[align=justify]يفاجئك بعضهم وقد تبوأ مركزا مرموقا ووصل إلى مكانة اجتماعية معتبرة ونال من التعليم والكسب المادي حظا كبيرا .. ولكنه لا يتمتع بثقة بنفسه!.


قد يتساءل أحدهم: إن كان لا يتمتع من نفسه بثقة فكيف وصل إلى ما وصل إليه من امتيازات؟


وهذا تساؤل منطقي وعقلاني، ولكن إذا نظرنا إلى بعض الأشخاص الذين نالوا بعضا من هذه الحظوظ قد نلمس في دواخلهم شيئا من النقص قد يتضح في مراحل متقدمة على هيئتهم وأسلوب حديثهم ورأيهم ونظرتهم للأمور ويتضح أكثر عند وقوعهم في مواقف تتطلب رأيا سريعا أو قرارا نافذا أو تصرفا سليما، عندها يتعاظم السؤال ويكبر ويحتاج إلى إجابة ملحّة وشافية.


لا شك أن هناك عوامل عديدة ومؤثرات مختلفة تؤثر في نفسية المرء منذ صغره وقد تصاحبه هذه التأثيرات السلبية في مراحل حياته المتقدمة حيث تسبب له انحرافا في نظرته لنفسه وللمجتمع من حوله ، منهم من يتخلص منها عند اكتمال وعيه وتمام رشده ، ومنهم من قد يزيدها تجاهله لها أو تأثير المحيط الذي يعيش فيه تعقيدا وتأصيلا، ومن هذه الانحرافات النفسية الشعور بالنقص أو عدم الثقة بالنفس.


وكما يقول علماء النفس أن الإنسان مهما وصل في حياته إلى مراكز متقدمة فإن الترسبات والمؤثرات النفسية أثناء طفولته تبقى مختبئة في ركن بعيد من عقله الباطن وقد تستدعيها بعض المواقف والأحداث إلى سطح حياته الظاهرة، وقد يقف عاجزا أمام سطوة هذه الترسبات وتحكمها في تصرفاته وأقواله، وكلما كان الموقف أصعب كلما تبين مقدار عدم ثقته بنفسه وإحساسه بالنقص.


لذا واجب علينا بناء الثقة داخل الطفل وإحساسه بأهميته وقدراته النفسية والجسدية، وإفساح المساحة المقننة والمؤطرة بالتوجيه والنصح والإرشاد، ومحاولة البحث عن لمحات في شخصيته قد تكون منطلقا لمهارات ومواهب وقدرات لا تحتاج منا إلا لصقل ورعاية حتى ترى النور وتصيح كيانا نافعا ومؤثرا.
[/align]