[align=justify]

[align=justify]لبناء عناصر بشرية قيادية مؤهلة تحمل بين جنباتها الثقة والإصرار وروح المجازفة تلجأ كثير من المؤسسات والكيانات بشتى صورها الى تسهيل عملية تفويض السلطات ومنح الصلاحيات الى المستويات الإدارية الدنيا، هي بذلك تبني جيل قادم لديه الاستعداد لتولي زمام القيادة متسلحا بالثقة والمهارات والمعارف اللازمة لتوجيه الدفة وحسن الإدارة والبراعة المهنية.[/align]

[align=justify]

ولا بد لخلق بيئة تنافسية بين الموظفين وتشجيع روح الإبداع والابتكار وإثارة التحدي بينهم وبناء الاحساس بالانتماء وتنمية معدلات الرضا والفخر والاعتزاز بأدائهم، لا بد لكل ذلك من إعطاء مساحة من الصلاحيات لهم تهدف من خلالها المؤسسة الى التحفيز والتدريب في ذات الوقت وضمان الولاء والعمل الجماعي المثمر واشباع حاجات الموظف كإثبات وتقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس والشعور بالإنتاجية والفاعلية في المجتمع.

التمكين الاداري عملية شاملة ومستمرة تمكن الموظف من الاعتماد على النفس والمرونة في أداء العمل وتوفير الكثير من الوقت واختصار الكثير من الإجراءات البيروقراطية التي تفرضها السلطة التقليدية من خلال المركزية في الاتصال والتوجيه، فالتمكين يكسر الحدود المصطنعة ويزيل الرهبة ويسمح للعاملين بالاتصال مع الإدارة العليا دون حواجز أو تعقيدات وبالتالي إبداء الآراء وطرح الأفكار بأريحية وشعور بالمسؤولية بوصفهم شركاء في العمل.

ويعرّف بوين ولاولر التمكين بأنه ” مشاركة العاملين بالمعلومات عن أداء المؤسسة والمعلومات عن نظام العوائد المرتكز على أداءها، والمعرفة التي تسمح للعاملين بالفهم والمشاركة”، ويتضح من خلال هذا التعريف أربعة عناصر كشروط للتمكين وهي: نشر السلطة، المعلومات، المعرفة، والعوائد.

التمكين مبادرة فعالة يقوم بها قادة فعالون لديهم الثقة بأنفسهم وبالعاملين لديهم، يحاولون من خلال ذلك اكتشاف الكفاءات الإدارية والمهنية والقيادية ومنح العاملين المبادرة لحل المشكلات والأزمات وضمان استقرار واستمرار مستويات الأداء العالية، والتفرغ لرسم وتطبيق ومتابعة الاستراتيجيات والأهداف العامة للمؤسسة، فيحصل عند ذلك تكامل وتناغم في أداء المؤسسة حسب المهام والخطط الموضوعة.

فالتمكين اتجاه إداري حديث يساهم في إزالة الإحساس لدى العاملين بالضعف والتبعية وتلقي القرارات والأوامر فقط دون المساهمة في إدارة وتطوير مهامهم التي يزاولونها ومحاولة الابتكار في طرق وأساليب العمل والتعود على منهجية علمية في التفكير والممارسة وحل المشكلات.

كي نوجد عاملين مبدعين لا بد من تغيير الأنماط القيادية التقليدية التي تقتل الحماس لدى العامل وتشعره بالتبعية والملل وبالتالي استمرار وتيرة الأداء دون تطوير وإبداع، فالحل في اللجوء إلى انماط قيادية حديثة تؤمن بمبدأ المشاركة والتمكين.

[/align][/align]

بقلم/ ثابت