![]() |
اللغة وما أدراك ما اللغة.. هام جدا لمن لديهم أبحاث علمية في أي تخصص
بسم الله الرحمن الرحيم من أكثر الأشياء التي تؤرق الطلاب الباحثين في كافة المراحل الجامعية هي إتمام أبحاثهم على أكمل وجه ومن جميع النواحي، التي تأتي في مقدمتها اللغة بشقيها: الإملائي والأسلوبي، فهي الوسيلة لإيصال أي فكرة بطريقة صحيحة، كما أنها تعكس مدى جودة البحث، وتعد المدخل الأول والرئيس الذي يعطي المتلقي سواء أكان أستاذ المادة أو القارئ العادي انطباعا عن الباحث. اللغة السليمة هي من يدفع القارئ إلى مواصلة القراءة دون أن يشعر بوجود شيء يعكر صفوه، أو تجعله يحس بأن فعل القراءة أمرًا متعسرًا، وهذا الإحساس له مردوده السلبي في رؤية الأساتذة المقيمين، حيث تكشف الدراسات عن أن شعور الرضا الذي ينتاب الأساتذة تجاه أبحاث طلابهم عائد إلى الجودة اللغوية، فاللغة تظل آسرة، وقادرة عن أن تجعل من الأفكار التقليدية أفكارًا خلاقة ومتجددة. انطلاقة اللغة في الأبحاث العلمية تبدأ بكتابة (الخطة) التي تنقسم إلى: موضوع البحث واهميته، أهدافه، مشكلاته، تساؤلاته، فرضياته، الدراسات التي سبقته؛ فإن كُتبت هذه الأجزاء بلغة واضحة وسليمة تكشف عن وعي الباحث بها، فسيجد أن الخطوات الأخرى في البحث تبدو أيسر مما كان يظن؛ لأنه وضع خطوط السير التي سيهتدي على إثرها خلال كتابته للصفحات التالية، وعليه أن يأخذ وقتًا كافيًا في كتابة الخطة، ويسعى قدر الإمكان تتضمن أي حشو أو إسهاب، فهي أشبه بملخص للأفكار الرئيسة التي على ضوئها اختار الباحث موضوعًا معينا لبحثه. ولا تقف اللغة عند حد كتابة الخطة فحسب، بل تظهر جليًا في عنوان البحث من جهة، وفي عناوين الفصول والأبواب من جهة أخرى، فليس المهم أن تكون تلك العناوين رنانة أو ذات جرس موسيقي ملفت؛ لأن المغزى من أي عنوان في البحث هو أن يكون تمهيدًا فكريًا للمتلقي قبل أن يشرع في قراءة الأسطر المنضوية تحت ذلك العنوان، ولذا وجب التفريق بين العنوان من الناحية التسويقية والذي يهدف إلى الجذب والإدهاش، وبين العنوان في البحث العلمي الذي يهدف إلى الموضوعية والدقة في اختيار المصطلح، ويفضل معظم أساتذة البحث أن يكون العنوان متعددا في كلماته، ولا يقتصر على مفردة أو مفردتين؛ حيث يرى معظمهم بأن العناوين المبهمة تنزع عن البحث السمة العلمية، التي تقوم على الوضوح والكشف عن الأفكار بأسلوب سلسل وخال من التعقيد أو الإبهام. إن الحديث عن دور اللغة وأهميتها في الأبحاث العلمية لا يمكن أن نحصره في أسطر أو حتى في كتب ومؤلفات، لكننا في الأسطر الماضية أردنا أن نقدم بعض اللمحات في هذا الجانب، والتي تؤثر في رؤية الأساتذة لإنتاجات الطلاب البحثية، بناء على التجربة التي عشتها خلال دراستي لمرحلة الماجستير، والتي تكللت ولله الحمد بحصولي على الدرجة العلمية في تخصص اللغة العربية من جامعة الملك سعود. ويسعدني أن أقدم لإخواني وأخواتي المشتغلين في المجال البحثي المساعدة فيما يتعلق بالجانب اللغوي في أبحاثهم، وأرحب بأي استفسار بذلك الخصوص، وذلك بعد إذن إدارة المنتدى مشكورة، حيث نسعى للوصول إلى مستوى أعلى من الإنتاجات البحثية، التي أصبحت مقياسا لتقدم الأمم من الناحية الفكرية. أخوكم/ ياسر الصالح البريد/ the.great.arabic@gmail.com |
رد: اللغة وما أدراك ما اللغة.. هام جدا لمن لديهم أبحاث علمية في أي تخصص
جزاك الله خيراً
|
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 08:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه