ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   ملتقى المواضيع العامة (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=3)
-   -   حدثيني عن الأشيآء ! (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=466764)

صمتْ 2013- 5- 26 10:16 PM

حدثيني عن الأشيآء !
 









ذآت صبآح ,
بينمآ كنت منغمسه بـ التفكير في خسآرآتي وخيبآتي ,
إذ بـ صوت مكينة الخيآطه الخآصه بـ جدتي يوقظني من غفلتي ..
شعرت حينهآ أنني بـِ حآجه لـ جدتي واستغلآل وقتي في مَ بقي بين يديّ ..
خرجت قآصده غرفتهآ , طرقت البآب وسمحت لي بـ الدخول بعد أن سمعت صوتي ,
دخلت فـ وجدتهآ تجلس في يمين الغرفه وتنظر بـ عينهآ الضعيفه لـ مكينتهآ والقمآش ..
هي لآ ترى جيّداً لكنهآ بآرعه ..
سلّمت عليهآ , ردت هي السلآم ,
قبّلت رأسهآ وجلست بـ جوآرهآ ..
سألتني مَ الذي جآء بك !
أجبتهآ بـ أني في حآجة التأمل , وصنيعهآ هذآ يستحق التأمل ..
قآلت : أنآ أصلح ثوبي وقميص ابن عمك " حفيدهآ الصغير " ..
طلبت مني أن أسآعدهآ بـ أن أمسك طرف الثوب بينمآ تقوم هي بـ البآقي ..
كنت سعيده وهي أيضآ كآنت كذلك , لم نتحدث ,
بل كنآ صآمتتين كل وآحده منآ تستمع لحديث روحهآ وصوت المكينه ..
انتهت ,
أمرتني أن أعيد ترتيب أشيآئهآ بينمآ تنتضرني هي في الغرفه المجآوره مع قهوتهآ ..
أجبتهآ حآضره ..
بـ الفعل انتهيت , وذهبت إليهآ مسرعه ..
وجدتهآ تستمع لـ رآديو جدي , وتحتسي قهوتهآ بـ هدوء ..
سلّمت , ردت هي السلآم وقآلت : اخفضي صوت الرآديو واقتربي ,
لـ نشرب القهوه معآ ..
فعلت مَ أمرتني به ..
شربنآ القهوه وسط أحآديث بسيطه دآرت حول المآضي وحيآة البدو قديمآ ..
انتهت وارتوت ..
أزحت أوآني القهوه ,
قآلت : اقتربي , فـ اقتربت منهآ أكثر ..
نظرت إليّ بـ هدوئهآ المعهود , تحسست ملآمحي وشعري بـ كفين مجعدين ..
ابتسمت وعينهآ الضعيفه تحآول أن تبصر كيف صآرت حفيدتهآ الكبيره ..
قآلت : لآزلتِ نحيله لكنكِ كبرتِ ..
ضحكت وقبّلت أحد كفيهآ , ولأنهآ تبكي حين تشعر أنني أكبر أردت أن أخوض معهآ في حديث آخر ..
سألتهآ : منذُ متى ومكينتك تسكن كنف الحجره !
قآلت منذ أكثر من 30 عآمآ ..
قلت : حدثيني عن الأشيآء !
قآلت بـ صوتهآ المخذول : كل الأشيآء إن أحسنتي الإحتفآظ بهآ تبقى كمآ هي ,
وإن تغيّرت مع مرور الزمن فـ إنك سَ تتغيرين معهآ بـ نفس النسبه بـ حيث لآ يلحظ أحدكمآ تغير الآخر ,
بينمآ يرآه الجميع , كَ مكينتي وأنآ تمآمآ ..

قلت : كيف !
قآلت : الكل يظن أنهآ قديمه وغير صآلحه , بينمآ أرى أنآ أنهآ لم تتغيّر ..
فقط صآرت أكبر بـ قليل ممآ كآنت عليه في السآبق , مثلي فـ أنآ كبرت وصرت الآن عجوز ..

سألتهآ : ءَ تخشين أن أولئك الذين تحدثوا عن مكينتك يرون أنك كبيره وقديمه وغير صآلحه !
عضّت على شفتيهآ لـ تخفف من ارتجآفهمآ ,
اختنق صوتهآ قليلآ , وبعد أن ابتلّت عينهآ ودفعت الكثير من عبرآتهآ ,
قآلت : نعم , كثيراً ..





.... [ يتبع ]



صمت ..





صمتْ 2013- 5- 27 07:23 PM

رد: حدثيني عن الأشيآء !
 







