![]() |
ضحية أم مجرم أم شهيد؟
ضحية أم مجرم أم شهيد؟ بقلم ماجد دودين الزمان: القرن الواحد والعشرون … قرن الحضارة والعلم والمدنية والتقدم والتكنولوجيا… قرن الإنترنت والأطباق اللاقطة المكان: إحدى قاعات المحاكم البشرية المغلقة حيث توجد لوحة كُتِبَ عليها بالألوان الشعارات التالية: حرية، إخاء، مساواة، حقوق الإنسان… عدل مطلق… سلام وقف القاضي أمام المتهم في ساحة المحكمة حيث يقبع المتهم في قفص الاتهام… لا دفاع… لا شهود… لا أدلة…ها هو القاضي يقرأ لائحة الاتهام "صادق" أنت متّهم: أولاً: أنت إنسان فقير والعالم يشعر بمآسيكم أيها الفقراء… إنكم تثيرون الشفقة.. ألا ترى تموجات الحزن على وجهي.. لقد أصبحتم عالة على المجتمع الإنساني ثانياً: أنت لا تملك أن تحقق السعادة لنفسك ولا للناس من حولك.. وما قيمة الإنسان وما هدف وجوده إن لم يكن قادراً على رسم البسمة على شفاه الملاييـن والتضحية من أجل الآخرين وبماذا ستضحي وأنت لا تملك قبرا تدفن فيه… سنجد لك علاجا ناجعاً يشفيك من كل أمراضك المزمنة الخطيرة ثالثا: أنت تحلم كثيرا وهذا دليل قطعي على أنك نائم معظم الوقت… وهذا يعني أنك تبني قصورا في الهواء وقصورك هذه تستهلك المساحة الفضائية التي نريد استغلالها في عمليات الإسكان وتعطل عمليات الطيران وقد تسبب كارثة فضائية لإحدى مركباتنا الكثيرة الصاعدة إلى القمر أو المريخ وبقية الكواكب رابعا: أنت تملك صفاء النفس والطيبة والبراءة… وتتعاطى حب القيم وبضائعك هذه لا حاجة للسوق بها فليس هناك من يشتريها أو يتعامل بها… لقد انتهى تداولها منذ زمن بعيد وحل محلها بضائع تتلاءم وذوق العصر وطبيعته خامسا: أنت تقول : "لا للشر… لا للظلم… لا للطغيان… لا للباطل" ولهذا فأنت في عصرنا الجسم الغريب والمتطرف الخطير الرهيب… ولا نستطيع أن نمنحك صفة الإنسانية… يجب عليك أن تقول: نعم للشر… نعم للظلم… نعم للطغيان… نعم للباطل… نعم للنفاق والزيف والخداع والرياء حتى نمنحك وسام الإنسانية ونسلكك في سلك البشرية… لهذه الأسباب لهذه الجرائم التي تقترفها… ولأسباب لا يتسع وقتي الثمين لذكرها حكمت عليك المحكمة حضوريا بالموت حكما لا يقبل الاستئناف. عندها قال " صادق " مبتسما في سخرية: "إن كان كل ما نسبتموه إِلَيَّ من تهم تعد جرائم في عصركم المتمدين يحاسب عليها قانونكم الجائر بالموت فأنا أقبل الموت وأرحب به وأقول لكم: وإلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) سورة آل عمران |
رد: ضحية أم مجرم أم شهيد؟
يعطيك العافيه ع الموضووع
|
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 11:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه