ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

قرأت غير مرة تخوف بعض الإخوة والأخوات من التخصص في الإعاقة البصرية
وتفضيلهم العمل مع إعاقات أخرى على العمل مع ذوي الإعاقة البصرية
لمبررات لدرى البعض لا أعلمها
وظنا من البعض الآخر أن التعامل مع المكفوفين هو ضرب من المستحيل وأنه شديد الصعوبة

وشخصيا تهمني الفئة الثانية التي تتخوف من العمل مع المكفوفين وتفضل التعامل مع الأصم مثلا على أن تتعامل مع الكفيف

فأقول وكما قد قلت سابقا في غير موضع أن أرقى فئة من الممكن أن تتعامل معها بشكل طبيعي من ذوي الإحتياجات الخاصة هي فئة العوق البصري
وذلك لأن قدراتهم العقلية كاملة ولا يشوبها شائبة
بالإضافة إلى وجود القدرة على التواصل مع الآخرين عن طريق اللغة المنطوقة

ولذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى قدم السمع في الآية الكريمة عنوان الموضوع وفي آيات أخرى كثيرة على البصر نظرا لأهمية السمع في إكساب الإنسان وسيلة التواصل والتعاطي مع من حوله وذلك لأن الإنسان هو كائن اجتماعي بالدرجة الأولى لا يستطيع العيش منفردا
واذا فقد وسيلة التواصل
فقد ميزة كونه كائن اجتماعي
ولهذا نجد أن الكفيف أكثر إقبالا على محيطه المجتمعي الذي يعيش فيه لا فرق لديه بين كفيف ومبصر
بينما نجد الأصم دائما ما يفضل التعامل مع أصم مثله
فطبيعة الإعاقة تجعله يقع دائما تحت ضغوط
ونجد انه شديد التوتر والتحفز دائما بسبب اعتقاده – على سبيل المثال – أن ضحك الناس في محيطه وأحاديثهم تدور حوله
ولذلك نجد أن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أوصى بألا يتسار اثنان دون الثالث
والأصم هنا وسط مجموعة من الناس
مثل شخص يشاهد مسارة اثنين من الناس دونه

بينما على العكس من ذلك نجد أن الكفيف لا يعيقه سوى عدم وجود البصر ومع ماللبصر من أهمية إلا أن هذا لا يشكل مشكلة كبيرة اجتماعيا للكفيف..ولا يمثل معضلة له إلا في محيطه المكاني
ولكن حتى هذه الجزئية ليست بالمشكلة الضخمة
فالكفيف مع المران والتدريب يستطيع تطوير إحساسه بالإتجاهات وكثير منهم يخيل لمن يشاهد حركته وهو لا يعرفه سلفا أنه ينظر إلى إنسان مبصر وليس إلى شخص فقد نعمة البصر

هذه وجهة نظر – ربما تكون خاطئة – أحببت ان استعرضها معكم على أن أحاول لاحقا استعراض واكمال المقارنة مع إعاقات أخرى إن اسعفني الوقت

تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح..