![]() |
غرفة الطوارئ
بسم الله الرحمن الرحيم العنوان أعلاه هو الاسم العربي للمسلسل الأمريكي الشهير(er) الذي عرض منه حتى الان مئات الحلقات على مدى ستة عشر موسما, وتدور أحداثه بقسم الطوارئ في احد مستشفيات ولاية البنيوي، حيث يتعامل الطاقم الصحي (الممثلون) مع الحالات الطارئة فلا مواعيد ولا توقعات للقادم بل المفاجآت هي سيدة الموقف والسرعة في اتخاذ القرار هي أساس العمل، ويحاول العاملون في قسم الطوارئ الخروج من ضغوط العمل والحياة الدرامية لطبيعة الطوارئ ببعض المشاهد الرومانسية التي تم تركيبها بطريقة تسويقية لجذب المشاهد فيخرج من حياة الطوارئ ليستمتع بقوة الحبكة وبجمال النصوص. نعيش في مجتمعاتنا حياة يمكن ان توصف بأنها حاله طوارئ مستمرة من "المهد إلى اللحد"، نمارس الطوارئ على مدار الساعة، فحياتنا مليئة بالمفاجآت المجدولة, واختياراتنا تكون دائما في الدقيقة الأخيرة لنقبل بالمتبقي لحظتها، نذهب وأطفالنا للنوم متأخرين وكأننا سوف نستيقظ متى نشاء فنعلن حالة الطوارئ صباحا فننطلق بسيارتنا قاطعين ما نستطيع من إشارات المرور لنلقي بفلذات أكبادنا عند مدارسهم كيفما اتفق مقتنعين بأن إنزالهم بصورة سليمة والتأكد من دخولهم إليها هي مشاهد للاستهلاك السينمائي فقط، لنواصل رحلتنا اليومية الطارئة إلى اعمالنا لان التوقيع في بيان الحضور هو خط احمر لن نسمح لأحد المساس به. كل عام نتفاجأ برمضان وكأنه لأول مرة يبدأ بعد آخر يوم من شعبان فتبدأ رحلة الطوارئ في الأسواق لنشتري مواد غذائية تكفي لاثني عشرا شهرا لكننا لا نستسيغ استهلاكها إلا في الشهر الفضيل فقط, ومثل ذلك كل أعيادنا ومواسمنا وحتى سياحتنا رغم أنها عادة سنوية عند البعض إلا انها تكون طارئة الملامح، نصل إلى المطار في اخر لحظة فلا يخلو الأمر من مفاجأة الله وحده يعلم بها، هذا بعد أن نكون حجزنا التذاكر والفنادق بأعلى أسعارها لنعود ونشتكي من استغلال السائح السعودي. الجميل أن لدينا وزارات تشعرنا بأنها "منا وفينا" فتمارس سلوكياتنا فتحذو حذونا ونحذو حذوها, فهي تقرأ شكاوانا ومعاريضنا في الصحف مثلنا فتتفاجأ أن تعدادنا يزيد كل عام ونحتاج لأراض ومساكن غير التي خططتها وبنت بعضها سابقا, كما يسهى عليها أننا نمرض كما مرض آباؤنا فيتطلب ذلك أسرة أخرى لم تكن في الحسبان, ولأن وزارة التربية تعتقد أن العام الدراسي ليس له وقت محدد بل يبدأ عند الانتهاء من صيانة المدارس وطباعة كل الكتب وتوزيع جميع المدرسين بتخصصاتهم على المدارس حسب الاحتياج ولكن العام المدرسي المشاغب يبدأ في وقته غير الطارئ من كل عام فيفاجأ الجميع وتكون الاستعدادات كلها من نوع "طبطب وليس يطلع كويس", وقس على ذلك كل خدماتنا وأمطارنا وسيولنا وأنفاقنا وأسقف مشاريعنا. قد تكون الصور السابقة قاتمة بعض الشيء، ولكن ذلك لا يمنع أن هناك جانبا مشرقا ومليئا بالسعادة في حياة الطوارئ, فمثلا عند وصول الموظف إلى عمله في اللحظة الأخيرة واللحاق على بيان الحضور والانصراف فانه يشعر بسعادة يجهلها المستيقظون باكرا, كما أن الشعور الذي يغمرك عندما تكون الراكب الأخير الذي يلحق بالطائرة قبل الإقلاع يحسدك عليه المتقيدون بفكرة الحضور قبل الرحلة بساعة ونصف, بل لا يمكن لأحد قياس مقدار السعادة الذي تشعر به إذا حصلت لابنك على مقعد دراسي في مدرسة لا تبعد عن منزلك أكثر من فرسخ، كما انك قد لا تتوقع أن الناس سيقاتلونك بالسيوف للفوز بكمية الفرح التي ستنالها إذا حصلت على سرير في مستشفى لإجراء عملية طارئة بعد حول من الانتظار حتى وان مات المريض الذي تبحث له عن سرير ففرحة الحصول ستنسيك حزن الفقد، الم اقل لكم أن حياة الطوارئ مليئة بالسعادة والفرح. بقلم المهندس / ماجد بن علي القحطاني |
رد: غرفة الطوارئ
.. تسسسلم عالنقل ولاهنت .. حياتنا كلها حالات طوارئ ربي معانا لاطوارئ فوق قدرة ربي :icon19: يعطيك الف عافيه . .. |
رد: غرفة الطوارئ
جميل جداً طرحك ياأبو فاطمة
وجميل جداً أن نكون قادرين على مواجهة اي حالة طواريء حاولت جاهداً أن تنتقل حياتي من حالة الطواريء إلى حالة المواعيد المنظمة لكن وجدت المتعة في بعض الحالات هي في طوارءها .. نص استمتعت بقراءته فيه واقعية كبيرة |
رد: غرفة الطوارئ
كلام رائع وجميل وتسلم على النقل :icon19:
|
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 09:05 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه