ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - من ينقذ هؤلاء الأطفال ممن يتحرش بهم ؟!

- ملتقى المواضيع العامة (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=3)

- - من ينقذ هؤلاء الأطفال ممن يتحرش بهم ؟! (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=42216)

من ينقذ هؤلاء الأطفال ممن يتحرش بهم ؟!

صحيفة الوطن السعودية
الأحد 8 جمادى الأولى 1430 ـ 3 مايو 2009 العدد 3138 ـ السنة التاسعة
من ينقذ هؤلاء الأطفال ممن يتحرش بهم؟!
أمل زاهد

تتساءل الأستاذة حنان -وهي منسوبة إحدى الروضات الأهلية في المدينة المنورة- بلهجة تقطر غضبا وألما: إلى من ألجأ إذا ما تأكدت أن طفلا ما في روضتي يتعرض لتحرش جنسي في منزله؟! وكيف أحميه وقد أخذته أمه ولم تعد به ثانية للروضة بعد ما أخبرتها - بسرية تامة- بما همس به الصغير وهو يرتعد فرقا، بعد أن ضُبط وهو يتحرش جنسيا بزميله؟! الصغير البريء قال إنه يقلد ما فعله أخوه به في البيت، ولكن الأم غضبت وزمجرت وهددت وغادرت المكان، ثم رفضت بعدها أن ترد على تليفونات أي من منسوبات الروضة!!

معلمة في روضة أخرى حكت لي ذات السيناريو تقريبا مع اختلاف في التفاصيل فالضحية هذه المرة بنت في الخامسة من عمرها تتعرض لتحرش أخيها في المرحلة المتوسطة، وتكرر مشهد الأم المهددة والمتوعدة، بل تمادت هذه الأم وقالت : سأتهم الروضة ومنسوباتها بالتسبب في العلامات الموجودة على رقبة الصغيرة ووجهها، وأخذت طفلتها وولت إلى غير رجعة.

معلمة ثالثة في روضة تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية حكت حكاية مشابهة والضحية هذه المرة طفلة تتعرض لتحرش أبيها.. والمسلسل يتوالى، وما خفي كان أعظم. وعندما سألت المعلمات الثلاث ألا يتوفر في روضاتكن رقم معين تبلغون من خلاله في هذه الأحوال، وألا يتم تعريفكن بآليات معينة يجب اتباعها، كانت الإجابة هي النفي مع إحساس مرير بالعجز وقلة الحيلة!

نحن أمام ثلاث حالات متشابهة في مدينة واحدة وفي روضات مختلفة يتم فيها إعدام الطفولة ونحر براءتها ثم تقف المعلمات مكتوفات الأيدي دون قدرة على حماية الأطفال! بينما تتواطأ الأمهات مع ثقافة الصمت والتعتيم والخوف من الفضيحة لإخفاء معالم الجريمة والسكوت عنها وبالتالي استمرارها، في غياب تام للقوانين والإجراءات التي يجب أن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث ببراءة هؤلاء الأطفال وانتهاك حرمة أجسادهم!

من ينقذ هؤلاء الأطفال من براثن المتحرشين بهم؟! وإلى كم ضحية بريئة نحتاج كي نتحرك ونخرج بقوانين وتدابير تحمي هؤلاء الأطفال؟!

والكارثة أننا احتجنا إلى سنوات طويلة لمجرد الاعتراف بوجود التحرش الجنسي بالأطفال في مدارسنا وبيوتنا!
والسؤال اليوم كم سنة سنحتاج لنخرج من دوائر مناقشة الحلول وبحثها وتداولها دون اتخاذ أية خطوات لتفعيلها؟!

كم سنة أخرى سترن الهواتف على أرقام الشؤون الاجتماعية المخصصة لاستقبال الشكاوى ثم لا تجد مجيبا عليها، وإن وجدت مجيبا يكون الأوان قد فات؟!

إلى متى سنسمع تصريحات تذر الرماد في العيون وتلتف على الحلول؟! وإلى متى سنسمع عبارة حالات فردية للتنصل من المسؤولية والتقليل من حجم المشكلة؟!

طفل واحد يتعرض للانتهاك يستحق أن نقيم الدنيا ولا نقعدها في سبيل حمايته، بينما لا زلنا محلك سر لا نراوح طاولات الملتقيات والمؤتمرات وورش العصف الذهني، لتبقى توصياتها حبرا على ورق وكلاما تذروه الرياح..

ولا تزال الضحايا تتساقط يوما بعد يوم حتى إشعار آخر!