|
صناعة الأفكار
السلام عليكم .. منذ زمن عن اضافه موآضيع جديدة بملتقى المواضيع العامه ،، قرأت أحد المقالات وأحببت ان تشاركوني القراءة فيه ،، من السهل تصور إمكانية بيع السلع المادية أو تصدير المنتجات الصناعية، ولكن من الصعب تصور إمكانية بيع المعلومات بالكيلو أو تصدير الأفكار في علب وكراتين. أما الحقيقة فهي أن قيمة المعلومات وحقوق الأفكار (هذه الأيام بالذات) تفوق بأشواط السلع المادية والبضائع الصناعية. والفرق بين الاثنين يذكرنا بقصة فني الصيانة الذي ضرب بمطرقته أنبوب الوقود فعاد محرك الديزل للعمل فسأله المالك كم تريد ثمنا لإصلاح المحرك فقال 100 دولار.. فقال مستغربا: مئة دولار من أجل ضربة واحدة بالمطرقة!؟.. فرد الفني: لا، ثمن الضربة دولار واحد فقط، أما التسعة والتسعون فلأنني أعرف ولا تعرف!! وذات الفرق - من حيث العائد والربحية - نلمسه بين اقتصاديات التصنيع واقتصاديات المعرفة.. فهذه الأيام لم تعد الموارد والمصانع هي حجر الأساس في الاقتصاديات المتقدمة، بل المعرفة والريادة وحقوق التصنيع ذاتها.. فحتى وقت قريب كانت الأرض والعمالة ورأس المال هي العوامل المطلوبة للإنتاج والازدهار؛ أما اليوم فأصبحت المعرفة والريادة واحتكار الابداع هي عوامل الانتاج الأهم - بحيث تحول مركز الثقل من المصنع الى الحاسوب، وحلت البرمجة وشرائح السيلكون محل الموارد وطاقة النفط والفحم في الاقتصاد الصناعي! .. وما لاحظته شخصيا أن معظمنا يخلط بين المعلومة والمعرفة. فالمعلومة خبر مجرد يتوفر للجميع (خصوصا في زمن الانترنت) بينما المعرفة هي كيفية تطبيق المعلومة والاستفادة منها بطريقة ملموسة.. فنحن نعلم مثلا أن السيارة تسير بالبنزين، ولكن قلة تعرف "كيف"، وأقل من ذلك تعرف كيفية صنع السيارة ذاتها.. وفي المثال السابق قال فني الصيانة: لأنني "أعرف" ولم يقل لأنني "أعلم" لأن جميعنا يعلم أن الانسدادات الصلبة قد تعطل أي محرك ولكن قلة (تعرف) أين وكيف يمكن توظيف هذه المعلومة لصالحه. وبعكس الموارد الطبيعية - التي سرعان ما تنضب - تعد المعرفة موردا متجددا لا ينفد. وهذه الحقيقة هي التي تفسر ازدهار دول لا تملك أي موارد طبيعية مثل اليابان وتايوان وهونغ كونغ (وجميعها جزر صخرية ضيقة) حيث لم يبق أمامها غير استغلال (مواردها الذهنية) وتطبيقها كمنتجات تصدر للخارج. وحتى داخل الدول الصناعية المخضرمة نلاحظ تفوق الشركات المعرفية والمعلوماتية (مثل جوجل وميكروسوفت والفيس بوك) على شركات التصنيع المادية مثل فورد وشل وجنرال اليكتريك.. وحتى الشركات التي تنتج سلعا مادية ملموسة أصبحت تسجل حقوق المُنتج أولا ثم تسعى لتصنيعه بكلفة أقل بأي مكان في العالم.. وأذكر أنني ضربت مثلا بشركة أبل التي تصنع الآيفون في جنوب الصين، ونوكيا التي لم تعد تصنع شيئا في فنلندا، وبوينغ التي تتعاقد مع 920 شركة أجنبية لصنع طائرتها 787. ورغم أهمية بقاء المصانع - لإنتاج السلع الاستهلاكية - إلا أن انفتاح العالم وبروز اقتصاد المعرفة جعل الشركات العريقة تغلق مصانعها في "الداخل" وتنقلها إلى الصين وتايلند وفيتنام.. وبهذه الطريقة تحقق ربحية عالية (قد تصل الى 85%) دون أن تفعل شيئا غير امتلاك حقوق الملكية وتوثيق أسبقية الابتكار.. فشركة سامسونغ مثلا تصنع كمبيوترات "جالكسي" في فيتنام بحيث تنال 90% من الأرباح وتترك للعمال الفيتناميين 10%.. أما شركة هوندا فتصنع سياراتها في تايلند وماليزيا بثلث كلفتها في اليابان، ومرسيدس وبويك تصنعها للمستهلك الصيني بربع قيمتها في ألمانيا وديترويت. وكل هذا يثبت أن المعادلة لم تعد اليوم ترتبط بقدرة الأمم على التصنيع أو بناء المصانع، بل بقدرتها على توليد المعرفة وتوظيف الابتكارات واحتكار حقوق صنعها وبيعها في أي مكان بالعالم! http://riy.cc/772489 |
رد: صناعة الأفكار
موضووع رووعه ومليء بالفاائده .. يعطيك العافيه اخي ابو محمد ...:16: لي عوده باكمال القراءه :34: |
رد: صناعة الأفكار
يعطيك آلعآفيه أخي أبو محمد آحسنت بـ آختيآر آلموضوع و تميزت بطرحه من خلال آلامثله و آلبرآهين آلتي سردتهآ من المعروف أن المعلومه أسآس آلمعرفه .. و المعرفه آمتدآد للمعلومه بعد إعادة هيكلتهآ و تصفيتهآ بعد قليلِ من آلفلسفه أستطيع آلقول بأن المعلومة حامل للمعرفة و المعرفة حاضنة للمعلومة يلتقيان في هدف وآحد ويتقاطعان في الغاية و آلمعرفه نتآج لمعلومه آستغلت بشكل مثآلي أود كذلك إدرآج مآليزيا ضمن آلامثله آلتي تفضلت بطرحهآ كآنت من دول آلعآلم آلثآلث و أصبحت منذ فترهـ ضمن دول العالم آلثآني و يطمحون خلال العشرين سنه آلقآدمه بأن يكونوآ من ضمن دول العالم آلمتقدمه |
رد: صناعة الأفكار
الكبير مواضيعه كبرة زية تماما .. :21: عجبتني هالجملة .. :2: فالمعلومة خبر مجرد يتوفر للجميع (خصوصا في زمن الانترنت) بينما المعرفة هي كيفية تطبيق المعلومة والاستفادة منها بطريقة ملموسة. يعطيك العافية على هالموضوع الجميل .. :2: |
رد: صناعة الأفكار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مقالة بكل أمانة مليئة وثرية بالمعلومات القيمة والإنارات التثقيفية لقد شاركناك بقراءة المقالة واستفدنا كما استفدت اخوي أبو محمد يعطيك العافية وسلمت أناملك / ~ تقبل مروري :16: |
رد: صناعة الأفكار
"اختيار وافي لطرح راقي"
(زاد الله في علمنا ومعرفتنا وألهمنا الصواب في القول والعمل) لاهنت يا أبومحمد :16: |
رد: صناعة الأفكار
يعطيك العافية أخي الكريم ..
اللهم اجعلنا ممن يقرأون ويفهمون .. يفهمون ويطبقون .. :21: |
رد: صناعة الأفكار
الله يزيدنا علما ونورا .. والآن عرفنا قيمة المعرفة والعلم .. فرق بينهم وبيننا .. عندهم يسثمرون طاقاتهم ووقتهم وحتى لو جهد كثير وراتب ضئيل وعندنا .. عمل قليل وراتب ضعف رواتبهم والحمدلله على كل حال هذا يفس تقدم أمة وتأخر أمة .. علمائنا القدامى الذين اخذوا عنهم اوروبا قديما .. الذين انبهروا بافكارهم واختراعاتهم كيف حياتهم ؟ وكيف تعلموا وعملوا ؟ فلننظر لسيرتهم مرة .. لا اعتقد ان من بيننا من قرأ سيرتهم !! |
رد: صناعة الأفكار
نسيت اشكرك جزاك الله خيرا |
رد: صناعة الأفكار
اقتباس:
الأروع هو حضور أمثالتس .. كل الشكر لهذا الحضور ،، اقتباس:
إضافه مميزة زآدت الموضوع جمآل .. كل الشكر لهذا الحضور ،، اقتباس:
أنرتي الموضوع بحضورتس ،، اقتباس:
شاكر لك هذ الحضور ،، اقتباس:
شاكر لك حضورك ،، اقتباس:
الله يعافيتس .. كل الشكر لحضورتس،، اقتباس:
شكراً على هذه الاضافه .. وأنرتي موضوعي بردتس ،، |
| All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 11:59 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه