ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

بسم الله الرحمن الرحيم

كل المتع واللذات لا قيمة لها بدون العقل، ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) "أي :العقول والإدراك" تفسير ابن كثير ... فالحمدلله (الذي أحسن كل شيء خلقه )، قال ابن الجوزي "تأملت في المعاصي فوجدت أنه لايمكن لإنسان يعصي الله ؛ إلا بإستعمال نعمة من نعم الله عليه". فتأمل هل تستطيع ان تأتي بمتعه لها قيمه بدون العقل؟ ... ما أكرمه سبحانه وما أقلّ شكرنا

لو جمعت كل لحظات سعادتك في عمرك بل وفي الدنيا كلها ما كانت تعدل لحظه واحده في الجنة، فازهد بكل متعه دون الجنّة، من تأمل النقص في الدنيا زهد فيها كيف لا والنقص ثابت من ثوابتها ولا تسلم متعه مهما كانت من نقص. قال صلى الله عليه وسلم( واللهِ ! ما الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجعلُ أحدكُمْ إصبعَهُ هذهِ - وأشارَ يحيى بالسبابةِ - في اليمِّ . فلينظرْ بِمَ يَرجِعُ ؟)صحيح مسلم.

ضرب الجهل بأطنابه علينا فأصبحنا نضحي بالآخره، نعيش حياة قصيره جدا ثلثها نوم، قد نبقى في القبر مئات السنين مثل اجدادنا، ويوم القيامة وحده خمسون الف سنة، الشمس تدنوا من رؤوس الخلائق، وبعدها المستقر اما الى جنّه واما الى نار ... ليس سهلا ان نسيء لأحب الناس الينا وهي نفوسنا، من الأمور السهله عند كثير من الناس ان يقوم لعمله او مدرسته ويبذل ساعات طويله ثم يتكاسل عن دقائق للصلوات ودقائق لأمور الأهل، ودقائق للقرآن والذكر، قال أحد السلف مسكين ابن آدم لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لدخل الجنّه، وقد حذّر الله من ان تلهينا الأموال عن ذكره جلّ وعلا، وحذّر من الإغترار بالدنيا، ومتعها القليله الزائله، حذّر منها في آيات عديده. النوم وحده يأخذ ثلث الحياه والعمل والدراسه تأخذ سنين طويله منه. منغصات وأمراض وهموم وأكدار لا يسلم منها احد في دنيا الدناءه، قال الفضيل: "لو كانت الدنيا ذهبًا يفنى والآخرة خزف يبقى لكان ينبغي أن تؤثر خزفًا يبقى على ذهب يفنى فكيف والدنيا خزف يفنى والآخرة ذهب يبقى!".ماعرفنا حقيقة المتع يوم فرحنا بمتع الدنيا واقبلنا عليها متناسين متع الآخره، وهل متع الدنيا كلها الا كقطره في بحر!.

ما عرفنا قيمة نفوسنا يوم تكاسلنا عن الطاعات، واهنّاها بالمعاصي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٌ إليَّ) صحيح مسلم.

قال النووي في شرح مسلم: المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس،

وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها،

ولا يتفرغ لها إلا أفراد.

قال شيخ الإسلام "والإيمان له حلاوةٌ في القلب ولذّةٌ لا يعدلها شيء ألبتة".

وصلّ الله على نبينا محمد

* منقول للفآئدة :icon19: