ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

بسم الله الرحمن الرحيم
ايامنا تشبه الأوراق الملونه ففي كل يوم حكاية وفي كل يوم حدث جديد منها
مايسعدنا ويدخل البهجة الى قلوبنا
ومنها مانحزن لأجله
لكن بين بالإنتقال بين هذا وهذا نشعر بحلاوة كل منهم

( اوراق ملونه : هي سلسلة قصصيه بعضها من كتاباتي وبعضها من التراث )

اشارككم فيها في كل اسبوع حكاية مختلفه ..

قصتنا الاولى من التراث بعنوان
( يازين القمرا )

كانت هناك فتاة جميلة تدعى ( منيره ) كانت تعيش حياة سعيدة مع والديها الى ان قدر الله وتوفيا
فأنتقلت للعيش مع اخيها (سعود) وكانت زوجة اخيها تكره وجودها في المنزل فتتركها عمل كل شغل البيت
بالنيابة عنها
وكانت الفتاة تعمل كل مايطلب منها بصدر رحب .. وكان اخيها يحبها كثيرا
وكانت هذه الفتاة في كل ليلة تصعد الى سطح المنزل وتحكي مابخاطرها للقمر
وتبدأ حديثها ب ( يازين القمرا اللي تسمع كلام العذارا في بيوت اهلها ) وتبدأ تحكي للقمر عن احداث يومها
.. كانت زوجة اخيها تستغرب من صعودها اليومي لسطح المنزل وفي يوم من الأيام لحقت بها وسمعتها تتحدث بما في خاطرها للقمر .. من هنا خطرت في بالها فكرة لتتخلص من وجودها في المنزل
في الليلة التاليه - انتظرتها تصعد للسطح - ونادت اخيها قائلة له : اختك كل يوم تكلم رجال وتسولف معه
قال( سعود) : تهبين يابنت اختي بنت اجواد ما تسوي هالسوايا , انقلعي عن وجهي - قالت له : عندي دليل تعال اسمعها واسمع كلامها للرجال - ذهب معها وصعد ووقف على الدرج يستمع الى حديثها - فصدق زوجته
وجن جنونه وقال: والله لا اذبحها - قالت الزوجه : لا تذبحها وتفضحنا بين العرب !!
عندي لك حل يشفي الغليل ويسر الخاطر ويكفيك شر الفضايح
قال (سعود ) : شوري علي
قالت الزوجه : اخذها وقول لها بسافر انا معاك لديرة زينه نروح نطيب خاطرنا ونغير جو ولا وصلتوا البر ماحولكم احد اذبحها هناك وارجع
قال لها (سعود) : شور طيب
وفي اليوم التالي
سعود قال لمنيره اجهزي حنا مسافرين مكان قريب نتونس ونطيب خواطرنا
قالت منيره : ماناخذ زوجتك معنا قال لا ماابيها معنا ولا ماترد روحي ولا ينسر خطري الا معك لا تقولين لها تجي تنكد علينا
منيره جهزت اغراضها ومشت مع اخوها سعود
وعندما وصلوا للبر حل المساءقال سعود لأخته : ننام هنا الليله وبكرة نكمل مسيرنا
قالت منيره : ان شاء الله يا اخوي
ونامت منيره بجانب اخوها وكان اخوها يلبس ( المشلح) فربطت طرف عباءتها يطرف مشلحه حتى اذا تحرك
تشعر به
ولما استفرغت منيره بالنوم
قام سعود ليقتلها - لكن رق قلبه - فقطع طرف مشلحه وتركها في البر وهرب
ولما استيقظت من النوم لم تجد اخيها
فقالت لنفسها : وين راح اخوي وهملني بذا البر
ومر مجموعه من احدى قبائل البدو وشاهدوا منيره
فقال لها احدى الرجال : يابنت الاجواد وش تسوين بذا البر
قالت منيرة : كنت مع اخوي ورحت اقضي حاجه وتهت
قال الرجل البدوي : عليك الامان يا خيه - تعالي معنا دارك ومكانك
وذهبت منيرة معهم - وقالت احدى نساء القبيله : انا مره وحيده خلوها تسكن عندي واعلمها مما علمني ربي من الطب
ووافقت منيره وذهبت معها وعلمتها المرأة كل ماتعرفه واصبحت منيره طبيبة شعبيه ممتازه

ومرت السنين ومرض سعود مرضا شديدا واصابه العمى وامرأته ايضا اصيبت بألم في الرأس لا يفارقها
وذاع صيت منيره بين القبائل واهل القرى - فقالت الزوجة لسعود : راح نسافر للطبيبة يمكن تلقى لنا علاج
وسافر سعود وزوجته فلما ذهبوا لها عرفت منيره اخيها لكنه لم يعرفها واستمرت في علاجه حتى شفاه الله
واستعاد بصره فلما استعاد بصره لم يعرفها ايضا - فقالت له منيره : اذا بغيتني اعالج زوجتك روح لها واسألها وش سالفة منيرة ؟
ذهب سعود واحضر زوجته الى الطبيبة : وسألها امامها فقالت له منيره بريئه مما اتهمتها به وانا قلت هالكلام عشان افتك منها
قال سعود: حسبي الله عليك حساب يكفيك خليتيني ارمي اختي بالبر ولا ادري وين هي - وكنتي تحرضيني اقتلها
وطلق سعود زوجته وجلس في حسرة على اخته
فجاءت منيره له وقالك راسك مرفوع يا أخوي ولا ارضى عليك بهم ولا كدر
تفاجأ سعود : ثم سألها بإستغراب _ أنت منيره ؟
قالت : ايه يا اخوي انا منيره ربي اكرمني ومن علي بالعلم وبناس اجاويد اكرموني وماقصروا عني

وعاد سعود مع اخته الى القريه وعاشا معا اما الزوجه فأصابها الجنون

( الظلم ظلمات )