ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - المستوى السابع المهام الفصلية لمادة علم الاجتماع المهني والصناعي

الحل بمحاضره الاولى شريحه 28 - 29- 30

تحدثي / تحدث بالتفصيل عن العوامل الممهدة لظهور علم الاجتماع الصناعي :

1-الرغبة في ايجاد الحلول العلمية للمشكلات الاجتماعية في الصناعة

منذ ان حدثت الثورة الصناعية اتجه اصحاب المصانع الى الاهتمام بالآلات اللازمة للصناعة اكثر من اهتمامهم بتهيئة الظروف النفسية والاجتماعية للعاملين بالصناعة وكانت فلسفتهم الاجتماعية تستند الى نظرية( الأجر الحدى) التى تقول بأن العامل لا ينبغي أن يأخذ اجرا يزيد عن حد الكفاف ، وقد اتجه اصحاب المصانع الى تشغيل النساء والأطفال، لأن منافستهم للرجال كانت تؤدي الى انخفاض الأجور وبالتالي خفض تكاليف الانتاج.
ولم تكن هناك علاقة شخصية بين العمال وصاحب العمل ، فالعامل لا ينظر اليه الا على انه وحدة منتجة ينبغي الاحتفاظ بها بأقل التكاليف الممكنة واذا ما استهلكت قواه استبدله صاحب العمل بعامل اخر.
وكان العمال من ناحيتهم يشعرون بأن اصحاب المصانع لا ينظرون اليهم نظرة انسانية ، و يستغلونهم أسوأ استغلال فكان من الطبيعي ان تكثر اصابات العمل وتتفشى ظاهرة الغياب بينهم.
وقد شعر بعض المفكرين الاجتماعيين بهذا الوضع ، فبدأوا يلتفتون الى الجوانب الاجتماعية للمشكلات القائمة ويطالبون بضرورة الاهتمام بالعنصر البشرى الى جانب العنصر المادي في الانتاج.
غير أن اصحاب المصانع كانوا يعارضون حركات الاصلاح ويقفون في مواجهتها ولا يظهرون أدنى اهتمام بالعامل أو بمشكلاته داخل المجتمع وظلت الأمور على هذا المنوال حتى بداية القرن العشرين ، حيث بدأت هذه النظرة تتغير بادراك أصحاب الأعمال لأهمية العنصر البشرى وجعلوا يشجعون الباحثين على دراسة المؤسسات الصناعية حتى يمكن الاستفادة بالنتائج التى يتوصلون اليها في تهيئة الظروف المادية والاجتماعية التى تساعد على زيادة الانتاج مع مراعاة راحة العامل ورفع مستواه الاجتماعي .
وعلى الرغم من أن البدايات الأولى لعلم الاجتماع الصناعي ارتبطت بالجوانب التطبيقية الا ان علماء الاجتماع لم يقفوا عند هذا الحد بل وسعوا دائرة ابحاثهم ودراستهم بحيث شملت التنظيمات الاجتماعية السائدة في الصناعة ، والعلاقات المتبادلة بينها وبين كل من المدينة والمجتمع العام.

2- تقدم علم الاجتماع:

في الوقت التى اصبحت فيه الحاجة ماسة الى دراسة الظواهر والمشكلات والتنظيمات الاجتماعية في الصناعة ، كان علم الاجتماع قد بلغ درجة من النمو التى تؤهله لدراسة تلك المسائل دراسة علمية صحيحة.
فحتى في مستهل القرن العشرين كان أغلب علماء الاجتماع يهتمون بدراسة المشكلات الاجتماعية الخاصة كمشكلات الأسرة والزواج وانحراف الاحداث والجريمة والعقاب أو بدراسة المسائل والمشاكل ذات الصبغة التاريخية أو الفلسفية، فعلماء الاجتماع الفرنسيون مثلا – وهم الذين يرجع لهم الفضل في ارساء دعائم العلم -كانوا يعالجون الأشكال العامة للحياة كأشكال الحكم والدين ونظم القرابة والزواج وانماط الحياة الاقتصادية في كافة المجتمعات، كما نجد المفكرين الانجليز والفرنسيين شغلوا انفسهم بجدل طويل حول العلاقة بين الفرد والمجتمع والأسبقية التى يمكن ان تعطي لاحدهما على الاخر.
غير انه في بداية هذا القرن بدأ العلماء الأوربيون والامريكيون بوجه خاص يبتعدون عن دراسة الموضوعات العريضة ذات الطابع الفلسفي ويتجهون الى استخدام المنهج العلمي للوصول الى حقائق موضوعية تتعلق بجوانب محدودة من جوانب الحياة الاجتماعية . ولذا كان أمر طبيعي ان يتجه تفكيرهم الى دراسة الصناعة ، وما يرتبط بها من ظواهر ، وما يترتب عليها من اثار ، باستخدام المبادئ والمفاهيم الاساسية لعلم الاجتماع.
ومما هو جدير بالذكر انه في خلال تلك الفترة كان علماء النفس الصناعي وعلماء الاقتصاد قد اتجهوا بدورهم الى عالم الصناعة ، يدرسون ظواهره ، ويعالجون مشكلاته ، مما دعا البعض الى التشكيك في قيمة الدور الذى يمكن لعلم الاجتماع أن يؤديه ، غير أن من المعروف أن الظواهر والموضوعات التى يهتم بها علم الاجتماع غير تلك التى يهتم بها علم النفس والاقتصاد.
وقد استطاع علم الاجتماع الصناعي أن يشق طريقه بنجاح خلال فترة قصيرة من الزمان ، وأن يساهم مساهمة ايجابية مع غيره من العلوم الاجتماعية في دراسة الظواهر والمشكلات الاجتماعية المصاحبة للمجتمع للتصنيع ، وأن يقدم كثيرا من الاضافات العلمية في هذا المجال.