ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   ملتقى الفنون الأدبية (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=150)
-   -   [ قصة ] : خيط رفيع ! (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=482829)

براثن 2013- 8- 4 07:15 AM

خيط رفيع !
 
هناك مقولة تقول بأن هنالك دوماً خيط رفيع بين الحقيقة و الخيال !!

و لا زالت تلك المقولة صحيحة أغلب الأحيان !!

في تلك المدينة الواسعة التي أحتوت على بعض الأطلال الشعبية في بعض نواحيها ، هناك كانت تعيش ، بدت كالبدر الصغير يوم مولدها مجرد صفحة بيضاء ! لكنها لما بلغت عامها الخامس صارت واعية لما حولها و بدأت طموحاتها من تلك اللحظة ، تركت أمنيات المستقبل لأهلها و حلمت بحاضرها وحده !! تجاهلت فكرة " في المستقبل " و بدأت بتنفيذ أحلامها !! حلمت بسترها فسترت نفسها ، و سرعان ما تحول حلمها إلى أكبر من ذلك ! حلمت بالعالم الذي يحيط بها ! أرادت أن تكتشفه و رغم أن طفولتها تقلق أهلها إلا أنها تمكنت من إكتشاف جزء من ذلك العالم ! أحست بالانشراح في صدرها فصارت تستغل أدنى فرصة لتعرف ذلك العالم أكثر حتى دخلت عامها العاشر فمنعت من إكتشافه بسبب العادات و التقاليد ، قيل لها بأن الفتاة عليها أن تلزم المنزل الذي هي فيه و تلعب مع الفتيات أمثالها ! لم تستطع تقبل تفكير من كن بعمرها رغم أنها شاركتهن بعض الأحاديث و الالعاب في بعض الأحيان فحاولت الخروج لتكتشف المزيد و المزيد ، هي فضولية نحوى ذلك العالم الذي يقطن خارج تلك المنازل التي عرفتها ! إلا أن شقيقها قد عرف بأمرها فأخذ يجرها كالكلاب ناحية ذلك المنزل ! شعورها بالإهانة اغاضها فكانت له بالمرصاد ! و رغم أنهما كانا متعادلين في القوة إلا أن بنيته الأطول ساعدته في تحطيمها و إعادتها للداخل . حطمت نفسيتها تماماً و كذلك تحطمت كرامتها أمام صديقة طفولتها ، و رغم أنها لم تشكو لأحد إلا أن شقيقتها الأصغر سناً قد بكت لأنها تعلم بأنها قد تألمت . علاقة تلكما الشقيقتين كانت عميقة للغاية ، عميقةً جداً فلا يمكن لأحدٍ أن يفرق بينهما و لو بعد حين !
و رغم أن صداقتهما مع أبنت عمهما كانت قوية إلا أن تلك الأخيرة قد تغيرت ميولها مع السنوات و صارت تتصرف أكثر كـ " فتاة " على عكس بطلتنا فقد كان حلمها كبيراً و قد كان يغزو روحها قبل عقلها . تلك الحرية التي أحست بها و تلك الرغبة التي تعتريها قد كبتت تماماً ، رغم أنها لم تشعر بنفسها و هي تكبت رغباتها في اعماق روحها ! كانت تلعب مع ابناء عمومها و اخوالها الذين يصغرونها عمراً ، تشاركها شقيقتها و بعض الأحيان بعض بنات خالاتها و الذين كانوا بالمثل يصغرونها سناً !! شيئاً فشيئاً أزداد وعيها باستحالت احلامها و لكنها رسمت لنفسها آمالاً مزيفة تعرف أنها مستحيلة ! لكنها كانت تدعوا من أعماقها تدعوا بارئها أن يحقق طموحاتها !
لم تفكر بالغد مطلقاً و كانت تركز على اليوم ! حتى جاء اليوم الذي حطمها تماماً فهي بعد ثلاث سنوات فقط من ذلك عرفت أنه ليس من نصيبها تحقيق حلمها الذي لازمها طويلاً ...
و رغم أنها لم تكن إلا في الثالثة عشرة من عمرها إلا أنها أحست بالدنيا قد أسودت في عينيها و لولا أن عالماً جديداً قد أنكشف لها لكانت قد جنت تماماً !!
استهواها ذلك العالم فتجاهلت العالم الذي لطالما أرادت استكشافه و تركت تدريجياً زيارة الأقارب و الأصدقاء ، عرّفت شقيقتها و ابنت عمها صديقة طفولتها بذلك العالم فسبحا معها فيه و لأنها قد وجدت المكان الذي شغلها عن احلامها تعمقت فيه و تركت كل علاقاتها !!
صارت تلعب وحدها إلا إن شاركتها شقيقتها في بعض الألعاب !!
و تلاشت كل صداقاتها ! صارت فقط مجرد ذكريات !
و رغم أنها عرفت أن هنالك خيطاً رفيعاً بين الواقع و الخيال إلا أنها ما زالت تسبح في ذلك الخيال بمجرد أن تترك ذلك العالم الجديد !
أحلامها و آمالها صارت حملاً ثقيلاً على نفسها !
رغم أنها لم تحلم إلا بالحاضر الذي بات ماضٍ !!
لم تتجدد أحلامها حتى مع تجدد رغباتها !!
فتلك الأحلام كانت كالهواء الذي تتنفسه ! ..
صارت تهلوس بها مع نفسها و إن بدت غير ذلك مع أهلها !!
و كان الشخص الوحيد الذي يخفف حملها عنها هي شقيقتها الصغيرة !!
كانتا بئراً لأسرار بعضهما البعض ...!!
يعرفان ما تحمله نفسيهما ...!!
و رغم أن ميولاتهما في جهتين مختلفتين إلا أن كلاً منهما تشعر بأن الأخرى هي نصفها الثاني
أحلامهما متناقضة كثيراً لكنهما كانتا تكملان الجزء الناقص من بعضيهما ..
فالكبيرة كانت تمثل القوة و الصلابة و الصغيرة تمثل الحنان و الضعف !
الأولى لم تحلم إلا بالحاضر و لم تفكر بالمستقبل قط رغم أنها تتساءل عما سيكون إلا أنها متعلقة في الماضي أكثر مما يتخيله شخص !
و الأخرى حلمت بالمستقبل و طموحها نحوى المستقبل فقط و يمكنها التخلص من أحلام الماضي بسلاسة على عكس شقيقتها !
حلمت كل منهما أن تعيش حياة الأخرى و تفهم طريقتها فكلن منهما وجدت ما ينقصها في الأخرى !
لكن بينهما خيط رفيع يستحيل قطعه !

