![]() |
الوحي والحقائق العلمية !
الوحي والحقائق العلمية ! بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد عبدالله ورسوله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ومن إقتدى بهم وبعد : فإنَّ مَن آمن بالله تعالى رباً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً وجب عليه التصديق بما جاء في القرآن العزيز وفي صحيح السنة المطهرة وهذا أمر متحقق لكل مؤمن , لكن قد يطرأ إشكال أو يـُثار سؤال وهو: كيف نتعامل مع ما ورد في القرآن أو صحيح السنة ولاسيما في هذا الزمن الذي حصل فيه ثورة علمية ونهضة حضارية وخصوصاً بعض الآيات أو الأحاديث الصحيحة التي قد يـُفهم منها أنها تعارض العلوم الدنيوية سواء كانت طبية أم هندسية أم فلكية ..إلخ ؟ والجواب : أنه قد تقرر عند العلماء أنه لا تعارض بين النص المحكم وبين الحقيقة العلمية ,وإذا ظهر تعارض فهذا التعارض لا يخرج عن الحالات التالية : أ: أن تكون دلالة الآية أو الحديث دلالة نصيّة واعني بالنص هنا : ما لايحتمل التأويل أو الإحتمال لا عن قرب ولا عن بعد. يعارضها نظرية علمية لم ترقَ لتكون حقيقة علمية , مثال ذلك قول الله تبارك اسمه " والشمس تجري لمستقر لها " فهذه آية نص الله تعالى فيها على جريان الشمس وكنا نجد أن هنالك نظرية حاصلها أن الشمس ثابتة لا تتحرك , فهنا نقدم قول الله تعالى ولا ننظر إلى تلك النظرية التي تخالف هذا النص القرآني , مع العلم أن نظرية ثبوت الشمس قد تم بطلانها من قبل علماء الفلك المحدثين وقد أثبتوا حركة الشمس. ب :أن تكون دلالة الآية أو الحديث دلالة ظنية يعارضها حقيقة علمية مثال ذلك: قول الله عز وجل " والجبال أوتادا " وقوله جل في علاه " الله الذي جعل لكم الأرض قرارا" فالبعض يفهم من الآيتين الكريمتين وغيرهما ثبوت الأرض وأنها غير متحركة , وأدى به فهمه هذا إلى إنكار حقيقة علمية وهي دوران الأرض حول الشمس . ومن تأمل في الآيتين الكريمتين وأمثالهما يجد أن الدلالة ليست دلالة نصية إنما هي دلالة ظنية فكيف يجوز لهذا وأمثاله إنكار هذه الحقيقة بهذه الدلالة الإحتمالية مع العلم أنه قد يأتي آخر ويقول أن هذه الآيات وأمثالها تدل على حركة الأرض ودورانها وإلا فما الحكمة من وجود الرواسي والأوتاد إن كانت ثابتة غير متحركة , ثم إن المقصود بالثبوت الوارد في القرآن هو كونها غير مضطربة وهذا لاينفي الدوران أصلا. ج: أن تكون دلالة الآية أو الحديث دلالة ظنية يعارضها نظرية ليست حقيقة ففي ظني تقديم دلالة الوحي أولى مع أنه هناك من قال يقدم الراجح منهما كشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى. إذا عـُلم هذا فاعلم أنه لايجوز لأحدٍ كائناً من كان أن يأتي بقول يخالف النص وأعني بالنص ما أوردتُ تعريفه سالفاً أو حقيقة علمية ومن فعل هذا فهو آثم مأزور غير مأجور جنى على الكتاب والسنة والحقائق العلمية , والسبب في كونه آثاماً مأزوراً أنه تكلم بجهل وأفتى بغير علم. فكم عيرت الرافضة وإخوانهم من اليهود والنصارى أهل السنة بمثل هذه الفتاوي المتخلفة!. وهنا لابد من تنبيه : أقوال العلماء السابقين الذين قالوا بمثل هذه الأقوال نعذرهم فلم يـُفتح لهم ما فتح الله تعالى به على عبادة في هذا الزمن من فتوحات علمية وأقوالهم تلك تطوى ولا تُروى , لكن كلامي موجه لمن قال بمثل هذه الأقوال من المعاصرين . ولا يأتين متحذلق ويحاول أن يسوغ لتلك الأقول ويستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن اجتهد وأخطأ فله أجر " فليس في هذا حجة لأن النبي صلى الله عليه والسلم يعني الإجتهاد في أمور غير نصية ( أعني بالنص ماتم تعريفه في الأعلى ) يسوغ فيها الإجتهاد ككشف وجه المرأة لغير محارمها , وكإسبال الإزار لغير خيلاء وغيرها من المسائل التي يسوغ فيها الإجتهاد والخلاف , وما حصل هذا إلا لعدم وجود نص يقطع الخلاف ويستأصل الإجتهاد. وكلامي هذا موجه لمن خلع ربقة التقليد ونبذ التمذهب المقيت أما المتمذهبون والمقلدون فلا أقول لهم إلا ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته : العلم معرفة الهدى بدليله ... ما ذاك والتقليدُ مستويانِ حرنا بكم والله لا أنتم مع ... العلماء تنقادون للبرهانِ كلا ولا متعلمون فمن تـُرى .. تـُدعون نحسبكم من الثيرانِ لكنها والله أنفع منكمو ...للأرض في حرثٍ وفي دورانِ نالت بهم خيراً ونالت منكمو .. المعهود في بغيٍ وفي عدوانِ فمّن الذي خيرٌ وأنفع للورى ... أنتم أم الثيرانِ بالحسبانِ والله من وراء القصد. رقم : سعيد بن صالح بن علي حمدان |
رد: الوحي والحقائق العلمية !
لي عودة إن شاء الله |
All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 03:36 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك
الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه