ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

الفراشة الشهيدة

رحلتنا…رحلة العذاب والحب الحزين…
علّمتني أنك في السماء نجمة…أنك في العلياء قمة…والنجمة لا تنال بدواوين من الشعر…
والقمة لا توصل بكلمات عن الصمت وصدفة البحر…
انك النجاح والأمنية…الحلم الجميل والأغنية…
بالمعنى الحقيقي للدموع... سنشعل للفرح كل الشموع..
ومرات كثيرة…تمر بالإنسان لحظات لا يعرف من خلالها ماذا يقول أو ماذا يفعل…وينطق الإنسان بالهذيان فيما يتوهمون…ويقول كلمات ظاهرها أنها جوفاء لا تحمل معنى…ولكنها كلمات تنطق برموز يعيش الإنسان داخل سياجها…ينطق بها غامضة لأنها السر الذي يغلف حياته ويصنع لها هدفا وسُلَماً يرتقي به إلى عالم السعادة…
ويُصِر الناس إلا أن تُشَرِّحَ نفسك أمامهم وأن تُطلعهم على ملفات حياتك وأوراقها التي لا تُحب أن تُقْرأ…إنهم يريدون تمزيق ستائر فرضها القدر عليك ولا تملك الخيار في تمزيق خيوطها…
إن التمرد ممكن على كل شيء إلاّ على القدر وعلى برنامج الحياة…
وكالفراشة الشهيدة…تقترب لتعانق النور فتعانقها النار…وتبقى تكافح لأنها عشقت النور ولن ترضى عن هذا العشق بديلا…وأخيرا تسقط صريعة وفي سقوطها سمو وارتقاء وارتفاع…
ويوم تقام الحواجز في طريقك تبدأ رحلة الوجوم…تُثْقلك الهموم ويقرأ الأميون الغربة على محياك…وتعانق أهداب العيون الفراغ …وتتجه أصابع الاتهام إليك…وتشعر بزوبعة اليتم تعصف بك…وتصبح حياتك ضربا من المستحيل في عالم لا مستحيل فيه…
وتنأى عن نفسك بعيدا…ويضاف حزن إلى رصيد الحزن الموجود المخزون في دنياك وفي خلاياك…ويحاول الزمن البلسم أن يترك بصماته عليك…وترفض الدائرة إلا أن تكتمل…

آن الأوان أن يعزف وجداني لحنه الشجي: أرفض إلا أن أنهض من عثاري…
وأن أكون العكاز الذي يستند إليه كل ضرير في العالم…أن أكون البسمة على ثغر كل طفل…فأنا على يقين أَنَّ الموت لن يموت إلا عندما لا يجد أحدا يميته…وَأَنَّ الرصيد الحقيقي رصيد القبر وليس رصيد البنك.

**********************************************