و لطالما فصل بين حلمهما و الواقع خيط رفيع و ما زال المستقبل الذي يختبأ منهما مجهولاً !


×_× كتبت القصة في محاولة فاشلة لتوضيح ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الماضي و الحاضر و بين الواقع و الخيال و بين شخص و آخر إلا أنني على ما يبدوا فشلت تماماً ....

>_> في البداية كنت آمل في كتابة قصة رائعة إلا أنني وجدتُ نفسي أكتب قصة فاشلة ×_× ..

لكن آمل بأنها جيدة كفاية ...

في أمان الله

قلبي مجنوونك 2013- 8- 5 03:27 PM

رد: خيط رفيع !
 
/




قصة جدا جميلة ....سلمت الانامل عزيزتي
لاهنتي


:16:

براثن 2013- 8- 5 08:42 PM

رد: خيط رفيع !
 
:34: سعيدة أنها راقت لك رغم أنها لم تكن بتلك الجودة حقاً

tMiM АŀqЋtАПi 2013- 8- 6 10:55 PM

رد: خيط رفيع !
 
مشكوره ع الطرح الجميل
وننتظر ما هو جديدك
موفقه

Dr ʀeнαв 2013- 8- 6 11:50 PM

رد: خيط رفيع !
 
_
_

أسطر رآئعَه غلاتي .. ليست قصه كمآ يقال بل هي في طيآتهآ
أحرف نسجتيهآ بكلَ جمآل وخفَه ..
من منآ لايطمح الا التعمق في العالَم الخارجي ولكَن مآكل مآيتمنآه المرء يدركَه :22:
سلمتي ع متصفحكَ الرآئع
بآنتظ’ار جديدك:16:




الــغـــدراء 2013- 8- 8 11:47 PM

رد: خيط رفيع !
 
،،،

جميل ما خط قلمك . ( خيط رفيع ) حقيقة
مازلنا ننتظر منك ...

لاهنتي ع الطرح ... :16:

براثن 2013- 8- 12 06:00 PM

رد: خيط رفيع !
 
مرحباً بكم جميعاً ...^^ ..

أسعدني مروركم على قصتي المتواضعة ...

شكراً لإنارتكم متصفحي :14:


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 09:28 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه