني!!!
أرجوك لا تعتبر أنني خدعتك,لم أكن يوما مخادعة.
لقد كنت صادقة من البداية وحتى النهاية..
ولكن؟
ماذا بالامكان أكثر مما كان؟
هل أغرق نفسي في البحر؟
وأعيش فيه وسط كائنات لا أفقه لغتها,ثم أموت وأنا بينها؟
أم أعيش في واقع قدر لي وبالامكان أن أتأقلم معه؟
أنا لا أكلم نفسي,أنا أكلمك!
أعلم أن وجود قلب مثلك في عالم كهذا بات أمرا عسيرا,أعلم أنني
قد أعاني كثيرا حتى أنعم بقلب في مثل حنانك..أعلم أنك لم تخن كغيرك
صدقني
أنا لم أنس
ذاكرتي مازالت قوية ولكنني في لحظة تعبت
تعبت من شعوري الدائم بالخوف والقلق
أنا كائن أحب أن أشعر بالأمان,بالهدوء وراحة البال
لا أدري ان كنت سأجد السعاده التي أريد
ولكنني على الأقل لم اهبك أنت التعاسه
بل حاولت أن أسعدك
ولكن حينما وجدتني في حلقة مفرغه من الحيرة
كان لا بد لصوت الحكمة أن يعلو
وأخيرا
لك مني امنيه
أتمنى أن تتحقق لك ولي ولكل من أحب في هذا العالم
أتمنى أن لا نعيش في الخيال بل أن يحلو واقعنا أكثر