ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

صاحبة الشعر اﻻبيض

كنت في طريقي للذهاب ﻷحد اﻷصدقاء دعاني لمنزله ( قهوة المغرب ) .
هممت بالذهاب وأخذت راحلتي ( سيارتي ) وانطلقت ولكن زحمة السير وسيرك القيادة المعتاد اليومي وألغام الشوارع ( الحفر والمطبات ) أجبرتني على التفكير مليا في البحث عن طريق مختصر مع العلم أن البحث عن طريق مختصر شبه يومي في الرياض (:
قررت أن أسلك طريقاً مختصرة لأستطيع الوصول لصاحب الدعوة دون أن أتاخر عليه قمت بدخول ( الحواري ) لكي أختصر المسافة والزحمة واﻻلغام الخ......

أستوقفني منظر عجيب غريب مدهش !؟...
وأنا في إحدى الزقاق الصغيرة إذا بأحد البيوت المتهالكه مع أن جميع البيوت هناك آيلة للسقوط بنسبة كبيرة لو ستر الله سبحانه وتعالى بابه صغير لونه أخضر إختﻻط به اللون البني طبعاً اللون البني ليس لون وإنما صدأ إختﻻط بلون الباب القديم المهترئ.
ما علينا المهم نجي للزبدة!...
وأنا في الزقاق رأيت يداً ليست بيد مترفة أو منعمه وإنما يد رأت في حياتها ما يمكن أن يكون دروس تتدرس عن الصبر في هذه الحياة
تقدمت قليﻻً وبدأت أبطئ سرعة سيارتي وكلما اقتربت وأنا أرى أكثر وبدء يظهر لي بعد اليد قميص قديم ( دقة اﻻوليين ) لون بني مع ورود زهرية وايضاً إختﻻط لونه الطبيعي ليس بالصدأ هذه المرة وإنما إختﻻط بمعاناة وألم وحزن تقدمت قليﻻً وإذا بشعرً كله ابيض لمرأة عجوز يستره (شيله) بالية ركنت سيارتي قرب بيت العجوز ونزلت مسرعا
وقلت:
سلام عليكم سمي يمه تبين شي ؟!
فقالت:
عليكم السلام ياولدي ﻻ مابي شي بس أبيك تتدخل تشوف البيت وبعدها أحكم !....

بﻻ تردد دخلت مقدمة مملكتها القديمة التاريخيه وحينما قمت أتجول بنظري هنا وهناك نظرت تحت أرجلي (أعزكم الله تعالى) لم أجد (بﻻط أو سيراميك) وإنما وجدت كتل من الأسمنت على اﻻرض أعتقد الباكستاني الذي قام (بتلييصيها) كان عجل ولم يهتم لأمر هذه العجوز المسكينة.
دارت بي أفكاري بين المرأة العجوز وصوتها وما رأته عيني ولم أشعر بنفسي إﻻ دمعة من عيني تسقط ﻻحقها سيل من الدموع
إنصرفت من منزل العجوز بعدما طاب خاطرها بمقابلتي والفضفضة قليﻻً عن ما بداخلها معي بينما أنكسر خاطري مما رأيته.

جال فكري وهام خاطري من مكان لمكان من برا الوالدين إلى دار العجزة إلى لماذا يترك من هو بمثل حالها بﻻ بحث عنه ومتابعه له سواءً من ذويها أو من الجهات المختصة المكلفة بتتبع أوضاع أصحاب الحاجة أصحاب عفة النفس والتعفف عن مد اليد للناس.
أسأل الله العظيم إن كانت هذه العجوز على قيد الحياة أن يصلح ربي تعالى شأنها من عنده وإن كانت في قبرها أن يغفر لها ويرحمها

مقالي
علمتني الحياه