قلت : جدتي حدثيني عن البشر !
صمتت ثم بكت ,
وأنآ بين صمتهآ وبكآئهآ أدفع عبرآتي ,
لم أشأ أن أبكي حتى لآ أفسد لذّة الحديث معهآ , أ
يضآ لم أُرد أن يأخذ البكآء حيزآ من وقتي المحدود معهآ ..
وبعد صمت طويل ,
قآلت : البشر يموتون !
لم تدع لي فرصة لـ أتأمل تلك الكليمآت وتآبعت ,
البشر يشبهون الأشيآء ويختلفون عنهآ أيضآ ..
كُلّهم إن أُهملوا فسدوا ,
لكنك لن تستطيعي أن تصلحي فسآد إنسآن بـ السهوله نفسهآ التي تصلحين بهآ فسآد شيء آخر ..
مثلآ ,
نستطيع أن نصلح الثوب بـ خيطٍ وإبره ,
بينمآ نعجز عن إصلآح أي خلل في إنسآن إذآ لم يُرد لِ نفسه الصلآح ,
حتى لو استخدمنآ كل السبل والوسآئل المؤديه إلى ذلك ..
الثوب وحيد يَ بنيه ,
والإنسآن ليس جسدآ وآحداً وحسب ,
الإنسآن جسد يحمل بـ دآخله أشيآء كثيره ,
كَ روحه وعقله ورغبآته وقلبه , وهي ليست كَ الأشيآء التي حدثتكِ عنهآ ..
قلت : كيف ذلك , أخبريني يَ جدتي !
قآلت : تستطيعين أن تدآوي جرحآ بـ بنآن أحدهم , أو حتى في عينه ..
وسَ تلحظين شفآء ذلك الجرح مع مرور الوقت , طبعآ إذآ أرآد الله له الشفآء ..
لكنك أيضآ لن تستطيعي ان تدآوي جرحآ استوطن روحه ,
أنتِ لن تري ذلك الجرح أصلآ ..
بدأت أدرك حديث جدتي ..
قلت لهآ : ومآذآ أيضآ , أخبريني ..
قآلت : الإنسآن قد يكون في يوم مآ أكثر من إنسآن وآحد ,
وكل ذلك يتعلّق بـ روحه التي لآ تريهآ أبدآ , أي أن ذلك يحدث بينه وبين نفسه ..

سألتني : تفهمين ذلك !
أجبتهآ : نعم , جيداً ..

صمتنآ قليلآ , ثم سألتهآ بـ شغب ,
جدتي أتحملين أحداً بـ دآخل روحك !
ضحكت كثيرآ , قآلت : نعم ..
قلت : كم هم !
قآلت : هم كثير , مآت كثير وبقي قليل وهم عآجزين مثلي , لذلك نحن لآ نلتقي كثيرآ ..
سألتني : ومآذآ عنك !
أجبتهآ : مثلك , نعم !
قآلت : وعددهم !
قلت : لآ أعلم , لعل عددهم كآن كثير , رحل الكثير ومآت وبقي القليل ..
قبّلت جبيني ,
صمتت تفكّر ثم قآلت :
المهم ان لآ أكون بين حشد أولئك النآس فـ أنآ أقرب لـ الموت من الحيآه يَ صغيره ْ !
اختنقت , لم أستطِع أن أتحدث ولآ بـ كلمه وآحده , امتلأت عيني وصمتّ !
فـ عآنقتني وبكيت بين ذرآعيهآ بـ صخب ..



[ The End ]

المحترمه 2013- 5- 29 02:44 PM

رد: حدثيني عن الأشيآء !
 
ما أرق ذاك الصباح يا سيدتي .. وجماله الذي يكتنف حديث صاخب
مع تلك ( الجده الطاهره ) ..

حديث ممتع ولعلي ألتمس من ذاك الحديث نبرة الحنين للماضي
بقايا أرواح الماضي لم تعد صالحه للحياة في وقتنا الحاضر ..
لا لشئ وإنما لإفتقاد الحياة التي تلبسها البساطه وبراءتها
وجمال أيامها ..


صمت ... متابعه بشغف أشكرك على هذا المتصفح الديباجي
لا عدمت حضورك .. تقديري لك :16:

صمتْ 2013- 5- 30 06:54 PM

رد: حدثيني عن الأشيآء !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحترمه (المشاركة 9054647)
ما أرق ذاك الصباح يا سيدتي .. وجماله الذي يكتنف حديث صاخب
مع تلك ( الجده الطاهره ) ..

حديث ممتع ولعلي ألتمس من ذاك الحديث نبرة الحنين للماضي
بقايا أرواح الماضي لم تعد صالحه للحياة في وقتنا الحاضر ..
لا لشئ وإنما لإفتقاد الحياة التي تلبسها البساطه وبراءتها
وجمال أيامها ..


صمت ... متابعه بشغف أشكرك على هذا المتصفح الديباجي
لا عدمت حضورك .. تقديري لك :16:



شكرآ جزيلآ , سعيده بتوآجدك يَ غآليه ..
نوورتي هـ المكآن ,
ممتنه ..


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 02:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه