ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - اللغة العربية هنا المحاضره الاولى لمادة علوم لغويه 2 وبالتوفيق للجميع

مقدمـــة
*تاريخ الدرس اللغوي من القرن التاسع عشر وحتي القرن العشرين

عناصر الدرس
1-*ظهور علم اللغة في صورة نحو تاريخي مقارن:
اعتمدعلم اللغة على اللغات القديمة الميتة أو(الفيلولوجيphilology).
ونعني :التتبع التاريخي للغة ما ,ونشأتهاوتطورها وتغيرها إلى أن نصل للوضع الراهن للغة,ولكن هذه الدراسة التاريخية لاتخبرنا شيئا عن وظائف اللغة من وجهة نظر أولئك الذين يستعملونها.
فمتكلم اللغة لايهمه تاريخ اللغة, وعلم اللغة التاريخي
بسيط جدا (ك.جيفري سامبسون:المدارس اللغوية)
ويمكن أن يكون مخادعا لأنه يصف الحادثة الكلامية الواحدة منعزلة عن الأخرى,فهي لا تقدم دراسة علمية جيدة . لكن بالنسبة لعلم اللغة الوصفي فلا يوجد أي احتمال لوصف أي شيء منعزل
مثال:جذع شجرة النخيل (أو ثمرة الكيوي) عند قطعها أفقيا, فإننا نرى الأجزاء المكونة لها وعلاقتها ببعضها البعض,أما القطع الرأسي (والذي يمثل الدراسة التاريخية للغة) ,فإنه
لا يقدم لنا صورة متكاملة عن السطح, بل قد نرى خطوطا تتفرع وقد تختفي ومن ثم يضيع التحديد وتصعب المقابلة.
ومن هؤلاء الذين درسوا اللغة دراسة تاريخية,نذكر:
فرانز بوب وك (نظام التصريف في اللغة السنسكريتية)
راسموس راسك(اللغة الأيسلندية)
جريم وك:ج1(النحو الألماني)- قانون جريم
أوجست فريدريك وك(الاشتقاق)
وهم من *علماء القرن التاسع عشر*
2- التأثر بعلوم الفيزياء والميكانيكا والأحياء ونظرية (دارون) في التطور
3- ظهور مدرستين في أواخر القرن التاسع عشر:
*مدرسة كازان: ويتزعمها ”دي كورني“ صاحب نظرية (الفونيم(phoneme
*مدرسة جنيف: ويتزعمها ”دي سوسير“
- ويعد “ دي سوسير“ رائدالمدرسة الوصفية
- والأب الروحي لعلم اللغة الحديث.
وكذلك مؤسس المدرسة الاجتماعية في الدراسات
اللغوية
فقد تأثر بعالم الاجتماع الفرنسي: إميل دور كايم
فدرس اللغة باعتبارها ”واقعة اجتماعية“
فقد ضاق ذرعا بالدراسة التاريخية لعلم اللغة, واعتبر المنهج الوصفي
هو المنهج الصحيح والوحيد لدراسة اللغة
و ألف أول أعماله وهو في الثانية والعشرين من عمره ولم يعلنها,لصعوبة الكلام الذي يقوله, ولأنها كانت جديدة علي علم اللغة, بل ظهرت من خلال محاضرات جمعها اثنين من تلاميذه ,كانت ظروفهما تمنعهما من الحضور,ونشرت بعد وفاته تحت عنوان:
(محاضرات في علم اللغة :
(Course in general Linguistics)
(Mèmoire sûr le Systéme primitif Des voyelles dans les langues Indo- Europénnes)
وترتكز أفكاره على أصول ثلاثة:
أ - دراسة اللغة دراسة وصفية
(فصوت اللام مثلا في قولك(بسم الله) يختلف عن قولك(الله)
فاللام في الأولي: مرققة وفي الثانية: مفخمة
ب- تحديد ماهية:*اللغة المعينة (la langue) :أي نظام لغة معينة.
* اللغة بمعناها العام (le langage):أي اللغة بأوسع معانيها .
*الكلام الفرديla parole) ) أي لغة الفرد للغة.
جـ - رمزية اللغة
فاللغة عنده نظام من الرموز والعلامات وليست نظاما من الجمل.
واقترح له اسم علم العلامات أو (السيميولوجي)
وفكرة (العلامة اللغوية)أساسية في نظريته, فهي تربط بين التصور و الصورة السمعية تماما كالعملة ذات الوجهين, وهي التي كان يبحث عنها لأنها الشيء الذي يمكن تحديده,وهي تتسع لتشمل كل ما يمكن تمييزه من الكلمات والعبارات والجمل.
فقد اهتم بالألفاظ ولم يهتم بالجمل(بعكس الأمريكيين)
وآخر جملة قالها:
(إن موضوع علم اللغة الصحيح والوحيد هو اللغة في ذاتها ومن أجل ذاتها)
(The true &unique object of linguistics is language studied in &for itself))
4-هذا إلي جانب :
مدرسة(ييل ) الأمريكية: ويتزعمها “ بلومفيلد“
(Leonard Bloomfield) وهو ابن عم ”موريس بلومفيلد“عالم اللغةالمعروف.
- وتعد هذه الفترة هى البداية الحقيقية لظهورعلم اللغة الوصفي ((Descriptive Linguistics

أ- فهو أول من جعل دراسة اللغة دراسة علمية ومستقلة (سوسير كان يركز على العلامة اللغوية).
ب- وبدأ بتحديد كيفية دراسة اللغة, فذكر أن الدراسات التاريخية القديمة للغة (الفيلولوجية) كانت دراسة غير علمية, لأنها استدلالية ومعيارية.

جـ - شرح منهجه فاعتمد على كلام الفرد(عكس سوسير الذي اعتمد على كلام الجماعة)
د- اعتبر اللغة جزءا من السلوك الجسماني للفرد.
هـ- أكد أن دراسة اللغة لابد أن تكون وصفية(علمية واستقرائية)
وهذا الفهم جعله يقارن بين نظريتين:
*النظرية العقلية:
وهي ترد استجابة الفرد لرد فعل معين إلي عوامل غير فيزيقية(الروح,الإرادة,...)
** النظرية المادية:
وهي صالحة لدراسة السلوك الإنساني المعقد.
- فأي تغيير في الكلام باعتباره نوعا من هذا السلوك يؤدي إلى سلسلة معقدة من التتتابعات.
- وأي تغيير في الجسم يؤدي إلي اختلاف كبير في الاستجابة, لكننا يمكن التنبؤ بالاستجابة إذا عرفنا الحالة التي كان عليها ذلك الشخص.
فقد تأثر بمذهب(واطسون ) في علم النفس:ويتلخص في رد فعل الشخص (الاستجابة) حين يرى موقفا معينا (المثير),أو( قصة جاك وجيل:التفاحة )
وكتابه (اللغة Language: ) يعتبر هوعلم اللغة الأمريكي.
5- أما“ ادوارد سابير“ الأمريكي , فقد تأثر بعالم الانثربولوجي :فرانز بوعزالذي درس لغات قبائل الهنودالحمر(وتأثر به تلميذه ”سابير“)
ولم يغفل ( المعنى) في دراساته,فالجملة عنده:”التعبير اللغوي عن قضية”.
6- وهناك مدارس لغوية أخري مثل:
مدرسة ”براج“ في تشيكوسلوفاكيا
وتعتمد على :
أ- ياكوبسون
ب- تربتسكوي
وأهم الأفكار:اعتبار“ الفونيم“ أصغر وحدة صوتية
7- ثم تأتي بعد ذلك مدرسة لندن أو ”فيرث“
وتعتمد على نظرية :سياق الحال
(Context of situation) , والتي تعتمد على :
أ- شخصية المتكلم والسامع
ب- العوامل الاجتماعية والمناخية المصاحبة للسلوك الكلامي
جـ - ما يتركه الكلام من أثر في السامعين كالألم أو الضحك...إلخ بمعنى أن الكلمة لا تؤدي معنىً بمفردها, وإنما يتحدد معناها بما يحيط بها من أحداث كلامية.
وقد وصفه د.كمال بشر بالمنهج الشكلي التركيبي
(formalistic structuralistic approach)
8- أما مدرسة ”كوبنهاجن“ : فقد اعتبرت اللغة نسقا من العلامات.
وصفوة القول أنه:
1- إذا كان القرن التاسع عشر قد تأثر بالفيلولوجي , وأول القرن العشرين(دي سوسير) تأثر بعلم الاجتماع
لدي (دور كايم),والعالم(سابير) تأثر بـ(فرانز بوعز)
فهؤلاء لم يهتموا بالنظريات قدراهتمامهم بالبحث الحقلي للغات (مثل لغات الهنود الحمر),فأعطاهم هذا نوع من اليسر في الدراسة ,فليس من السهولة أن يتخلص الانسان من التراث الذي يقيده أثناء الدراسة,حتى بالنسبة للغتنا العربية.
2- هؤلاء الثلاثة: سوسير وبلومفيلد وسابير هم الذين وضعوا أسس علم اللغة الحديث
وهذا الطابع السلوكي لدراسة اللغة لدى بلومفيلد والغرب كان السبب في ثورة التحويليين.
أو بالأحرى هو السبب الرئيسي في
ظهور“تشومسكي“ ونظريته.
”تشومسكي ”وثقافته:

فقد ولد بولاية ”فيلادلفيا“ من أصل يهودي عام(1928م).
واسمه(افرام ناعوم تشومسكي).
Avram Noam Chomsky))
درس علم اللغة واللغةالعبرية والفلسفة والرياضة بجامعة“بنسلفانيا“وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه
عين أستاذا في معهد ماساتشوسي للتكنولوجيا عام1905م.
كماعين أستاذا بجامعة بنسلفانيا وهو في الثامنة والأربعين من عمره.
بدأ سنة1950م تطوير نظريته قي النحو التوليدي ليصل بها إلي العالمية
وقد تعرضت نظريته لكثير من النقد ولازال الخلاف
مستمرا مابين مؤيد ومعارض.
*تأثر في دراساته بكل من :

أ – عالم النفس الألماني(مولر)----(الجانب النفسي)
ب- عالم الفلسفة الفرنسي(ديكارت)-------(الجانب
الفلسفي)
جـ - وأستاذه ”هاريز“-------- (الجانب اللغوي)

وهذه الجوانب الثلاثة تمثل الأركان الأساسية لنظريته.
فذكر أن الفضل في نشأة اللغة يرجع إلى غريزة زود بها الانسان في الأصل , وذلك للتعبير عن مدركاته بأصوات مركبة ذات مقاطع.(الجانب النفسي)
وذكر أيضا أن الفرق بين الانسان والحيوان هو قدرة الانسان على النطق والتعبير بجمل وعبارات مختلفة وبطرق مختلفة (الجانب الفلسفي) ,بعكس الحيوان الذي لا يستطيع فعل ذلك.
أما الجانب اللغوي : فيتمثل في مقدرة الانسان منذ ولادته على التعبير اللغوي .

والخلاصة: أن الأمريكيين درسوا اللغة دراسة أفقية ((sentegmaticأو(علاقات الجمل )
مثال:حضر الرجل من البيت.
الفعل(حضر) لابد أن يأتي بعده اسم وهو الفاعل (الرجل)-ثم مكملات الجملة(من البيت) ---علاقةأفقية
أما علماء اللغةالأوروبيين فدراستهم كانت رأسية (paradigmatic):
مثال: حضر الرجل من البيت.
من الممكن حذف(حضر) ووضع :خرج,هرب....
وكذلك :الرجل ---- نضع زيد,محمد....}قانون الإحلال {
وهذا ما أثر في ”تشومسكي“ حين أدخل تعديلات علي نظريته