ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

بدأ كانتور دراسته الجامعية في زيوريخ وبعد عام انتقل إلى جامعة برلين إبان وفاة والده وهناك درس الرياضيات والفلسفة والفيزياء ولكن ميوله إندفعت إلى الحقلين الأولين بالتساوي وتاركاً الفيزياء دون مبالاة , ففي الرياضيات تتلمذ على يد الأساتذة كومر , فيرستراش وغريمه اللدود كرونكر وبناء على الغرف السائد في الجامعات الألمانية فإنه يحق للطالب أن يقيم في مدينة ما ويلتحق بالدراسة في جامعة أخرى خارج المدينة وكان الأمر كذلك حيث كان يقيم كانتور في كونتجن ويدرس في برلين .
لقد كان المناخ الرياضي السائد آنذاك مفعماً بالحساب , وبالذات عند أستاذيه كومر وكرونكر ولكن كانتور ولع بأعمال جاوس ونظرياته وهام بها حتى غاص فيها بعمق وبالذات في عمل جاوس الخالد " التحقيقات الحسابية " حيث تطرق إلى مسألة صعبة تركها جاوس دون حل .
لقد كان غرام كانتور الأول هو أعمال جاوس المتعلقة بالنظرية الرقمية التي فتن بها وسحر بمحتواها ووضوح وكمال براهينها ولكن تأثير أستاذه فيرستراش جعله يتجه إلى التحليل الرياضي وبالذات المتسلسلات المثلثية (متسلسلات فورييه ) .
وقبل أن يتجاوز كانتور ربيعه الثرثين نشرت ورقته الثورية في المجلة كربلله حول نظرية المجموعات اللانهائية . ورغم أن نتائج هذا البحث غير متوقعة تماماً وكذلك مفارقاتها المتعلقة حول مجموعة الأعداد الجبرية التي صاغها كانتور بطريقة بارعة وكذلك الطرق الجديدة غير المألوفة التي أدخلها في بحثه , فقد وضعت الرياضي الشاب في قائمة الخلاقين غير العاديين بغض النظر عن الإجماع أو الإتفاق الكلي حول هذا الموضوع , وهذا العمل منحه قوة ونفوذاً يستحق من خلاله تقليد أي منصب ذي نفوذ وسلطان .
ورغم أن نظرية كانتور لاقت العديد من المعارضين ولكنه توصل فعلاً إلى أن يجعل المنطق الرياضي يتجدد ويصبح أكثر قوة وصلابة , كان برتراندرسل أحد مؤيديه , وقال رسل مادحاً ومبجلاً إنجازات كانتور " بأنها أعظم الإنجازات التي يفتخر بها العصر " .
م ن ق و ل