توصل فريق من الباحثين الأمريكيين إلى اكتشاف وجود علاقة وثيقة بين التعرض للمبيدات الحشرية من جهة، واحتمال الإصابة بمرض بارنكسون من جهة أخرى.

وأظهرت نتائج الدراسة ارتفاع نسبة الإصابة بمرض بارنكسون في الدول والمناطق الزراعية بالمقارنة مع المناطق الأخرى، وذلك نتيجة استعمال كميات كبيرة من المبيدات الزراعية التي تسبب تغير في الجين المسمى "إي إل دي إتش تو"، وتعمل على تثبيط الأنزيم المساعد على طرد السموم من الجسم.

التخلص من السموم
وأشار الدكتور جيف برونستين الباحث في جامعة كاليفورنيا ومركز لوس أنجيلس الطبي إلى أن اضطراب نسبة الجين "إي إل دي إتش تو" في جسم الإنسان يجعله أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنسبة تتراوح من 3 إلى 5 مرات عن الحالات الطبيعية.

وأكد برونستين أن فهم آلية عمل هذه الأنزيمات يساعد بشكل كبير على الحد من خطورة الإصابة بمرض باركنسون لما له من أثر كبير في التخلص من السموم التي تنتجها المبيدات في جسم الإنسان.

الأنزيمات المفيدة
وعند اجراء مقارنه عملية بين 360 شخص من السكان المصابين بهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية مع الأخذ بعين الاعتبار المعلومات والبيانات بخصوص سياسيه استهلاك واستخدام المبيدات في كل ولاية، اكتشف الباحثون وجود 11 نوع من المبيدات تحتوي على مواد كيماويه ضارة قادرة على تثبيط أليه عمل انزيمات "إيه إل دي إتش".

كما أكدت الدراسة على أن الضرر الذي يمكن أن تسببه هذه المبيدات يختلف من نوع لآخر، فعلى سبيل المثال يزيد احتمال الإصابة بالمرض عند التعرض لمبيد البينوميل الفطري إلى 65% في حين يتضاعف الخطر إلى ستة أضعاف عند التعرض لمبيد الديلدرين.

دراسات سابقة
وفي دراسة سابقة نشرت في مجلة طب الأعصاب عام 2006 توصل العلماء إلى حقيقة مفادها أن التعرض للمبيدات الحشرية بنسب قليلة يزيد من احتمال الإصابة بتخثر خلايا الدماغ وفقدان التحكم بالأعصاب والجنون بنسبة تصل إلى حوالي 70%.

ومن الجدير بالذكر أن الإصابة بمرض باركنسون يعود لعوامل متعددة لا تقتصر على العامل الوراثي، ولتقليل خطر الإصابة بهذا المرض ينصح الباحثون بالابتعاد قدر الإمكان عن المبيدات الحشرية والمواد الكيماوية الضارة بجسم الإنسان.